العادة الأولى من العادات السبع للناس الأكثر فعالية


ملخص العادة الأولى من العادات السبع للناس الأكثر فعالية

كُن مبادراً

العادة الأولى: –

كُن مبادراً – (مبادئ الرّؤية الشّخصيّة)

ما هو الوعي الذّاتي ؟

إنّ الوعي الذّاتي وهو القدرة على التّفكير في عمليّة التّفكير ذاتها هو قدرة بشريّة فريدة لا تمتلكها الحيوانات ولهذا السّبب جعل الله تعالى الإنسان صاحب اليد العليا في هذا العالم، ولهذا السّبب هو الذي يحقّق تطوّرات قيّمة عبر الأجيال المختلفة، ولهذا السّبب أيضاً يمكّننا الارتقاء والتّعلم من تجاربنا الشّخصيّة وتجارب الآخرين، ولنفس السّبب أيضاً يمكننا بناء وتغيير عاداتنا.

إنّنا لسنا المشاعر التي تعترينا، ولسنا الحالات المزاجيّة التي تنتابنا ولسنا الأفكار التي داخل عقولنا، فإن الحقيقة الثّابتة أنّنا نستطيع التفكير في تلك الأشياء وهو ما يميّزنا عن عالم الحيوانات.

إذاً الوعي الذّاتي يمكّننا من الانفصال عن أنفسنا، وتفحّص الطّريقة التي نرى بها أنفسنا- تصّورنا الذّاتي لأنفسنا – والذي يعدّ التّصوّر الذّهني الأساسي للفعاليّة، وهو لا يؤثر على توجهاتنا وسلوكيّاتنا فحسب، بل يؤثّر على الطّريقة التي نرى بها النّاس، لذا فهو خريطتنا لمعرفة أسس طبيعة البشر، وبما أنّ البشر يتمتّعون بصفة الوعي الذّاتي المتفرّدة، يمكننا دراسة تصوّراتنا الذهنيّة لتحديد ما إذا كانت واقعيّة أو قائمة على أساس مبادئ أو أنّها نابعة من التّأثيرات الخارجيّة والظروف.

يُنصح بـ تحميل كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية Pdf

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

المرآة الاجتماعيّة

إذا كان المنظور الوحيد الذي نرى أنفسنا من خلاله هو انعكاس للمرآة الاجتماعيّة – أي من خلال التّصوّر الذّهني للمجتمع، ومن خلال الآراء والمفاهيم والتّصورات الذهنيّة للمحيطين بنا – فهذا يشبه إلى حدّ كبير رؤيتنا انعكاساً لأنفسنا في حجرة المرايا المجنونة في الملاهي !!

“أنت دائماً متأخّر” ، “لماذا لا تستطيع إبقاء الأشياء منظّمة” ، “أنت تلتهم الطّعام بنهم”

كل هذه الرّؤى غير مترابطة وغير متناسبة وغالباً تكون من نسج الخيال وليست انعكاساً لشيء، فهي تبرز مخاوف ونقاط ضعف النّاس الذين يقولونها أكثر ممّا يقدّم انعكاساً دقيقاً لما نحن عليه بالفعل.

 

النّظريّات الاجتماعية الثّلاث لتفسير طبيعة الإنسان

*النّظريّة الأولى: هي نظرية الحتميّة الوراثيّة، التي تقول بأنّنا نحصد صنيعة أجدادنا؛ ولهذا السّبب قد نعاني من حدّة المزاج الذي انتقل إلينا من أجدادنا عبر الحمض النّووي وهو يواصل انتقاله من جيل إلى جيل عبر سلسلة وراثيّة.

*النّظريّة الثّانيّة: هي الحتميّة النّفسيّة، وتقول أنّنا نحصد صنيعة آبائنا، بمعنى أنّ توجهاتك الشّخصيّة وتركيبة شخصيتك هما في الأساس نتاج أسلوب تربيتك والتّجارب التي مررت بها في طفولتك.

*النّظريّة الثّالثة: هي الحتمية البيئية، والتي تقول إنّ رئيسك هو الذي يجني عليك أو زوجك أو وضعك الاقتصادي أو.. بمعنى آخر شيء ما في بيئتك هو المسؤول عن الموقف الذي أنت فيه.

