دورة …… ” الطريق إلى التغيير و اكتشاف قدرات العقل الجبارة” – المحاضرة 3


5b841a9bd635 دورة …… " الطريق إلى التغيير و اكتشاف قدرات العقل الجبارة" – المحاضرة 3

 

المحاضرة الثالثة 
” البرمجة اللغوية العصبية ”  الأركان الثلاثة للبرمجة اللغوية العصبية
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، أما بعد
بدأنا في الحلقة الماضية الحديث عن البرمجة اللغوية العصبية و أخذنا مقدمة عنها و تحدثنا عن التصميم و النشأة و التطوير و أخذنا جانبا مهما من جوانب نقاط الانتقاد و الجوانب غير الشرعية فيها لنكون على بينة كأول مادة بحث تثار في محاضرات البرمجة اللغوية العصبية على الإطلاق و الذي خصصته كم في دورتكم .
و اليوم إن شاء الله تعالى سنكمل الحديث في البرمجة اللغوية العصبية لنتحدث عن ” الأركان الثلاثة للبرمجة اللغوية العصبية “
و كما عرفنا أن البرمجة اللغوية العصبية كما هو واضح من أسمها مكونة من ثلاثة أركان
البرمجة و تعني المؤثرات المباشرة و الغير مباشرة المؤثرة على العقل الباطن
اللغوية و هي المؤثر الرئيسي و الهام التي تؤدي إلى هذه البرمجة و اللغة يمكن أن تكون منطوقة أو غير منطوقة أو لفظية
و أخيرا العصبية و هي الحالة النفسية و كل ما يتعلق من ردود الأفعال الصادرة من العقل الباطن .

و الحقيقة إننا لن نتحدث عن هذه الأركان الثلاثة بالترتيب ، بل إنني أريد فقط إيصال فكرة البرمجة تلك

 

و من هنا اسمحوا لي أن أطرح عليكم سؤالاً

 

كيف تفكر ؟
أعتقد أن البعض منكم يقول أنني أفكر برأسي ( عظيم كنت اعتقد أن الأمر مختلف عن ذلك ؟ )
هااا ،، هناك آخر منك يجيب و يقول ، ( بعقلي ) رائع غالباً ليس هناك اختلاف عن الإجابة الأولى اعتقد أن من أجاب الإجابة الأولى كان يقصد بقوله (برأسي) انه يقصد ” الجمجمة ” بما تحتويها .
عظيم عموماً سأريحكم من عناء التفكير في هذا الأمر
الحقيقة يا أخوة موضوع كيفية التفكير أمر حير العلماء كثيراً و لكن يمكننا القول أن الفكرة تسير في عدة مراحل حتى تتكون

و بعجالة سريعة يمكن إيضاح هذه المراحل كما يلي

 

المعلومات التي يتلقاها الإنسان و يدركها من خلال حواسه على مدار عمره و التي  يندمج فيها حتى تتبلور هذه المعلومات إلى فكرة في رأسه ، يمكن أن تكون هذه الفكرة هي أمر مستجد عرفه الفرد منا قريباً ثم يحدث نوع من الاقتناع بهذه الفكرة لتصبح من ما يسمى حزمة المعتقدات الخاصة بالفرد و من ثم يتلقى العقل ألاواعي أو الباطن و الذي سنتحدث عنه بالتفصيل ، يتلقى هذه الفكرة ليضعها في موضع التنفيذ .
ما سبق وصف مختصر عن الفكرة و كيفية تكونها .

بالطبع

 

هذا الاختصار الكبير في تكون الفكرة يجعلنا أن نشير إلى أن هناك عناصر هامة بل خطيرة في تكون الفكرة و هي المعلومات التي يتلقاها الإنسان كما أسلفت و الحقيقة هذه المعلومات يتلقاها الفرد منا على مدار حياته و منذ صغره و هذه المعلومات يدركها أي يشعر بها و يتلقاها من خلال وسيط ناقل ألا و هو ” الحواس ” و يقوم الإنسان بتناقل هذه المعلومات و التواصل بها من خلال ” اللغة ” لذلك فاللغة و الحواس من أهم المؤثرات التي تشكل أفكارنا و تكونها مما جعل مصممي البرمجة اللغوية العصبية يركزون أبحاثهم حول اللغة و الحواس و استنتاج التقنيات التي تعمل عمل إعادة البرمجة للعقل الباطن و بالتالي اتجاهاته .

