كيف تقول وداعا ……..


كيف تقول وداعا …….. – خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

معرفة كيف ومتى نقول “ وداعا “ غالباً ما يكون صعباً ، حتى في الحالات العادية والخالية من التكلف .

لكن تعلم كيفية الوداع بشكل بليغ ، لبق ، ومناسب للحالة يعتبر مهارة تساعدك في الحفاظ على علاقاتك وإشعار المحيطين بك كم أنت مهتم لأمرهم .كما أنها أسهل مما تبدو أحيانا .أكمل القراءة لتتعلم كيف تقتنص الفرص وتتنبأ بحاجات الآخرين عند الرحيل .

الطريقة الأولى : الوداع – قصير المدى (الوداع لفترة قصيرة )

 

1 . كن قادرا على تمييز الوقت المناسب للذهاب .

عندما تكون في أي نوع من الحفلات أو الاجتماعات ، أو حتى في حالات النقاش مع شخص آخر ، قد يكون من الصعب إنهاء اللقاء . خبرتك في تمييز الفرصة المناسبة – لانهاء اللقاء (للمغادرة) سيجعل الوداع قصير المدى أكثر سهولة مما تتوقع .

لاحظ .. حين تجد الجموع بدأت بالتضاؤل وقد رحل أكثر من نصف الحضور ، يمكن أن يكون الوقت مناسباً لانسحابك . ابحث عن المضيف أو الأصدقاء وبإيماءة بسيطة بيدك ودع من في الغرفة وغادر المكان .

*ارحل عندما تريد .

لست مضطرا للانتظار حتى يؤذن لك . طالما كنت مستعدا للذهاب إلى البيت ، أو مستعدا لإنهاء الحديث ، قل ، ” إذاً أنا سأذهب الآن . أراكم لاحقا جميعا ”

 

2 . راقب ” لغة الجسد “:

سيكون بقاؤك أكثر من اللازم نوعا من الوقاحة ، لكن ذلك يصعب تمييزه . وطبعا لا يفضل المضيف إخبارك برغبته في رحيلك ، أنت من يجب أن يلاحظ الإشارات المنذرة بذلك ” لغة الجسد “.

عندما يبدأ مضيف الحفلة بإعادة ترتيب الغرفة أو الانسحاب من الحديث، عليك أن تجمع أصحابك أو أغراضك وتحرك للخروج ، أيضا عندما تلاحظ أن أحدهم بدأ بترقب ساعة يده أو بدا عليه – الملل (عدم الارتياح)، هذا أيضا يدل على أن الوقت قد حان لترحل ” لغة الجسد ” .

 

3 . خطط للقاءات القادمة .

قولك : ” سأراك غدا في المدرسة” أو ” أتشوق لرؤيتك ثانية في عيد الميلاد” يجعل الوداع لطيفا – واضحا (مباشرا) ، وإن كنت لم تقرر بعد ماذا ستفعل ، اعتبر الوداع فرصة لذلك . فمقولة ” أتمنى رؤيتك في القريب العاجل” تفي بالمهمة ، حدد موعدا لاحتساء القهوة أو للغداء خلال الأسبوع إذا كان هذا يجعل من الوداع أسهل حالا ، لكن لا تلزم نفسك بشيء لا تريد فعله ، سيكون كافيا تماما أن ترحل فحسب.

 

4 . قل الحقيقة:

قد يبدو من الأفضل لك أن تأتي بعذر جيد لإنهاء اللقاء . لا لست مضطرا لذلك . إن أردت المضي ليس عليك إلا أن تقول :” سأذهب الآن ، أراك لاحقا ” . لا داعي لتعقيد الأمور أكثر من ذلك . وإذا أردت الخروج من محادثة أنت مستعد لإنهائها ، ” سأكلمك لاحقا ” هذا كاف تماما .

 

الطريقة الثانية : الوداع – لفترة طويلة (طويل المدى)

 

1 . خطط لوقت مناسب للحديث قبل الرحيل

إذا قرر أحد من تعرفهم الغياب لعدة سنوات ، ،سيسافر أو سيترك الجامعة ، فقد تكون فترة تحضيرهم للرحلة وقتا عصيبا مشحون بالعواطف. حدد وقتا معينا ومكان للقاء والوداع . كما يجب عليك ترتيب لقاءات الوداع حسب الأولوية في حال كنت أنت من سيرحل . أي لا تحضر لوداع أناس ليسو بتلك الأهمية بالنسبة لك بينما تنسى رؤية شقيقتك وهي أولى بهذا الوقت المخصص للوداع .