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

تعريف المبادرة

إن كلمة مبادرة معروفة الآن في مجال الإدارة إلّا أنّها كلمة لن تجدها في معظم القواميس، فهي تعني أكثر من مجرّد أخذ خطوة إلى الأمام، إنّها تعني أنّنا كبشر مسؤولون عن حياتنا، تعني أنّ سلوكنا هو نتاج قراراتنا وليس ظروفنا، فنحن نستطيع أن نضع المشاعر في مرتبة أدنى من القيم، إنّنا نمتلك حسّ المبادرة والمسؤوليّة التي تمكّننا من تحقيق ما نريد.

 

ما هي المسؤوليّة ؟

إذا نظرنا إلى كلمة مسؤوليّة سنجد بأنّها تحمل في طيّاتها معنى قدرتك على اختيار نوعيّة الاستجابة الصّادرة عنك، والنّاس الذين يتمتّعون بالمبادرة السّريعة يدركون تماماً معنى تحمّل المسؤوليّة، ولا يعلّقون سلوكيّاتهم على الظّروف والأحوال، لأنّهم يعون تماماً أنّ سلوكيّاتهم هي نتاج لاختيارهم الواعي المبني على أساس من القيم وليست وليدة الظروف التي يمرّون بها والمبنيّة على المشاعر.

 

ما الفرق بين الأشخاص المبادرين والانفعاليين ؟

إذا كانت حياتنا نتاج الظروف والمؤثّرات الخارجيّة؛ فإن ذلك لأنّنا اخترنا عن قصد أو اضطررنا لزيادة قوّة هذه الأشياء التي تتحكّم بنا، وهذا الاختيار يحوّلنا إلى أشخاص انفعاليين

 

*التأثّر بالبيئة المادّيّة:

إن الأشخاص الانفعاليين يتأثّرون بالبيئة المادّيّة المحيطة بهم، فعندما يكون الجّو صحواً يكون مزاجهم معتدلاً، وعندما يكون الجّو مليئاً بالغيوم فإنّه يؤثّر على سلوكيّاتهم وأدائهم، أمّا الأشخاص المبادرون فيخلقون الطّقس الملائم لهم فلا يعنيهم هطول المطر أو إشراق الشّمس طالما أنّ ما يحكمهم هو القيم التي تحثّ على العمل المثمر والتي بدورها لا تتأثّر بحالة الطّقس.

 

*التأثّر بالبيئة الاجتماعيّة: 

الأشخاص الانفعاليون يتأثّرون أيضاً بالبيئة الاجتماعيّة المحيطة أو “الجوّ الاجتماعي”، أي أنّهم يكونون سعداء إذا أحسنت معاملتهم، أمّا إذا أُسيئت معاملتهم فإنّهم يلجؤون فوراً إلى الدّفاع أو الاحتماء، إنّهم يتركون المشاعر والظّروف والمؤثّرات الخارجيّة تتحكّم بهم.

ولكن ما يتحكّم بالأشخاص المبادرين هو القيم، قيم هادفة وليدة تفكير عميق واختيار دقيق، ومع ذلك يتأثر الأشخاص المبادرون بالمثيرات الخارجيّة، سواء المادّيّة أو الاجتماعيّة أو النّفسيّة، غير أنّ استجابتهم لتلك المثيرات سواء الواعية أو اللّاواعية هي اختيار أو استجابة أساسها القيم.

 

*الحبّ: 

النّاس الانفعاليون يحوّلون الحبّ إلى مشاعر، وبعد ذلك تقودهم هذه المشاعر. أمّا النّاس المبادرون فيجعلون الحبّ فعلاً، والحبّ هو شيء تقوم به، وتضحيات تبذلها، والتّخلّي عن الأنانيّة، كما تفعل الأمّ التي تلد طفلاً إلى العالم.

 

*تحمّل المسؤوليّة:

من طبيعة النّاس الانفعاليين التّنصّل من مسؤوليّاتهم، فمن الأسلم بالنّسبة لهم أن يقولوا “إنّها ليست مسؤوليّتي”. أمّا الأشخاص المبادرين فهم قادرون على تحمّل المسؤوليّة.

راقب استجاباتك

كما قال إلينور روزفلت :”لا يمكن لشخص أن يجرحك إلّا بموافقتك” وكما قال غاندي :”لا يمكنهم أن يأخذوا منّا احترامنا لأنفسنا ما لم نعطهِ نحن لهم”.