و اليوم سنتحدث عن اللغة

 

و سيكون حديثنا عنها شيق أن شاء الله و بها جوانب تحدث فعلاً في حياتنا العملية و سنستخرج منها عدد من التدريبات اللطيفة تساعدنا على عمل ” تجربة الإدراك الذاتي ” التي تحدثت عنها في أول محاضرة بنجاح

اللغة

يقصد باللغة جميع أشكالها من لغة منطوقة و مسموعة و لغة الحركات و الإشارات و الإيماءات و أضيف أنا شخصياً لغة العيون أيضاً ، و اللغة تمثل الوسيلة الأكثر أهمية لعملية الاتصال بين البشر و تمثل تفاعلاً عظيما خاصة مع استخدام الحواس لانه لا لغة بلا حواس حتى الشخص الأصم و الأعمى و الأبكم يعدون له اللغة الحسية (باللمس و الجس) لذلك إذا فقد هذا الشخص هذا الإحساس أيضا فأنه سيموت .
يستقبل العقل الباطن اللغة بكل أشكالها و يترجم كل لفظ أو حركة برد فعل معين مختزن فيه ، يخرج رد الفعل هذا علناً و يتشكل على هيئة تصرف ما أو مشاعر تتبلور طبقاً لهذا اللفظ هذه المشاعر لا تتغير بشكل بحت، أي كلما سمعت هذا اللفظ تظهر تلك المشاعر المرتبطة به تلقائيا .
 و إليك التجربة التالية :
إذا قلت لك أنت شخص ” مميز” …… رد فعلك سيكون على هيئة ” افتخار داخلي و انفراج في أساريرك و ابتسامة عرضها أذنيك ” و إلحاق هذا الشعور بكلمات الثناء و الشكر علىّ
و إذا قلت لك في نفس الوقت أنت شخص “وقح” …… رد فعلك سينقلب فجأة بغضب و سرعة في التنفس و ضربات القلب مع إفراز كمية معقولة من الأدرينالين كافية لتغيير حالتك الجسدية ثم إلحاق هذه التغيرات بكلمات السباب علىّ .
في كل الحالات في هذه التجربة فإن رد الفعل سيكون متساو طبقاً لكل لفظ تم ذكره ، ينطبق هذا الأمر على كل الكلمات و الألفاظ و الحركات المفهومة أي التي لها دلالة و التي لها رد فعل في العقل الباطن مخزن فيه لذلك ، إذا قلت لك كلمة “بلم لملم” هل فهمت شئ ؟ رد فعلك هو السكون و الاستغراب و أحيانا الضحك مع إن هذه الكلمة ليست باعثة للضحك أو الغضب فهي كلمة غير مفهومة إذا لماذا ردود الأفعال الغريبة تلك؟ لأن عقلك الباطن لا يعرف كيف يترجم هذه الكلمة لأن مشاعرها غير مخزنه فيه فيتخبط و نتيجة لهذا التخبط تظهر ردود الأفعال الغريبة التي أوضحتها .
و هنا عندما حلل العلماء الألفاظ اللغوية وجدوا أن للغة ثلاث عيوب أو مرشحات لغوية مؤثرة على العقل الباطن بشكل سلبي مباشر ، ما هي هذه العيوب أو تلك المرشحات.    
و دعونا نطلق عليها مرشحات اللغة و هذه المرشحات هي :
المرشح الأول يسمى التعميم Generalization
هذا المرشح اغلب الناس في المنطقة العربية خاصة في مصر و دول الخليج مصابون به ولفئة الشباب على وجه التحديد و الفتيات و النساء مصابة به اكثر من الرجال (إحصائية).
وصف عيب التعميم أو Generalization
إذا سافرت بلد ما و تعرضت فيها لعملية نصب أو سرقة ستقول ” كل أهل هذه البلدة لصوص ” ، أو إذا خانك صديق أو ضايقك تقول “لا توجد صداقة هذه الأيام ” أو إذا تركتك خطيبتك أو خانتك زوجتك لا قدر الله تقول ” كل النساء خائنات” أو إذا ذهبت إلى مصر و مررت بالسيارة في ميدان رمسيس اكثر ميادين العالم ازدحاماً ستقول ” مصر زحمة”
يقول الدكتور محمد التكريتي أحد الأعلام العرب في مجال أل NLP  عن التعميم :
إن التعميم يقلل من الدقة التي ندرك بها العالم
إن هذا العيب يجعلك تحصر كل شئ أمامك على هيئة تجربة عارضة سيئة مرتبطة بهذا الشيء فتنظر له من خلالها و تحكم و تقرر فتجد إن كل نظراتك و أحكامك و قراراتك خاطئة لأنها بنيت على عيب التعميم هذا . (انتظر ردودكم حول عيب التعميم لأهميته).
العيب الثاني يسمى الحذف Deletion
 هذا العيب اللغوي مصاب به اغلب المديرين ، و أصحاب الشركات و الأشخاص القيادية في جميع المواقع و الآباء مع أبنائهم و تكون صفة غالبة في حوار كبار السن و يصاب به الرجال اكثر من النساء (أيضاً إحصائية).
وصف عيب الحذف Deletion
مثل أن تقول ” ستجده هناك ” أو ” جهّز التقرير” أو “أحضرنا جهاز ندى “
هيا لنحلل .. ” من الشخص الذي سأجده هناك و أين هناك هذا ؟ و في أي جزء من المكان سأجده ؟” ، ” وأي تقرير المطلوب منى أن أحضره ما هو اسمه أهو التقرير اليومي أم الأسبوعي أم السنوي؟ و خاص بفرع محدد أم كل الفروع ؟” (هل وضح الحذف أمامك ؟ هل عرفت الكلمات التي حذفت كيف أثرت على المعنى و بالتالي على ردود الأفعال المرتبطة بهذا المعنى ؟ ) ، إذا وصل إلى ذهن الموظف الذي طلب منه هذا التقرير معنى خلاف الذي يقصده مديره نتيجة الكلمات المحذوفة في المثال السابق ، ماذا سيحدث في رأيك (أترك التصور لكم لتفكروا فيه و أكتبوه في مداخلاتكم التالية تعقيباً على هذه الحلقة و ذلك في منتدى نقاش دورة البرمجة اللغوية العصبية )

