العادة السادسة من العادات السبع للناس الأكثر فعالية


العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء السادس

العادة السّادسة: – التّكاتف – (مبادئ التّعاون الخلّاق)

ما هو التّكاتف ؟

إنّ التّكاتف يعني أنّ الكلّ أعظم من مجموع الأجزاء، ويقصد به أنّ العلاقة التي تربط بين الأجزاء وبعضها هي جزء في حدّ ذاته، والتّكاتف موجود في كلّ شيء في الطّبيعة، فإذا قمت بزراعة نباتين بالقرب من بعضهما البعض فستّتحد الجّذور معاً، وتتحسّن جودة التّربة ومن ثمّ ينمو النّباتان نمّواً أفضل ممّا لو زرعت كلّ واحدة بمفردها، وإذا وضعت قطعتي خشب بجوار بعضهما ستحملان وزناً أكبر من ذلك الذي قدّ تحمله كلّ واحدة منهما منفصلة، إذاً الكلّ أفضل من مجموع الأجزاء، وواحد زائد واحد يساوي ثلاثة أو أكثر.

والتّكاتف ليس جزءاً فقط بل هو أهم محفّز وأهمّ عامل معزّز للقوّة وأكثر الأجزاء إثارة. وإنّ التّكاتف من أهمّ الأنشطة التي تمارس في الحياة، وهو الاختبار والانعكاس الحقيقي لكلّ العادات الأخرى مجتمعة.

العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء السادس

جوهر التّكاتف

إنّ جوهر التّكاتف هو تقدير الفروق واحترامها، وبناء مواطن القوّة لتعويض مواطن الضّعف، ونحن بدون شكّ نقدّر الفروق البدنيّة بين الرّجل والمرأة والأزواج والزّوجات، ولكن ماذا عن الفروق الاجتماعيّة والعقليّة والعاطفيّة؟ ألا يمكن أن تكون هذه الفروق أيضاً مصدراً للتّوصّل إلى صور جديدة ومثيرة للحياة وخلق بيئة تفي باحتياجات كل شخص، وتُغذّي التّقدير الذّاتي والقيمة الذّاتيّة.

 

التّواصل المتكاتف

عندما تجري تواصلاً متكاتفاً فأنت ببساطة تفتح عقلك وقلبك ومشاعرك للاحتمالات الجّديدة والخيارات الجّديدة، وحالما تنخرط في تواصل متكاتف قد لا تكون متيقّناً من الطّريقة التي ستسير بها الأمور، ولكنّك تمتلك إحساساً داخلياً بالإثارة والأمن وروح المغامرة مؤمناً أنّ الأمور ستكون أفضل ممّا كانت عليه من قبل.

ولم يجرّب العديد من النّاس ولو قدراً بسيطاً من التّكاتف داخل حياتهم الأسريّة أو في تعاملاتهم الأخرى، فهم قد تمّ تدريبهم وبرمجتهم على التواصلات الدّفاعية أو الإيمان بأنّ الحياة أو الآخرين لا يمكن الوثوق بهم، ونتيجة لهذا فهم لا ينفتحون للعادة السّادسة ولهذه المبادئ، ويمثّل هذا أعظم الخسائر بالحياة، لأنّ الكثير من الإمكانات تبقى دفينة غير مطوّرة وغير مستخدمة، ويعيش النّاس الذين يتّسمون بعدم الفعاليّة يوماً بيوم بإمكانيات غير مستخدمة.

ولكن مثلاً في مجال الرّياضة حيث يتعامل الأفراد من منطلق روح الفريق لفترة من الوقت، أو ربما في حالات الطّوارئ حيث يسود التعاون بين النّاس بدرجة كبيرة غير عادية وغير مسبوقة حيث تتلاشى الأنا من أجل إنقاذ حياة شخص ما أو من أجل حلّ لأزمة ما، وبالنّسبة للعديد تبدو هذه الأحداث غير عادية تفوق سمات الحياة أو ربما تتّسم بأنّها إعجازيّة، ولكن الحال ليس كذلك فهذه المواقف يمكن أن تتكرّر في حياة النّاس بانتظام وباستمرار وكلّ يوم، ولكنّها تتطلّب قدراً كبيراً من الشّعور بالأمن والانفتاح والتّحلي بروح المغامرة.

