كيف تحصّن نفسك من سلبيات الفن


كيف تحصّن نفسك من سلبيات الفن

لا شكّ أنّ هناك الكثير من مصادر الطّاقة التّي من شأنها أن تعكّر صفو مزاج الفرد في أي وقت من الأوقات, لكنّنا سنتحدث اليوم عن تأثير الأعمال الفنّية والدراما في تشكيل القناعات السّلبيّة في عقول الفنانين والجماهير على حدّ سواء,  وكيف يتم تجاوز تلك التّأثيرات السّلبيّة.

كل منّا يعلم أن الأعمال الفنيّة تخلق صوتنا الداخلي, وتساهم في حفر المذكّرات في عقولنا,  وإلا لما كنّا ربطنا الأغاني بأشخاص أصبحوا من الماضي!, أو أحد الأفلام بعلاقاتنا الاجتماعيّة الّتي نعايشها في حياتنا!!.

لدى الكثير منّا العديد من المواهب الفنّية, وباعتبار الفن وسيلة لإيصال جميع المشاعر سواء الإيجابية أو السّلبيّة, يسأل أحدهم (كيف يمكنني أن أكون فناناً يختصّ في المشاعر الإيجابية فقط؟, أيعقل هذا؟).

بالطبع الإجابة هي لا, لا يعقل أن يكون الفنان متخصص في مشاعر معيّنة دون أخرى.

وفي سؤال آخر يسأل أحد أفراد الجمهور( هل لي أن أحرم نفسي من الإبداع المنبثق عن الأعمال الّتي تنقل مشاعر سلبيّة؟, هل لي أن أستغني عن سماع فيروز في الصّباح, وأم كلثوم في المساء؟)

مرّة أخرى الجواب هو لا, لذا إليكم مجموعة من الخطوات لتلافي الوقوع في فخ السّلبية عند مشاهدتكم أو سماعكم لأي عمل فنّي, سواء أكنتم من الفنّانين, أو من الجماهير:

 

الخطوة الأولى: حدد رسالتك من القيام بالعمل الفنّي, أو من استقباله

لتعلم عزيزي الفنّان ما هي رسالتك من الّذي تقوم به, إن كانت هناك رسالة تزيد من وعي جمهورك فأنت على الطّريق الصّحيح, ولن تشعر بأي شعور سلبي اتجاه نفسك أو اتجاه العمل الذي تقوم به مادامت الرّسالة هي أمر إيجابي.

وليعلم الجمهور  ما هي رسالته من مشاهدة هذا الفيلم بالتحديد؟, أو سماع تلك الأغنية بعينها؟, وهل هي نيّته أن يزيد من وعيه في اكتشاف حكايات أشخاص مفترضين؟, أم أن شغله الشّاغل هو تفجير المواجع من حوله وإحباط نفسه؟.

 

الخطوة الثّانية: التّوكيدات أهم ما في الأمر

إن كنت تحيط نفسك بكل مشاعر البهجة والحب والسعادة من كل جانب, تلصق العبارات الايجابية على خزانة ثيابك؟, أو تنظر مطوّلا إلى مرآتك وتخبر نفسك طيلة الوقت أنّك أسعد إنسان في الكون, فهل يمكن لمجرّد أغنية, أو شخصيّة دراميّة أن تخترق مملكتك المسوّرة بالسّلام الدّاخلي!!!.

 

الخطوة الثّالثة: اصطد المتعة اصطياداً

يمكن للعمل الفنّي أن يحتوي على الكثير من المشاعر الغير مفضّلة, كالحزن, والكآبة, والقلق, والخوف, لكن هذا كلّه ليس من شأنك!, ما يهمك فعلاً هو الشّعور بالمتعة أثناء القيام بالعمل الفنّي, أو استقباله.

 

الخطوة الرّابعة: تذكّر أن الأمر لا يعنيك في أغلب الأحيان!

عليك أن تخبر نفسك أن الشّخصيّة التي تقوم بتجسيدها, أو اللّوحة الّتي ترسمها, أو الأغنية التي تؤديها, تعكس مشاعر مفترضة, لا أنت تشعر بها ولا أحد غيرك من حولك. وأن تعلم أن ما تقوم بمشاهدته أو سماعه هو مجرّد تمثيل لا يعنيك, ما يعنيك هو فقط المتعة أو الدّروس المستفادة من هذا العمل الفني.

 

الخطوة الخامسة: درّب نفسك على إيجاد الحلول

إنّه لأمر غريب بعض الشّيء, لكنّه مسلٍّ على كل الأحوال, أن تحاول مساعدة أحد أبطال الرواية الّتي تقرأ في إيجاد الحل, كما لو أنّه صديق يشكو لك أوجاعه, أو أن تشعر بأن كلمات الأغنية هذه مرتبطة ببطل الرّواية نفسها!!, أن تربط الأعمال الفنّيّة ببعضها البعض بحيث تشكّل رؤية خاصة بك, أمر ممتع أليس كذلك؟.

 

الجدير بالذّكر هو أنَّه من الأفضل أن تحرم نفسك من الأعمال الفنّيّة السّلبية إلى أن تجد نفسك واضعاً أقدامك على أرض ثابتة لمواجهة هذه الأعمال,  درّب نفسك على جميع الخطوات السّابقة وستجد بأنّ الفن على اختلاف مشاعره هو المتعة وحسب.

 


    Like it? Share with your friends!

    mm
    محمود المرعي العمر 22 سنة خرّيج العلوم الماليّة والمصرفيّة طالب في كليّة الإعلام السّنة الثانية خضعت للعديد من دورات التنمية البشرية في دمشق, وقرأت العديد من الكتب, لذا أصبحت على يقين بأنّ "على هذه الأرض ما يستحق الحياة", وأنّ "الله قريب من قلبي"