كيف تساعدنا أدمغتنا على التكيف مع العالم


كيف تساعدنا أدمغتنا على التكيف مع العالم

خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

 

مالذي يكشفه الجدل حول الثوب الذهبي – الأبيض, و الأزرق – الأسود عن كيفية عمل أدمغتنا.

 

كيف تساعدنا أدمغتنا على التكيف مع العالم

 

 منظمة جيستالت  (Gestalt):

  • حقيقة أن توقعاتنا التي تحدد طريقة إدراكنا للعالم من حولنا هي واحدة من الظواهر الأكثر تشريعاً في علم النفس. فقوانين منظمة جيستالت (Gestalt) قد طُورت من قبل علماء الإدراك في بداية القرن 20 و التي تقترح إبرازنا للكمال بعيداً عن الصورة الناقصة (كتعبئة لافتة بالأحرف المفقودة), و وضع مظهر مشابه أو أشياء في مجموعة, و المحاولة في تحويل المنبهات المعقدة لشكلها المبسط قدر الإمكان, و مواد المجموعة الذهنية ذات تقارب وثيق.
  • فقد عُرف الجستاليون بتطويرهم للمَشاهد التي من الممكن أن تُفسَّر بطريقة معاكسة تماماً معتمدين على حالتك النفسية (مزاجك). أحد الأمثلة على ذلك , صورة جانبية لامرأة التي بالإمكان رؤيتها إما كسيدة شابة تنظر بعيداً عن المُشاهد أو امرأة كبيرة في السن متغطية بوشاح.
  • و من الصور الجيستالية الأكثر شهرة هي الصورة المضللة للبصر (خلفيّة – صورة) بحيث ترى صورتين ظلّيتين متجاورتين و محدقتين على بعضيهما باللون الأسود مقابل خلفية بيضاء أو العكس صور بيضاء مقابل خلفية سوداء.

 

الدماغ                          الدماغ

 

الثوب الذي شغل العالم :

  • إن آخر مادة للمقولة النفسية “ما تراه معتمد على ما تتوقعه” هي صورة لفستان من المفترض أن يُلبس في زفاف و الذي بدوره أصبح ضجة على شبكة التواصل الاجتماعية في أواخر شهر شباط من عام 2015 . و لعل شعور الناس بالملل و الإحباط من الأحوال الجوية لهذه السنة قد دفعهم للتشبث بأي شيء يلهيهم و الذي من شأنه أن يكتسح نُظم تويتر(Twitter). و كبديل آخر, فإن الطرق المتباينة تماماً لنظرة الناس للون الثوب يعكس الصورة الجوهرية لطريقة عمل أدمغتنا. فصورة الفستان ظهرت بقدرٍ من البساطة كما رآه الكثيرون على الفيسبوك (Facebook). و خلال ساعات, عملت على تقسيم رؤية العالم (ربما الضجرين منهم) لأولئك الذين رأوه باللون الأبيض و الذهبي و الآخرين الذين يرونه بالأزرق و الأسود.
  • فالثوب, بيع أصلاً من قبل تاجر بريطاني صغير, و الذي سيصبح بدون أدنى شك مقلّد و مباع في أسواق الجملة خلال أسابيع. حتى انتهاء حسوماتها من المتاجر, إذا لم تكن خزان الناس, فالحقيقة تكشف طريقة رؤيتنا للأمر و الذي سيظل مصدر ساحر.

 

الدماغ

 

أهمية امتلاك الخبرات :

  • فالفكرة الأساسية وراء قوة الإدراك لجزئي الدماغ (السفلي و العلوي) تكمن في المناطق اللحائية في الدماغ (الجهة العلوية) و التي تُبرز التوقعات المبنية على الخبرة و التي بإمكانها تغيير مسئولية عمليات الأعضاء الحسية (الجهة السفلية) لإدخال المعلومات. فإذا لم يكن لديك تجارب سابقة البتة فلن تمتلك أساساً لحكم مسبق لأي منبه يصل إدراكك. مع ذلك, و كلما تقدمنا في العمر سنمتلك خبرات سابقة من شأنها ستخلق توقعات عن ما سنواجهه في المستقبل.
  • فالعديد من توقعات جهتي الدماغ (العلوية و السفلية) هي مكيفة. فمثلاً إذا كنت تعرف أن هناك سباق سيارات في حيّك. فسوف تغامر بحذر قبل محاولتك اجتياز نقطة التقاطع. و مع ذلك, فإن توقعك لسرعة السيارة من الممكن أن يؤثر على حكمك في سرعة اقترابها. فمعرفتك المتزمّتة بأن السائقين هم المسيطرون, من الممكن أن يكون تقديرك لسرعة السيارة أعلى من سرعتها الأصلية إلى حد بعيد. و في حالة مشابهة, إذا كنت تعتقد بأن مذاق قطعة صغيرة من الكعك ذات زينة جميلة ستبدو شهية, فمن المحتمل أن تجدها أطيب مما تبدو عليه. لأن ذلك ما كنت تتوقعه.