إذاً إنّ ما يجرحنا ليس الحدث في حد ذاته بل موافقتنا وتصريحنا بحدوثه في المقام الأول كذلك استجابتنا له هي التي تفعل ذلك، وبالطّبع يمكن أن نصادف أمور تتسبّب لنا في أذى بدني أو مادّي وقد تتسبب لنا في حزن، ولكن لا ينبغي أن تتعرّض شخصيتنا وهويّتنا الأساسيّة لأيّ جرح، وفي الواقع إنّ أصعب التّجارب التي نمرّ بها هي البوتقة التي تشكّل شخصيّتنا وتنميّ قوانا الدّاخليّة، وهي تعني الحرّيّة في التّعامل مع أصعب الظّروف في المستقبل وإلهام الآخرين كي يقوموا بالمثل أيضاً.

 

القيم الثّلاث الأساسيّة في الحياة

إنّ الحياة بها ثلاث قيم أساسيّة:

1-التّجربة: وهي الأشياء التي تحدث لنا.

2-الإبداع: وهو الأشياء التي نصنعها.

3-التّوجّه: وهو طبيعة استجابتنا في ظلّ الظّروف الصّعبة مثل الإصابة بمرض مميت.

وإنّ أسمى وأهمّ هذه القيم الثّلاث هي قيمة التّوجه، بمعنى أنّه ما يهمّ هو استجابتنا لتّجارب الحّياة التي نمرّ بها، وغالباً ما يتمخّض عن الظّروف الصّعبة تغيّر في التّصوّرات الذّهنيّة، إذ تتشكّل أطر مرجعيّة جديدة يرى النّاس من خلالها العالم وأنفسهم والآخرين وكذلك أمور الحياة الضروريّة الأخرى، ويعكس منظورهم الأكثر شموليّة قيم التّوجّه التي ترتقي بهم وتلهمهم.

 

خُذ بزمام المبادرة

الأصل في طبيعة البشر هو الفعل لا ردّ الفعل، والذي من شأنه مساعدتنا على اختيار استجابة محدّدة تتوافق مع ظروف معيّنة نمر بها، الأمر الذي يمكّننا من خلق الظّروف، والأخذ بزمام المبادرة لا يعني أن تكون لحوحاً ووقحاً وعدوانيّاً، بل أن تدرك المسؤوليّة الملقاة على عاتقك لتصل إلى هدفك.

وغالباً فإنّ النّاس الذين يحصلون على وظائف جيّدة هم من أولئك الذين يتمتّعون بحسّ المبادرة، والذين يملكون حلولاً للمشاكل، ولا يمثّلون هم المشاكل، والذين يملكون زمام المبادرة للقيام بكلّ ما هو ضروري في إطار المبادئ الصّحيحة لتنفيذ المهمّة الموكلة إليهم.

فالمبادرة طبيعة بشريّة، وعلى الرغم من أنّ عضلات المبادرة قد تكون خاملة في الوقت الحالي لكنّها موجودة، ويعد قطع العهود والوعود والحفاظ عليها والالتزام بها هو جوهر الأخذ بزمام المبادرة والتحسين الفعلي لها.

إنّ تحقيق الفعاليّة في حياتك يتطلّب منك الأخذ بزمام المبادرة، وتنمية العادات السّبع يتطلّب منك الأخذ بالمبادرة أيضاً، وبينما تتعرّف على العادات السّت الأخرى سترى أنّ كل واحدة منها تعتمد على قوّة المبادرة، وكلّ واحدة منها تضع أمامك المسؤوليّة كي تتحرّك وتأخذ الخطوة الأولى ولكن إذا وقفت ساكناً في انتظار رأي الآخرين فلن تنال شيئاً ولن تحظى بنتائج النّمو والفرص المتاحة.

 

دائرة الهموم ودائرة التّأثير

هناك طريقة ممتازة تساعدنا على تنمية إدراكنا لذاتنا تعتمد على قدر تمتّعنا بالمبادرة وهي البحث عن الشّيء الذي يجدر بنا أن نرّكز وقتنا وطاقتنا عليه، ويمكننا وضع هذه الأشياء في دائرتين:

 

1- دائرة الهموم:

وتتضمن هذه الدائرة همومنا بما فيها من مصادر للقلق(أطفالنا، مشاكل العمل ..) والأشياء التي تخرج عن سيطرتنا، وهي مليئة بالمتطلّبات:(ليت زوجي صبوراً، ليت أطفالي مطيعين..)، واستخدام دائرة الهموم يساعدنا على فصل تلك الهموم عن الأمور التي لا تمثّل أهمية عقليّة أو عاطفيّة لنا.

