ملخص العادة الثانية ابدأ والنهاية في ذهنك من العادات السبع للناس الأكثر فعالية
العادة الثّانية: – ابدأ والغاية في ذهنك – (مبادئ القيادة الشّخصيّة)
ما المقصود بأنّ تبدأ والغاية في ذهنك ؟
أي أن تبدأ يومك بتخيّل أو بصورة أو بالتّصور الذّهنيّ لنهاية حياتك في إطار مرجعيّتك أو الإطار الذي تحدّده، فعندما تكون تلك النّهاية واضحة في ذهنك، يمكنك أن تكون واثقاً أنّ أي شيء تفعله في أي يوم لن ينتهك المعايير التي تحدّدها لنفسك، وتضعها على رأس اهتماماتك القصوى، وأنّ كلّ يوم من أيام حياتك سوف يسهم إسهاماً ذا مغزى في أسلوب رؤيتك لحياتك كلّها.
كما يقصد بأن تبدأ واضعاً الغاية في ذهنك، أن تفهم وجهتك، وأن تعرف إلى أين أنت ذاهب، ومن ثم تفهم أين تقف الآن، وبالتّالي تخطو على الطّريق الصّحيح.
وكم تختلف حياتنا عندما نعرف ما هي الأشياء المهمّة، ونحتفظ داخل أذهاننا بهذه الصّورة، ونعمل كل يوم لنكون ونفعل ما نريد، فإذا وضعنا السّلم على الجّدار الخطأ فإن كل خطوة نخطوها تقرّبنا بسرعة إلى المكان الخطأ، وربما نكون أكفأ ولكن لن نحقق الكفاءة الحقيقيّة ما لم نبدأ واضعين الغاية في أذهاننا.
وإذا فكّرت ما الذي تريد أن يقال عنك في جنازتك، ستدرك تعريفك للنّجاح، وربما يكون مختلفاً كلّ الاختلاف عن الفكرة التي كنت تعتقد أنّها في ذهنك، مثل الشّهرة أو المال أو أي شيء آخر نتوق لتحقيقه.
العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء الثاني
كل الأمور تُبتكر مرّتين
إنّ مفهوم ابدأ واضعاً الغاية في ذهنك قائم على أساس أنّ جميع الأمور تُبتكر مرّتين، أي أنّها تبدأ بالابتكار الذّهني أوّلاً، ثم الابتكار المادّي ثانياً، ولتوضيح هذه الفكرة سنأخذ إنشاء المنزل مثالاً لنا، فعندما تريد بناء منزل تخطط لكل التّفاصيل قبل أن تدق مسماراً واحداً، وتحاول جاهداً أن تُكوّن فكرة واضحة حول نوعيّة المنزل الذي تريد، ثمّ تقوم بإعداد رسم للمنزل واصفاً مخطّط البناء، كل هذا يجري قبل أن تبدأ فعليّاً ببناء المنزل، وما لم تقم بكل هذه الأمور ستضطر عند الابتكار الثّاني أو الابتكار المادّي، إلى إجراء تغييرات مكلفة قد تصل إلى ضعف تكلفة إنشاء المنزل.
ويستخدم النّاس هذا المبدأ في نواحٍ مختلفة من حياتهم وبدرجات متفاوتة، فقبل توجّهك في رحلة تحدّد وجهتك أوّلاً، وتضع خطّة لأفضل الطّرق التي تتّبعها، وقبل أن تزرع حديقتك تضع خطّة في عقلك وربما تضعها على الورق، وكتابة الخطب يسبق إلقاؤها، والتّفكير في أسلوب تنسيق الحديقة يسبق عملية التّنسيق ذاتها، وتصميم الملابس يسبق عملية إدخال الخيط في الإبرة..
قد لا تكون أنت المبتكر الأوّل !!
صحيح بأنّ الأشياء تبتكر مرّتين، ولكن ليس كل ابتكار أوّل نتاج لتصميم واعٍ، فقد يقوم الآخرون أو الظّروف الخارجة عن دائرة تأثيرنا إلى تشكيل حياتنا نيابةً عنّا، ومن ثم نعيش وفقاً للنّص الذي تكتبه لنا أسرنا أو زملاؤنا أو ضغوط الظّروف.
