رحلة اليابان نحو النجاح الجزء الاول


رحلة اليابان  نحو النجاح

” اليابان ” ” رحلة  ” ” نجاح ” لـ ” شعب ” تحدى ففعل، وسطّر في تاريخ الإنسانية أروع  قصص الـ ” نجاح ” التي عرفتها الأمم فنسج طوقاً جديداً للنجاة حبّاته هي ” العقل ” و ” الروح ” معًا.

فريق عمل أكاديمية نيرونت قام بـ ” رحلة ” إلى ” اليابان ” وجاءكم  ببحث عنها  للتعرف أكثر على أسباب ” النهضة ” فيها.

لتعدد المجالات المغطاة في ” البحث ” قسمت رحلتنا لجزءين؛ في الجزء الأول سنتحدث عن دور كلٍ من ” الكوارث “,التي توالت على ” الارض ” ” اليابانية ” و” الدين ” و” الرياضة ”  في ” رحلة ” ” نجاح ” هذا ” الشعب ” العظيم، شاهد وثائقي عند مطلع الشمس 

أما في الجزء الثاني فسنتناول جانبي التدريس و الصناعة.

احزموا الحقائب ولنبدأ  ” الرحلة “

(إذا سقطت سبع مرات، ستقوم في الثامنة) .. مثل ” ياباني ”

من هذا المبدأ بدأت ” رحلة ” ” نجاح ”  ” شعب ” ” اليابان “، فعندما تتوالى المصائب و” الكوارث ” من كل حدب وصوب لن يبقَ أمامك سوى خيارين:

إما أن تستسلم وتفنى، وإما أن تتحدى ظروفك وتخرج إلى العالم أقوى من أي وقت مضى. وهذا ما اختاره ” الشعب ” ” الياباني ” فتحدى جميع ” الكوارث ” والأزمات التي تعرض لها.

” كوارث طبيعية ” دمرت أرض ” اليابان “

طبيعة  ” اليابان ” وموقعها الجغرافي جعلاها عرضة للعديد من ” الكوارث ” كالأعاصير و ” الزلازل “، حيث قدّر الخبراء وقوع ما يقارب 12000 ” زلزال ” في العام أشهرها هو ” زلزال ”   تسونامي الذي حصل في ‘ توهوكو’ عام 2011 قبالة سواحل شرق ” اليابان “، وهو الأعنف في تاريخ  ” اليابان ” منذ بدء توثيق سجلات ” الزلازل ” قبل 140 عاماً، حيث بلغت قوته 8,9 على مقياس رختر.

شاهد وثائقي زلزال كوبي

أضرار وخسائر لا تحتمل

بلغ مجموع الأضرار آنذاك 15 ألف قتيل و3000 جريح و16 ألف مفقود، كما أدى هذا ” الزلزال ” إلى إغلاق مصانع ومصافي النفط ومحطات الطاقة وإلى تدمير كبير في البنية التحتية. لكن أهول وأضخم الأضرار هي حدوث ” كارثة ” (مفاعل فوكوشيما النووي)، التي أدت إلى تسرب إشعاعي هدد المنطقة بأكملها، وأعلنت على إثر ذلك حالة الطوارئ النووي والتأهب القصوى في محيط امتداده 10 كيلومتر حول موقع المفاعل.

” اليابان ” تتراقص مع الزلزال

كالعادة فكرة مبتكرة وفريدة من ” اليابان ” تقوم على جعل أساسات ” البناء ” أكثر مرونة عن طريق إضافة النوابض، فأصحبت الأبنية فريدة من نوعها بنوابض خاصة تحمي ” البناء ” من الهزات الأرضية عن طريق امتصاص الهزة وتحويلها لاهتزازت حركية وهو ما يسمى (نظام السوست).

أرز ” اليابان ” ينمو من رحم الموت

تاريخ لن ننساه ففي أغسطس 1945 علت أصوات ” اليابان ” ليصل الصمت حدود السماء. استيقظت كل من ” هيروشيما ” و ” ناغازاكي “على الموت، فنتيجة رفض سوزوكي رئيس وزراء  ” اليابان ” تنفيذ إعلان بوتسدام تم إلقاء قنبلتين نوويتين على كل من جزيرتي “هيروشيما ” و ” ناغازاكي “. وكانت ” هيروشيما ” إحدى أفظع ” الكوارث “على مر الزمان.

