حملة نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك الجزء (3)


حملة نظف نفسك يتنظف العالم من حولك (الجزء 3) مع د.مصطفى دليلة

 

حملة “نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك” خلال أيام شهر رمضان المبارك غايتها توجيه انتباهكم لتلك الأدعية والإيحاءات التي تدعونها أو توحون بها لأنفسكم ولأطفالكم ولغيركم ممن تحبون أو تكرهون… أحللها في مستوي العقل الباطن وسوف تشاهدون العجب من ذلك… سوف تعرفون لماذا نجذب ما لا نريد إلى حياتنا، وسوف تعرفون لماذا هذه الأمة التي يقودها مجموعة من رجال دين وسياسة جهلة يوحون إليكم أن تفعلوا ما لا تريدونه (إما عن قصدٍ أو عن جهلٍ لما يقومون به – وفي الحالتين نحن أمام جريمة نكراء)، ويقودوكم بطيب خاطر إلى حيث يريد الآخر.. حيث يريد العدو.
تعالوا ننظف معاً قاموسنا اللغوي وإيحاءاتنا لأنفسنا وللآخرين. تعالوا نتعلم ونعلم أطفالنا التفكير وطلب ما يريدون وليس بما لا يريدون.
تعالوا ننطلق من قاعدة راسخة أن ما نطلبه من هذا الكون ومن ربنا مقبول وهذا الكون لا يرد لنا طلب، ولهذا تعالوا نتعلم كيف نطلب ونكون جاهزين لاستقبال طلباتنا.

 

7- اليوم السابع:
كثيراً ما كنت أسمع من المرحومة أمي ومن كبار السن، وأقرأ الآن على صفحات التواصل الاجتماعي هذا الدعاء القاتل المشحون بطاقة سلبية:
“…. ربّ لا ترني في أهلي وأصدقائي أي مكروه، وأبعد عني وعنهم كل شر…..”

الغريب لماذا يبرمجوننا منذ الصغر على الخوف من الأمور السلبية وتذكرها دائما ويركزون على الأشياء التي لا نريدها؟؟
لماذا لا نتعلم ونعلّم أبناءنا وأجيال المستقبل على تمني وتكرار وطلب ما نريده والتركيز عليه وليس ما لا نريده؟؟
لماذا لا نعلمهم أن ما نركز عليه نجذبه إلى حياتنا؟
لماذا لا نقول ونطلب ما نريده مباشرة من هذا الدعاء، كأن نقول مثلاً: رب أرني في أهلي وأصدقائي كل خير ونجاح وتألق، وزدهم عافية وطمأنينة وأمانا….
تعالوا ننظف معا قاموسنا اللغوي وإيحاءاتنا لأنفسنا وللآخرين. تعالوا نتعلم ونعلم أطفالنا التفكير وطلب ما يريدون وليس بما لا يريدون.

 

8- اليوم الثامن:
قرأت هذا الدعاء على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي المتابعة لي:
“اللهم مع شروق يوم جديد بشرني بما يسرني، وكفّ عني ما يضرني، وثبتْ يقيني، وأبعد عني شر ما يؤذيني…”
دعاء ينتقل من فكرة إيجابية إلى فكرة سلبية معاكسة لها.
بشرني بما يسرني – دعوة إيجابية بمضمونها… وكف عني ما يضرني – دعوة معاكسة تماما للأولى ونافية لها.
ثبّت يقيني – دعوة إيجابية يناقضها ويلغيها – أبعد عني شر ما يؤذيني…
أي أننا عندما نفكر بما نريد وندعو له ونتمناه تنتابنا مباشرة مشاعر خوف من استحالة تحقيقه فنأتي بفكرة معاكسة لها تماما ونركز عليها أكثر من الأولى وفي الغالب تكون الفكرة الثانية السلبية مشحونة بطاقة خوف أكبر من الأولى الإيجابية، وبالتالي فإن احتمال أن نجذبها إلى حياتنا أكبير..
وهذا ما يحدث معنا ومع أمتنا الاسلامية بكل أسف فنرى أنه على الرغم من كثرة أدعيتنا وصلواتنا وبالأخص في شهر رمضان إلا أننا نزداد جذباً لما هو سلبيي ومتخلف في حياتنا.. هل فهمتم الآن لماذا، نحن هذه الأمة الإسلامية “المؤمنة”، تقتات على ما تقدمه لها الأمم “الكافرة” من مخلفات الحضارة ؟؟؟؟؟
لقد بات التخلف برنامجاً يسيّرنا منذ طفولتنا شربناه مع حليب أمهاتنا ومغروسا في شعاراتنا وخطبنا وأدعيتنا وإيحاءاتنا

 

9- اليوم التاسع
وما زال البعض يكتب لي على صفحاتي أو يكتبون على صفحاتهم داعين لي ولغيري دعاءاً نابعاً من القلب
“الله لا يحرمنا منك يا دكتور…. الله يبعد الشر عنك….”
وهذه السلسلة طويلة جدا من الأدعية العفوية التي تصدر من معظمنا متمنين في ظاهرها الخير لكن في باطنها مشحونة بطاقة سلبية قاتلة ومدمرة دون أن يعلموا بأسرار هذه الدعوة.
سؤالي لكم، وأنا واثق أنكم تريدون من وراء هذا الدعاء أن نبقى معاً أو أن أكون محاطاً ببطانة كلها خير ونجاح وصحة وتوفيق…. لماذا في هذه الحالة لا تطلبون ذلك مباشرة لي ولغيري في دعائكم…
لماذا لا تقولون: الله يجزيك الخير يا فلان، أو الله يوفقك وينجحك…
نحن نعرف أن للكلمة التي نقولها أو نسمعها طاقة.. وأن طاقة هذه الكلمة سوف تتحول إلى شكل مادي محسوس
نحن نعرف أن ما نخاف منه نجذبه إلى حياتنا
فلماذا نركز على ما نخاف منه وما لا نريد سماعه؟؟؟؟

………. يتبع………
مع تحيات حملة “نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك”
الدكتور مصطفى دليلة


    Like it? Share with your friends!

    mm
    باحث وناشط في مجال قوة العقل وأسرار العقل الباطن والقدرات العقلية, مقيم في موسكو, أستاذ مساعد في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة تشرين, متقاعد. له العديد من المترجمات والمؤلفات في مجال الهندسة الكهربائية وعلم النفس وأسرار العقل الباطن, و الكثير من المحاضرات واللقاءات التلفزيونية.