شهدت تلك القضية صراعات بين الأشخاص الليليين، والصباحيين، وكل شخص يدافع عن قناعاته، ويرجع الأغلب أسبابهم إلى نظام الساعات البيولوجية، لكن إذا كنت تتساءل عن معلومات مؤكدة، فهذا هو ما يخبرنا به “جوش ديفيس” الباحث في استراتيجيات التعلم، ومن تلك الاستراتيجيات التي اهتم بها كانت اختيار الوقت المناسب للعمل.
ويقول: بإمكان الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر فعل الكثير من الاشياء على مدار اليوم، والحصول على الهواء النقي في الصباح، قبل أن يستيقظ الجميع، ويشير إلى أن هناك ظروف نفسية مرتبطة بهذا الوقت، تسمح للصباح باقتناء العديد من الفوائد التي لا يمكن العثور عليها في أي وقت آخر من اليوم.
قد يستغرق تحويل الجدول الزمني الخاص بك بعض التعديلات، ولكن بعد اطلاعك على تلك المميزات سوف تجد أن الأمر يستحق كل هذا العناء لتتمكن من الحصول على إنتاجية عالية في الدراسة والعمل:
1- لديك المزيد من الطاقة
إن القيام بعملك بشكل أفضل يعني استغلالًا أفضل للطاقة، وتلقائيًا يكون هناك المزيد من الطاقة فور الاستيقاظ صباحًا. وحتى لو كنت لا تنام بما يكفي، فربما يكون لديك المزيد من الطاقة العقلية، التي تمكنك من التركيز الجيد، والمزيد من الإنتاجية.
2- لديك قرارات محددة
العمل خلال الصباح الباكر يقدم لك مكافأة عن العمل خلال ساعات اليوم الأخرى، وهناك بحثًا علميًا يشير إلى أن ردود الفعل بين التاسعة والعاشرة صباحًا تكون أكثر حكمة، لأن هذا الوقت هو الأفضل لاتخاذ القرارات، ولذلك يكون أغلب اجتماعات العمل به.
3- يمكنك محاربة الإلهاء
عقولنا مصممة لالتقاط ما يحدث حولنا، وقوة الإرادة ليست كافية لتفادي ذلك، ويضيف “ديفيس”: عندما يبدأ عقلك في الإنجراف مع أو مشتت، فغن ذلك يفتح المجال لأن تقضي ساعات عملك على الفيسبوك، والبريد الإلكتروني، أو حتى التحدث في الهاتف.
لهذا فإن العمل بالساعات الاولى من اليوم بينما ينام الجميع هي الأفضل، لكن إن كان أفراد أسرتك صباحيين أيضًا، فإن هذا ليس مبررًا للنوم، لأن مازال هناك المزيد من المميزات.
اقرأ أيضاً : نصائح عملية للانخراط في سوق العمل
4- يتمحور المجتمع حول أن تكون نشيطًا بالنهار ونائمًا ليلًا، لذا فبتمسكك بهذه القاعدة تستطيع متى أردت الذهاب إلى المكتبة للحصول على معلومة أثناء الدراسة، أو شراء أي أداة تلزمك من المتجر.
5- الضوء الطبيعي
أفضل لعينيك (ضوء الشمس)، أما الضوء الصناعي (ضوء المصباح) يضر بأعيننا ويمكن أن يؤثر على إيقاع النوم الطبيعي لدينا.
في حين أنك إذا كنت مضطرًا بسبب ظروف قسرية للدراسة أثناء النهار، فما عليك سوى اتباع تلك النصائح:
1- إنشاء روتين
إذا قررت الدراسة ليلًا، ليس عليك أن تفعل ذلك بشكل متقطع، حتى لا ترهق جسدك. بل عليك اعتياد ذلك روتينًا، حتى يتأقلم جسدك على الأمر، وتتمكن من الحصول على أفضل أداءً ممكنًا للدراسة، بينما إذا كنت تدرس أحيانًا خلال النهار، وأحيانًا أثناء الليل، فسيصبح جسمك مثل الشخص المجنون. لذا تمسك بواحدة منهما.
2- الراحة
إذا كنت تدرس في الليل، فهذا لا يعني أن تحصل على قدر أقل من النوم، أو أنك تسهر فقط وتستيقظ بنفس الموعد الذي تستيقظ فيه صباحًا. وإن كان لديك التزامات صباح اليوم تجنب أن تتأخر في النوم؛ فمعاملة العقل بهدوء هو مفتاح الدراسة الناجحة، لذلك تأكد من أنك لا تهمل نومك، حتى لو كنت ستلجأ إلى قيلولة قصيرة أثناء النهار
3- الإضاءة
بالطبع لا يكون هناك أضواءً طبيعية أثناء النهار، لذا نلجأ جميعًا للإضاءة الصناعية، لكن إذا كان يشاركك بالغرفة شخصًا نائمًا ولا يمكنك إضاءة جميع المصابيح، فلا ننصحك بالاكتفاء بضوءٍ خافت، لأنه سيرهق عينيك وسيجعلك تنام مثل شريكك! بل عليك أن تتخلى عن غرفتك وتبحث عن مكان آخر بالمنزل أكثر إضاءة لتدرس به.
4- إدارة الوقت
من السهل أن تفقد مسارك من الوقت عند الدراسة ليلًا، لما يوجد في هذا الوقت من تأمل، ووسائل التشتيت الأخرى مثل الأفلام والتلفاز عمومًا. لذا ننصحك بتخطيط جدول زمني قبل البدء في المذاكرة، وتحدد ما تريد إنجازه وترتب المواد وفقًا لأهميتها، ولا تنسى تخصيص أوقاتًا لأخذ فواصل، فمن المستحسن أن تأخذ استراحة عشر دقائق كل خمسين دقيقة دراسة، فهذه هي النسبة المتفق عليها علميًا.
5- التغذية
لا تنسى أن تتناول مرطبات، وأشياء تحتوي على سكر حتى تبقى يقظًا ونشيطًا، كما أن الدراسة تحرق الكثير من السعرات، وتحتاج دائمًا للوقود حتى تأتي بفعالية، لذا اعتنِ بذلك واحرص على تناول وجبات خفيفة باستمرار أثناء المذاكرة، لكن لا تتناول الطعام الذي يحتاج لكثير من الهضم حتى لا ينشغل عقلك بشيء غير ما تدرسه، وكذلك فإننا غالبًا ما نشعر بالنعاس عقب تناول وجبة ثقيلة.
6- الموسيقى
كما ذكرنا سابقًا إن واحدة من أهم فوائد الدراسة ليلًا هي زيادة القدرة على الإبداع الخاص بك، وهناك الكثيرون يرون أن إبداعهم يزيد في الليل بالفعل. وهذا هو السبب في عمل الكثير من الفنانين أثناء الليل، وعندما يريد الأديب أن يكتب فإن ذلك في أغلب الأحيان يحدث ليلًا. ويعد تشغيل الموسيقى أثناء الدراسة فكرة جيدة للحث على الإبداع وزيادة ذلك التأثير، فهي تلهمك وتحفز عقلك على التركيز والصفاء، لكن يجب أن تكون مناسبة ولا تعمل بأي شكل على تشتيتك.
اقرأ أيضاً :