كيف تقنع الأباء بايجاد وقت للاهتمام بأنفسهم

كيف تقنع الأباء بايجاد وقت للاهتمام بأنفسهم – خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

 

عادةً ما نجد مقالات عن كيف تدع ” والديك ” يقدرون حاجتك للوقت الخاص بك أو تتعلق بإقناع ” والديك ” بحاجتك لمساحة من الخصوصية. لكن قليلون جداً من يدركون أن الآباء والأمهات بعد عمرٍ معين يصبحون مسؤوليتنا، فكل الأمور في الحياة تبنى على أساس أن تخضع للتقلبات. لا يتعلق المقال بتعليمك كيف تهتم بـ ” والديك “، إنما عن كيف تجعلهم يدركون بأن لهم حياتهم الخاصة. كيف تقنعهم بأنهم قاموا بما يجب عليهم اتجاهنا والآن حان الوقت ليعيشوا من أجل أنفسهم. الآباء والأمهات لا يسأمون أبداً التضحية براحتهم من أجلنا، فقد أمضوا حياتهم كاملة لتحقيق متطلباتنا، وبينما يسعون لتأمين مستقبلنا، فإنهم يفقدوا جزءاً من أنفسهم دون أن يشعروا بذلك. وعندما حان وقت التقاعد لم يعد لديهم ما يقومون به، فالحماس الذي كان لديهم سابقاً اختفى منذ زمن طويل وأصبح من الضروري استعادته، وإلّا قتلهم الفراغ و الملل.

 

إذاً .. كيف نعيدهم لحياتهم ونشجعهم على الاهتمام بأنفسهم؟

 

1 . تحدث معهم:

الخطوة الأولى والأساسية هي أن تبدأ الحديث معهم وتقنعهم. عليك أن تصل لذلك المستوى من الارتياح، حيث يبدأ ” والديك ” بالإفصاح عما في داخلهم والذي يكون بمشاركتهم والسؤال الدائم عما يتغير في حياتهم، وبشكل تدريجي يمكنك أن تحفزهم على تبني نشاطٍ ما ضمن جدول حياتهم، لأن بقاءهم طوال اليوم بلاعمل ليس بالشي الجيد. لذا لابد من شيء يشغلهم ويبقيهم على قدرٍ من النشاط والفاعلية وفي الوقت نفسه يحافظ على لياقتهم الجسدية والعقلية. فهم بذلك يبدأون بالاستمتاع بحياتهم و أوقات فراغهم.

إقرأ : كيف تصبح مستمعاً جيداً لعائلتك ؟؟

 

 

2 . ساعدهم على اكتشاف اهتماماتهم:

كونك ابنهم لابد أن تكون على درايةٍ بمجال اهتماماتهم لحدٍ ما. قد تكون ” والدتك ” سبق وأخبرتك كم تحب تجربة وصفات الطعام الجديدة أو أنها تتساءل كيف يمكنها التقاط صور فوتوغرافية بطريقه أفضل، أو أنك تعلم أن ” أباك ” طالما رغب في الخروج مع أصدقائه أو لعب الشطرنج أو القيام بشيء آخر. أما الآن بعد التقاعد لعلّ آمالهم انتهت، فساعدهم في اكتشاف ما يريدون عمله، حاول معرفة أين تكمن اهتماماتهم وإن لزم الأمر بادر بطرح فكرة ما. شجّع ” والدتك ” على الانضمام إلى نادي القرّاء، أو دروس للطبخ، فإن لم يكن فلتجرب شيئا في المنزل حيث يمكنها البدء به. اقترح على ” أبيك ” الانتساب لأحد النوادي أو البدء في كتابة مقالات أو رواية. إن الفكرة وراء ذلك كله أن تخبرهم بأن عقولهم لا تهرم أبداً حين يعيشون حياتهم حقاً كما يريدون، كما أن حياتهم ليست مرتبطة بك فقط، وأنك دائماً إلى جانبهم لتتولى أمر أي شيء قد يشغلهم عن حياتهم.