التّكاتف داخل الصّف الدّراسي

 

العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء السادس

التّكاتف داخل الصّف الدّراسي

إنّ العديد من الصّفوف الدّراسيّة الرّائعة تتأرجح على حافة الفوضى، ويختبر التّكاتف مدى انفتاح المدرّسين والطّلبة إلى مبدأ الكلّ أعظم من مجموع أجزائه، ففي بعض الأحيان يعجز المدرّسون والطّلاب عن فهم ماذا سيحدث، ففي البدايّة تكون هناك بيئة آمنة تمكّن النّاس من الانفتاح الحقيقي والتّعلم والإنصات لأفكار بعضهم البعض، ثم تأتي مرحلة طرح الأفكار حيث تتبع وتخضع روح التّقييم لروح الإبداع والتّصور، ويعقب هذا حدوث ظاهرة غير عادية، وهي تحوّل الصّف بأكمله إلى هدف جديد أو توجّه جديد أو فكرة جديدة يصعب تعريفها والتّكاتف يشبه اتّفاقاً جماعيّاً بين مجموعة من النّاس على تهميش النّصوص القديمة وكتابة نصوص جديدة، والتّكاتف عادةً ما يبدأ من لحظة تطلّبت قدراً من الشّجاعة ربّما للتّحلي بالمصداقيّة في مواجهة بعض الحقائق الدّاخلية والتي كانت بحاجة إلى الإفصاح عنها ولكنّها تطلّبت أيضاً مزيجاً من الشّجاعة والحبّ لقولها، ثمّ يصبح الآخرون أكثر صدقاً وانفتاحاً وأمانة وتبدأ عملية التّواصل المتكاتف، وعادةّ ما ولكنّها بالرّغم من ذلك تمثّل أهمّيّة كبيرة لجميع المشتركين في الأمر. تصبح أكثر وأكثر إبداعاً وتنتهي برؤى وخطط لم تخطر على بال أحد من قبل.

العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء السادس

التّكاتف والتّواصل

إنّ التّكاتف أمر مثير والإبداع أيضاً أمر مثير، فالنّتائج التي تتمخّض عن الانفتاح والتّواصل مذهلة حقّاً، وتتحوّل احتمالات المكسب لدينا مستويات مختلفة للتواصل، والصّفة المميّزة لأقلّ مستوى من مستويات التّواصل النّاتج عن المواقف التي تنعدم فيها الثّقة هي الأساليب الدّفاعيّة والوقائيّة وفي أغلب الأحيان اللّغة القانونيّة التي تغطّي جميع الأسس، ولا ينتج عن هذا النوع من أنواع التّواصل إلّا مكسب/خسارة أو خسارة/خسارة فهو لا يتّسم بالفعاليّة، كما أنّه يخلق أسباباً إضافيّة من أجل استخدام المزيد من الأساليب الدفاعيّة أ

والوقائيّة. أمّا المستوى المتوسّط فهو التّواصل المحترم، وهو المستوى الذي يتواصل عنده النّاضجون، وإن كان الاحترام المتبادل هو السّائد بينهم فذلك لأنّهم يودّون تجنّب الوجه القبيح للمواجهات قدر المستطاع، وبذلك فهم يتواصلون بشكل مهذّب ولكن ليس وفقاً للتّقمّص العاطفي، وقد يفهمون بعضهم البعض على المستوى الفكري، ولكنّهم لا ينظرون بعمق في التّصوّرات الذّهنيّة والفروض التي تتضمّنها مواقفهم، وينفتحون على الاحتمالات الجّديدة، ويصلح التّواصل المحترم لمواقف الاعتماد على الذّات، وكذلك مواقف الاعتماد بالتّبادل، ولكن لا يفتح الباب لانطلاق الاحتمالات الإبداعيّة، ولا يتّسم هذا النّوع من التّواصل بالدّفاعيّة أو الحماية أو الغضب أو التّلاعب بل يقوم على أساس من الأمانة والصّدق والاحترام، ولكنّه ليس خلّاقاً ولا تعاونيّاً إنّه يحقّق أدنى مستوى من مستويات مكسب/مكسب. أمّا التّكاتف فيعني أنّ 1+1 قدّ يساوي 8 أو 16 أو حتّى 1600، والتّكاتف الذي أساسه الثّقة الكبيرة يقدّم حلولاً أفضل من أيّ حلول أخرى مقترحة في الأساس، وجميع الأطراف يدركون هذا، علاوة على ذلك فهو ينطوي على العنصر الإبداعي، وتتكوّن ثقافة مصغّرة تتّسم بالإشباع في حدّ ذاتها.