شاهد وثائقي هيروشيما

راح ضحيتها مابين 90 ألف إلى 166 ألف شخص مدني في ” هيروشيما “، وما بين 60 ألف إلى 80 ألف في ” ناغازاكي “، بالإضافة إلى تهدم مساحات كبيرة من هاتين المدينتين.

بداية جديدة و مفعمة بـ ” الامل ” لمواصلة ” رحلة ” ” النجاح ” بعد ” الحرب “

رفعت ” اليابان ” راية ” الحرب ” البيضاء، وبيدٍ أخرى رفعت راية العلم وأصبحت ” هيروشيما ” نقطة التحول الكبرى. صدحت حناجر الصمت لتزرع شتلة الأرز في كل بقعة أرض من ” هيروشيما ” و ” ناغازاكي ” لتكون ” الامل ”  ولتعلمنا معنى الإصرار.

” كارثة ” ” هيروشيما ” محنة أم منحة ؟

حوّل ” اليابانيون ” المحنة إلى منحة بالذكاء و الإصرار وحب الحياة. فالحق يقال، لم يتوقع أحد لهذه الأمة أن تنهض على قدميها من جديد، فالخسارة الهائلة هدفت إلى قتل الروح المعنوية لهذه البلاد. ومع أن ” اليابانيين ” استسلموا فعلياً في ” الحرب ” إلا أنهم رفضوا أن يستسلموا لليأس والحزن، وكان ” الامل ” أقوى. فلم يلتفتوا إلى ماضي ” الحرب ” و ” الكوارث ” إلا ليتعلموا دروساً جديدة تساعدهم في ” بناء ” المستقبل، ولم يفكروا بالانتقام من عدوهم بل انتقموا من سلبيات ماضيهم وحاضرهم واستغلوا إمكانياتهم وكل ما يوجد بين أيديهم ليتغلبوا على ” الكارثة “.

الثروة الحقيقية في  الـ” رحلة “

أدرك ” اليابانيون ” أن ثروتهم الحقيقية هي الإنسان، فاهتموا ببنائه بشتى السبل. هذا هو  السر الكامن وراء ” النهضة ” في ” اليابان “، فزاد الاهتمام بـ ” العقل ” و ” الدين ” لبناء الإنسان ” الياباني ” مما ساعدهم على غزو العالم خلال عقدين من الزمن فقط.

وتستمر الـ ” رحلة ” لمعرفة ألغاز ” نجاح ” الشعب ” الياباني ”

في الصباح البارد

تجلب الريح عبير

أزهار اللوتس … رينو هايكو ” ياباني ”

تتحدث سطور الهايكو عن الزهرة المقدسة زهرة اللوتس التي ترمز إلى حالة ” النيرفانا ” أي وصول النفس لحالة السلام المطلق عند التأمل مما يبعث ” الامل ” في النفوس. نعم صديقي، ” الدين ” في ” اليابان ” متغلغل في حياة كل فرد، فهم لم ينهجوا النهج الغربي في التحول نحو العلمانية. إن عدم دعم فكرة فصل ” الدين “عن الدولة يعد بحق أحد ركائز ” النهضة ” في ” اليابان ” فرحلة الأجداد لم تنتهي.

ديانات متعددة

أكثر الديانات انتشاراً في ” اليابان ” هي” الديانة البوذية “. تدعو هذه ” الديانة ” إلى سمو ” الاخلاق “وزيادة الوعي، كما أن أفكار بوذا ساهمت بشكل جلي في تنمية الذات وتطويرها.

أما ” الديانة ” الفطرية لليابانيين هي ‘ الشنتو’ أصل الكلمة من ‘شن ‘وتعني الأرواح الخيرة و’ تاو’ وتعني الطريق ومجموعها’ الشنتو’ هي الطريق إلى الخير.

تقوم ” ديانة ” ‘الشنتو’ على أسطورة ارتباط الآلهة التي أوجدت جزر ” اليابان ” بالإمبراطور مما زاد من قدسية الأرض ” اليابانية ” بالنسبة لهم. وتقول الأسطورة أنه بعد أن عم الفساد أرسلت هذه الآلهة حفيدها ليحكم ” الارض ” وهو ‘ الإمبراطور ‘ مما أضاف سمة إلهية لهالة هذا الشخص عدا عن السلطة الممنوحة بالإضافة إلى القيم و ” الاخلاق “.