اختر توقيتا مبهجا – كفترة الغداء ، أو أثناء المشي في الأماكن المجاورة لمنزلك والمفضلة لديك ، أو في إمضاء الوقت بعمل مشترك لطالما استمتعتما به فيما سبق ، كمشاهدة لعبة ما .

 

2 . تكلم عن اللحظات السعيدة التي أمضيتماها معا .

استذكر قصصكما المسلية ، والتي تستدعي اللحظات السعيدة و تعمق في ذكريات الماضي : الأشياء التي قمتما بها سوية ، تلك التي حدثت عبر صداقتكما ، كلحظة اللقاء الأول مثلا .

لا تبدأ بالوداع لحظة دخولك الغرفة وكن حكيما في وداعك بما يتناسب مع وضع من تودعهم ، أو يودعونك . فإن كانت رحلة لم يكونوا قد خططوا لها (أو متطلعين للقيام بها) ، لا تضيع الوقت كله في أسئلة عن ترتيبات الرحلة . وإن كانوا مبتهجين جدا للذهاب ، فلا تحبطهم بإخبارهم كم سيكون الجميع مفتقدا لهم في غيابهم . أما عندما يكون أصدقائك ممن يشعرون بالغيرة من فرصة العمل التي حظيت بها في فرنسا ، فلا تكثر من الحديث عنها والتباهي بها .

 

3 . كن واسع الصدر ودودا ومن المهم معرفة حدود العلاقة:

إذا كنت ترغب في البقاء على اتصال فلتعلمهم بذلك . تبادل الايميلات وأرقام الهواتف والعناوين ,

السؤال عن عنوانك الالكتروني أو رقم هاتفك قد يكون مريحا ، إذ يمكنك التحدث إليهم ، لكن أيضا عليك أن تكون صريحا فإن لم ترغب في البقاء على اتصال معهم لا داعي للسؤال عن تفاصيل التواصل . لأن ذلك سيشكك في حقيقة علاقتك معهم ومدى وفائك .

تأكد من كون أفراد عائلتك على اطلاع دائم بمكان تواجدك وحالتك ، وأنك أيضا على علم بمستجدات حياتهم فبل رحيل أي منهم . فمن المهم جدا ألا تترك انطباعا لدى أي منهم بأنك تنسحب أو تختفي من حياته .

 

4 . عندما يحين وقت الرحيل ، فليكن موجزا وصادقا .

معظم الناس لا يفضلون الوداع الطويل . بل اجعل وداعك شخصيا دون تكلف. وإن كنت تحتاج للتعبير عن مشاعر أكثر تعقيدا لهذا الشخص، فالأفضل أن تكتبها في رسالة ليقرأها فيما بعد ، وعند الوداع الشخصي أبق الأمور أكثر بساطة وبهجة . عانقهم وقل كلماتك ثم تمنى لهم حظا جيدا في رحلتهم . ولا تطل في البقاء .

إن كنت ستبتعد عنهم لمدة طويلة ولا يمكنك الاحتفاظ بجميع أغراضك معك ، فاترك بعضها لديهم قد يشعرهم بقوة ارتباطك بهم . دع أشياءك في فترة غيابك تفوح بذكراك ، أو اهدي شقيقك كتاباً ذو معنى يمكن أن يذكره بك .

 

5 . تابع أخبارهم

ابق على الاتصال إذا كنت تريد ذلك فعلا . تكلم عبر سكايب أو اكتب بطاقات بريدية مسلية . وإن فقدت الاتصال تدريجيا بأحد أصدقائك أو أحبائك ممن ترغب حقا في البقاء على اتصال به ، ما عليك إلا أن تبذل مجهوداً أكبر لتحقيق ذلك إلا إذا بدا لك أن صديقك مشغول جداً، عندها لاداعي للإحباط واترك الأمور تعود إلى مجراها بشكل عفوي .

حافظ على تصور واقعي لاستمرارية العلاقات. صديقك الذي انتسب للجامعة سيتعرف على أصدقاء جدد ولن يكون قادراً على الاستمرار في محادثتك هاتفياً كل أسبوع .

 

الطريقة الثالثة : “ وداعا “ وللأبد

 

1 – قل “ وداعا “ الآن

إن تأجيل زيارة من نحبهم في المشفى دائماً ما يكون خطأ ، كما هو الحال أيضا عندما نؤجل زيارتنا لصديق سيرحل عن البلد بشكل دائم . لاتفوت أبداً فرصة وداعهم وإبهاجهم في اللحظات الأخيرة . وحيدا في المشفى ، قد يكون مكاناً مريعاً لمن يحتضر . كن معه في الغرفة وقل ما يجب أن تقوله . اقض أطول وقت ممكن مع من تحبهم . كن معه أو معها وادعمهم .

