الصداع والشقيقة ومرجعيتها في مستوى العقل الباطن


الصداع والشقيقة والعقل الباطن - اعشق مرضك مع د. مصطفى دليلة
الصداع والشقيقة والعقل الباطن – اعشق مرضك مع د. مصطفى دليلة

الصداع والشقيقة ومرجعيتها في مستوى العقل الباطن – اعشق مرضك مع د. مصطفى دليلة Dr. Moustafa Dalile

سلسلة اعشق مرضك مع الدكتور مصطفى دليلة

بداية أحبتي أحب أن أنوه أنني لست طبيباً بشريا ولا أعالج الأمراض…. كل ما أعمله هو البحث عن أسباب الأمراض في مستوى العقل الباطن، ومتى عُرف السبب بطل العجبمع الشكر الجزيل لمهمة الأطباء والطب الحديث لدورهم العظيم في مساعدة المرضى، إلا أن الإسراع في اللجوء إلى الأدوية والمهدئات يخمد المرض ولا يشفيه. أنا أساعد المريض في عملية البحث عن الأسباب الفكرية والشعوري والسلوكية للمرض للتخلص منها واجتثاثها من الجذور.. أنا لا أعالج ولا أعطي وصفات، بل المريض هو الذي يعالج نفسه انطلاقاً من مبدأالجسم ذاتي الشفاء

آلام الرأس والصداع والشقيقة ومرجعيتها في مستوى العقل الباطن

يسألني كثيرون عن أسباب آلام الرأس والصداع والشقيقة في مستوى العقل الباطن (1).

ملاحظة: سنتعرض لهذا الموضوع في أكثر من منشور نظراً لأنني أحد الأشخاص الذين عانوا الأمرين من أوجاع الرأس المتنوعة والمبرحة خلال أكثر من ثلاثة عقود، وتحررت منها نهائياً منذ أكثر من عقدين. لم أترك خلال أربعين سنة وسيلة علاجية إلا ومارستها، وتعالجت في أرقى المستشفيات والمراكز الشفائية العالمية لكن دون فائدة.. كانت الفائدة الحقيقية عندما بدأتْ علاقتي مع علوم العقل الباطن، وحينما بدأتُ أتعامل مع اللاوعي بوعيٍ كامل لما أريده.

تقول محدثتي وهي ربة منزل تعتبر أن أهم مهامها اليومية في الحياة هي تأمين نظافة البيت وترتيبه وتأمين جميع متطلبات الأسرة بدون أي نقصان أو تردد… : بدأت أوجاع الرأس تراودني يوميا تقريبا خلال فترة بعد الظهيرة، لكن والحمد لله ما أن آخذ قيلولة بسيطة حتى أشعر بالارتياح ثانية.

أقول لها:

بما أن الرأس هو المسؤول عن العمليات الفكرية في الجسم لذلك فإن أي صراع أفكار وتشتتها قد يؤدي إلى آلام في الرأس. نصيحتي لكم ألا تسارعوا لتخميد أوجاع الرأس بالمهدئات قبل أن تقرؤوا الرسائل المرسلة لكم من عقلكم الباطن عن الدوافع الإيجابية لهذه الآلام.

الإرهاق الشديد في العمل والرغبة في إنجاز عمل بدأته قد يحفز عقلك الباطن على إرسال رسالة تنبيه لك بضرورة أخذ استراحة بسيطة، غايته الإيجابية من هذا الألم هو إنقاذك من الإجهاد والتلف الجسدي الذي تعرضين له نفسك. أوجاع الرأس هذه التي باتت تزورك بشكل شبه يومي رسالة من عقلك الباطن لك كي تمنحي نفسك الراحة الضرورية.

نصيحتي أن تحبي نفسك وتلبي رغبة جسدك بالراحة حين الحاجة وإلا سوف تكون الرسائل القادمة مؤلمة وقاتلة أحياناً، ولن تساعدك حتى أقوى المهدئات ومخففات الألم.

 

التضارب بين أفكارنا ورغباتنا وتصرفاتنا قد يكون سبباً في أوجاع رأس مزمنة.

مثلاً أنت مرغم أن تبتسم وتتملق أمام شخص لا تحبه (مديرك مثلاً)، ومضطر لهكذا عمل يومياً… يسبب ذلك إلى صراع بين جزئي الدماغ عندك. فأنت عندما تلتقي هذا الشخص الذي لا تحبه وتفكر بكراهية وحقد تجاهه يستقبل جزءا من دماغك هذه الأفكار والمشاعر ويعالجها، لكن هناك جزء آخر من المخ يستقبل مشاعر ظاهرية مخادعة ومصطنعة تظهر فيها المحبة والتملق تجاه الشخص نفسه. يؤدي ذلك إلى استرخاء جزء من الدماغ وتوتر وإجهاد جزء آخر مسبباً آلاماً مبرحة في الرأس أحياناً.

تقول محدثتي: ما أن أصل إلى عملي وأبدأ يومي في مكان العمل حتى أشعر بالتقزز والإرهاق ونوبات من آلام في الرأس حتى قبل أن أقوم بأي عمل.

سألتها إن كانت تحب عملها والعاملين معها في نفس المكتب فأجابتني قائلة: أتيت إلى هذا العمل مرغمة، وأحب جميع من في المكتب باستثناء شخص واحد أنفر من رؤيته والحديث معه… وكلما يبادرني الحديث أشعر بتوتر وإجهاد في الرأس.