تعالى نحلل موضوع ردود الأفعال لمثال آخر عن ” الحذف” 

فمثلاً عند قول ” أحضرنا جهاز ندى ” يمكن أن تعتقد إن المقصود هو جهاز الكمبيوتر الخاص بابنة خالتك ندى المعطل الذي كلفت أن تذهب به إلى شركة الصيانة أمس لإصلاحه ، رد فعلك سيكون الاستغراب لفعل خالتك التي قالت لك هذه العبارة ، فأنت الذي أرسلت الجهاز للشركة و من الطبيعي أن تحضره بنفسك منها فلا تعرف مبرر خالتك الغريب بإحضاره و اكثر شئ يمكن أن تقوله ( هذا أمر جيد و لماذا أتعبتم أنفسكم ) في المقابل تتضايق خالتك من رد فعلك المتجهم هذا لأن الجهاز الذي تقصده خالتك هو أثاث عرس ندى القريب (في مصر يسمون أثاث بيت العروس الجديد جهازاً) فيؤخذ عليك انك لم تفرح لأبنه خالتك بالشكل المطلوب بالشكل المطلوب ” لندى” ثم يقال عليك (من وراء ظهرك طبعاً ) انك إنسان حقودي و يظهر هنا عيب التعميم الأول فيقولون أقاربنا كلهم حاقدين علينا …… الـــيــس كــذلـــــك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  
الحذف ينقص إدراكنا بالعالم و بالأمور و عنصر هام من عناصر المشاحنات الشخصية مع غيرنا من الناس .. تابعوا معي الجزء الأخير من درس اليوم بعد هذا الفاصل .
******** فــــاصــــــل *********
للهم  إني أسألك علماً نافعاً ،،، و رزقاً طيباً ،،، و عملاً متقبلاً .
*********************************
العيب الثالث ” التشويه ” Distortion
التشويه ، أن تقيّم شئ ما بدون معرفتك مقاييس التقييم الحقيقة أو انك عبرت عن شئ من وجهة نظرك و رسخته في ذهنك بحيث انك تفرضه على نفسك و على غيرك ، مثلاً
“عندما تذهب لمعرض فني و تنظر للوحة عبارة عن تكوينات لونية بحتة غير منتظمة الشكل و لا تعبر عن شئ واضح فلا هي تصوير لوجه شخص ولا منظر طبيعي مثلاً ، ثم تقول ” الله ما هذا الجمال ، ما هذا الإبداع ، هذه لوحة عظيمة ، و تجد ما حولك يهزون رؤوسهم بالموافقة على ما تقول ، كيف كانت اللوحة عظيمة و بأي مقياس و هل هناك شئ منطقي نقيس به تلك العظمة ، تعطينا أرقاما نقول بها إذا كانت عالية ، نعم هذا معيار العظمة؟
و هناك مثل شهير يحدث لمعظمنا
أن تتحدث مع شخص و أنت مع صديق لك و بعد أن ينصرف هذا الشخص تقول ، انه شخص مجنون أو مخبول ، من أعطاك الحق لتقييمه ؟ و كيف حددت انه شخص مجنون؟ ، هل أنت عالم في علم النفس أو طبيب نفسي معالج لتحدد إذا كان هذا الشخص مجنوناً فعلاً ؟ و هل تعرف الجنون و أعراضه حتى تحكم عليه بهذا الحكم ؟ .
و الآن هذا الدرس يمكنني من إعطاؤكم واجباً عملياً
واجب عملي على درس اليوم
تعرفنا اليوم على أول مؤثر من مؤثرات العقل الباطن و هو ” اللغة ” و تعرفنا على مرشحات اللغة الثلاث
مطلوب منكم أن تقوموا على مدار هذا الأسبوع بملاحظة أي مرشح من المرشحات الثلاث يمكن أن يتواجد في كلامكم مع الغير و الأحاسيس الناتجة عنه بالقياس على الأمثلة المقدمة في هذه الحلقة و اكتبوا هذه الملاحظات و اعرضوها علينا في مداخلاتكم على منتدى الاستفسارات.
حلقة اليوم انتهت 
شكراً لكم.

 

 
تقديم : طارق الشرقاوي
أكاديمية نيرونت للتطوير و الإبداع
www.academy.neroo.net

لمتابعة بقية المحاضرات من هنا :

 


    Like it? Share with your friends!