2- دائرة التّأثير:

وتتضمّن الأمور التي نستطيع معالجتها، والتي تقع تحت سيطرتنا، والتي نستطيع فعل شيء بشأنها، وهي مليئة بالصّفات(أستطيع التّحلّي بالمزيد من الصّبر والحكمة وأكون محبّاً) أي التّركيز يكون على الشّخصية.

وما أن نحدّد أي من الدّائرتين هو محور طاقتنا ووقتنا، يغدو من السّهل علينا تحديد إلى أي درجة نتمتع بشخصيّة مبادرة.

– فالأشخاص المبادرين هم من يركّزون جهدهم وطاقتهم على دائرة التّأثير، فهم يركزون على الأشياء التي يستطيعون فعل شيء بشأنها، وتتميز طبيعة طاقتهم بالإيجابيّة والامتداد والتّعاظم، مما يزيد من اتساع دائرة تأثيرهم.

– ومن ناحية أخرى، نجد الأشخاص الانفعاليين يركّزون جهودهم على دائرة الهموم، إنهم يركّزون على اقتناص نقاط ضعف الآخرين والمشاكل الموجودة في البيئة والظّروف الخارجة عن سيطرتهم، ويتمخّض هذا النّوع من التّركيز على إلقاء اللّوم واستخدام لغة انفعالية وتعاظم الشّعور بأنّهم ضحايا ويتولّد عن هذا النوع من أنواع التركيز تقلّص دائرة التّأثير، ومداومة التّركيز على دائرة الهموم يؤدّي إلى تعزيز الأمور التي تحتويها، جاعلاً إيّاها تسيطر علينا، فنحن لا نأخذ بزمام المبادرة التي هي ضرورية لإحداث تأثير إيجابي.

 

ثلاث أنواع للمشاكل التي قد نواجهها

تنقسم المشاكل التي نواجهها إلى ثلاث أقسام وهي:

1- مشاكل مباشرة: وهي التي تتعلّق بسلوكيّاتنا.

2- مشاكل غير مباشرة: وهي التي تتعلق بسلوكيّات الآخرين.

3- مشاكل خارجة عن السّيطرة: وهي التي لا حيلة لنا فيها.

 

كيف نحلّ هذه المشاكل ؟

إن الفكر المبادر هو الذي يحدّد الخطوة الأولى على طريق حلّ تلك الأنواع الثّلاثة للمشاكل في إطار دائرة تأثيرنا الحاليّة.

1- بالنّسبة للمشاكل المباشرة: يمكن حلّها عن طريق التّركيز على عاداتنا، فهي تقع في إطار دائرة تأثيرنا، وهذه هي الانتصارات الشّخصيّة التي سنتعرّف عليها في العادات الأولى والثّانية والثّالثة.

2- أمّا المشاكل غير المباشرة: تحل بتغيير أساليب التّأثير، وهذه هي الانتصارات العامّة التي سنتعرّف عليها في العادات الرّابعة والخامسة والسّادسة.

3- المشاكل الخارجة عن السّيطرة: علينا تقبّل هذه المشاكل برضا وسلام نفسي، والتّعلم منها، حتى لو لم نكن نحبّها، وبهذه الطّريقة لا نسمح لتلك المشاكل بالسّيطرة علينا.

وسواء كانت المشكلة مباشرة أو غير مباشرة أو خارجة عن السّيطرة، فإنّنا نملك بين أيدينا الخطوة الأولى التي تساعدنا على وضع الحلّ، فتغيير عاداتنا وتغيير أساليب التّأثير التي نتّبعها وتغيير نظرتنا للمشاكل الخارجة عن سيطرتنا، كلّها أمور تقع داخل دائرة تأثيرنا.

وفي أي وقت نفكر فيه قائلين: “ها هي المشكلة” يكون التّفكير هو عين المشكلة، فنحن نعزّز قوّة تلك المشكلة التي نشير إليها، ونسمح لها بالسّيطرة علينا، وهنا يأتي تغيير التّصوّر الذّهني من الخارج إلى الدّاخل أي ما يوجد بالخارج ينبغي أن يتغيّر أولاً حتى نتغيّر نحن.