بالرغم من أن عقيدة ‘ الشنتو ‘تختلف اختلافاً جذرياً من حيث المبدأ عن ” الدين ” الإسلامي، أي من حيث التعبد، لكنها تتفق معه في التشريعات والقيم المتبعة في الحياة اليومية من صدق وولاء وانضباط وغيرها الكثير من القيم و ” الاخلاق ” الإنسانية.

فاستطاعوا إحداث توافق بين” الدين ” من جهة وبين متطلبات الانفتاح والتحرر من جهة أخرى وربطوا ” الدين ” مع ” الارض ” والمجتمع.

 

” الدين ” ونظرية سايساي إتاتشي

وفقا لهذا النظرية، فإنه من حقوق وواجبات رجال ” الدين ”  الاشتراك في الحكومة والتشريع والتنفيذ. هذا على عكس المبدأ الغربي الذي قام بتحطيم سلطة الكنيسة وسلطة ” الدين “، وإذا ربطنا هذه النظرية مع أسطورة الحاكم المقدس نصل لأصول طاعة القائد. شاهد وثائقي جماعة السارين في اليابان

البوتشيدو’ في ” الدين ” ” الياباني ”

وهي العقيدة الأساسية  ‘للساموراي’ والتي تدعو إلى التضحية بالذات في سبيل الدفاع عن ” الارض “، ولقد تبنت هذه ” العقيدة ” ‘فرق الكاميناز’ في الحرب العالمية الثانية من أجل الدفاع عن ” اليابان ” التي ساهمت في تكريس فكرة الذود عن ” الارض ” وعززت الانتماء.

وحدة ” اليابان ” أولاً

في نهاية القرن الخامس عشر تم توحيد كل المعابد والمذاهب الدينية وإخضاعها لسلطة واحدة موحدة من خلال إنشاء معبد يسمى بمعبد  ‘القصر العريق’، بالإضافة إلى إعلان الإمبراطور ‘مايجي’ اعتماده عقيدة –المايجي شنتو- ” الدين ” الرسمي للبلاد وكانت كردة فعل على التشتت ” الديني ” المذهبي والعرقي. شاهد وثائقي   الساموراي الامس واليوم

أفكار التوحيد جلية إلى اليوم، فقليلاً ما تجد منزلًا ” ياباني ” يخلو من تماثيل المذهبين ‘الشنتو’ و ” البوذية “. في كل صباح يصلّون لآلهة  ‘شنتو’ وفي المساء يقرؤون في كتاب بوذا أمام ضريح الأجداد؛ لاعتقادهم بأن أرواح الأجداد تسكن المعبد. قدسية الأجداد هذه أدت إلى الاحترام الكبير للكبير سواء بالسن أم بالمكانة .

اللغز الثالث المكتشف في  الـ ” رحلة ”  

تعزيز ” النيرفانا ” عن طريق تطوير قوة الجسد لتشمل قوة ” العقل” و ” الروح ” في “الرياضة ”

” الرياضة ” المعروفة بالكيندو، طريق السيف، هي إحدى أقدم الفنون القتالية ” اليابانية “. انتشرت مع انتشار حكم ‘الساموراي ‘و تعد من أصعب أنواع ” الرياضة ” لما تتطلبه من مهارة وتركيز.

جعل ” اليابانيون ” هذه  ” الرياضة ” وسيلة للاسترخاء والتخلص من الضغوط التي بدورها رسخت في أعماق الثقافة ” اليابانية ” الانضباط وزرعت القيم الأخلاقية والروحية معًا.

اقرأ الجزء الثاني من المقال

تنسيق: مرام حيص

اليابان

اقرأ المزيد من المقالات المميزة حول ” اليابان ” و ” الشعب الياباني “

 العمارة في اليابان | أشهر المعابد والمعالم السياحية

اليابان و اتيكيت الطعام 3 نصائح لتستمتع بطبق ياباني

اتيكيت اليابان أغرب 15 تقليد في المناسبات اليابانية

 


    Like it? Share with your friends!