نصحتها قائلاً: إن لم يكن بإمكانك تغيير مكان عملك والعاملين معك في المكتب فتغيري أنت من الداخل. حاولي التخلص من هذا الصراع الداخلي بين أفكارك ومشاعرك ورغباتك. ابدئي ببث طاقة محبة ومسامحة لكل من يشاركك المكتب والعمل وابحثي عن الإيجابيات الموجودة عند كل واحد منهم. تأكدي أن كل شخص في هذا الكون يحمل من الإيجابيات بقدر ما نحمل أو اكثر، لكننا لا نرى فيهم سوى السلبيات التي هي انعكاس لما بداخلنا. أوجدي التناغم بداخلك ولسوف يتحقق التناغم في عالمك الخارجي المحيط، وفي عملك والعاملين معك في نفس المكتب.

لقد حققت هذه السيدة معجزة حينما حدثتني لاحقاً بأن من كانت تكرهه في المكتب بات من أقرب المقربين لها، وخفّت آلام الرأس عندها، وباتت تشعر بالبهجة وهي في طريقها للعمل في.

 

 

أسباب أخرى لآلام الرأس في مستوى العقل الباطن:

  • قد يكون جلد الذات ولومها والحط منها باستمرار سبباً في آلام الرأس في أغلب الأحيان….
  • وكذلك الخوف الدائم من شيء ما، مما يخلق قلقاً وتوتراً مستمرين قد يتسبب في أوجاع رأس شديدة.
  • قد يكون لوجع الرأس دافعاً ووظيفة إيجابية محددة في مستوى العقل الباطن (عندما يتهرب الطفل من مدرسته أ واجباته يجد في ألم رأسه حجة لهذا الفعل، أو حينما يتهرب الزوج أو الزوجة من إقامة علاقة جنسية بحجة إرهاق ووجع في الرأس، أو حينما تتهرب من لقاء شخص لا تحبه بحجة وجع الرأس،…). إن تكرار مثل هذه الوسائل يشغّل في عقلك الباطن برنامجاً تخريبياً هدفه ودافعه الإيجابي هو حمايتك من القيام بفعل لا ترغبه لا تحبه.
  • قد يكون السمّو المستمر إلى الكمال ورغبتك في أن ترى كل شيء حولك بشكله الأمثل الذي تطمح إليه أحد أسباب أوجاع الرأس والشقيقة المزمنة.. فأنت تريد شيئاً في مستوى الوعي وعقلك الباطن يقول لك إن هذا الأمر مستحيل التحقيق. هذا الصراع المستمر بين رغبات عقلك الواعي وعقلك الباطن يتسبب في أوجاع وآلام رأس مزمنة.

 

أحبتي…. نزولاً عند رغبة كثيرين، وجواباً على أسئلتهم الكثيرة أشاطركم  تجربتي الشخصية وكيف تخلصت من آلام الرأس المزمنة  والمبرحة لدرجة الغثيان بعد أن كنت قد تناولت طناً من الأدوية المهدئة والمخففة لوجع الرأس خلال حوالي 40 عاماً من عمري:

حدث ذلك مع بداية ولادتي الجديدة وإعادة بناء نفسي فكريا وروحياً ونفسياً وجسدياً، حيث بدأتُ رحلة التغيير من داخلي، وبدأتُ أتعامل مع عقلي الباطن بوعي كامل لما أريد، كان ذلك قبل حوالي ربع قرن من الآن:

  • غيّرتُ منظومتي الفكرية وتخليت عن مجموعة الأفكار والمعتقدات والقناعات السلبية والهدامة والقاتلة التي كانت تركبني.
  • مرّنت نفسي على طاقة المحبة والتسامح اللامشروطين لنفسي ولكل مخلوقات وموجودات هذا الكون، وبدأت بتعليمها ونشرها في كل المستويات.
  • تعرفت أكثر على نفسي ولبيت حاجاتي النفسية والروحية والجسدية، وحققت التناغم الداخلي والخارجي قدر المستطاع.
  • بدأتُ رحلة تعرفي الواعية على عقلي الباطن والكون وعلى قوانين العقل الباطن، هذه الرحلة التي غيّرت مجرى حياتي جذرياً.
  • تعرفتُ على أنظمة الحياة والغذاء الصحية ومارستها قدر المستطاع (يوغا، رياضة خفيفة للجسم)، واستفدت كثيراً من التمارين التنفسية.
  • كنت أتبع أنظمة غذائية صحية محددة ولكن دون أن أكون حاداً ومتطرفاً فيها وتخليت عن جميع الأغذية المصنعة والمعلبة قدر الإمكان.
  • مارست السباحة على مدار العام دون انقطاع، حتى في أبرد أيام السنة.
  • مارست الحمام التبادلي (بارد – ساخن)، وتعودت أن أُنهي حمامي بدوش بارد مثلج مهما كان الطقس بارداً.
  • اتبعت ولفترات طويلة نظام الصوم الصحي (صيام كامل لمدة 24 أو 36 ساعة اسبوعياً ، وكل شهرين أو ثلاثة صيام كامل لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متتالية مع تناول الكثير من الماء خلال فترة الصيام).
  • مارست المساج الذاتي وبالأخص مساج الشياتسو الياباني (المساج النقطي برؤوس الأصابع) لفتح مسارات الطاقة في الجسم.

يمكنك أيضاً قراءة مقالة >>> ثلاثة نصائح أساسية لتدخل عالم عقلك الباطن


    Like it? Share with your friends!

    mm
    باحث وناشط في مجال قوة العقل وأسرار العقل الباطن والقدرات العقلية, مقيم في موسكو, أستاذ مساعد في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة تشرين, متقاعد. له العديد من المترجمات والمؤلفات في مجال الهندسة الكهربائية وعلم النفس وأسرار العقل الباطن, و الكثير من المحاضرات واللقاءات التلفزيونية.