 

إقرأ : الثقة بالنفس و دور الكبار سلبا ً و ايجابا

 

3 . دعهم يدركوا أنك كبرت:

غالبا ما يتخوف ” الآباء ” من الانشغال بأنفسهم أوعمل أي شيء يتعلق بهم لاعتقادهم أن هذا قد يلهيهم عن أطفالهم، و لأنك مهما كبرت ستظل طفلاً في أعينهم. لذا لابد لك أن تُشعرهم بأنك كبرت بما يكفي للعناية بنفسك بالإضافة للعناية بهم أيضاً، وأن الوقت قد حان للاهتمام بأمورهم. أنت بحاجة لإقناعهم بأنك فعلاً كبرت! وهذا لا يمكن اقناعهم به بمجرد قولك لهم: ” ماما ، بابا أنا الآن شخص ناضج، بإمكاني العناية بنفسي”، لا طبعاً! فالأمور ليست بهذه السهولة. إقناعهم يكون من خلال أفعالك و تحملك للمسؤوليات؛ كاصطحاب والديك للفحص الدوري، و مساعدتهم في عمل المنزل أو حتى ارسال من يساعدهم ويعتني بهم. إن رعاية احتياجاتهم و توفير جزء من وقتك لهم هو مفتاح الحل؛ كمحادثتهم هاتفياً وبشكل يومي للسؤال: كيف كان يومهم؟ أو ماهي مخططاتهم لعطلة الأسبوع؟ كل هذا سيحدث فرقاً كبيرا. إن أهم مافي الأمر هو أن تدعهم يدركوا أنك فعلا تستطيع العناية بنفسك، لذا بإمكانهم الآن أن يستغلوا أوقاتهم بما يخصهم.

إقرأ : كيف تؤسس استقلاليتك وأنت ماتزال شاب صغير تعيش في منزل العائلة

 

 

4 . أمض وقتاً معهم في عمل مايحبون:

إن كان هناك ما يرغبون عمله، شاركهم في عمل ذلك واستمر في سؤالهم كيف تجري الأمور معهم. إن كان ” والدك ” يستمتع في لعبة البيلياردو، اذهب للعب معه. أمك تحب الألعاب في الهاتف المحمول، إجلس معها وراقبها وهي تلعب أو ساعدها في الطبخ أو اقترح عليها وصفة جديدة إن كانت مولعة بالطبخ. إظهار حماسك وتشجيعك المتواصل لهم كي يتابعوا ما يحبون عمله يبقيهم على اتصال بتلك الأنشطة وتطوير مهارتهم فيها. في الحقيقة، إن اهتمامك بما يقومون به سيحفزهم على الاستمرار، فالجميع يُحب أن يشعر بالتقدير والدعم للأشياء التي يودّ فعلها.

 

 

5 . كن داعماً:

لا يمكن لخطة أن تنجح دون تطبيق عملي مستمر. لذا لابد من تشجيع ” والديك ” تكراراً ومراراً للمضي في متابعة اهتماماتهم، ليخططوا ليومهم، ليبدأوا فعلياً بالحياة من أجل أنفسهم. فلتذكرهم مرة في الأسبوع، مرة كل شهر أو كل شهرين وتشجعهم على الاستمرار في توفير وقت لأنفسهم، كما تحتاج وبشكل منتظم لاقتراح أفكار جديدة يمكنهم تجربتها في حال لم يكونوا قادرين على الاستمرار بما بدأوا به سابقاً أوفقدوا المتعة في عمله .

 

 

نصيحة مُحب:

إذا كنت في العشرينيات من عمرك أو تجاوزتها، إذاً فأنت ناضج بما يكفي لتتحمل أعباء حياتك وتتخذ قراراتك الخاصة بنفسك. حيث أن الفضل في ذلك يعود لـ ” والديك ” اللذين تخليا عن كل شيء لتكون أنت على أفضل صورة ممكنة. فلتعلم أن الوقت قد حان لتساعدهم في إعطائهم المعنى الحقيقي لحياتهم. هم كبار في السن الآن وبحاجة لمن يعتني بهم ويسعدهم، وأكثر من هذا هم بحاجة لوقت يمضونه من أجل أنفسهم. فواجبهم اتجاهنا انتهى وبدأ واجبنا اتجاههم .

 

 

 

 

 

 

ترجمة : رنا الصابوني

تدقيق : هادية البيطار

تنسيق : جوني

إقرأ المزيد من المقالات الممتعه و المميزه :

الثقة بالنفس .. 5 خطوات لتبني ثقتك بنفسك  

البحث عن السعادة  و 10محطات لابد من المرور بها

قدرات العقل 7 طرق لزيادته

كيف تقول وداعا ……..

كيفية التخلص من مرحلة عدم الثقة بالناس