المحافظة على الصحة والاستمتاع بها


المحافظة على الصحة والاستمتاع بها

أنت المسؤول عن مرضك:

إنّ معظم الأمراض يكون أساسها بالعقل ولكن نتيجتها تبدو على الجسد ومن حسن الحظّ أنّ الجّسد

البشريّ على عكس الآلة له قدرة على العلاج الذّاتي ومصدر قوّته العلاجيّة يقع تحت سيطرة العقل وهو

الذي يؤدي إلى المرض أو يجعلك متمتّعاً بالصّحة, فمعظم الأمراض تحدث بسبب نماذج التّفكير الخاطئ

فتشع تلك الطاقة السّلبيّة بداخل جسدك, وإن قمت بتغيير تلك المعتقدات غير الصّحيّة والعواطف غير

الصّحيّة يمكنك إعادة بناء تفكيرك وبالتّالي إعادة بناء جسدك.

 

إنّ المرض لا يمثل فقط مشكلة معزولة داخل الجّسد ولكنّه يمثّل مشكلة لكيان الشخص ككلّ, وتلعب

انفعالاتنا دوراً مهمّاً ليس فقط في التسبب في حدوث المرض بل وفي التّخلص منه أيضاً فالمرض دائماً

يكون بمثابة أعراض لمشاكل الفرد, حيث أن الجسد والعقل يمثلان نظاماً متحداً , فكل فكرة نفكر بها لها

تأثير فسيولوجي فوري علينا وإذا أدركنا أننا نلعب دوراً في التّسبّب في حدوث المرض لنا من خلال

أفكارنا وانفعالاتنا يمكن لنا أن ندرك أنّنا يمكن أن نلعب دوراً في عملية العلاج ودور العقل هنا قد

يساعد في علاج الجّسم ذاتيّاً, فعندما يعمل الجّسد والعقل معاً تتحقّق الصّحة , والمرض ينتج عن الضّغط

والصّراع الذي يبطل تلك العمليّة.

 

أساليب العلاج الذّاتي: من اجل المحافظة على الصحة

– العلاج من خلال التّخيّل:

استُخدم هذا الأسلوب في علاج مرض السّرطان, حيث طُلب من أحد المرضى أن يسترخي بشكل عميق

حيث تكون موجات الدّماغ أكثر بطئاً عن الحالة العاديّة مما يجعله أكثر قرباً من عقله الباطن, ثمّ طُلب

منه أن يتصوّر هذا السّرطان بشكل معيّن وأن يتخيّل تدمير الخلايا الضّارة, فمثلاً يتخيّل المريض خلايا

الدّم البّيضاء الخاصّة به وكأنّها تمتطي حصاناً وتهاجم خلايا السّرطان وتدمّرها، وعمل على تكرار تلك

الصّورة لمدّة 15 دقيقة ثلاث مرّات يوميّاً وخلال فترة سبعة أسابيع تقلّص حجم السّرطان وأخيراً

اختفى, وفي نهاية هذه الفترة تحوّل الجّزء المراد استئصاله إلى نسيج خلويّ عاديّ !!

 

*الخطوات الخمس لعلاج أي مرض: من اجل المحافظة على الصحة

يمكن استخدام أسلوب العلاج السّابق مع أي مرض مع إدخال بعض التّعديلات الطّفيفة عليه, وها هي

الخطوات الأساسيّة:

1- ضع نفسك في وضع مريح واسترخ بعمق.

2- لمدّة دقيقتين تخيّل مشهداً ممتعاً مثل التّنزه في الغابات في يوم صيفيّ أو التّجول على الشاطئ.

3- تصوّر مرضك ( قد لا يتطلّب منك الدّقة, فمعظمنا على علاقة كافية بأجسادنا فيكفي أن تضع فكرة

عامة تختصر ما يحدث بداخلك )

4- تخيّل اضطراب آليّاتك بأسلوب معيّن, فتقول مثلاً إنّ كرات الدّم البيضاء تزول وتتسبّب في الموت

وتتدمّر الخلايا ويقذف بها إلى البول والأحشاء, ثم تخيّل بأن كرات الدّم البيضاء في قمّة قوّتها ومقاومتها

وهجومها على الخلايا السّرطانية فتدمّرها, وتخيّل السّرطان يضمحلّ فيلقى به إلى الكبد والكليتين ثمّ إلى

خارج الجّسم, وتخيّل نفسك وقد بدأت في التّحسن والتّكيّف مع الحياة أكثر والإحساس بالمزيد من الطّاقة

والشّهيّة المفتوحة والعلاقات السّعيدة.

وحاول أن تؤكّد لنفسك طوال اليوم ما يلي: إنّ جسدي لديه القدرة على علاج نفسه وذلك هو ما يحدث

الآن !!

