الصداقة بين الرجل والمرأة وهل هي حقيقة
الصداقة بين الرجل والمرأة وهل هي حقيقة

الصداقة بين الرجل والمرأة وهل هي حقيقة

لا يمكن للرجال و النساء أن يكونوا أصدقاء فقط!

خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

هل من الممكن للنساء و الرجال ,الجنسين المنجذبين لبعضهما ,أن يكونا فقط أصدقاء؟؟

العديد من الأسئلة الأخرى أثارت جدلا حاد في الاجتماعات الأسرية, و في الأدب بشكل واضح, و في الأفلام التي لا تنسى.

مع ذلك , بقي هذا السؤال بدون إجابة.

 

الصداقة بين الرجل والمرأة وهل هي حقيقة

تشير التجارب اليومية إلى أن العلاقات اللارومنسية بين الإناث و الذكور ليست فقط ممكنة , بل عادة فإن العديد من النساء

و الرجال يمارسونها في الحياة و العمل و من كلا الطرفين. لكن, تبقى احتمالية هذا التعايش مثالياً أفلاطونياً و هو مجرد

واجهة فقط ,فهذا الرقص الحسن يغطي عدد لا نهائي من الدوافع الجنسية المخبأة تحت السطح.

 

هنالك دراسة جديدة عن أنه يوجد شيء من الحقيقة ,بحيث من الممكن أن بإمكاننا البقاء “فقط أصدقاء” مع الأشخاص

من الجنس الآخر, لكن الفرصة (أو الفرصة المنتظرة) لـ “الرومانسية” غالباً ما تكون مخبأة قاب قوسين أو أدنى , بإنتظار

إظهارها في أكثر اللحظات الغير مناسبة.

 

و من أجل البحث عن تحقيق هذه الصداقة الأفلاطونية بين الجنسين ,أحضر الباحثون 88 زوجاً من الأصدقاء إلى مخبر علمي

كل زوج هو صديقين من جنسين مختلفين من الطلاب الجامعيين..الخصوصية كانت عاملاً أساسياً ,تخيل النتائج التي ستحصل

فيما لو علم أحد الصديقان بأن أحدهما فقط يمتلك مشاعر رومنسية مخبأة تجاه الآخر خلال علاقتهما.

 

و من أجل ضمان الإجابات الصادقة , لم يتبع الباحثون المعايير التقليدية فيما يخص الكشف عن الهوية و السرية فحسب ,

بل طًلب من كلا الصديقين أن يوافقوا شفهياً و أمام أحدهما الآخر على الإمتناع عن مناقشة الموضوع حتى بعد مغادرة

مكان الإختبار.

ثم تم فصل هذه الأزواج الصديقة عن بعضها و كل عضو من الزوج سئل سلسلة من الأسئلة متعلقة بمشاعره العاطفية

(أو بعدم وجودها) اتجاه صديقه الآخر الذي كانت تجرى عليه الدراسة.

 

أثبتت الدراسة أن هنالك فرقاً واضحاً بين كلا الجنسين في الطريقة التي يعيش الرجال و النساء هذه الصداقة .

حيث كان الرجال منجذبين أكثر لصديقاتهم الإناث أكثر مما هو بالعكس.

وكان الرجال أيضاً أكثر اعتقاداً بأن صديقاتهم كانوا منجذبات إليهم أيضاً وهو اعتقاد مضلل بشكل واضح.

 

في الحقيقة , تقدير الرجال لمدى جاذبيتهم لصديقاتهم النساء كان شيئاً وهمياً نسبة لما أحسته النساء حقيقة من مشاعر,

و كذلك كيف شعر الرجال أنفسهم , حيث افترض الرجال أن أي تجاذب عاطفي شعروا به كان مشتركاً ,

و لم يدركوا المستوى الحقيقي من الاهتمام العاطفي الذي شعرن به صديقاتهم الإناث.

 

النساء ,أيضاً, لم يدركوا عقلية أصدقائهم الرجال, لأن النساء بشكل عام لم ينجذبن اتجاه أصدقائهم الذكور, و اعتقدوا أيضاً

أن هذا الشعور كان متبادلاً. بالنتيجة, الرجال باستمرار يبالغون بتقدير مستوى الانجذاب الذي شعرن به صديقاتهم الإناث,

و كذلك النساء قللوا من مستوى الانجذاب الذي شعر به أصدقائهم الذكور.

 

و قد كان الرجال أكثر استعداداً للتصرف على أساس هذا التجاذب المتبادل الخاطئ ,و كل من النساء و الرجال انجذبوا بشكل

متساوٍ لأصدقائهم سواءً كان هؤلاء الأصدقاء بعلاقة عاطفية أو عازبين,أي بغض النظر عن حالتهم العاطفية.

