العلماء يكتشفون طريقة لإعادة ضبط ساعاتنا البيولوجية!

من السهل إلى حد ما إقلاق عمل ساعتنا الجسدية؛ و ذلك بتغير العمل أو الطيران عبر العالم و التي ستفي بالغرض. لكن تعطّل توازننا اليومي قد يؤدي لحدوث أكثر من إفساد نمط نومك؛ السلوكي, و الأيضي, و حتى الشذوذ الإدراكي و المرتبطة جميعاً بإرباك عمل ساعاتنا الجسدية اليومية.

 

 لكن ماذا لو كان بالإمكان عمل إعادة ضبط تلقائي للساعات الجسدية وتجنب جميع هذه المشكلات ؟

 

  • يسعى العلماء لتحقيق ذلك, كما أوجدوا الحل الأساسي لعمليات الدماغ التي من شأنها أن تسهّل راحة الساعة الجسدية و دقة ضبط الوقت. و لا يمكن لهذه الإمكانية أن تفضي لطرق جديدة في معالجة الاضطرابات المتنوعة المترافقة مع إعياء الفارق الزمني و تغير العمل وحسب, لكن من الممكن أيضاً أن تكشف طرق معالجة جديدة لحالات معينة من حالات الطب النفسي و العصبي كالاكتئاب.

 

أهمية الضوء في ضبط إيقاع الساعة الجسدية:

 

  • و قد أثبت العلماء فعلاً إمكانية إراحة الساعة الجسدية منذ عدة أشهر مضت باستخدام الضوء لتحفيز الأعصاب على نحو زائف داخل الساعة الرئيسية لجسدنا, و هي حزمة من خلايا بالدماغ داخل منطقة عُرفت بالنواة فوق التصالبية (SCN). و من ناحية أخرى, فقد تضمن ذلك التعديل الجيني للفئران و إدخال نسيج بصري في أدمغتها, فتلك الطريقة يصعب تحقيقها على الآدميين في الوقت الحالي. و علاوة على ذلك, و على الرغم من كونه موضوع شيق, إلا أنه لم يُعلمنا على وجه التحديد كيف للضوء أن يغير من مستويات عناصر الساعة المتطابقة حديثاً و التي تضبط معاً إيقاعها. و نظراً لاستجابة ساعتنا اليومية للضوء و الظلمة من البيئة المحيطة, فقد كانت ثغرة هامة في معرفتنا إلى حد ما.

 

دور البروتين (elF4E):

 

  • و لمزيد من المعرفة, فإن علماء جامعتي ماكجيل و كونكورديا بدأوا التحقيق في دور بروتين يدعى (elF4E) (بروتين له علاقة بأمراض السرطان). لأن هذا الجزيء يلعب دوراً حيوياً في قدرة الجين, و نتيجة لذلك يتكون بروتين محدد عن تسلسل الحمض النووي (DNA). و لقد أعتبر الباحثون أن ذلك الضوء يجب أن يتحكم في قدرة عناصر الساعة بطريقة ما, لكنهم لم يتوصلوا بعد لكيفية حدوثه.

 

 

عملية الفوسفوريل و أهميتها:

  • و كما وُصف في طبيعة العلوم العصبية, فإن أبحاثهم كشفت أن الساعة في الواقع تعيد ضبط نفسها عند أتحاد بروتين (elF4E) مع جزيء الفوسفات, و عُرفت العملية بالفوسفوريل. فالضوء حقيقة يحفّز الفوسفوريل في البروتين (elF4E), الذي وُجد لتعزيز قدرة الجينات للساعة الرئيسية على وجه الخصوص, و عُرف بدورة الجينات, والذي يسهم في إيقاع الخلية. وعندما تنتج هذه البروتينات بوفرة, فإن الساعة تعيد تقويم مسارها و من ثم يسهل ضبط الوقت الصحيح.

 

نتائج الأبحاث على الفئران:

  • و لتحقيق هذا التقدم أيضاً, فقد وجّه الباحثون الفئران لإنتاج (elF4E) متحول التي لا يمكن أن يشكل الفوسفوريل. و مقارنة بالفأر العادي , فقد وجدوا أن استجابة الفئران المتحولة أقل فعالية تقريباً مقابل ما يحدثه الضوء من تأثير لإعادة تقويم المسار. و بتعريض الفئران لدورات مختلفة من الضوء و الظلام مقارنة بالمعتاد, فقد وجدوا أنه مختلف عن العادي , فالمتحولة كانت ساعتها الجسدية عاجزة في التزامن مع التغيرات.

 

أهمية هذه الدراسات و هل بالإمكان تحقيق نتائجها في العيادات؟

  • و على الرغم من صعوبة الإشارة لموعد تحقيق هذه النتائج في العيادات, فالدراسة مهمة لأنها تطابق الأهداف الجديدة المحتملة, التي تمكنت أخيراً من قيادة طرق التطوير في معالجة الساعة الجسدية.

 

 بعض ما قاله المؤلف المشارك شيمون أمير:

  • و يفسر مؤلف مشارك شيمون أمير ” إن التوازن اليومي هو أمر محتوم لكن من الممكن أن يقودنا لنتائج جدّية “. ” فقد أخذنا خطوات مهمة في القدرة على تقويم مسار ساعاتنا الداخلية – و تحسين صحة الآلاف نتيجة لذلك”.

 

ترجمة : لبابة بيلتو

تدقيق : سندس دورو

تدقيق لغوي : راما الشام

تنسيق : محمد الصواف

اقرأ أيضاً: قدرات العقل 7 طرق لزيادتها.