وسواء أدركنا هذا أم لا، وسواء كنا نملك السّيطرة عليه أم لا، فهناك ابتكار أوّل في كل جزء من أجزاء حياتنا، فنحن إمّا أن نكون الابتكار الثّاني لتصميمنا المبادر أو الابتكار الثاني لجداول الآخرين أو الظّروف أو العادات السابقة.
القيادة والإدارة – الابتكاران
ما الفرق بين القيادة والإدارة ؟
*الإدارة تركّز على القاعدة الأساسيّة: كيف يمكنني إنجاز تلك الأمور على الوجه الأكمل ؟، أمّا القيادة فتركّز على الخطوط العلويّة، ما هي الأشياء التي أودّ تحقيقها ؟
*الإدارة هي أداء الأمور بالطّريقة الصّحيحة، أما القيادة فهي القيام بالأمور الصّحيحة.
*الإدارة هي الكفاءة في ارتقاء سلّم النّجاح، أما القيادة فهي التّأكد من أنّ السّلم يستند إلى الجّدار الصّحيح.
*إنّ القيادة هي الابتكار الأوّل، بينما الإدارة هي الابتكار الثّاني.
يُنصح بـ تحميل كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية Pdf
تأكد من أنك تسير بالاتجاه الصحيح
نحن كأفراد وجماعات وشركات غالباً ما ننشغل بقطع الأشجار والحشائش دون أن نفطن أنّنا نسير في الغابة الخطأ، والبيئة التي نعيش بها والتي تتّسم بالتّغير المتسارع تزيد من أهمّيّة القيادة الفعّالة عن أي وقت سابق في كل منحى من مناحي الحياة، لذا تتزايد حاجتنا إلى بوصلة (أي مجموعة من المبادئ أو التّوجيهات) وتقلّ حاجتنا إلى خريطة للطّريق، حيث أنّنا سنعتمد في الغالب على مقدرتنا على اتخاذ قرارات سريعة، ونحن غالباً نجهل ماهيّة الأرض التي نتقدّم فيها أو ما يعوزنا لنمضي قدماً فيها.
ولا تعتمد الفعاليّة على مقدار الجهد المبذول، ولكن تعتمد على ما إذا كان هذا الجّهد يسير في الاتّجاه الصّحيح أم لا، وتعتمد عمليّة التّحوّل في معظم الصّناعات على القيادة أوّلاً ثم الإدارة ثانياً، فمهما حقّقت الإدارة من نجاح فإنّه لن يعوّض فشل القيادة.
ومع الأسف نحن نفتقر إلى وجود القيادة في حياتنا الشّخصية، فنحن نركّز على الإدارة الفعالة، ووضع الأهداف وتحقيقها قبل أن نحدّد قيمنا.
إعادة كتابة النّصّ: كُن أنت المبتكر الأوّل لحياتك
ولأنّنا نعيش بالفعل العديد من النّصوص التي كتبها لنا أشخاص آخرين، فإنّ عملية إعادة كتابة النّص الخاص بنا هي في الواقع عملية تغيير في التّصوّر الذّهني، تتعلّق بإدخال بعض التّعديلات على التّصوّرات الذّهنيّة الأساسيّة المتكوّنة لدينا بالفعل، ونحن في طريقنا إلى التّعرف على النّصوص غير الفعالة والتّصورات الذّهنية الخاطئة وغير المكتملة لدينا، يمكننا المبادرة بكتابة النّصوص الخاصّة بنا.
وخلال عملية تطوير الإدراك الذّاتي يكتشف العديد منّا بداخله نصوصاً غير فعّالة وعادات متأصّلة عديمة النّفع، والتي لا تتلائم تماماً مع الأشياء القيّمة في حياتنا، وتقول العادة الثّانية إنّنا لا ينبغي علينا التّعايش مع تلك النّصوص، وإنّنا مسؤولون عن استخدام خيالنا وملكاتنا الإبداعيّة لكتابة نصوص جدّيّة أكثر فعاليّة وتلاؤماً مع قيمنا المتأصّلة والمبادئ الصّحيحة التي تعطي لقيمنا المعنى.