غالباً ما يرتاح من يحتضرون لواحدة من 4 جمل : ” أحبك ” ، ” لقد سامحتك ” ، ” أرجوك سامحني ” أو ” شكراً لك ” . إن كانت أياً من هذه الجمل مناسبة ، فلا تتردد في ذكرها عند وداعك لهم .

 

2 – قم بما تجده مناسبا.

غالباً ما نعتقد بأن وداع الموت أو أي وداع أبدي يجب أن يكون كئيباً و مغماً . لكنك حين تتبع إرادة الشخص الراحل ستجد أن دورك هو أن تكون هنا من أجله ، أن تشعره بالراحة عند حاجته لك .فإن كان الضحك مرغوباَ أو بدا لك طبيعياً ، إذن إضحك .

 

3 – قل الحقيقة عندما يتطلب الأمر ذلك .

قد يكون من الصعب معرفة درجة الصدق التي يجب علينا أن نتحلى بها مع أشخاص يحتضرون . إن كنت تزور شريك حياتك السابق أو شقيقك المجافي ، سيكون هناك الكثير من التوتر المكبوت داخلك ، والمشاعر المعقدة فيما يتعلق بمرورهم في حياتك . لكن وجودهم في المشفى ليس توقيتاً مناسباً للانسحاب والاكتفاء – بذكر الأسباب (بالتنفيس عما كان بينكم) لوالدك تبريراً لعدم تواجدك معهم في وضع كهذا .

عندما تشعر بأن الحقيقة في سياق حديثك سوف تؤذي ذلك المحتضر ، تنبه لذلك وحاول تغيير الموضوع . بإمكانك قول : ” لا تقلق لأمري الآن ” ثم غير موضوع الحديث .

قد تشعر برغبة في أن تكون متفائلا بشكل زائد ، قائلا : ” لا ، لا يزال لديك فرصة . لا تستسلم ” عندما يقول من تحبه : ” إنني أحتضر ” ولكن لا داعي للإطالة في ذلك أو التأكيد على إيمانك بما تقول . يكفي أن تغير الموضوع بقولك : “كيف تشعر اليوم ؟ ” أو أن تطمئنهم بقولك : ” تبدو بحال جيدة اليوم ” .

 

4 – استمر في الكلام:

دائما تكلم بلطف وكن أنت الشخص المتكلم ، حتى وإن كنت غير واثق أن أحدا يسمعك ، فقط قل ما يجب أن يقال في مثل هذا الموقف . كلا الطريقين يمكن أن ينفع في وداع الموت – لا تدع نفسك تندم على عدم قولك : ” أحبك ” ولو للمرة الأخيرة . حتى وإن كنت غير واثق أنه يسمعك قلها – وستشعر بالراحة (ولن تندم)  .

 

5 – كن حاضرا:

بجسدك وروحك . كن في الغرفة . قد يكون من الصعب أن لا تكون متحفزا لأهمية اللحظة : ” هل ستكون المرة الأخيرة التي يقول فيها، أحبك ؟ ” كل لحظة يمكنها أن توترك وتلهب أعصابك ، لكن عليك أن تتغلب على نفسك وتحاول قدر الإمكان أن تعيش حقيقة تلك اللحظات : إنه وقت تنفقه مع من تحب .

غالبا ما يتمكن المحتضرون على فراش الموت من التحكم وبشكل كبير في اللحظة الفعلية للموت وسينتظرون حتى يكونوا وحدهم ليوفروا على من يحبون عذاب تلك اللحظة . وبنفس الوقت فإن معظم أفراد العائلة يصرون على البقاء هناك حتى اللحظات الأخيرة . فكن منتبها لهذا وحاول ألا تركز أكثر من اللازم على لحظة الموت بل قل “ وداعا “ عندما تجد الوقت مناسباً .

 

 

ترجمة : رنا الصابوني

تدقيق : محمد البصري

تنسيق : جوني

إقرأ المزيد من المقالات الممتعه و المميزه :

الثقة بالنفس .. 5 خطوات لتبني ثقتك بنفسك

26 قرار هام لتتخلص من الفوضى في

الاكتئاب lهل شعــورك بالحزن أمر طبيعي؟

اتيكيت و فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة

اتكيت مواقع التواصل الاجتماعي 5 نصائح لتواصل راقي

اتيكيت الهدايا 11 خطوة لهدايا لا تنسى


    Like it? Share with your friends!

    رنا الصابوني
    طبيبة أسنان .. مهتمة بثقافة التواصل عامة واللغات خاصة كونها الوسيلة الأهم في الحصول على المعلومة من مصدرها الأم ، ونشر الثقافة الصحيحة ..