أمّا التناول المبادر، فهو يتعلّق بالتّغيير من الدّاخل إلى الخارج، أن تكون مختلفاً وعندما تصبح مختلفاً تتمكّن من إحداث تغيير إيجابي في الخارج. قد تعدّ هذه الفكرة تغييراً دراميّاً في التّصوّر الذّهني للكثيرين، فمن الأسهل في هذه المواقف إلقاء اللّوم على الآخرين وعلى المؤثّرات الخارجيّة وعلى الظّروف السّيئة التي نمر بها.

 

ابدأ بتوسيع دائرة تأثيرك

يجب أن ندرك أنّ الاستجابة التي نختارها عند التّعامل مع ظرف معيّن تحدث تأثيراً قويّاً في هذا الظّرف، فإذا قمنا بتغيير جزء من الوصفة الكيميائيّة فإنّنا بالتّالي سنغيّر النّتيجة.

ولكي نوسّع دائرة تأثيرنا علينا العمل دائماً على الأشياء التي تقع في نطاق سيطرتنا، وبالطّبع توجد العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها للعمل على دائرة التأثير، كأن تكون مستمعاً أفضل، وأن تكون شريكاً محبّاً في زواجك، وأن تكون طالباً أفضل، وأن تكون موظّفاً أكثر تعاوناً وأكثر تفانياً.

وأحياناً يكون أكثر الأمور التي نستطيع القيام بها مبادرة، هي أن نكون سعداء وأن نبتسم بسعادة، ونتقبّل الأشياء التي لا نستطيع السّيطرة عليها في الوقت الحالي، بينما نحن نركّز جهودنا على الأشياء التي يمكننا القيام بها.

 

توقف للحظة في دائرة الهموم !

قبل أن نحوّل تركيز حياتنا على دائرة التّأثير، نحن بحاجة إلى التّفكير بشكل أعمق في أمرين يقعان في دائرة الهموم وهما (العواقب والأخطاء)، فنحن نملك حرية اختيار أفعالنا، ولكننا لا نملك اختيار عواقب تلك الأفعال؛ لأنّها محكومة بقانون الطّبيعة، فبإمكاننا الوقوف أمام قطار سريع، ولكنّنا لا نستطيع أن نقرّر ماذا سيحدث لنا بعد أن يصدمنا القطار !! ، وباستطاعتنا الغشّ في المعاملات التّجاريّة وفي حين أن العواقب الاجتماعيّة لهذا القرار تعتمد على ما إذا كان أمرنا سينكشف أم لا، لا بد أن نعلم أن العواقب الطبيعيّة لشخصيّتنا الأساسيّة نتيجتها ثابتة، وسلوكنا يخضع لسيطرة المبادئ، فالعيش في توافق معها يجذب عواقب حميدة، أما انتهاكها فيجلب عواقب وخيمة، ونحن نتمتّع بحرّية اختيار استجاباتنا لأي موقف، ولكن عند قيامنا بذلك فنحن نختار بالتّالي العواقب المرتقبة.

وممّا لا شك فيه أنّ كل واحد منّا مرت بحياته لحظات اختار فيها أموراً اتّضح فيما بعد أنّها كانت خاطئة، فقد جلبت علينا اختياراتنا عواقب تمنّينا فيما بعد لو لم تحدث، ونحن نطلق على هذه الخيارات اسم أخطاء، وهي الأمر الثاني الذي يميّز تفكيرنا.

وبالنسبة لهؤلاء الذين يملؤهم النّدم، ربّما يكون أكثر تدريب على المبادرة هم في حاجة إليه هو أن يدركوا أن أخطاء الماضي توجد أيضاً في دائرة الهموم ولا يمكننا استدعاؤها أو إصلاحها كما لا يمكننا التّحكم في العواقب التي تنتج عنها.

 

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

 

 

كيف يتصرّف المبادرون عند الوقوع في الخطأ ؟

إن التّناول المبادر للوقوع في الخطأ هو الاعتراف به على الفور وتصحيحه والتّعلم منه، واتباع هذه القاعدة هو حرفيّاً مفتاح التّحول من الفشل إلى النّجاح، ولكن عدم الاعتراف بالخطأ وعدم تصحيحه والتّعلم منه، هو خطأ من نوع آخر، فذلك عادة ما يغرق الشّخص في صراع الذّات، ويقوده إلى طريق التّبرير، وغالباً يؤدي إلى اختلاق الأسباب(اختلاق أكاذيب) للذّات والآخرين، وهذا الخطأ الثّاني الذي يعزّز الأوّل.