رسالة الحياة الشخصية
البدء والغاية في ذهنك هو أكثر الطّرق فعاليّة لوضع رسالة للحياة الشّخصيّة، إنّها طريقة تركّز على ما تريد أن تكون(الشّخصيّة) وما تريد أن تفعل(الإسهامات والإنجازات) وعلى القيم والمبادئ التي يقوم على أساسها ما تريد وما تفعل.
ويمكننا أن نطلق على رسالة الحياة الشّخصيّة اسم الدّستور الشّخصي، وهو يشبه دستور البلاد إلى حدّ كبير، فهو غير قابل للتّغيير، وهو المعيار الذي تقوم على أساسه كلّ القوانين في البلاد، وهو الوثيقة التي يقسم الرّئيس على الدّفاع عنها ودعمها عندما يحلف القسم، وهو الأساس والمركز الذي يمكّن النّاس من المرور في خضم الأمور الجّسام مثل الحروب، إنّه المعيار المكتوب والعامل الأساسي الذي تقيّم وتوجّه على أساسه كل الأشياء الأخرى.
وإن المبادئ السّليمة والحقائق الثّابتة التي يتضمّنها الدّستور هي ما تعطيه القوّة الدّائمة، وكذلك الأمر بالنّسبة لرسالة الحياة الشّخصيّة، فإنّها تصبح معياراً للفرد عندما تكون قائمة على أساس معايير سليمة، ومع وجود رسالة لنا بالحياة يكون بمقدورنا الانسجام مع التّغيرات ولن نحتاج إلى أحكام مسبقة أو تحامل ولن نحتاج إلى التّعرف على كل ما تحتويه الحياة وإلى عمل نموذج أوّلي وتصنيف لكلّ شيء ولكل شخص من أجل التّعامل مع الواقع، وما أن تشعر برسالتك في الحياة حتى تمتلك جوهر المبادرة، إنّك تمتلك الرّؤية والقيم التي توجّه حياتك، إنّك تمتلك الاتّجاه الأساسي الذي تضع على أساسه أهدافك طويلة الأجل وقصيرة الأجل، إنّك تمتلك في يدك قوّة دستورك المكتوب القائم على أساس من المبادئ الصحيحة والذي يمكن على أساسها قياس كل قرار يتعلّق بالاستغلال الأمثل لوقتك وطاقتك ومواهبك قياساً فعالاً.
العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء الثاني
ابدأ من المركز
حتّى تتمكّن من كتابة رسالة حياتك الشّخصيّة، يجب عليك البدء من مركز دائرة تأثيرك، ويتألّف المركز من أهم تصوّراتنا الذّهنية الأساسيّة، أي العدسات التي نرى العالم من خلالها، وهذا هو المكان الذي نتعامل بداخله مع رؤيتنا وقيمنا، وهنا أيضاً تمكّننا جهودنا المركّزة من تحقيق أعظم النّتائج، فبينما نعمل على مركز دائرة تأثيرنا نقوم بتوسيعها وهذه هي ذروة الفعاليّة، والتي من شأنها التّأثير على فعاليّة كل منحى من مناحي حياتنا، وبغضّ النّظر عما يحتلّ مركز حياتنا، فهو بلا شك المصدر الذي يمدّنا بالأمان والإرشاد والحكمة والقوّة.
*ويمثل الأمن: إحساسك بقيمتك وهويّتك ومرساك العاطفي وتقديرك لذاتك وقوّة شخصيّتك الأساسيّة أو افتقارك لها.
*ويقصد بالإرشاد: مصدر التوجّه في حياتك، والإطار الدّاخلي لمرجعيّتك والذي تتضمّنه خريطتك والذي يفسّر لك ما يحدث بالخارج، هو عبارة عن معايير أو مبادئ تحكم قراراتك وتصرّفاتك لحظة بلحظة.
*أما الحكمة: فهي منظورك للحياة، وإحساسك بالتّوازن، وتفهّمك لكيفية تطبيق الأجزاء والمبادئ المختلفة وربطها ببعضها البعض، وتتضمّن الحكمة القدرة على إصدار أحكام صحيحة والفهم والتّمييز السّليم، إنّها وحدة واحدة أو كلّ متكامل.
