أسرار التفوق في الدراسة


أسرار التفوق في الدراسة :

عزيزي القارئ.. من منا لا يرغب في معرفة أسرار وطرق وفنون المذاكرة وتحصيل الدرجات!! سؤال طالما تكرر بين جيل الآباء والأبناء وهذا لعظم فائدته وأهميته، كما الشمس للأرض، وفي سره كما الماء العذب، الزلال وكما الهواء العليل في شفائه من الاسقام والأمراض وأنت الآن وبغض النظر عن مرحلتك العمرية؛ بين احتمالين اثنين، لا ثالث لهما، فإما أن تكون طالبًا في المدرسة، أو الجامعة أو حتى الدراسات العليا، وإما أن يكون لديك ابنا أو أخا أو قريبًا أو عزيزا، ما زال يدرس في مرحلة ما ويا حبذا لو تشاركه تلك النصائح المكتوبة بماء التفوق، ومداد الأمل وحبر النجاح،  ولن أطيل عليكم أكثر من ذلك وبادئة على بدء أذكر من النصائح ما يلي:

النية: وأقصد بها أن تذاكر بنية صادقة كي تستوعب وتتقن المادة وليس فقط من أجل النجاح أو الشهادة فانت تذاكر لتنصر دينك ووطنك ويعلو شأنك بين أقرانك وكلما كانت النية كبيرة وصادقة كان الجهد أكبر والأعمال موفقة ويبارك الله فيها وكيف لا وقد قال الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم “إنَّما الأَعمالُ بالنيّات، وإنَّما لِكُلِّ امرئ ما نوى” .

الهمة العالية : فكلما كانت همتك عالية كلما كان إصرارك وعزيمتك وتحملك لمشقة وعناء الدراسة أكبر بكثير، بل وستجد نفسك مستمتعا بما تقرأ، ولكي تزيد من همتك؛ عليك أن تحب ما تقرأ وتتفاعل معه وتستفسر عن أمور قد تخطر على بالك وتبحث عن إجابات لأسئلتك، وبذلك تخلق جوا من المرح والسعادة يخفف عنك التعب والعناء ومشقة السهر.

في كل حين ضع هدفك أمام عينيك، واعلم أنك ترضي الله ورسوله وتساهم في بناء وطنك ومجتمعك وتسمو بروحك؛ فتفجر طاقاتك الكامنة وقواك الخفية وستجني أعلى الدرجات وتحصد أعلى المراتب، بلا شك، ما دام الإخلاص سيد الموقف والتوكل على الله عموده ومرساته.

حاول الدراسة مع الرفقاء الجدد: تبادل المعلومات والأسئلة له لما له من عظيم الأثر في استذكارها واسترجاعها، لا سيَّما في المواد التي تحتاج إلى عصف ذهني وتفكير وتلاقح الأفكار.

ننصح بتسجيل المحاضرات: لاسيما في ظل التطور الحالي للأجهزة المحمولة الجديدة ولكن لابد أن يكون هذا بعلم وموافقة المدرس أو المحاضر؛ مما يعطي انطباعا جيدا عنك، فلا تخالف سياسة المؤسسة التعليمية اذا كان التسجيل ممنوعا؛ فتعرض نفسك لمخالفة أنت في غنى عنها.

اندمج وتفاعل مع المادة: يجب عليك أن تحاول التفاعل مع المادة كأن يعجبك جزء، أو فصلا منها وبالتالي تنفذ من تلك النقطة إلى باقي الدروس وتحب المادة ومدرسها، وبالتالي يسهل عليك المواظبة على الدروس وحضور المحاضرات وعدم التغيب عنها، وهنا ينسجم العقل مع الوجدان، فيدعم عقلك الباطن عقلك الواعي؛ فيصبح التركيز مضاعفا مرات ومرات والذاكرة أقوى بكثير، وسترى عجبا وقوة في الحفظ والفهم، تلمسها بنفسك وتشعر بها.

تفاعل مع المدرس أثناء المحاضرة: عليك بالتفاعل مع المدرس أثناء المحاضرة وذلك بالتركيز معه والانتباه لما يقول، وتوقع الأسئلة التي قد يسألها، فمن الممكن أن تكون الإجابة من نصيبك؛ فتحصلوا على درجات تشجيعية أو إضافية، وياله من أثر تحفيزي، قوي نحو التقدم والنجاح.

