هل لـ جراثيم الامعاء دور في زيادة الوزن | دراسة حديثة


هل لـ جراثيم الامعاء دور في زيادة الوزن | دراسة حديثة

هبة شرخيث –أكاديمية نيرونت لـ التطوير والإبداع والتنمية البشرية

يتأثر الوزن ب “جراثيم الأمعاء “ وذلك ما أشار اليه بحث سابق إلى أنه يمكن ل ” الوزن ” أن يتأثر بالجينات.

حيث بنيت دراسة حديثة على هذا المفهوم وأوضحت أن تكويننا الجيني يحدد أي شكل من الجراثيم تعيش في أمعائنا ، مما قد يؤثر على مقدار ” الوزن “.

بينت نتائج دراسة على التوائم أن الجينات تؤثر على نوع الجراثيم في الأمعاء ،وأن غزارة الجراثيم يمكن أن تؤثر على ” الوزن”.حيث أتت النتائج هذه من دراسة للتوائم قام بها باحثون من جامعة كورنيل في ايثاكا في نيويورك والكلية الملكية في لندن في المملكة المتحدة .

وقد قال الفريق -بما فيه الأستاذ تيم سبيكتور رئيس قسم أبحاث التوائم وعلم الأوبئة الوراثي في الكلية الملكية في لندن- أن النتائج قد تفتح الباب للعلاج الفردي بالجراثيم مما قد يقلل من خطر البدانة و ” زيادة الوزن ” والأمراض المتعلقة بها .

دراسة جينات الجراثيم لدى التوائم :

في دراستهم – التي نُشِرَت في صحيفةCell – صنّف الباحثون جينات الجراثيم الموجودة في حوالي 1000 عينة براز مأخوذة من 416 زوجاً من التوائم مسجلين في المملكة المتحدة. من هذه التوائم : 171 زوجاً كانوا توائم حقيقية و245 زوجاً كانوا توائم كاذبة .

حيث تتشارك التوائم الحقيقية 100% من جيناتها بينما تتشارك التوائم الكاذبة حوالي 50% من جيناتها.

ويمكن لزيادة سلالات معينة من الجراثيم في الأمعاء أن تقلل أو تمنع زيادة ” الوزن ” . حيث أظهرت نتائج التحليل أن للتوائم الحقيقية نفس الغزارة من أنواع معينة من الجراثيم مقارنة مع التوائم الكاذبة . وقد قال الفريق أن هذا يشير الى أن الجينات تؤثر على نوع الجراثيم في الأمعاء.

صنف آخر من الجراثيم :

وعلاوة علی ذلك وجد الباحثون أن وجود صنف من الجراثيم يُدعی كريستينسيلاسيه هو الأكثر تأثراً بالجينات، ووجدوا أن سلالة معينة من هذه الجراثيم تُدعَی مينوتا موجودة في الأفراد منخفضي ” الوزن”. وبتقديم هذه الجراثيم إلی أمعاء الفئران ، وجد الباحثون أن الفئران حصلت علی وزن أقل مما حصلت عليه الفئران الأخری التي لم تتلقّ الجراثيم ، وهذا ما يبين أن زيادة كمية جراثيم المينوتا في الأمعاء تساعد علی تقليل أو منع زيادة ” الوزن ” كمايقول الباحثون .

وتعليقاً علی نتائجهم علّق الأستاذ سبيكتور:

(  أظهرت موجوداتنا أن مجموعات معينة من جراثيم الأمعاء تقي من زيادة ” الوزن ” ، وتتأثر غزارتها بالجينات . تمثّل الجراثيم في جسم الإنسان هدف مثير جديد لعلاجات وتغييرات الحمية الهادفة الی محاربة زيادة ” الوزن “. )

وقد لاحظ المؤلف الكبير روث ليه ، أستاذ مساعد في علم الأحياء الدقيقة في جامعة كورنيل ، أن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدّد أن نوعية جراثيم الأمعاء موروثة ، وأن تنوع هذه الجراثيم لا يتأثر بالغذاء والبيئة ونمط الحياة والصحة وحسب .

طرق أخری تلعب فيها جراثيم الأمعاء دوراً في زيادة ” الوزن “

أعلنت دراسات كثيرة أخری عن الارتباط بين زيادة ” الوزن ” وجراثيم الأمعاء ، لكن لكل منها نظريات مختلفة.

في أيلول ، أعلنت MNT عن دراسة أشارت إلی أنه يمكن لتفاح الجدة سميث أن يحمي من البدانة بتعزيز نسبة جراثيم الأمعاء الجيدة.

شرح باحثو هذه الدراسة ( من جامعة واشنطن ) أن الألياف والبولي فينول الموجودة في هذا التفاح تبقی سليمة عندما تصل الكولون حتی بعد تعرضها لحموضة المعدة وإنزيمات الهضم ، وبعد ذلك تخمّر جراثيم الكولون هذه المكوّنات منتجةً حمض الزبدة الذي يحفّز نمو جراثيم الأمعاء الجيدة.

فصّلت دراسة أخری ( أُعلِنَت في تموز) عن إنشاء علاج جرثومي قال عنه الباحثون أنه قد يمنع زيادة ” الوزن”.

حدّد مؤلّف الدراسة الكبير سيان ديفيز لجامعة فاندربلت في ناشفيل في تينيسي و زملاؤه سلالة من الجراثيم تستعمر أمعاء الإنسان وهي ال E.coli nissle 1917  تنتج مركّب ال N- أسيل فوسفاتيديل إيتانول أمين    NAPE   والذي يقلل كمية الطعام المأخوذ .

بإعطاء هذه الجراثيم لفئران أُطعمَت غذاءً عالي الدسم لمدة 8 أسابيع ، وجد الفريق أنها أنقصت كلّاً من كمية الطعام التي استهلكتها الفئران وشحوم الجسم و وقوع تشحم الكبد بشكل ملحوظ بالمقارنة مع مجموعة الفئران الشاهدة.

هناك الكثير من الناس ممن يفعلون ما بوسعهم ليغيروا نمط حياتهم ، وما يزال هذا غير كافٍ ليصلوا ويحافظوا علی ” الوزن ” الصحي . نعتقد نحن أن هذه الاستراتيجية ستساعدهم فعلاً  .

ترجمة : هبة شرخبث

تدقيق : لينا ميهوب

تنسيق: عبد الرحمن عقاد

 

 


    Like it? Share with your friends!

    هبة شرخيث
    هبة شرخيث من سورية أدرس طب بشري في جامعة حلب مهتمة جداً باللغات ، أحب إيصال المعلومة بدقة للناس بحيث لا يكون فيها أي التباس ، أحب اللغة الإنكليزية وأتقنها، أحب اللغة العربية و الإبقاء علی بريقها وروعتها عند الترجمة إليها. أحب الNLP وأ قرأ كتباً فيها. أحب مشاركة أي علم لدي مع الناس وأتمنی أن أوفق في ذلك بترجمتي لكل ما يودي إلی إسعاد وتنمية وتغيير حياة الناس إلی الأفضل.