*والقوّة: هي الملكة أو القدرة على التّصرّف، وهي القوّة والتّأثير اللذان يساعدان على إنجاز الأعمال، وهي الطّاقة الحيويّة المستخدمة في اتخاذ القرارات، كما أنّها تتضمّن القدرة على التّغلب على العادات المتأصّلة، وزرع عادات أخرى بديلة أسمى
وأكثر فعاليّة.
وتلك المراحل الأربعة – الأمن والإرشاد والحكمة والقوّة – تعتمد على بعضها البعض، فالأمن والإرشاد الواضحان يؤدّيان إلى الحكمة، وتصبح الحكمة هي الشّرارة أو الحافز الذي يطلق القوّة ويوجّهها، وعندما تجتمع تلك العوامل الأربعة معاً وتتناغم مع بعضها البعض فإنّها تخلق القوّة العظيمة للشّخصية النّبيلة، وتخلق شخصيّة متوازنة، وتخلق تكاملاً فرديّاً جميلاً، وتنطوي تلك العوامل التي تدعم الحياة على كل بعد من أبعاد الحياة، لذا إن لم تكن كلّها موجودة فلا فائدة منها.
أنواع المراكز
لكل واحد منّا مركزه الخاص على الرغم من أنّنا عادة لا ندرك وجوده، كما أنّنا أيضاً لا ندرك التّأثيرات التي يضفيها هذا المركز على حياتنا. والآن سوف نستعرض بعض التّصورات الذهنية الأساسيّة للنّاس كي نفهم جيّداً كيف تؤثّر تلك الأبعاد الأربعة الأساسيّة.
1- التّمحور حول الأسرة:
*الأمن: تجد أمنك في تقبّل أسرتك لك وتحقيقك لتوقّعاتهم، ينبثق إحساسك بالأمن من أسرتك، يقوم إحساسك بقيمتك على أساس سمعة عائلتك.
*الإرشاد: النّص الذي وضعته الأسرة هو المصدر الذي تستقي منه التّوجّهات والسّلوكيّات الصّائبة، معيار اتخاذك للقرا رات هو صالح الأسرة أو ما يريده أفراد الأسرة.
*الحكمة: تفسّر الحياة وفقاً لأسرتك، مما يجعلك تعتنق مفهوماً مشوّهاً وتصبح مهووساً بالعائلة.
*القوّة: نماذج الأسرة وتقاليدها تقيّد تصرفاتك.
2- التّمحور حول المال:
*الأمن: صافي ثروتك هو ما يحدّد قيمتك، أنت معرّض للأذى من كل ما يهدّد أمنك الاقتصادي.
*الإرشاد: الرّبح هو المعيار الذي تتّخذ وفقاً له قراراتك.
*الحكمة: جني المال هو العدسة التي ترى الحياة وتفهمها من خلالها، ومن ثم تأتي قراراتك غير متّزنة.
*القوّة: أنت مقيّد بما يمكنك إنجازه بمالك وبمنظورك المحدود.
3- التّمحور حول العمل:
*الأمن: أنت تنزع إلى تعريف نفسك من خلال عملك، لا تشعر بالرّاحة إلّا في العمل.
*الإرشاد: تتخذ قراراتك وفقاً لاحتياجات عملك وتوقّعاته.
*الحكمة: أنت تميل إلى تقييد نفسك بقيود العمل، ترى أنّ عملك هو حياتك.
*القوّة: تصرفاتك محدودة بنماذج العمل والفرص الوظيفيّة والقيود المؤسّسيّة، وفي نفس الوقت تفتقر إلى القدرة على العمل في مناحي الحياة الأخرى.
4- التّمحور حول السّعادة:
*الأمن: لا تشعر بالأمن ما لم تكن في قمّة سعادتك، شعورك بالأمن لا يدوم لفترة طويلة ويعتمد على الوسط المحيط بك.
*الإرشاد: تتّخذ قراراتك بناءً على ما يمنحك السّعادة.
*الحكمة: ترى العالم من منظور ما تناله منها.
*القوّة: تهمل قوّتك تماماً.
