تعرف على أهمية التنمية الشخصية ودورها في تحقيق النجاح

نحن نسعى دائمًا لتغيير أنفسنا سواء بسبب شعورنا بالإحباط أو اليأس والاتجاه نحو التغيير أو لرغبتنا في تقليد الآخرين الناجحين الذين يمنحونا الإلهام والسير على خطاهم، وكان خبير التحفيز الراحل جيم روهان يستهدف دائمًا الإلهام ويشدّد على أهمية تحمل مسؤولية تحسين الذات وإظهار كيفية الوصول إلى حياة أفضل.

 

حصل روهان على إلهامه من مرشده إيرل شواف الذي أخبره بأنه إذا أراد أن يكون ثريًا وسعيدًا فعليه أن يعمل بجد أكثر على نفسه. وهكذا بدأ اعتقاد جيم روهان بأهمية التحسين الذاتي في كتابه الكلاسيكي “7 استراتيجيات للثروة والسعادة”، وأيضًا في مقاله بعنوان “معجزة التنمية الشخصية” الذي يشرح فيه لماذا العمل على نفسك هو سعي دائم لا ينتهي.

 

أعرف ما أنت تحديدًا وحدد ما تريده لك مستقبلًا

أضاف روهان “منذ أن أيقظني السيد شواف بهذا الكلام، عملت بجد على تنمية ذاتي وشخصيتي على النحو الذي يناسبني أنا فقط، ويجب أن أعترف بأن هذا الأمر كان المهمة الأكثر تحديًا، لكن التطوير الشخصي يدوم مدى الحياة”. وأكّد أن السؤال المهم هو ماذا تكون؟ بدلًا من أن تهتم بما تعطيه لك وظيفتك؛ فعليك أولًا أن تحدد ما أنت عليه وما تريد أن تحققه في المستقبل.

 

عادة يكون دخلك يتجاوز نموك الشخصي، ولكن إذا لم تتعلم كيفية التعامل مع المسؤوليات والمهام التي تكون على عاتقك، فإن دخلك سيتقلص بشكل ملحوظ. وقال رجل غني جدا ذات مرة “إذا أخذت كل المال في العالم وقسمته بالتساوي بين الجميع، فسيعود قريبًا إلى نفس الجيوب التي كانت بداخلها من قبل”.

 

فمن الصعب الحفاظ على ما لم يتم الحصول عليه من خلال التطوير الشخصي، وللحصول على أكثر مما لديك عليك أن تصبح أكثر مما أنت عليه. وخلاف ذلك قد تضطر إلى التعامل مع بديهية عدم التغير وهي ” ما لم تغير طريقة تواجدك، فستحصل دائمًا على ما لديك “.

 

طُرق تطوير الذات

هناك طرق عدّة يمكن أن يتبعها الفرد لتطوير ذاته وتحسين كفاءاته، وهي تقليل الفجوة بين المعلومات ونظم التعليم التي يتلقاها الفرد والمهارات التي يكتسبها منها، وما يحتاجه فعليًا في حياته العملية. والاستمرار في التعلم والاطلاع على كل ما هو جديد من التغيرات العلمية التي تحدث، وذلك لتطوير القدرات بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في المجتمع. وأيضًا يجب عليك تحديد الهدف في الحياة واكتساب طرق جديدة للتعامل مع الضغوطات ومشاكل الحياة، وإحداث التغيير في جميع نواحي الحياة.

 

مهارات تطوير الذات

إن تطوير الذات وبناء الشخصية يحتاجان إلى عدّة مهارات، وهي:

تحديد الأهداف والسعي وراء إنجازها

وذلك يحتاج إلى وضع خطة مناسبة والبدء بتنفيذها للوصول إلى النهاية المرسومة.

 

ترتيب الأولويات

حيث إنّ الأهداف تختلف في أهميتها فهناك المهم وهناك الأكثر أهميةً، ولذلك فعلى الفرد أن يعيش في دائرة الأمور المهمة، وينفذها تاركًا الأنشطة غير المهمة، وهذا من شأنه تحقيق أهدافه في وقت أقل وبكفاءة أعلى.

 

التعلم للعمل وليس لمجرد التعلم

فالتعلم بحدّ ذاته أمر في غاية الأهميّة ولكنه يصبح لا فائدة منه وعبئًا ثقيلًا إذا لم يعمل الإنسان به، لذلك على الفرد استخدام ما يتعلمه في خدمة نفسه ومجتمعه.

 

اقرأ أيضاً : في طريق التنمية البشرية وتطوير الذات؛ إليك نصائح للبدء بالتغيير

 

الارتقاء بالتفكير

فالتفكير السليم هو ما يُميّز الشخص عن غيره وهو مهارة تحتاج إلى التدريب، وضرورة من ضرورات ارتقاء الفرد وتطوره وبه يستطيع المرء تجاوز مشكلاته وتحسين أوضاعه.

 

زرع التفاؤل في النفس

فالإيجابية أمر مهم للتطور وإن الطاقة الإيجابية تُبعِد النفس عن الإحساس بالإحباط والهزيمة، مما يزيد فاعلية الفرد وإنجازه ويعزز روح المبادرة داخله. والتطور والنجاح يبدآن من داخل الفرد ولذلك عليك أن تثق في قدراتك، وتعزز ثقتك في نفسك وإمكانياتك، وهذا ما يجعلك تتقن عملك وتنجح في حياتك.

 

الاستماع للآخرين وتقليل الكلام ما أمكن

لأنّ حُسن الاستماع يزيد فرصة التعلم واكتساب الخبرات من الآخرين، وتحسين العلاقات مع الآخرين واحترامهم ومراعاتهم ومحاورتهم مع تخفيف التوقعات الإيجابيّة منهم، الأمر الذي يزيد فرص الاستفادة منهم.

 

التوزان في مختلف جوانب الحياة

حيث إنّ تعقيدات الحياة وتضخم متطلباتها قد تُسبب التوتر والإحباط في بعض الأحيان ولذلك على الفرد أن يوازن بين علاقاته وعمله وجميع جوانب حياته بحيث تتناسب مع شخصيته.

 

وأخيرًا،

يحتاج تطوير الذات إلى قوة شخصية وثقه بالنفس وهذا ما يركز عليه العاملون والمهتمون بهذا المجال، وتُعدّ الثقة بالنفس ميزةً يتصف بها أصحاب الشخصية القوية وهي عامل مهم للنجاح والتفوق وتطوير الذات، فهي تمكن الفرد من حل مشاكله بنفسه واستغلال إمكانياته ووقته كما يكون قادرًا على التصرف بنجاح في مختلف مواقف الحياة ويستطيع التمييز بين الخير والشر فيقدر على الاختيار السليم.

 

وتُعرَّف الثقة بالنفس بأنها ذلك الإحساس الذي يشعر به الفرد تجاه نفسه، والذي يُمكنه من التصرف والتحدث دون تردد أو خوف، بحيث لا يكترث لردود فعل الآخرين فهو يتصرف ويتخذ قراراته بنفسه وهي تنبع من احترام الشخص لنفسه وإيمانه بأنّ الله وضع في كل إنسان ميزةً تجعله يختلف عن غيره وعليه أن يكتشف هذه الميزة ويحاول تطويرها والإبداع فيها وبناء شخصيته من خلالها.

 

اقرأ أيضاً :

اهدافك بين الحلم و الواقع بمجال التنمية الذاتية

ثلاث مهارات مهمة عليك أن تتعلمها لتكون ناجحًا في 2019

هل يجب علينا تنمية قادة أم تطوير مهارة القيادة؟

 

المصادر: