حلقات التجمع النسائية بين الماضي والحاضر


حلقات التجمع النسائية بين الماضي والحاضر
حلقات التجمع النسائية بين الماضي والحاضر

 

يجتمع النساء والرجال في جلسات جماعية طول الوقت، للإفصاح عن مشاعرهم السلبية ومشاكلهم بشكل عام، ولكن تجتمع النساء بشكل أكبر من الرجال للحصول على الدعم في أوقات مختلفة أثناء تعرضهن للطمث وآلامه مثلًا. وتناسى العالم لبعض الوقت هذه الجلسات ولكن حافظت عليها بعض الثقافات مثلما يحدث في كينيا وقبائل الأمريكيين الأصلين، وها هي بدأت تعود من جديد.

 

وهناك حاجة إلى الحلقات في وقتنا الحالي أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع عودة النساء إلى دورهن القوي في المجتمع وفي العالم ككل، ويمكن أن تتناسب حلقات التجمع الحديثة مع احتياجات أي امرأة، من خلال تدعيمها أو مساعدتها على التعلم ونمو المهارات الذاتية والفكرية.

 

السجلات التاريخية تعرض التجمعات الدائرية القديمة

تاريخيًا، هناك الكثير من الأدلة على أن التجمع في الدوائر كان طبيعيًا بالنسبة للمجتمعات. وتظهر رسومات الكهف التي تعود إلى 30 ألف سنة قبل عصرنا، أن الناس في جميع أنحاء العالم قد اجتمعوا في حلقات لكثير من الأغراض، وفي العديد من الحالات الروحية.

 

وتشير أدلة أخرى إلى أن هذا بدأ حتى قبل ذلك منذ 300 ألف عام. وفي ذلك الوقت، حيث كانت الآلهة التي تم تكريمها في مركز هذه التجمعات أنثى؛ إذ يولد الأطفال ذكورًا وإناثًا من امرأة؛ أي أن أطفال الكون أتوا من الإناث، وكان هذا هو الفكر الذي تتبعه العديد من الثقافات والمجتمعات قديمًا.

 

وبدأ التراجع عن الحلقات يحدث منذ حوالي 4000 إلى 6000 سنة، عندما كان هناك دافع للتفكير المنطقي والخططي، وبدلًا من مشاركة الحكمة من خلال دائرة، بدأت تنتقل المعلومات من شخص إلى آخر بطريقة خطية كما نرى اليوم في مستويات القيادة، وهذا جعلنا نفقد الاتصال دخل المجتمع.

 

التجمعات الدائرية مرتبطة بالدورة القمرية

بالنسبة للنساء تحديدًا، تم ربط العديد من التجمعات الدائرية بالدورة القمرية والحيض. وتبنت بعض الثقافات دلالة سلبية لهذا، لأن النساء تم إخراجهن أو نبذهن بدرجة ما من المجتمع عندما كن ينزفن.

 

ومن الناحية الفسيولوجية، فإن العديد من النساء اللواتي يعشن على مقربة من بعضهن البعض سوف يتزامن توقيت دوراتهن الشهرية. ويحدث هذا في الطبيعة أيضًا حيث أنهن يلدن في نفس الوقت تقريبًا، وبهذه الطريقة إذا لم تتمكن إحدى الأمهات من إنتاج ما يكفي من الحليب، يمكن للأمهات الأخريات المساعدة. وإذا ماتت الأم أثناء الولادة، فستكون هناك أيضًا نساء أخريات يرضعن الطفل وعلى استعداد تام للعناية بالمولود الجديد.

 

وتم إنشاء اسم “خيمة حمراء” لوصف المكان الآمن الذي يذهب إليه النساء للنزف معًا، وتدعم كل منهما الآخرى، سواء بطريقة روحية أو الشعور بالتمكين والتصالح النفسي مع تكوينها الخاص.

 

اقرأ أيضاً : الشيطان لعبته المرأة و المرأة لعبتها الرجل

 

الجانب المظلم من تاريخ حلقات النساء

بشكل مأساوي، مثلما كانت المرأة لها نصيبها من الاضطهاد وفقدت حقوقها على العديد من الجبهات في الماضي، فإن هذا الجانب المظلم من التاريخ قد وضع يده على حلقات تجمع النساء أيضًا.

 

وتعرضت النساء للاضطهاد من أجل التجمع في مجموعات قبل ذلك لأنه كان يعتبر سلوكًا شبيهًا بالسحر. “وبالمناسبة، لا يوجد شيء خاطئ في كونها ساحرة! لأن ما كانت تفعله ليس إلا مجرد علاج بطريقة خاصة، ولا حاجة لوجود السحر الأسود”.

 

وفي عام 1484 في ألمانيا قام اثنان من الرهبان بتعذيب وقتل الزعماء الروحيات الإناث لتدمير حركة الروحانية الأنثوية بشكل عمدي. واستمر هذا الاضطهاد لمدة 500 سنة، وواصلت دوائره الانهيار واختفت حتى بعد ذلك.

ولم يجعل هذا الأمر المرأة تتجنب كل حلقات التجمع الأخرى، ولكن لفترة من الوقت اتجهوا إلى الأشياء التي يتقبلها المجتمع مثل نوادي الحياكة وحفلات الشاي.

 

حلقات النساء اليوم

واليوم، هناك العديد من القيادات النسائية اللاتي بدأن في إعادة حلقات التجمع النسائية من جديد، وأعادت الستينات والسبعينات من القرن العشرين إحياء الحلقات من خلال الاستيقاظ الروحي. ثم في الثمانينيات والتسعينيات ظهرت الدوائر لكنها لا تزال تعتبر شيئًا “عصريًا جديدًا”، تتناقله وسائل الإعلام الرئيسية.

ويعود العالم الغربي إلى جذوره ويرحب بالمرأة، لأن لدى الرجال حلقات أيضًا، بينما لم يقف الأمر عند ذلك بل بدأت في الظهور تجمعات تضم الرجال والنساء معًا.

وعلى الرغم من الحاجة الشديدة لهذه الحلقات إلا أن هناك أمور شائعة بين النساء بحبهن للثرثرة والكلام مع الصديقات خلال التجمعات المعتادة بين فترة وأخرى، ولا شك أن الكلام في حد ذاته ليس وصمة عار وأمر مقبول بشكل عام، ولكن الثرثرة دون حساب تجر بعض الآثام الخطيرة كالغيبة والنميمة والخوض في سيرة الآخرين.

وتأخذ هذه الحلقات شكلًا مختلفًا في بعض الدول، لتظهر في صورة المقاهي النسائية، فلم يتوقّف الأمر على كون تلك المقاهي مكانًا للقاء الأصدقاء فقط، بل تطوّرت وصارت تُخصّص ركنًا للقراءة، وقاعة للاجتماعات، ما يسمح للسيدات بتثقيف أنفسهن، علاوةً على إلقاء الندوات والمحاضرات العلمية، وذلك يساعد النساء على اكتشاف أنفسهن وتطوير ما لديهن من مهارات.

 

اقرأ أيضاً :

الشخصية النرجسية فى الرجل والفرق بينه وبين المرأة

الفرق بين الرجل والمرأة وماهي اسباب الاختلاف

لماذا يتسبب بعض الرجال في إيذاء النساء؟ 

 

المصادر :


Like it? Share with your friends!