5- التّمحور حول الصّديق:
*الأمن: أمنك انعكاس للمرآة الاجتماعيّة، تعتمد بدرجة كبيرة على آراء الآخرين.
*الإرشاد: معيار اتّخاذك للقرارات هو “ماذا سيكون رأيهم ؟”.
*الحكمة: ترى العالم من خلال عدسة المجتمع.
*القوّة: أنت مقيّد بالمنطقة الاجتماعيّة التي تريحك، وتصرفاتك لا تقل ضعفاً عن آرائك.
6- التّمحور حول دار العبادة:
*الأمن: يقوم إحساسك بالأمن على النّشاط الذي تمارسه في دار العبادة وعلى التّقدير الذي تحظى به نتيجة لسلطة الدّين وتأثيره.
*الإرشاد: تسترشد بتقييم الآخرين لتصرّفاتك في إطار تعاليم الدّين وتوقّعاته.
*الحكمة : ترى العالم على أساس “مؤمنين” و “غير مؤمنين” و ” منتمين إلى العقيدة” و “غير منتمين”.
*القوّة: تعتقد أنّ قوّتك تنبع من وضعك أو دورك في دار العبادة.
7- التّمحور حول الذّات:
*الأمن: يتحوّل أمنك ويتغيّر دائماً. *الإرشاد: معاييرك الحاكمة هي (إذا كان ذلك سيمتّعني، ماذا أريد؟، ما الذي أحتاجه؟، ما الذي سأجنيه من وراء ذلك؟).
*الحكمة: ترى العالم من خلال القرارات والأحداث والظّروف التي تؤثّر عليك.
*القوّة: قدرتك على العمل محدودة بمواردك دون الاستفادة من فوائد الاعتماد بالتّبادل.
التّعرف على محورك الشّخصيّ
ولكن أين تقف أنت؟ ما هو المحور الذي تدور حياتك حوله؟ في بعض الأحيان قد تصعب رؤية مثل هذا المحور، ولكن أفضل طريقة للتّعرّف على محورك الخاص هي أن تنظر عن كثب للعوامل الأربعة الداعمة لحياتك، فإذا تمكّنت من التّعرف على واحد أو أكثر من الأوصاف التي ذكرتها سابقاً ستّتمكن من تعقّبها للتّعرف على المحور الذي تنبثق منه، وهو المحور الذي ربما يحدّ من فعاليّتك الشّخصيّة.
وفي أغلب الأحيان يكون محور الإنسان مزيجاً من هذه المحاور أو محاور أخرى، والكثير من الناس هم نتاج العديد من المؤثرات التي تتلاعب بحياتهم، وفقاً لظروف داخليّة أو خارجيّة قد يتم تنشيط أحد هذه المحاور إلى أن يتم إشباع الاحتياجات التي يتضمّنها، وبعد ذلك يصبح محور آخر هو القوّة المسيطرة.
والتّصرف المثالي هو أن تضع لنفسك محوراً واحداً واضحاً تستطيع من خلاله الحصول على أعلى درجات الأمن والإرشاد والحكمة والقوّة، وتعزّز قدرتك على المبادرة وتحقيق التّناغم والتّوافق في كل جزء من أجزاء حياتك.
محور المبادئ
عندما نجعل المبادئ الصّحيحة محوراً لحياتنا، فإنّنا نضع أساساً قويّاً وصلباً لتنمية العوامل الأربعة الدّاعمة للحياة، فالمبادئ الصّحيحة لا تتغيّر على عكس المبادئ الأخرى التي تقوم على أساس الآخرين أو التي تخضع للتّغيير الدّائم والفوري، ومن ثم يمكننا الاعتماد عليها.
والمبادئ هي حقائق كلاسيكية أساسيّة وقواسم مشتركة عامّة، وهي خيوط منسوجة بقوّة وإحكام وتوافق بنسيج الحياة.
التمحور حول المبادئ:
*الأمن: – يقوم أمنك على أساس المبادئ الصّحيحة التي لا تتغيّر بغضّ النّظر عن الأحوال أو الظّروف الخارجيّة.
– أنت تعلم أنّ المبادئ الصّحيحة صالحة دوماً للتّطبيق من خلال تجربتك الشّخصيّة.
– بوصفها مقياساً للتّطوير الذّاتي تتّسم المبادئ الصّحيحة بأنّها دقيقة وموحّدة وجميلة وقويّة.
– تساعدك المبادئ الصّحيحة على فهم تطوّرك، كما أنّها تملؤك بالثّقة لتتعلّم المزيد، وبموجب هذا تزيد من معرفتك وفهمك.
– يمدّك مصدرك للأمان بجوهر ثابت لا يتغيّر ولا يخفق يمكّنك من رؤية التّغيير كمغامرة وفرصة لتحقيق إسهامات ذات مغزى.
*الإرشاد: – هناك بوصلة ترشدك لكي تتمكّن من رؤية إلى أين أنت ذاهب، وكيف ستصل إلى وجهتك.
– أنت تستخدم البيانات الدّقيقة التي تجعل قراراتك قابلة للتّطبيق وذات مغزى.
– أنت تنفصل عن مواقف الحياة ومشاعرها وظروفها، وتنظر إلى الكلّ المتوازن، وتعكس قراراتك وتصرّفاتك الأفكار بعيدة وقصيرة المدى.
– في كل موقف تكون إنساناً واعياً ومبادراً، وتحدّد أفضل البدائل وتقوم قراراتك على أساس الوعي الذي تعلمه المبادئ.
*الحكمة: – تتضمّن أحكامك طيفاً واسعاً من العواقب بعيدة المدى التي تعكس توازناً حكيماً وطمأنينة تامّة.
– أنت ترى الأمور من منظور مختلف ومن ثمّ تفكّر وتتصرّف بأسلوب مختلف عن العالم الانفعالي.
– أنت ترى العالم من خلال تصوّر ذهني أساسي لحياة فعّالة مخطّطة جيّداً.
– أنت ترى العالم من خلال ما يمكنك القيام به من أجل العالم والنّاس جميعاً.
– أنت تنتهج أسلوباً مبادراً في الحياة وتسعى لخدمة وبناء الآخرين.
– أنت تفسّر جميع تجارب الحياة من منطلق فرص التّعلم والإسهام.
*القوّة: – قوّتك يحدّها فقط فهمك وملاحظتك لقانون الطّبيعة والمبادئ الصّحيحة والعواقب الطبيعيّة للمبادئ نفسها.
– تصبح مدركاً لذاتك وتمتلك المعرفة وتكون إنساناً مبادراً، لا تقيّدك توجهاتك أو سلوكيات أو تصرّفات الآخرين.
– تصل قدرتك على العمل إلى مدى يتجاوز مصادرك مشجّعاً مستويات عالية من الاعتماد بالتّبادل.
– لا تقوم قراراتك وتصرّفاتك على أساس وضعك المالي الحالي أو حدود ظروفك، وتمتلك حرّيّة الاعتماد بالتّبادل.
وعندما يكون محورك هو المبادئ ستحاول الوقوف بمنأى عن العواطف المحيطة بالموقف وبعيداً عن العوامل التي من شأنها التّأثير عليك لتتمكّن من تقييم الخيارات المطروحة أمامك، عندما تنظر إلى الكلّ المتوازن آخذاً في حسبانك كافة الاعتبارات- احتياجات العمل واحتياجات الأسرة والاحتياجات الأخرى ذات الصّلة – ستتمكن من التوصّل لأفضل الحلول.
ولكن هناك فروق عديدة مهمّة تظهر عندما تتحرّك من منطلق تصوّر ذهني قائم على المبادئ :
أوّلاً: إنّ النّاس والظّروف لا يتلاعبون بك لأنّك تختار مبادراً ما تحدّد أنّه أفضل البدائل المتاحة لك، أي أن قراراتك أساسها الوعي والمعرفة.
ثانياً: أنت تعرف جيداً أن قرارك فعّال لأنّه جاء وفقاً لمبادئ تصحبها نتائج متوقّعة بعيدة المدى.
