احترس من اثنين .. أفكارك وعقلك الباطن


احترس من اثنين .. أفكارك وعقلك الباطن

خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

تمر السنون ويمضي العمر مابين نجاح وفشل، أفراح وأحزان، هموم تعترينا تقف حائلاً بيننا وبين أحلامنا،

محطات ومراحل مررنا بها، تلاشت فيها ضحكاتنا واندثرت طموحاتنا، احلام عجزنا عن تحقيقها، وأمنيات باتت غريبة عنا.

ودائماً أتساءل يا ترى من المسئول عن كل هذا ولماذا أنا ؟؟ أين تذهب أحلامي ؟؟

حتى سمعت هاتف يدق بداخلي: “أنصت لأفكارك، تصالح مع عقلك الباطن، هل أنت وأفكارك أصدقاء أم أعداء؟؟ متفقون ام دائماً تختلفون؟؟ من القائد في هذه الرحلة أنت أم العقل الباطن دخلك؟؟ فكر في هدوووء”

فجلست صامتاً قليلاً وبدءت الأحداث تراودني، فحياتنا كالصندوق الأسود مليء بالعديد من الاحداث والتجارب، أحداث من الأمس أنتهت ولكنها مازالت عالقة بداخلنا، وحكايات تجرى الآن وتشكل حاضرنا، وحوارات عن مستقبل غامض وماذا يخبأ لنا.

نكبر وتكبر أحلامنا ولكنها مازالت عالقة لم تحلق عالياً، تسكن صمتاً بداخلنا، ورغم محاولات تحريرها، كثيراً ما تجذبنا مشاعر لأفكار عكسية لما حلمنا به، تحبطنا وتشدنا الى الأسفل.

أفكار سلبية تراودنا وتقتحم العقل الباطن عند كل قرار، تحول بيننا وبين أهدافنا، مابين خوف وعوائق وهمية

كم من مرات خططت وتوقفت عند أول عقبة؟ وكم من هواجس وأفكار فرملت أحلامي؟؟

يا الله من أين أتت تلك الأفكار؟؟ كيف استسلمت لها؟؟ وإلي أين ستصلني؟؟ من المتحكم؟؟

حوار يراودنا جميعاً، نعيش في غفلة سنين طويلة نلقي باللوم على الظروف، نتصادم مع أفكارنا وعقلنا الباطن، ولا نعلم إلا القليل عنهم.

فتعالوا معاً لنفهم ماهية عمل أفكارنا ومن المتسبب في كل هذا، نحن أم الظروف؟؟!!

ما هي الأفكار و كيف تعمل وكيف تتغلغل في العقل الباطن

توصل العلماء إلى أن كل حدث في حياتك كان في الأصل مجرد فكرة، سواء إتفقت معها أم رفضتها، فكرة أنت من أذنت لها بالعبور كبرنامج لتستقر في العقل الباطن لذيك فتشكل حياتك وأحداثك بتكرارك لها ومزجها بالمزيد من المشاعر السلبية أو المشاعر الإيجابية.

ليست في الغالب لها أساس من الصحة، فقد تكون أشياء وهمية، أو أشياء ترفض حدوثها، أو صفة أقترنت بك.

أفكار عديدة من ٦٠ ألف إلى ٧٠ ألف فكرة يومياً، إيجابي وسلبي، وكل فكرة عبارة عن طاقة ولها تردد ذبذبي معين، تتخزن بداخلك في العقل الباطن حيث تمتزج بمشاعرك سواء بتوافقك أو بتنافرك منها، وحينما تصل لذروتها تنطلق خارجاً في ملكوت الله جاذبة إليك مرة أخرى من يماثلها في التردد.

ف الكون حولنا عبارة عن طاقات بترددات مختلفة، ولأنك لست مدركاً لمدى وقوة أفكارك، فتجلب لحياتك ما لا ترغب به ولا تدري من المتسبب في ذلك، وغالباً ما تنسبه لشماعات الظروف !!

ولكن الحقيقة هي “كل مانحن عليه الآن هو نتيجة أفكارنا” التي “برمجت عقلك الباطن” فأصبح “باور لواقع حياتك” “فجذبت لحياتك كل ما هو موجود بحياتك”!!!

قال تعالى: “قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ” آل عمران (١٦٥)

فلا تُلقي باللوم على غيرك ولا تبحث عن شماعات الظروف، ولكن تحكم في أفكارك !!! سيطر على العقل الباطن لديك !!!