 

التّكاتف السّلبي

إلى أي مدى تنتشر الطّاقة السّلبية بين النّاس عندما يحاولون حلّ المشاكل؟ كمّ من الوقت ينفق في سرد عيوب الآخرين والمنافسات السّياسيّة والصّراعات بين النّاس، الأمر يشبه محاولة القيادة على الطريق واضعاً أحد القدمين على دوّاسة البنزين والأخرى على الفرامل، وبدلاً من رفع القدم عن الفرامل يلجأ معظم النّاس إلى الضّغط أكثر على دواسة البنزين، فهم يزيدون الضّغط ويستخدمون المزيد من طرق الإقناع ويقدّمون المزيد من المعلومات المنطقيّة لتقوية موقفهم، وهم إمّا يعتمدون على استعارة القوّة من موقعهم القوي ويسعون من أجل مكسب/خسارة، أو أنّهم يعتمدون على شعبيّتهم بين الآخرين ويسعون من أجل خسارة/مكسب وهم وإن كانوا يتكلّمون من منطلق مبدأ مكسب/مكسب إلّا أنّهم لا يرغبون في الاستماع بل يرغبون في المناورة، ولا يمكن أن يحقق هذا النوع من التّكاتف أي بيئة خلّاقة.

 

استخدم نصفي دماغك لحلّ المشاكل

سيكتشف النّاس الذين يستخدمون المنطق والتّفكير اللّفظي الذي يعتمد على نصف الدّماغ الأيسر مدى قصور هذا التّفكير عند استخدامه لحلّ المشاكل التي تتطلّب الكثير من الإبداع، ومن ثمّ يعملون على وضع نصّ جديد داخل نصف الدّماغ الأيمن، وهذا لا يعني أن نصف الدّماغ الأيمن لم يكن موجوداً، لكن كل ما في الأمر أنّه كان غارقاً في سبات وغير مُستغل فربّما لم تنمُ العضلات أو ضعفت بعد مرحلة وعندما يستغّل الإنسان قدرات كلّ من نصف الدّماغ الأيمن الذي يعتمد على المشاعر والإبداع والتّصور ونصف الدّماغ الأيسر الذي يعتمد على التّحليل والمنطق والاستخدام اللّفظي، فهذا يعني أنّه استغلّ طاقة المخ بالكامل، وهذه الأداة هي أفضل ما يناسب الحياة الواقعية الطّفولة المبكّرة نتيجة للعمل على نصف الدّماغ الأيسر طيلة فترة التّعليم الرّسمي أو النّصوص الاجتماعيّة. لأنّ الحياة لا تقوم على أساس المنطق فقط بل تحتاج إلى المشاعر أيضاً.

 

 

يُنصح بـ تحميل كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية Pdf

 

استخدم نصفي دماغك لحلّ المشاكل سيكتشف النّاس الذين يستخدمون المنطق والتّفكير اللّفظي الذي يعتمد على نصف الدّماغ الأيسر مدى قصور هذا التّفكير عند استخدامه لحلّ المشاكل التي تتطلّب الكثير من الإبداع، ومن ثمّ يعملون على وضع نصّ جديد داخل نصف الدّماغ الأيمن، وهذا لا يعني أن نصف الدّماغ الأيمن لم يكن موجوداً، لكن كل ما في الأمر أنّه كان غارقاً في سبات وغير مُستغل فربّما لم تنمُ العضلات أو ضعفت بعد مرحلة وعندما يستغّل الإنسان قدرات كلّ من نصف الدّماغ الأيمن الذي يعتمد على المشاعر والإبداع والتّصور ونصف الدّماغ الأيسر الذي يعتمد على التّحليل والمنطق والاستخدام اللّفظي، فهذا يعني أنّه استغلّ طاقة المخ بالكامل، وهذه الأداة هي أفضل ما يناسب الحياة الواقعية الطّفولة المبكّرة نتيجة للعمل على نصف الدّماغ الأيسر طيلة فترة التّعليم الرّسمي أو النّصوص الاجتماعيّة.

لأنّ الحياة لا تقوم على أساس المنطق فقط بل تحتاج إلى المشاعر أيضاً.

 

تقدير قيمة الفروق

يعتبر تقدير قيمة الاختلافات هو جوهر التّكاتف أي الفروق الذّهنيّة والعاطفيّة والنّفسيّة بين النّاس، ومفتاح تقدير تلك الفروق هو إدراك أنّ النّاس يرون العالم كما يشاؤون لا على حقيقته.

فإذا اعتقدت أنّني أرى العالم على حقيقته بينما يدفن الآخرون أنفسهم تحت أكوام التّفاصيل الدّقيقة أرى أنا الصّورة الأكبر، وإذا كان هذا تصوّري الذّهني فلن أستطيع أن أكون معتمداً بالتّبادل فعالاً، ولن أستطيع أيضاً أن أكون شخصاً مستقلاً فعّالاً، وسأظلّ دائماً محبوساً في التّصوّرات الذّهنيّة المتعلّقة بظروفي.

