كيف تبدأ محادثة من جديد!


 

كيف تبدأ محادثة من جديد!

خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

قد يكون البدء بمحادثة من أجل التعرّف على شخص ما أو كسر حاجز الصمت أمراً متعباً جداً. لكي تبدأ بمحادثة عندما لا يكون لديك ما تتكلم عنه، قم باستخدام الأجزاء الثلاثة التالية.

 

إيجاد أشياء للتحدث عنها

1- قم بالإشارة إلى موقع أو مناسبة.

انظر حولك وابحث عن شيء يستحق الإشارة إليه. من الأمثلة على ذلك: “هذه غرفة رائعة!”، “هذا الطعام لذيذ جداً”، “أحبّ هذا المنظر”.

 

2- اسأل سؤالاً مفتوحاً.

معظم الناس يحبّون التحدّث عن أنفسهم؛ لذلك فإنّ قيامك بسؤالهم سؤالاً مفتوحاُ تعتبر نقطة بداية لجعلهم يبدأون التكلّم. يتطلّب السؤال المفتوح تفسير للإجابة وليس فقط مجرد الإجابة بنعم أو لا. تميل الأسئلة المفتوحة للبدء بـ من، متى، ماذا، لماذا، وكيف، في حين تميل الأسئلة المغلقة للبدء بـ هل.

الأسئلة المغلقة: “هل تحب الكتب“، “هل سبق لك أن أتيت إلى هذه الجامعة؟”، “هل فصل الربيع هو فصلك المفضّل؟”، “هل أتطفّل عليك؟”.

الأسئلة المفتوحة: “أي نوع من الكتب تحب؟”، “ماذا درست في هذه الجامعة؟”، “ما هو فصلك المفضّل؟ لماذا؟، “ماذا تفعل الآن؟”.

كيف تبدأ محادثة من جديد!

3- تعلّم كيف تجمع بين الملاحظات العامة وبين الأسئلة المفتوحة.

فأي منهما قد يكون محرجاً أو تمّ طرحه في المكان غير المناسب، لذلك فإنّ الجمع بينهما يعطي تأثيراً أكبر. على سبيل المثال:

“هذه حقيبة جميلة، من أين حصلت عليها؟” إنّ هذا السؤال يجعل مالك الحقيبة يتحدّث عن اليوم الذي ذهب فيه للتسوّق وكل الأشياء الجميلة التي حدثت معه أثناء التسوّق، وذلك بالعكس من قولك: “لقد أحببت حقيبتك!” “شكراً لك.” (نهاية الحديث.)

“يا له من بوفيه مذهل! ما هو نوع الأطباق المفضّل لديك؟” إنّ السؤال عن رأي يعتبر أمر مفيد جداً، وخصوصاً إذا ما لحق بسؤال مفتوح النهاية: “لماذا؟”

 

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

4– تطرّق إلى الأحداث الحالية.

هناك احتمال أن يكونوا يعلمون بها أيضاً، أمّا إذا لم يكونوا على علم بها فإنّه يعتبر شيء جيد التحدث عنها! اقرأ وشاهد الأخبار وعندما تكون جاهزاً للبدء بمحادثة شخص ما، قل شيء ما مثل، “مرحباً، هل سمعت عن تحطم الطائرة؟ لقد كان ذلك جنوناً.”

 

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

5– تابع النقاشات التي كنت قد بدأت بها سابقاً.

لو كنت تعلم الشخص، قم بمراجعة المحادثات التي سبق وتناولتها معه ثم تابع مناقشة أحدها. على سبيل المثال، أحد مشاريع هذا الشخص أو بعض الأخبار السيئة التي ناقشها معك. إنّ هذا لا يعطيك فقط شيء ما للتحدث عنه، ولكنّه أيضاً يظهر بأنّك تصغي وتولي اهتمام عندما تتحدث معه وأنّك تهتم بمشاكله وتجاربه بشكلٍ كافٍ بحيث أنّك تفكر بها وتتذكرها.

 

6– اطرح أسئلة من السهل الإجابة عليها.

الإجابة عن بعض الأسئلة تعتبر أصعب من أسئلة أخرى. هل سبق وأن سألك شخص ما عن خططك للعطلة الأسبوعية وقد فكّرت، “لا أرغب في التحدث عن خططي للعطلة الأسبوعية … هل أنا مضطر للإجابة عن هذا حقاً؟” معظم الناس يفضّلون الأسئلة السهلة، مثل “كيف حالك اليوم،” أو “هل تزعجك المدرسة في هذه الأيام؟” إنّ هذا يجعل المحادثات أفضل ويجعل القيام بها أكثر راحةً.