وأكثر الأمور إيلاماً ليست أخطاؤنا أو أخطاء الآخرين، وإنما استجابتنا لتلك الأمور، فاستجابتنا لأي خطأ تؤثّر على جودة اللّحظة التّالية، لذا من المهم أن نعترف على الفور بأخطائنا ونصوّبها ومن ثم تفقد تأثيرها في اللّحظة التّالية، ومن ثم نستعيد قوّتنا مرّة أخرى.

 

طريقتين للسّيطرة على حياتنا على الفور

*الطّريقة الأولى: هي أن نقطع على أنفسنا عهداً ونفي به.

*الطّريقة الثّانية: أن نضع هدفاً نصب أعيننا ونجتهد لتحقيقه.

فعندما نأخذ على أنفسنا عهوداً حتّى ولو كانت صغيرة، يتكوّن لدينا تكامل داخلي يولّد لدينا وعياً بالتّحكم بالنّفس والشّجاعة والقوّة التي تؤهّلنا لتحمّل مسؤوليات حياتنا.

 

المبادرة: اختبار 30 يوماً

أخضع نفسك لاختبار مبادئ المبادرة لمدّة 30 يوماً، جرّبه ببساطة وراقب ما يحدث، كل ما عليك فعله هو التّركيز على دائرة تأثيرك لمدّة 30 يوماً، اقطع على نفسك العهود وحافظ عليها، وكُن مرشداً لا مصدراً للأحكام، وكُن قدوة لا ناقداً، وكُن جزءاً من الحلّ لا جزءاً من المشكلة، وامتنع عن مناقشة نقاط ضعف النّاس مع الآخرين، ولا تناقش نقاط ضعفك أيضاً، وإذا ارتكبت خطأ ما اعترف به وصحّحه وتعلّم منه في الحال، وإياك والوقوع فريسة للّوم والاتهام، بل حاول التّركيز على الأشياء التي تقع ضمن نطاق سيطرتك، قُم بالتّركيز على نفسك وعلى صفاتك، وانظر إلى نقاط ضعف الآخرين بعين التّعاطف لا الاتهام، فالمشكلة لا تكمن فيما تفعل، أو ما يتعين عليك فعله، بل في الاستجابة التي تختارها وفقاً للموقف وما عليك فعله، وإذا ضبطت نفسك تفكّر قائلاً “ها هي المشكلة” توقّف على الفور لأنّ هذا النّوع من التّفكير هو عين المشكلة، والعلم بأنّنا مسؤولون وأننا قادرون على تحمّل المسؤوليّة، هو أساس تحقيق الفعاليّة وأساس لأيّ عادة من عادات الفعاليّة التي سنناقشها.

مقترحات للتّطبيق:

1- استمع ولمدّة يوم كامل إلى اللّغة التي تستخدمها ولغة النّاس المحيطين بك، كمّ مرّة تستخدم وتسمع عبارات انفعالية مثل: “لو” أو “لا أستطيع” أو “هل يتعين علي؟”.

 

2- حدّد تجربة قد تمرّ بها في المستقبل القريب، وأنت تعلم أنّك ستستجيب لها استجابة انفعاليّة، حاول أن تخلق التّجربة بصورة حيّة في عقلك، وتصوّر نفسك وأنت تستجيب استجابة مبادرة، واستعرض هذا الموقف في إطار دائرة تأثيرك.

 

3- اختر مشكلة من عملك أو من حياتك الشّخصيّة تسبب لك ضيقاً شديداً، وحدّد نوع هذه المشكلة، هل هي مباشرة أو غير مباشرة أو مشكلة لا تملك حيلة بشأنها، وحدّد أول خطوة في إطار دائرة تأثيرك عليك القيام بها لحلّ هذه المشكلة، ثم اتّخذ تلك الخطوة.

4- حاول أن تكون مبادراً بالفعل وأنت تجرب اختبار الثّلاثين يوماً، وكُن واعياً للتّغييرات التي تحدث في إطار دائرة تأثيرك

اقرأ ايضا ًالعادات الأخرى:

قامت باعداد وكتابة مقالة : العادة الأولى من العادات السبع للناس الأكثر فعالية

ناديا الشّعار


    Like it? Share with your friends!

    ناديا الشعار
    ناديا الشعار 20 سنة طالبة علم نفس حاصلة على دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية مهتمة بمجالات التنمية البشرية وعلوم الطاقة و كل ما يتعلق بتطوير الذات وتنمية قدرات الإنسان وسعيدة بتواجدي في أكاديمية نيرونت.