ولكن كيف يحدث هذا فهل يعقل أني أجلب المشاكل والهموم بنفسي لنفسي ؟؟؟ وما علاقة هذا بعقلي الباطن؟؟

نعم أنت من فعلت ذلك، وحتي تعقل كيف حدث هذا فهل تعلم بدايةً كم عقلاً لديك وما علاقة كل هذا بالعقل الباطن؟؟

مادياً لكل فرد عقل واحد، ولكن ببساطة لنتخيل مجازاً انه هناك ثلاثة بوابات يتحكمون في مجرى حياتك، تمر خلالهم الفكرة حتي تتجلّى للواقع:

١-بوابة العقل الواعي  Conscious Mind Gate

٢-بوابة العقل اللاواعي أو الباطن  Subconscious Mind Gate

٣-بوابة العقل العالي Universal Mind Gate

وسنتعرف عليهم في إيجاز شديد :

 

بوابة العقل الواعي

هو المسيطر والمتحكم الأول في وصول الأفكار إليك، وهو مفكر ومنطقي ويعي ما يحدث الآن، يقوم بالعمليات الحسابية، ولا يستطيع القيام بأكثر من شيء واحد، وهو بوابة وصول الأفكار إلى العقل الباطن، ايجابية أم سلبية، هو من يغذيه بالأفكار /البذور التي تحصد ثمارها بعد ذلك، هو المبرمج الذي يبرمج عقلك الباطن .

 

بوابة العقل اللاواعي أو الباطن

وهذا بيت القصيد، الصندوق الأسود حيث تختزن الأفكار عبر السنين، من الأهل، البيئة، الميديا، سبب مشاكلنا جميعاً، نجاح أو فشل.

  • لايعي الأشياء ولايجيد التفرقة بين الوهم والحقيقة، ويتعامل مع أكثر من شئ في نفس الوقت.
  • أرض خصبة جاهزة للزراعة بمايرسل إليه من بذور (أفكار) عن طريق العقل الواعي.
  • فيخزن مليارات المعلومات المرسلة إليه، سواء أفكار صريحة أو حديث داخلي أو ذكريات أو مشاعر أو حتي تهيآت ومخاوف ليس لها أساس من الصحة.
  • وبالتكرار كثيراً تصبح الفكرة مفعّلة وجاهزة للإرسال، فتعبر بوابته مروراً لبوابة العقل العالي، حيث الجزاء من جنس العمل!!

 

بوابة العقل العالي

  • ببساطة إذا شبهنا العقل الواعي بمثابة المبرمج والعقل الباطن بجهاز الكمبيوتر، إذا ف العقل العالي وكأنه الشبكة العنكبوتية والتي تصل بين كل الأجهزة والكون بكل تردداته وطاقاته.
  • بوابة اتصالك بالكون وانطلاقك نحو تجلّي أفكارك ونواياك المختزنة بـ العقل الباطن أي أفكار أو برامج مرسلة إليه من اللاواعي تتطابق من خلاله بما يشبها لترجع إليك مرة أخرى على شكل نتائج وأفعال وأحداث، حيث الكون مسخر لخدمتك، ويرلس واسع المدى، أردت سعادة ستجد، أردت شقاء ستجد، فلك ما تريد!!
  • فما تركز عليه سيزداد، والحقيقة هو لم يزداد فعلياً، ولكن طبقاً لقانون الوفرة فأنت عندما ركزت عليه جذبته لحياتك أكثر، وهذا موضوع أخر سنتطرق إليه لاحقاً.

إذن فالعقل الواعي هو القائد والمتحكم في العقل الباطن يغذيه بالبرامج /الأفكار /البذور، والعقل الباطن هو القائد والمتحكم في العقل العالي، يغذيه بما يريد ويوجهه لجذبها.

وأخيراً العقل العالي بوابتك نحو تجلّي أفكارك حقيقة بين يديك، شبيك لبيك الكون كله مسخر بين يديك.

وأخيراً توقف عن الشعور بدور الضحية، أو تحميل الأخرين سبب إحباطك، فحياتك من اختيارك، تخيّر أفكارك، اشحن عقلك الباطن بما تريده فعلاً، وركز على ما تريد لا على مالا تريد، فما تركز عليه يزداد، وأحسن الظن بالله عز وجل، ولتعلم أنه سبحانه لم يخلقك لتشقى، فالكون كله خُلق مسخراً لك .

يمكنك أيضاً قراءة مقالة >>> العقل الباطن طريقك الى النجاح


    Like it? Share with your friends!

    سماء حافظ كمال
    البلد: مصر الشواهد والمؤهلات: ١-بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة ٢-دبلوم محاسبة ومراجعة جامعة القاهرة ٣-دبلوم ممارس في علم البرمجة اللغوية ٤-دبلوم مدرب العادات السبع للناس الأكثر فعالية ٥-كاتبة في عدة جرائد إلكترونية ٦-قراءات مختلفة في علوم التنمية البشرية وقانون الجذب والعقل الباطن ٧-جروب وصفحة وبلوج لنشر الطاقة الإيجابية