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

 

7– انتبه أن لا تأذي مشاعرهم.

لا تسألهم عن مواضيع لا يحبون مناقشتها. على سبيل المثال، بعض الأشخاص قد لا يرتاحون أبداً بمناقشة مواضيع يشعرون بأنّها تمسهم شخصياً، مثل وزنهم، عدم حصولهم على درجات أو مؤهلات كافية، وما إلى ذلك. حاول أن تراعي مشاعر الاخرين قدر الإمكان حتى لو لم  تعرفهم.

 

 

تذكّر الأساسيات

أطلق العنان لمخاوفك.

عندما تشعر فجأة بأنك غير قادر على الدخول في محادثة مع شخص آخر، فإنّه من المحتمل أن يكون السبب هو أنّك تخبر نفسك ببعض الأشياء السلبية، مثل القلق بأنّك قد تكون مُمل، غير جيد بشكل كافٍ، غير مهم، متطفّل، تقوم بإضاعة وقتهم، وغير ذلك من الأفكار التي تجعلك معقود اللسان. إن هذا الشعور الواعي عند قيامك بمحادثة أشخاص ليس بشيء غير عادي ولكّنه غير نافع.

اهدأ. مهما كان الحديث الذي قمت به لن يعلق بذهن أي شخص بعد بضعة أشهر من الآن. فقط قل ما يرد في رأسك من أفكار ما دامت هذه الأفكار ليست سيئة أو غريبة فعلاً (إلا إذا كان الشخص الذي تتناقش معه بحالة غريبة).

حاول أن تبقي في ذهنك بأنّ أي شخص لديه هذه الشكوك الخاصة به من حين لآخر، ولكن من الضروري تجاوزها من أجل التعامل مع بني البشر. طمئن نفسك بأنّ الشخص الآخر لا يحكم عليك. حتى ولو كان كذلك، فلن يكون لديه أثر حقيقي على حياتك، لذلك اشعر بالراحة واسترخي.

 

2- قدّم نفسك عند الضرورة.

إن لم تكن تعلم الشخص، فإنّ كسر الجمود بينكما يعدّ أمر سهل جداً: نظرة ودودة، أخبره باسمك، مدّ يدك لمصافحته، وابتسم J. هذا لا يجعلك مهذباً فقط بل أيضاً يعتبر طريقة جيدة لبدء المحادثة. على أيّة حال، قد تقوم بتقديم نفسك بعد أن تبدأ المحادثة بينكما في بعض الأحيان. أي

 

3- أبقِ الحديث مستمراً بأحاديث صغيرة.

إنّ هذا يجعل المحادثة سهلة و خفيفة، وخصوصاً بالنسبة  للأشخاص اللذين ما يزالون يتعرّفون على بعضهم بشكل أفضل. استخدم هذا الأسلوب لبناء الصلة و لدعم التشابه بينك وبينك الشخص الآخر وليس من أجل وضع حجّة على رأيه.

تتضمن الأحاديث الصغيرة تناول المواضيع التي تطرقت لها على موقعك الالكتروني، شراء سيارة جديدة، تجديد المنزل، خطط العطلة، حديقتك المزروعة حديثاً، كتاب جيّد قرأته حديثاً، وغير ذلك.

لا تتمضن الأحاديث الصغيرة تناول مواضيع في السياسة، الدين، نزع السلاح النووي، أو انتقاد أي شخص، وخصوصاً اذا كان اللقاء في حدث ما نتجب انتقاد المضيف والحدث.

على الرغم من أنّ الحديث عن الطقس يعدّ أمر مبتذل، إلا أنّه عندما يكون هناك شيء غير عادي في الطقس، فسيكون لديك شيء جيد للتحدث عنه.

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

4- التزامن:

اجعل هناك تناغم بينك وبين شريكك بالمحادثة، فبمجرد أن يبدأ الشخص بالحديث، اتبع اشاراته وحركاته و أسلوبه في الحديث من أجل الحفاظ على الحديث سلساً. استخدم الاستماع النشط لتعكس مايقوله على وجهك..

قم بالإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليك، وقم بطرح أسئلة عما يتكلمون عنه، قم بتغيير المواضيع عندما يتوقفون عن الحديث، وتأكّد من أنّهم حازوا على الفرصة للتكّلم على الأقل بقدرك (إذا لم يكن بأكثر منك).