ثالثاً: ما تختاره يسهم في تشكيل قيمك المطلقة. فعندما يكون لك محور تعمل على أساسه سترى الأمور بشكل مختلف، وهذا سيقودك إلى التّفكير بأسلوب مختلف وتصدر عنك تصرّفات مختلفة، ولأنّك تتمتّع بدرجة كبيرة من الأمن والإرشاد والحكمة والقوة الذين يتدفقون من لبّ قوى لا يتغيّر فإنّك بذلك تضع أساساً لحياة تملؤها المبادرة وعالية الفعاليّة.
كتابة رسالة الحياة الشّخصيّة واستخدامها
بينما نغوص ونتغلغل في أعماقنا ونفهم تصوّراتنا الذّهنيّة الأساسيّة ونغيّرها لتتوافق مع المبادئ الصّحيحة فإنّنا نخلق محوراً فعّالاً وقويّاً، وفي ذات الوقت ننقي العدسة التي نرى العالم من خلالها، وحينها يمكننا تركيز هذه العدسة على كيفية تعاملنا مع هذا العالم باعتبارنا أشخاص متميّزين.
ورسالة الحياة الشّخصيّة ليست شيئاً يكتب بين يوم وليلة، بل تتطلّب تفكيراً عميقاً وتحليلاً دقيقاً وتعبيراً متدبّراً، وغالباً إعادة كتابة أكثر من مرّة لتخرج في شكلها النّهائي، وقد يستغرق الأمر منك عدة أسابيع أو حتى شهور قبل أن تشعر بارتياح حقيقي تجاه ما كتبت، وقبل أن تشعر بأنّها تعبير كامل ودقيق لقيمك وتوجهاتك الدّاخلية، وحتى مع ذلك ستكون بحاجة إلى مراجعة دائمة وإدخال تغييرات بسيطة نتيجة للرؤى الإضافيّة، أو تغيّرات الظّروف التي تطرأ على مرّ السّنوات.
ولكن الأمر الأساسي هو أن تصبح رسالة حياتك الشّخصيّة دستوراً، وأن تعبّر بحزم عن رؤاك وقيمك، وتصبح هي المعيار الذي تقيس على أساسه كل ما يمرّ بحياتك.
ابدأ بتوسيع منظورك
إذا كنت إنساناً مبادراً لن تنتظر الظّروف أو الآخرين ليخلقوا تجارب من شأنها توسيع منظورك؛ لأنّك قادر على صنع تجاربك الخاصة.
وتوجد عدّة طرق للقيام بهذا، فمن خلال قوّة خيالك تستطيع تصوّر جنازتك وكتابة مرثيّتك، في الحقيقة عليك كتابتها وكن دقيقاً فيما تكتب.
ويمكنك أيضاً تصوّر تقاعدك من العمل، ما هي الإسهامات والإنجازات التي تودّ تحقيقها في مجال عملك؟ ما هي خطط تقاعدك؟ هل ستحاول الانخراط في مجال آخر؟ حاول توسيع عقلك، وتصوّر التّفاصيل باستفاضة وحاول تغليفها بالمشاعر والعواطف والأحاسيس قدر الإمكان.
قوّة التصوّر
يمكننا استخدام قوّة فصّ المخ الأيمن لتصوّر وكتابة “تأكيد” يساعدنا على أن نصبح أكثر توافقاً مع قيمنا العميقة في حياتنا اليومية.
المكوّنات الخمسة للتّأكيد:
التّأكيد له خمسة مكوّنات أساسيّة وهي: شخصيّ، إيجابيّ، الزّمن الحاضر، التّصور، المشاعر. مثلاً يمكن أن نكتب: كم هو مرضٍ لي (عاطفياًّ) أنّي (شخصيّاً) أستجيب (الزّمن الحاضر) بالحكمة والحبّ والحزم وضبط النّفس (إيجابيّ) عندما يسيء أطفالي التّصرّف.
ثم يمكنك تصوّر هذا، وقضاء عدّة دقائق يومياًّ في الاسترخاء بدنيّاً وذهنيّاً، وكلّما كان التّصور أوضح وأكثر حيويّة تزداد معايشتنا له ويقلّ رؤية الأمر من منظور المشاهد. وإذا فعلت هذا سيتغيّر سلوكك مع مرور الأيّام، وبدلاً من العيش في إطار السّيناريوهات المأخوذة عن الأهل أو المجتمع، يمكننا العيش وفقاً للسّيناريو الخاص بنا.