 

مع ذلك اختلف الرجال و النساء في المدى الذي اعتبروا فيه أصدقائهم كشريك محتمل بعلاقة عاطفية.

فعلى الرغم من أن الرجال غالباً يميلون بشكل متساوٍ إلى “المواعيد العاطفية” مع الصديقات سواءٌ كنّ “مرتبطات” أو “عازبات” ,

فإن النساء كانوا أكثر حساسية للحالة العاطفية لأصدقائهن و غير مهتمات بمواصلة العلاقة مع الرجال الذين هم أصلاً

بعلاقة عاطفية.

 

هذه النتائج تظهر أن الرجال, مقارنة بالنساء, يواجهون صعوبة ببقاء العلاقة “فقط أصدقاء”. و ما يجعل هذه النتائج مثيرة حقاً

بأنها وجدت في علاقات معينة فقط (مع الأخذ بعين الإعتبار , أن كل مشارك سئل فقط عن صديقه المعين , المثالي ,

الذي دخل معه إلى المختبر). هذا ليس فقط تأكيداً على الصورة النمطية للرجال بنهمهم للجنس و سذاجة النساء, بل هو برهان

مباشر بأن شخصين يمكن أن يختبرا العلاقة نفسها بحذافيرها و لكن بأسلوب مختلف كلياً.

 

يبدو الرجال أنهم يرون فرصاً عاطفية لا حصر لها في صداقاتهم الأفلاطونية المفترضة.

بينما النساء في علاقات الصداقة هذه يملكون توجهاً مختلفاً تماماً – و الذي هو حقيقة ً أفلاطوني.

 

بالنسبة لمراقب خارجي, فإنه في هذا النوع من الصداقة لمن الواضح أن هذا الاختلاف الشاسع في الآراء عن العواطف يمكن

أن يؤدي إلى تعقيدات جدية و الأناس الذين يخوضون هذه العلاقات يوافقون على ذلك.

 

في دراسة لاحقة ,طلب من 249 بالغاً (العديد منهم كان متزوجاً) أن يضعوا قائمة بالمحاسن و المساوئ لأن يمتلكوا أصدقاءً

من الجنس الآخر.

تكررت مفردات جميعها تدور حول الانجذاب العاطفي (على سبيل المثال “يمكن أن تؤدي هذه العلاقة إلى مشاعر عاطفية”)

حوالي خمس أضعاف كإحدى سيئات هذا النوع من العلاقات مقارنة بكونها إحدى الإيجابيات.

لكن الإختلافات بين الرجال و النساء تظهر هنا أيضاً.

وجد الذكور بشكل واضح أكثر من النساء أن الإنجذاب العاطفي هو إحدى حسنات الصداقة مع شخص من الجنس آخر .

و هذا الإختلاف تناسب طرداً مع تقدم الرجال في العمر –الذكور اليافعين أبدوا ميلاً أربع مرات أكثر من النساء في أن الإنجذاب

العاطفي هو إحدى حسنات الصداقة مع شخص من الجنس آخر بينما الذكور المتقدمين بالعمر أبدوا ميلا ً أكثر بعشر مرات تجاه

الموضوع نفسه.

باعتبار الدراستين السابقتين , نخلص إلى أن الرجال و النساء يختلفون بشكل كبير في آرائهم بما يدعى “أصدقاء فقط”– و هذه

الآراء المتباينة هو ما يسبب الخلاف بشكل أساسي.

على الرغم من أن النساء يبدون عباقرة باعتقادهم أن هذه الصداقات أفلاطونية , يبدو الرجال غير قادرين على إطفاء رغبتهم

بأنهم يريدون أكثر من ذلك.

و على الرغم من أن كلا الجنسين يتفقان أن الانجذاب بين الأصدقاء المثاليين سلبي أكثر مما هو إيجابي , فإن الذكور يتمسكون

بوجهة النظر هذه بشكل أقل من النساء.

إذن , هل من الممكن للنساء و الرجال أن يكونوا “أصدقاء فقط”؟؟

إذا فكرنا جميعاً كالنساء يكاد ذلك يكون مؤكداً , و لكن إن فكرنا جميعاً كالرجال , فغالباً أننا سنواجه أزمة عارمة في الزيادة

السكانية.

 

ترجمة : سلوان الشيخ سليمان

تدقيق : أمير محمد

تنسيق : جوني 

إقرأ المزيد من المقالات الممتعة والمفيدة : 

قانون الجذب | جذب شريك الحياة بالمواصفات التي تتمناها

الرجل والمرأة وأوجه الخلاف

كيف تحافظ على الصداقة

كيف تكسب الأصدقاء

كيف تخسر الاصدقاء من حولك ؟! ست طرق مجربة و مضمونة النتائج..

 

تعليق واحد

أضف رد على lina إلغاء الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*