كىف اتعامل مع ابنى المراهق


 

كىف اتعامل مع ابنى المراهق

كيف تقنعينها بما تريدين؟

“ما ادّخرتُ وسيلةً لم اُحاول اقناعها بها واستعملت الترغيب والترهيب، حتى طاوعتني أخيراً وبدأت تدرس للامتحان الذي اقترب” قالتها أم البنت لجارتها بينما كانت ابنتها منهمكة على كراساتها وبين يديها كتاب يضمّ بين طيّاته جوّالها، وتكتب فيه لصديقتها “أمي مسكينة، تظن أنها بهذه الأساليب الرخيصة ستجعلني اُلعوبةً بين يديها. بالمناسبة، ماهو برنامج نزهة الغد؟”!

 

هل كانت الأم محقّة في أساليب المكافأة والعقاب لتمرير أهدافها؟ وماذا عن البنت؟ أليست لديها أهدافاً أولويات مع صاحباتها تحتاج احترامها؟ الأصدقاء والأزواج والأبناء ليسوا مجرمين ولا دولاً مارقة نحتاج التعامل معها بالترهيب والترغيب! نحتاج إلى أساليب راقية للتعامل مع أحبابنا لنكسب ثقتهم وحبهم لنا.

 

وللاجابه علي سؤالك كىف اتعامل مع ابنى المراهق الي هذه.

الطريقتين الأساسيتين للتعلّم

لقد توصل علم النفس قبل قرن من الزمن إلى وجود وسيلتين أساسيتين للتعلّم:

التكيّف التقليدي: كأن تقدّم المشرفة طُعماً للمتلقي (علامة نجاح أو ثناء أو علاوة في العمل)، وفي سعيه إليه تحصل منه على ما تريد. لكن حين تغيب المشرفة لسفرٍ او علّة، سرعان ما سيخمد أثر الطُعم تدريجياً.

التكيّف المعنوي (الاستثابي): فيها يحصل المتلقي على كل ما يحتاجه من رعايةٍ واهتمام وتلبى كلّ حاجاته ما لم تتجاوز الحد.

هنا يمارس المتلقي هواياته، ويشعر بحرص مشرفته (أو معلّمه او أمّه) على مساعدته فيها مهما كانت غريبة. فيما توظف المشرفة هذه الهوايات لتنمية مهاراتٍ يستفيد منها المتلقي في حياته العملية. هنا لا يخشى المتلقي العقوبة بل يخشى زوال النعمة التي يعيشها. ويشعر بثقة أكبر في ذاته وثقة هائلة في مشرفته مع ما يلمسه من حرصها على دعمه. هو يحصل على ما يريد فيندفع من أجل تلبية رغبات المشرفة فيعطيها ما تريد.

 

ومن الامور المهه للاجابه علي سؤالك كىف اتعامل مع ابنى المراهق ان تعرف

أهمية التكيّف الاستثابي

هنا لا تكون علاقة البنت بأمها والتلميذ بمشرفته كعلاقة المجند برئيسه، بل صداقة قائمة على حرصٍ متبادلٍ على إرضاء الآخر وتلبية أولوياته. إذ ينمو الشعور بالمسؤولية وغياب المشرفة لا يؤدي إلى زوال أثرها. وبينما لا تصلح الطريقة الأولى في العلاقات الأسرية أو بين الأصدقاء فإن الطريقة الثانية تصلح في شتى الظروف وفي جميع الأماكن بما فيها العمل.

 

وحتى حين تودّ إقناع شخص بفكرتك أو طريقتك التي لم يعهدها، قد يستحيل عليك دحض فكرته الأصلية. الناس عامةً يتعصبون لقتاعاتهم. بل من الأسهل عليك أن تبدي تفهمك وإعجابك بفكرته وطريقته أولاً، ثم تحاول بعد ذلك طرح أسئلةٍ تساعد المتلقي، خلال إجابته عليها، للاهتداء إلى بعض الأمور التي ما كانت لتخطر له.

 

الشعور بالمسؤولية هو الأصل

أودّ أن أشير إلى أمر، من أول يوم لي في الغرب لفت انتباهي قوة الشخصية لدى صغار الصبية. كنت أتساءل: مالذي يجعل أحدهم يستمع ويحاور بعقلانية واحترام متبادل كرجلٍ ناضج ملئه الثقة بالنفس. وحين اطّلعت على بعض وسائل التربية وأساليب التعليم هنا أيقنت أن هناك الكثير الذي يجب أن نتعلمه إن اردنا جيلاً يحمل أعباء المسؤولية.

 

الأقناع له أصول. حين تعطي الطرف الآخر تفهمك واهتمامك وحبك، وتراعي مشاعره وهواياته وأولوياته، وتزرع فيه الثقة والتشجيع والأمل، وحين يختفي أثر الطمع في المكافأة والخوف من العقوبة، ويحلّ مكانها الطمع في استمرار الصداقة والتشجيع، والخوف من انقطاع الثقة المتبادلة وانقطاع الدّعم، عند ذلك كله يصبح شغله الشاغل أن يصير أهلاً للمسؤولية المناطة به فيتفانى في أدائها على أحسن وجه.

 

كان هذا المقال تحت عنوان كىف اتعامل مع ابنى المراهق

 


    Like it? Share with your friends!

    mm
    مهندس ومصمم غرافيك مهتم في الكتابة والانفوغرافيك المتعلقة بتقويم وبناء الذات بما يخدم المجتمع العربي