 

الدماغ

 

بعض الدراسات حول مدى تأثير عمل الدماغ على أحكامنا المدركة :

  • هناك دراسة معتبرة عن الجسد و التي توثق مدى تأثير طريقة عمل جهتي الدماغ ( العلوية و السفلية), و المعتمدة على تذكّر الأحداث الماضية بشكل خاص, على أحكامنا المدركة. فأحد الدراسات الحديثة المُثقِّفة بشكل بارز تستخدم الخرائط الدماغية لفهم حقيقة دور الذاكرة للأحداث الماضية في الاستعداد لمعالجة المعلومات الواردة. حيث أن جامعة جلوسيسترشير ((Gloucestershire)), و عالم الأعصاب دي كاثرود (Di Catherwood), و فريق استخدموا مِرسمة الموجات الدماغية (EEG) لتحديد المناطق المسؤلة عن الذاكرة بدقة ليتيقنوا إذا كانت نشطة عند إصدار الناس لأحكامهم الإدراكيحسية.

إقرأ : أفضل ٨ خطوات لتحسين ذاكرتك و قدراتك الدماغية

 

الدماغ

 

رؤية دي كاثرود (Di  Catherwood ) و زملائه لحالة الإدراك :

هذا و قد ركز دي كاثرود و زملائه على حالة إدراك معرفتك لما يحدث أمامك. و كما دونوا ” إن التفاعل الفعّال بالبيئة الخارجية يتطلّب تلك المظاهر البارزة المعالَجة على نحو ملائم لإنتاج أو المحافظة على الإدراك بحالة جيدة”. فعبر تقديم أهداف مُتغيّرة باستمرار للمشاركين, يمكّنهم ذلك اكتشاف إلى أي درجة يعتمد لناس على الذاكرة, (عملية جهتي الدماغ العلوية و السفلية), في بناء أحكامهم مفضلين ذلك على تقديم المعلومات لهم أثناء عرض المنبهات السريعة و المتغيرة على شاشة الحاسوب.

 

الدماغ

 

أهمية الذاكرة :

فمنطق الدراسة كان عند مواجهة انقطاع في قوة الإدراك أو اضمئلال في حالة الإدراك فإن توقعاتك هي التي ستشغل الثغرات (بناءً على معرفة). فهذا ما يحدث مثلاً للأشخاص الذين ينظرون و يفشلون في رؤية الخطر الآتي من أمام أعينهم. فقد بنى الباحثون حالة الإدراك في مهمة إدراكيحسية و من ثم سلبت منهم لرؤية إذا ما كان المشاركون قد شغلوا الأجزاء المفقودة و ذلك باعتمادهم على ذاكرتهم. وهذا ما يحدث عند قيادتك على طريق مألوف و فشلت في اكتشاف شيء من شأنه قد غير من الحالة كالأخدود مثلاً أو أحد المشاة على حدٍ أسوأ. و لهذا أنت لم ترى الخطر لأنه لم يكن متواجد في السابق.

إقرأ :استراتيجيات بناء ذاكرة قوية

 

الدماغ

                                

كيفية معالجة الصور الواقعية :

و أظهرت نتائج البحوث أن تحت الحمل الإدراكي العالي, (عندما تكون عوامل عديدة حاضرة في الحالة), يعمل الأشخاص على المزج بين عمليات الجهتين العلوية و السفلية للدماغ, أو ذاكرة الماضي لبناء أحكامهم. و الأكثر إثارة, فإن هذا الأمر لا يحدث فقط مع المنبهات التجريدية لكن في الصور المشتملة على أحكام الحياة الواقعية. فعند مشاهدتهم لصور من مشاهد مدنيّة متضمنة إرهابي محتمل ” الهدف”, فإن الحمل العالي من الإدراك قد تسبب في دمج أجزاء الدماغ و ربطها بالذاكرة لمساعدتهم في معالجة المشاهد المعقدة أمامهم. فكلما كنت متردداً كلما اعتمدت على ذاكرتك في توجيه أحكامك.

ففي حالة الثوب, من المحتمل لتوقعك بأن الثوب سيكون مرتبطاً بحفل زفاف مما عمل على دفعك لرؤيته باللون الأبيض لا الأزرق. و من الممكن أن يتأثر قرارك بدرجة تشبّعه باللون في الصورة المحددة المستخدمة لتكوين حكمك .

 

الدماغ

 

الفصل بين التوقعات و الحقيقة :

إن رؤية الثوب بلون معين ربما لن يكون القرار المدرك الأكثر أهمية الذي ستتخذه في حياتك. مع ذلك فإن إدراكنا لطريقة تلقين العقول للعيون ربما يمكنك بشكل أفضل الفصل بين توقعاتك و الحقيقة, و يعتبر “تمرين جدير بالاهتمام دائماً” .

 

 

 

ترجمة : لبابة بيلتو

تدقيق : هاديا البيطار

تدقيق لغوي : راما الشامي

تنسيق : جوني

إقرأ المزيد من المقالات الممتعة و المفيدة :

  1. قدرات العقل 7 طرق لزيادتها
  2. قبعت التفكير الست/ فوائدها و استخدامها
  3. الإبداع في التفكير
  4. طور ذكائك بمهارات التفكير الإبداعي
  5. تعلّم لغة جديدة يساهم في نمو الدماغ
  6. دراسة حديثة | قدرة قراءة القصص على تغيير الدماغ

    Like it? Share with your friends!

    لبابة بيلتو
    حاصلة على إجازة في اللغة الإنجليزية. هدفي من الترجمة هو إثراء مكتبتي الفكرية بكل ما هو جديد بالإضافة لتقديم مواضيع هادفة تخدم المجتمع وجعل اللغات أكثر تقارباً.