5- كرّر هذا الأسلوب ثلاث مرات يوميّاً لمدّة 15 دقيقة وإذا تمّ الأمر بنجاح وثقة ففي نهاية ما يقرب

21 يوم ستلاحظ تغيّراً واضحاً لديك, وبالطّبع فإنّ الاستشفاء العقلي لا يغني عن العلاج الطّبي فعلينا أن

نعتبره بمثابة إضافة إلى الطّريقة التّقليدية المستخدمة في العلاج.

 

– الشّفاء بالضّوء العلاجي:

هناك أسلوب علاجيّ عقليّ إضافيّ يستخدم عبر العصور من خلال علماء النّفس والمعالجين الرّوحانيين

وهو أن تتصوّر ضوءاً أبيض جميل يسقط كالشّلال على رأسك ثم أكتافك وحتّى يغطّي جسدك وتخيّل

هذا الضّوء العلاجيّ البرّاق وهو يخترق أنسجتك بعمق ليصل إلى كل خليّة ويتخلّل كل الجّسد ليطهّره

وينقّيه ويرتقي به إلى مستوى من الإتمام الوظيفيّ الطّبيعيّ, وذلك هو الأسلوب الفعّال المستخدم مع

جميع الأساليب العلاجيّة العقليّة , والحقيقة الأساسيّة التي يجدر بنا الاهتمام بها حول تلك الأفكار

والصور الخياليّة هي أنّها قادرة على تحقيق تغيّرات فسيولوجية لأجسادنا.

 

– استخدام قوّة الحبّ للعلاج: من اجل المحافظة على الصحة

الحبّ والصّداقة هما أكثر العوامل التي تقلّل من التّوتر, فعند إحساس الشّخص بالحبّ يتحسّن أداء خلايا

الدّم البيضاء التي تهاجم الجّراثيم كما يخفّض من إفراز حمض اللاكتيك ممّا يعطي المزيد من الطاّقة.

هناك العديد من الفرص لتمنح الحبّ وتحصل عليه فإن لم يكن لديك من تحبّه في حياتك حاليّاً فعليك إذاً

أن تبدأ بتقديم الحب لشخص آخر, ويؤكد قانون السببيّة والتّأثير أنّ ذلك سوف يعود عليك فتقديم الحبّ

للآخرين هو دواء الرّوح والجّسد.

 

عوامل الشّخصيّة وارتباطها ببعض الأمراض:

إن الأبحاث الحديثة أكّدت بأنّك إن كنت أكثر تعرّضاً للمرض فنوع المرض الذي سيقع بك سيكون به

شيء ما مرتبط بشخصيّتك, حيث أن الأمراض لا تحدث لنا مصادفة فهي لا تأتي أو تهاجم شخصاً ما

في يوم ما هكذا دون سابق إنذار, فالفكرة لها تأثير فسيولوجي والتأثير الناجم عنها هو بمثابة مواد

كيميائيّة مثل الأدرينالين وهرمون منبه قشرة الكظر, فعندما ينتج عن أفكارك مواد كيميائيّة في الوقت

غير المناسب أو بكمّيّات كبيرة فالنّتيجة تكون اضطراباً في الجهاز المناعي.

 

أمراض القلب:

إن نمط الشّخصيّة الذي لديه استعداد للإصابة بمرض القلب يتميّز بصعوبة القيادة , عدم الصّبر,

الخصومة , الاحتياج للذّات والآخرين, المنافسة الشّديدة, والارتباط بالعديد من المشاريع.

فعندما نفرط في الخصومة يزيد هرمون المفرزين والمواد الكيميائيّة المخّيّة والتي تزيد من خطورة

التّوتّر المفرط وتصلّب الشّرايين أو حتى السّكتة القلبيّة.

السّرطان:

غالباً إن مرحلة الشّباب لدى مريض السّرطان تتّسم بالوحدة والإهمال واليأس وتبدو له إقامة علاقات

خارجيّة أمراً صعباً وخطيراً أيضاً, في مرحلة الرّشد يكون المريض قادراً على إقامة علاقة قويّة وجيّدة

مع شخص ما والإحساس بالرّضا عن مهنته, وتوجّه كمّيّة كبيرة من الطّاقة لتغمر تلك العلاقة أو هذا

الدّور فتصبح هي سبب وأساس الحياة وعند التّخلي عن هذه العلاقة أو هذا الدّور تكون النّتيجة هي

اليأس.

من سمات الأشخاص المعرّضين للإصابة بالسّرطان أنّهم غير قادرين على التّعبير عمّا لديهم من جرح

أو غضب أو حزن, يشعرون بعدم قدرتهم على مواجهة المحن, لا يقدّمون المساعدة للآخرين حيث أنّه

ثبت بأن الإحساس بعدم مساعدة الآخرين قد يكون عاملاً أساسيّاً للإصابة بالسّرطان.

نزلات البرد:

إن النّاس الغير سعداء هم الأكثر إصابة بالبرد ويكون ذلك طوال العام, كذلك من يعانون من ارتفاع

معدّلات الوحدة ومن يعانون من الاكتئاب, وكذلك الطّلاب الذين يواجهون الاختبارات وجد أن لديهم

تزايداً في الإصابة بنزلات البرد.