 

5- اذكر اسم الشخص الذي تتحدث معه بين الحين والآخر.

إنّ هذا لا يساعدك فقط بتذكّره ولكنّه أيضاً دلالة على الاحترام ويشعره بالمزيد من الراحة. كما أنّ هذا يضفي الحديث طابعاً شخصياً ويجعل الحديث أكثر واقعيةً وأكثر حميمة. فكل محادثة تقوم بها تضيف قاعدة جديدة لتجربتك.

 

6- اعطِ إشارات بأنّك تستمع.

لست بحاجة للتكلّم بكثرة طوال الوقت؛ بإمكانك الإيماء، أي تقول “آه” أو “واو” أو “أوه” أو “ممم”، تنفّس الصعداء، قل عبارات صغيرة تشجيعية مثل “هل هذا صحيح؟” و “يا للهول!”، “ماذا فعلت/ قلت بعد ذلك؟” و “إنّ ذلك مذهل!”، وغير ذلك.

 

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

7- حافظ على لغة جسدك مفتوحة ومتقبّلة.

قم بالإيماء عند موافقة رأي الشخص، انظر في عينيه أحياناً دون التحديق بهما، وقم بالانحناء باتجاه الشخص الآخر. ضع يدك على قلبك بين الحين والآخر، وقم بملامسة الجزء العلوي من ذراعه إن كنت شخصاً حساساً. إن هذا يجعل الشخص يشعر براحة أكثر ويودي إلى محادثة طبيعية أكثر.

حافظ على مسافة شخصية معقولة إذا كان الشخص الذي تتحدث إليه غريب أو لا تعرفه جيداً.

 

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

8- ابق مشاركاً في الحديث .

ابق مهتماً بالشخص الآخر وركّز عليه. حافظ على فضولك بدلاً من الرجوع إلى نفسك. هذا يعدّ هام من أجل الحفاظ على الراحة أثناءالمحادثة وإيجاد طرق جديدة لاستمرارها. إنّ هذا قد يقودك للعثور على بدايات لمحادثات مستقبلية مع نفس الشخص، كما أنّه بإمكانك أن تطلب معلومات مستكملة عن بعض جوانب حياتهم التي يتحدثون عنها الآن إذا كنت منتبهاً لكلامهم بشكل جيد من المرة الأولى.

 

9- استجب بشكل طبيعي للحديث.

ابتسم واضحك عندما يكون الشخص الآخر يمزح أو يلقي نكتة. لكن لا تجبر نفسك على الضحك وتكثر منه، فذلك قد يجعل الشخص الآخر يتملّقك؛ ابتسم وقم بإيماءة، هز رأسك، وانظر إلى الأسفل.

 

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

10- درّب نفسك على البدء بالمحادثة.

قد تشعر قليلاً بأنك أخرق في البداية، ولكن مع الممارسة فإنّه يصبح من السهل البدء بمحادثات جيدة. في كل مرّة تكون في وضع يستدعي بك البدء بالمحادثة، انظر إليه كجزء من ممارستك اليومية، ولاحظ كيف أنّك تتحسن مع كل مرّة تحاول فيها.

 

حافظ على الأمور المثيرة للاهتمام

1- احذو حذو الشخص الذي تتكلم معه.

إذا بدا أو بدت بأنّها مهتمة، عندئذ تابع الحديث. أما إذا نظر إلى الساعة، أو أسوأ من ذلك، و بحثت عن استراتيجية للهروب، عندئذ يبدو أنّك أطلت بالمحادثة. من المهم أن تحاول أن تفهم إشارات من تتحدث إليهم لكي تجعل الحديث ممتعاً قدر الإمكان ولكي تترك لديهم شعور بالرغبة بالتحدث إليك مجدداً.

أحياناً قد تشعر بأنّها مهارة صعبة التعلّم، ولكن يكفيك ممارستها. فالممارسة هي الطريق الوحيد لكي تتحسّن.

 

2- استخدم كلمات ذات طبيعة حسّية.

أمثلة عن هذه الكلمات: “يرى”، “يتخيل”، “يشعر”، “يخبر”، “يحسّ”، وغير ذلك، حيث تشجّع هذه الكلمات الشخص الآخر على رسم صورة في ذهنه عن الحديث الذي يتناولانه. قد يجعل هذا من الحديث أكثر جاذبية وسوف يترك أيضاً أثر على الشخص الآخر. على سبيل المثال:

أين ترى نفسك بعد سنة من الآن؟

 

3- حافظ على التوازن.