أمّا الشّخص الفعّال حقّاً فهو الذي يتمتّع بالتّواضع والاحترام ليدرك حدوده الواضحة ويقدّر الموارد الغنيّة المتاحة من خلال التّفاعل مع القلوب والعقول البشريّة الأخرى، وهذا الشّخص يقدّر الفروق لأنّ تلك الفروق تضيف إلى معرفته وفهمه للواقع، وعندما ننظر إلى الواقع من خلال عدسة تجاربنا الشّخصية فحسب نعاني على الفور من نقص حاد في المعلومات.

وإذا لم نقدّر الفروق بين إدراكاتنا، وإذا لم نقدّر بعضنا البّعض ونعطي مساحة لاحتمال أن يكون كلانا صائب، وأنّ الحياة ليست مليئة دوماً بالانقسامات، وأنّ هناك البديل الثّالث، لن نتمكّن من تجاوز حدود برمجتنا. لذا عندما أدرك الفرق بين مدركينا أقول “جيّد، إنّك ترى الأمر من منظور مختلف! أرجوك ساعدني لأرى ما تراه”.

فأنا لن أودّ التّحدث إلى شخص أو التّواصل معه إذا كان يتّفق معي في الرّأي، بل أريد التّواصل مع شخص يختلف معي في الرّأي لأنني أقدّر هذا الاختلاف، وعندما أفعل هذا أكون قد رفعت قدمي عن الفرامل وأطلقت الطّاقة السّلبيّة التي استثمرتها أنت في الدّفاع عن موقفك، وبذلك أكون قد خلقت بيئة يسودها التّكاتف.

تحليل مجال القوى

في مواقف الاعتماد بالتّبادل يكون للتّكاتف تأثير كبير فيما يتعلّق بالتّعامل مع القوى السّلبية التي تقف عثرة في سبيل النّمو والتّغيير.

وقد قام أخصائي علم الاجتماع “كيرت لوين” بوضع نموذج (تحليل مجال القوى) الذي وصف من خلاله أي واحد من مستويات الأداء الحالي أو التّوازن بين القوى الدّافعة التي تشجّع الصّعود إلى الأعلى، والقوى المقيّدة التي لا تشجّع هذا الصّعود.

القوة المقيدة
القوة المقيدة

تتّسم القوى الدّافعة بأنّها إيجابيّة ومعقولة وواعية واقتصاديّة، بينما القوى المقيّدة هي غالباً سلبيّة وعاطفيّة وغير منطقيّة وغير واعية.

فبالنّسبة للأسرة على سبيل المثال، يوجد مناخ معيّن يسود منزلك، مستوى معيّن من التّفاعل الإيجابي أو السّلبي، من الشّعور بالأمان أو عدمه عند التّعبير عن المشاعر أو التّحدث حول الهموم، من التّواصل المحترم بين أفراد العائلة أو انعدامه.

وربّما تكون لديك رغبة صادقة في تغيير هذا المستوى، وربما ترغب في خلق مناخ أكثر إيجابيّة وأكثر احتراماً وأكثر انفتاحاً وثقة، وأسبابك المنطقيّة للقيام بهذا هي القوى الدّافعة التي تعمل على رفع المستوى.

ولكن زيادة هذه القوى الدّافعة ليست كافية، فجهودك تقابل بالقوى المقيّدة، بروح المنافسة بين الأطفال في الأسرة، وبالنّصوص المختلفة للحياة بالمنزل التي جلبتها أنت وزوجتك إلى العلاقة، وبالعادات التي نمت وتطوّرت داخل الأسرة، وبالعمل والمتطلّبات الأخرى التي تتطلّب منك وقتاً وطاقة. ويمكن لزيادة القوى الدّافعة تحقيق نتائج لفترة قصيرة، ولكن طالما أن القوى المقيّدة موجودة سيزداد هذا الأمر صعوبة، فهي تشبه الزنبرك الذي كلّما زدت في ضغطك عليه كلما واجهت صعوبة أكبر، حتى يرتد فجأة إلى مكانه ثانية بفعل تأثير قوة الضّغط، والارتفاع والانخفاض النّاتج يجعلك تشعر بعد عدّة محاولات أنّ النّاس “على ما هم عليه” وأنّه من الصّعب تغييرهم.