ثلاث عوامل للشّخصية تجعلك أكثر عرضة للمرض, ابتعد عنها !!

1-التّحكم: إلى أي مدى نعتقد في حاجتنا للتّحكم, وهذا يحدّد لنا درجة التّوتر التي سنكون عليها إذا

تعرّضنا لموقف بعيداً عن التّحكم الذّاتي, فبعض النّاس يعانون من الحاجة إلى القوّة وبذلك يكون عليهم

التّحكم في الموقف والتأثير بالآخرين أيضاً.

2-الحاجة إلى الاستحسان: بعض النّاس لديهم بعض الحاجات مثل الرّغبة في الحبّ والتقبّل من

الآخرين, ويسعون دائماً إلى الشّعور بالاستحسان ويشعرون بالاكتئاب عند عدم حدوث ذلك.

3-الكماليّة: هناك بعض الأشخاص يحتاجون إلى الوصول للكمال في الأداء وفي أي شيء يقومون به

وبالطّبع لا يصلون سوى إلى الفشل لأنّه لا يوجد إنسان كامل.

علينا جميعاً مواجهة أكبر الأزمات حتى لو كانت أحياناً صدمة قاسية في طريق حياتنا, ولكن يبدو أن

نسبة التّوتر وقسوته في الحياة ليست العنصر الأساسيّ المسبّب للمرض ولكن السّبب الأساسيّ هو

استجابتنا له, ومن المهم أيضاً التّفسير الذي نعطيه لذلك الموقف ولاستجاباتنا النّاتجة عنه, حيث أنّنا

نختار انفعالاتنا واستجاباتنا الخاصّة من خلال تفسيرنا للموقف وخلاصة حوارنا مع أنفسنا لذلك فعلينا

بالوعيّ الذاتيّ, فحاول أن تضبط جسدك فإذا أصبحت على وعي بأن استجاباتك السّلبية نحو المشاحنات

اليومية في الحياة تتسبّب في توتّرك وإرهاقك والشّعور بالصّداع وآلام الظّهر وإرهاق القلب وهكذا فقد

يكون عليك إعادة فحص استجاباتك وتعلّم كيف تكون متسامحاً تجاه الآخرين وسلوكيّاتهم غير اللّائقة,

فعندما يغيّر النّاس نظرتهم تجاه المشكلة لا يعتبرون ذلك تحدّياً لهم أو مجرّد عقبة طارئة ويدركون أنّهم

يستطيعون حتّى مجرّد التّحكم في استجاباتهم نحوها, فسوف يساعدهم ذلك على استعادة التّوازن

البيولوجي الكيميائيّ للجّسم.

.

ملامح الشّخصيّة التي تساعد على مواجهة التّوتّر:

1- الالتزام بالعمل والأسرة والارتقاء الذّاتيّ والقيم المهمّة الأخرى.

2- الإحساس بالضّبط الذّاتي لحياة الشّخص.

3- القدرة على رؤية التّغيّر والأحداث المسبّبة للتّوتر في حياتنا كتحديٍ علينا مواجهته.

كيف نبرمج على المرض :

أبرز الوسائل التي تبرمجنا هي التّلفاز ووسائل الإعلام المختلفة وذلك بتقديمهم لاقتراحات عن إمكانيّة

الإصابة بهذا المرض أو ذاك, مثل: يا له من فصل بارد فالبرد ينتشر من حولنا, هل تشعر بالصّداع؟

التهاب المفاصل؟ آلام المعدة؟ وهكذا…. وتظلّ خلايا المخ في حالة من الذّبذبة المتواصلة مع التّركيز في

هذه الأمراض وتبدأ تلك الاقتراحات السلبيّة المتواصلة في الالتصاق بالعقل الباطن وفي حالة تكرارها

بشكل دائم يزداد توتّرنا وتضعف مقاومتنا مما يسهم بالفعل في تمكّن المرض منّا !!!

ما الحل لهذه المشكلة؟؟؟

الحل هو أن نظلّ واعيين تماماً بتلك العمليّة المسمّاة بغسيل المخ وأن نضع استجابات مضادة لتلك

الاقتراحات السّلبيّة كما يمكننا استخدام مبادئ التّصور والتّأكيدات الإيجابيّة والتّركيز على الأفكار

الصّحيّة الفّعالّة.

قام باعداد مقال المحافظة على الصحة

ناديا الشّعار


    Like it? Share with your friends!

    ناديا الشعار
    ناديا الشعار 20 سنة طالبة علم نفس حاصلة على دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية مهتمة بمجالات التنمية البشرية وعلوم الطاقة و كل ما يتعلق بتطوير الذات وتنمية قدرات الإنسان وسعيدة بتواجدي في أكاديمية نيرونت.