وأحد أهم الأشياء التي أظهرتها البحوث، هي أنّ الرّياضيّين المصنّفيّن على العالم وغيرهم من ذوي الأداء العالي يقومون بعملية التّصوّر؛ إنّهم يرون كلّ شيء ويشعرون به ويجرّبونه قبل القيام به بالفعل، إنّهم يبدؤون والغاية في عقولهم.
ويمكنك القيام بهذا الأمر في كل ما يتعلّق بحياتك، فقبل أداء شيء معيّن أو قبل عرض البيع أو في المواجهات الصّعبة أو في التّحديات اليوميّة التي تواجهك أثناء تحقيق أهدافك، تصوّر الأمر بوضوح وكأنّه حيّ وواقعيّ، تصوّره مراراً وتكراراً، وقم بخلق “منطقة راحة” داخليّة، وبعد ذلك وعندما تخوض الموقف بالفعل ستشعر بأنّه ليس غريباً ولن تشعر بالخوف.
تحديد الأدوار والأهداف
العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء الثاني
لكلّ واحد منّا عدد من الأدوار التي يلعبها في الحياة، فربّما على سبيل المثال أقوم بلعب دوري كفرد وزوج وأبّ ومعلم، وكلّ واحد من هذه الأدوار له أهمّيته.
وواحدة من المشكلات الكبرى التي تنشأ عندما يعمل النّاس من أجل إضفاء المزيد من الفعاليّة على حياتهم، هي أنّهم لا يوسّعون مدى تفكيرهم بالقدر الكافي، فهم يفقدون حسّ التّناسب والتّوازن والبيئة الطّبيعيّة اللّازمة لتحقيق حياة فعّالة، وربما يستهلكهم العمل مهملين صحّتهم، وباسم النّجاح المهني يهملون أغلى العلاقات في حياتهم.
وربما تكتشف أنّ رسالة الحياة الخاصّة بك أكثر توازناً وأكثر يسراً في التّعامل معها إذا قسّمتها إلى أدوار محدّدة في حياتك والأهداف التي توّد تحقيقها. إنّ كتابة رسالة حياتك في صورة أدوار مهمّة يمنحك التّوازن والانسجام، فأنت سترى كل دور واضحاً أمام عينيك، ويمكنك مراجعة أدوارك باستمرار لتتأكّد من أنّ أحد تلك الأدوار لا يستحوذ عليك إلى الحدّ الذي يجعلك تهمّش غيره من الأدوار التي تساويه في الأهمّيّة بل قد تكون أكثر أهمّيّة، وبعد أن تتعرّف على الأدوار المختلفة في حياتك يمكنك التّفكير في الأهداف طويلة الأجل التي تودّ تنفيذها في كل دور من تلك الأدوار.
وإذا لم تكن لك رسالة حياة شخصيّة حتى هذه اللّحظة فهذا هو المكان المناسب لتبدأ، كل ما عليك فعله هو أن تحدّد الجّوانب المتنوّعة لحياتك، والنّتيجتين أو الثّلاث التي تشعر بضرورة تحقيقها في كلّ منطقة لتتقدّم مما يمنحك منظوراً أشمل لحياتك والإحساس بالاتجاه.
مقترحات للتّطبيق
1- خصّص بعض الوقت لتدوّن أدوارك كما تراها الآن، هل أنت راضٍ عن المرآة التي تعكس حياتك؟
2- حدّد وقتاً لتفصل نفسك عن الأنشطة اليوميّة، وتبدأ في العمل على رسالة حياتك الشّخصيّة.
3- ابدأ بتجميع الملاحظات والأقوال والأفكار التي قد ترغب في استخدامها كمصدر للمادة التي تستخدمها لكتابة رسالة حياتك.
4- حدّد مشروعاً ستواجهه في القريب وطبّق عليه مبادئ الابتكار العقلي، واكتب النّتائج التي ترغبها وما هي الخطوات التي ستتّبعها لتحقّق هذه النّتائج
اقرأ ايضا ًالعادات الأخرى:
قامت باعداد وكتابة مقالة : العادة الثانية من العادات السبع للناس الأكثر فعالية
ناديا الشّعار