ولكن عندما تستخدم التّكاتف فإنّك تستخدم دافع العادة الرّابعة ومهارة العادة الخامسة وتفاعل العادة السّادسة للعمل مباشرة على القوّة المقيّدة، وتخلق مناخاً يشعر فيه الجميع بالأمان للتّحدّث عن هذه القوى، ومن ثم تذيب الثلج من فوقها وتحرّرها وتضع رؤى جديدة تحوّلهم من قوى مقيّدة إلى قوى دافعة، وتقوم بإشراك الجّميع في حلّ المشاكل بل وغمسهم فيها، ومن ثم يغوصون بداخلها ويشعرون بها ويصبحون جزءاً مهمّاً من الحلّ.

 

الطّبيعة كلّها متكاتفة

علم البيئة هو كلمة تصف في الأساس تكاتف الطّبيعة، كل شيء له علاقة بالآخر، وفي هذه العلاقة تتعاظم القوى الإبداعيّة، تماماً كما تكمن القوّة الحقيقيّة للعادات السّبع في علاقتهم ببعضهم البعض وليس في العادات في حدّ ذاتها.

وتعتبر العلاقة بين الأجزاء هي القوّة التي تصنع ثقافة التّكاتف داخل الأسرة أو المؤسسة، وكلّما كان الارتباط صادقاً كانت المشاركة في حلّ وتحليل المشكلات صادقة، وكلّما تمكّن كلّ واحد من إطلاق العنان لطاقاته الإبداعيّة والالتزام بما صنع، وإنّ هذا هو جوهر قوّة اليابانيّين في العمل والتي غيّرت سوق العمل.

وإنّ تكاتفك الدّاخلي يقع بالكامل داخل دائرة تأثيرك، ويمكنك احترام جانبي طبيعتك (الجّانب التّحليلي والجّانب الإبداعي)، وبوسعك تقدير الفرق بينهما واستخدام هذا الفارق لتحفيز الإبداع.

ويمكنك تقدير الفروق لدى الآخرين، عندما يختلف شخص ما معك ربما تقول “جيّد! أنت ترى الأمر بشكل مختلف” ولا يتعيّن عليك الاتّفاق معهم ولكنك تستطيع ببساطة تصديق ما يقولون، وتسعى من أجل الفهم.

وعندما لا ترى سوى بديلين (الخاص بك والخاطئ) يمكنك البحث عن بديل ثالث متكاتف، فالبديل الثّالث موجود دوماً فإذا عملت على أساس فلسفة مكسب/مكسب وسعيت حقّاً من أجل الفهم ستجد حلاً دائماً وسيكون أفضل مما يعتقد المعنيّون بالأمر. إنّ التّكاتف ينجح، إنّه مبدأ صحيح، وهو الإنجاز المتوّج فوق رؤوس جميع العادات السّابقة.

 

مقترحات للتّطبيق:

1- فكّر في شخص يرى الأشياء في منظور مختلف عنك، وفكّر في الطّرق التي يمكنك من خلالها استخدام هذه الفروق كحجر زاوية لإيجاد حلول ثالثة بديلة، وربّما تسعى من أجل الحصول على رأيه بخصوص المشروع الحالي أو المشكلة، وتعمل على تقدير الآراء المختلفة التي قدّ تسمعها.

 

2- ضع قائمة بالنّاس الذين يضايقونك، هل يقدّمون وجهات نظر مختلفة من شأنها أن تؤدّي إلى التّكاتف، إذا كنت تتمتّع بقدر من الأمن الدّاخلي وقدّرت قيمة اختلافها؟

 

3- حدّد موقفاً ترغب أن يتواجد فيه الجّهد الجّماعي والتّكاتف، ما هي الظّروف التي تحتاجها لدعم هذا التّكاتف؟

ما الذي يمكنك القيام به لصنع هذه الظّروف؟

 

4- المرّة القادمة التي تختلف فيها مع شخص ما أو تواجهه حاول أن تفهم همومه التي تحدّد موقفه، وتعامل مع هذه الهموم والمخاوف بطريقة خلّاقة وتعود بالمنفعة المشتركة .

 

اقرأ ايضا ًالعادات الأخرى:

قامت باعداد وكتابة مقالة : العادة السادسة من العادات السبع للناس الأكثر فعالية

ناديا الشعار


    Like it? Share with your friends!

    ناديا الشعار
    ناديا الشعار 20 سنة طالبة علم نفس حاصلة على دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية مهتمة بمجالات التنمية البشرية وعلوم الطاقة و كل ما يتعلق بتطوير الذات وتنمية قدرات الإنسان وسعيدة بتواجدي في أكاديمية نيرونت.