لا تتردد في السؤال: في حال لم تستوضح حقيقة شيء ما، أو لم تستوعب نقطة ما؛ فلا تتردد في سؤال المدرس، لاسيما في الأوقات المكتبية، مما يعزز العلاقة ويوطد أواصر المحبة والثقة بينك وبين المدرس.

اهتم بتغذيتك: ولا تنسى نصيبك مما يفيد من الأكلات والثمار الغنية بالفيتامينات ومحفزات الذاكرة، خاصة وقت الاختبارات، ومن هذه الأطعمة: (الزبيب، التمر، لعصائر الطازجة، والمكسرات) يمكنك تناولها في وقت الاستراحة.

عليكم بالتدوين والتسجيل أثناء المحاضرة: لاسيما النقاط التي يكررها المحاضر أو يخبركم صراحة بانها مهمة ستفاجأ في نهاية الفصل أو العام الدراسي بأنك قد جمعت عدة نقاط مهمة تجدها في الاختبار لا محال…!!

حاول قدر الامكان تحضير الدروس في المنزل: وكتابة بعض الأسئلة التي تود الاستفسار عنها مما يساعد في اندماجك وتفاعلك مع المحاضر فيزيد من نسبة تركيزك.

يجب ألّا تؤجل عمل اليوم إلى الغد: لابد من الدراسة والمذاكرة وأداء الوظائف والواجبات أول بأول، لأن من يقصر فيها ويؤجلها يعتبره المدرس مثالا للتقصير واللامبالاة وعدم الاهتمام بالمساق الذي يدرسه، ناهيك عن الفكرة السلبية التي سوف يأخذها عنك، فتجنب الوقوع في خطر التسويف وآثاره المدمرة.

حدد موعد لمراجعة ما تم مذاكرته: حتى تتحول المعلومة من الذاكرة المؤقتة إلى الذاكرة الثابتة وبصيغة أخرى؛ حتى ترسخ المعلومة في الذاكرة فيصعب نسيانها.

تصفح كل شيء أولاً: عند تحضير أي شيء؛ يفضل التصفح أولاُ والاطلاع على العناوين الرئيسة والفرعية والجداول والصور والرسوم البيانية وقراءة الأسئلة ووضع خطوط تحتها، أو تحويل العناوين الرئيسية والفرعية إلى أسئلة، ثم بعد ذلك ننصح بالقراءة الأولية للمادة أو الوحدة أو الفصل المحدد، ثم عليك بأسلوب التلخيص؛ فقد ثبتت جدارته عند كل متعلم وطالب، واختم مذاكرتك بحل الأسئلة والتمارين والتعديل على التلخيص ليشمل طرق حل الأسئلة ثم لا تنسى تحديد موعد للمراجعة حيث تنقل ما ذاكرته إلى الذاكرة الثابتة وليست المؤقتة  كما ذكرت سابقا.

اخلق بيئة مناسبة للدراسة: يجب عليك أن تختار المكان الهادئ والخالي من الضوضاء والإزعاج ويا حبذا لو كان مكانا طبيعيا إن أمكن ذلك، وإلا فمكتب مرتب ومنظم ونظيف، ولا مانع أن تطلب من المحيطين بك من الأهل والأقارب أن يساعدوا في توفير الجو المناسب لك أيضا، وعليك باغتنام أوقات الهدوء والراحة والاستعداد النفسي والجسدي لتقبل المعلومات.

التكرار ثم التكرار: حسن خطك وطريقة كتابتك للملخصات والمدونات والملاحظات وعليك بالتكرار ثم التكرار والتركيز على النقاط المهمة في المذكرات.

وفي ختام مقالي هذا أنصحك بصلاة الفجر والدراسة بعد الفجر فقد ثبت علميا أن الدراسة بعد الفجر وفي الصباح الباكر من أنسب وأفضل الأوقات للدراسة والمذاكرة حيث يكون العقل والذاكرة في أكثر الأوقات استعدادا واستقبالا للمعلومات والمذاكرة وياله من وقت عليك اغتنامه واستثماره بقدرما تستطيع.

أخوكم/ م.خالد عماد عبد الرحمن

[email protected]

 


    Like it? Share with your friends!

    mm
    كاتب وباحث فلسطيني في مجال المجتمع والأسرة، مدرب تنمية بشرية وأسرية ومهندس نظم وتكنولوجيا معلومات