مادام الشخص الآخر هو من بدأ الحديث، فإنّ مسؤولية استمرارية هذا الحديث تقع على عاتقك. إذاً ماذا يحدث لو قام الشخص الآخر بممارسة الاستماع الفعّال والأسئلة المفتوحة عليك؟ لديك العديد من الخيارات:

  • اعتبرها إشارة منه لتبدأ بالحديث عن نفسك. ولكن لا تبالغ في ذلك؛ تذكر أن تبقه مشاركاً في لحديث من خلال طرح أسئلة مفتوحة والاستماع الفعّال عند انتهاء كلامك.
  • إذا لم تكن تفضّل أن تكون محور الحديث حاول تحويل السؤال نحو الشخص الآخر. قل شيء ما مثل: “حسناً، إنّي أحب كتب هاري بوتر، وخصوصاً الكتاب الأخير. ولكنك لا ترغب في سماعي أتحدث طوال المساء! ماهي لحظاتك المفضّلة في سلسلة أجزاء هاري بوتر؟”
  • أجب عن الأسئلة بأسئلة. على سبيل المثال، “كيف نجحت في الابتعاد بوقت مبكر جداً؟” يمكن الإجابة عن ذلك بالسؤال، “حسناً، كيف نجحت أنت؟” غالباً ما يكون الشخص الآخر مصرّ على أن تجب أنت أولاً فلن ينسى أنّه طرح السؤال أولاً!

 

كيف تبدأ محادثة من جديد!
كيف تبدأ محادثة من جديد!

 

 

4- لا تخف من لحظات انقطاع الحديث.

فالانقطاع عن الحديث قد يستخدم لتغيير الموضوع، وإعادة تنشيط المحادثة، أو حتى أخذ استراحة قصيرة. ترك انقطاع الحديث يدوم لفترة طويلة هو الوقت الوحيد الذي عليك القلق بخصوصه. ما دمت تنتقل إلى الموضوع التالي للحديث بشكل طبيعي فإنّ الأمور تكون على ما يرام، فلا تقلق .

 

5- حاول أن لا تزعج من تتحدث إليه.

الاستجابة يجب أن تكون بشكل مدروس إذا شعرت أن الشخص الآخر محرجاً أو غير مرتاح لوجودك.  فإذا لم يظهر الطرف الآخر اهتماماً بمشاركة المعلومات معك، فلا تستمرّ بالمحاولة أكثر من اللازم. و تجنب الأسئلة الكثيرة إذا لم يُظهر الشخص الآخر استجابة.

 

6- اترك لنفسك منفذاً للخروج.

لكي يعتبر دخولك جميلاً ضمن المحادثة، اذكر بأنّك تستطيع التحدّث بشكل مختصر نظراً لكونك ستلتقي أشخاصاً آخرين أو لديك لقاء يجب أن تذهب إليه. إنّ هذا يريح الشخص الآخر من الشعور بأنّه ملزم بالتحدث إليك، ويعطي لكليكما طريقة سهلة للخروج إذا لم تجرِ الأمور على ما يرام. إذا استمرّت المحادثة بشكل جيّد، فإنّه بإمكانك تأخير نفسك عن الذهاب لأكبر قدر ممكن.

لكن تذكّر أن لا تبالغ في القيام بذلك، لأنّه قد يظهر له بأنّك لا ترغب في التحدث إليه، وإنّما ترغب في أن تكون مع الأشخاص الآخرين اللذين لديك لقاء معهم.

 

ترجمة: علاء خزام

تدقيق: هاديا البيطار

تدقيق لغوي : راما الشامي 

تنسيق : محمد الصواف

إقرأ المزيد هنا في هذه الروابط:

خمس أسرار لتكون بارعاً بمهارة المحادثة

كيف تصبح شخصاً يحب الناس الحديث معك

فن الحديث طريقك للخروج من المأزق

الوسوم: البدء بمحادثة، كيف تبدا بمحادثة


    Like it? Share with your friends!

    علاء خزام
    باحث اقتصادي وطالب دراسات عليا في كلية الاقتصاد، قسم العلوم المالية والمصرفية, جامعة تشرين. مهتمّ بترجمة المقالات وخصوصاً المقالات الاقتصادية والحديثة منها بما يقدّم الفائدة للمتخصّصين وغير المتخصّصين.