لما أنت منهك لهذا الحد؟ حلول بسيطة لأعباء العمل!

 

((إنني حقًا مشغولٌ جدًا))، ((اليوم متعب للغاية))، ((لدي ستة اجتماعات هذا الأسبوع))، ((أنا لا أستطيع مواكبة كل هذا العمل))، ((إنها نهاية الأسبوع، وأنا لا أستطيع إنهاء كل شيء يجب إنجازه))! ”
كثيرًا ما تتردد على مسامعنا كل تلك العبارات البسيطة سواء كان معلم، طالب> بالطبع، ومن منّا لا يتعرّض في حياته اليومية إلى الضغط والكبت والإنهاك، ومن منّا لم يواجه خلال أوقاته الكثير من المواقف العصيبة.
حقًا يعاني جميعنا من رجال أعمال، موظفون، طلاب، معلمين، وحتى ربّات المنازل من الكثير من الضغوط الناجمة عن العمل؛ مواعيد التسليم والتعامل مع الجهات المتعددة وغيرها من المهام اليومية التي تحوّل دوام العمل إلى حرب يومية تتسبّب في الاجهاد والقلق، وتؤثر في صحتهم وكذلك في إنتاجهم اليومي. مما ينتج عنها ظهور آثار جسمية، أو سلوكية، أو نفسية على الأفراد.

الضغوط التي تلاحقك من كل اتجاه، ما هي إلّا ضريبة وثمن لنجاحك في عملك، أو حتىّ النجاح في أي شيء من الأشياء، فإنّ كل ما في الحياة له ثمن، وثمن النجاح هو العمل، فنجاحك في عملك أو في دراستك لا يأتي بالتمني، إنما يأتي بالعمل وبالكد والجد والاجتهاد.
فكل من يسعي لتحسين علمه وعمله وقدراته، يواجه الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية من حوله، فكلّها تصبّ في منحنى واحد، تجعله يفقد السيطرة على أعصاب، فدائمًا ما يرتبط الضغط بانعدام التوازن والتكافؤ بين الجهد النفسي المبذول من جهة والمشكلة أو الحالة التي تتم معالجتها من جهة أخرى.

إذًا كيف تتعامل أنت مع عبء العمل الكبير لديك؟ هل ستقضي عطلة نهاية الأسبوع نائمًا مسترخيًا؟ أم هل تحاول أن تجعل عطلتك الأسبوعية مكتظة هي الأخرى بالأعمال؟!

 

في البداية، نستعرض معًا الأسباب التي قد تتسبب فيظهور ضغوطات وأعباء العمل، لكي يتسنى لنا بقدر الإمكان تفاديها..

– اختلاف طبيعة العاملين في مكان العمل

تختلف قدرة الموظف من شخص لآخر، فبالتالي ينتج عنه عدم تناسب قدرة الموظف مع حجم العمل.

 

– عدم اقتناع الموظف بوضعه في العمل

أن يكون مثلًا مستوى طموح الموظف أعلى من العمل القائم عليه، بالتالي سيكون العمل بمثابة ضغط عليه. مما يؤدي إلى عدم تفانيه في العمل، لعدم رضاه عن الوضع الوظيفي المنوط به.

 

– تداخل مسؤوليات الموظف مع بعضها

ممارسة الشخص للعديد من الأدوار والأعمال في نفس الوقت، مما يؤدي إلى تشتت الشخص واستنزاف قدراته.

 

اقرأ أيضاً : لهذه الأسباب لا يستطيع أعضاء فريقك العمل كفريق واحد!

 

– عدم الحصول على بيئة مريحة أثناء العمل

كالعمل في الأماكن الحارة أو الباردة، أو في الأماكن المزعجة، أو سوء العلاقات ما بين الموظف والموظفين أو صاحب العمل، الافتقار لروح التعاون بين الموظفين، وعدم تناسب كمية العمل مع عدد الموظفين، مع عدم وجود تسهيلات لإنهاء العمل بمجهود ووقت أقل مما عليه. كل تلك العوامل قد تؤثر سلبًا على العمل وتحوله إلى جبل من الأعباء.

 

– نقص الكفاءة والخبرة

عدم معرفة الموظف بطبيعة العمل، وعدم قدرته على إتمامه، أو كسل الموظف وتأخيره للأعمال؛ مما يؤدي للعجز والشعور بالفشل. وعلى الجانب الآخر، أيضًا تهميش قدرات الموظف وعدم تطويره، وعدم مكافئته وتحفيزه، يؤثر سلبًا على العمل يجعل منه عبء عليه.

 

– التراكمات الزمنية

أيضًا قلة عدد ساعات العمل مع طاقة محدودة أو ظروف خاصة مؤثرة، قد يجعل من ذلك العمل عبء لا يمكن تحمله.

 

– المشاكل الاجتماعية

بالطبع، المشاكل الاجتماعية والزوجية تؤثر سلباً على سير العمل وإنجازه.

 

ولكن لا تقلق؛ فهناك طرق بسيطة للحفاظ على التركيز والتخلص من كل تلك الأعباء كل ما عليك القيام به هو اتباع هذه النصائح…

 

– تعلم الاسترخاء

إن الراحة هي جزء حيوي من إيقاع الحياة، فن الاسترخاء من أجمل الفنون المساهمة للتخلص من التوتر والعصبية، فحاول أن تسترخي على قدر الإمكان لتجنب الإرهاق والتعب.
فقد ثبت علميًا، أنه من يستريحون بشكل أفضل، تزداد إنتاجيتهم عن غيرهم ممن لا يقطعون عملهم بقسط من الراحة.

 

– حدّد الأولويات

لطالما كانت هناك أشياء مهمة، وأخرى أهم! إذن ابدأ بوضع خطة لحياتك، حيث تستغل كل دقيقة منها لتنطلق مباشرة، وتنجز أهدافك بدون عوائق، ولا تنسى أن تجعل لعلاقاتك وشبكة تواصلك مع الآخرين مكان، وإن وجدت بعض العوائق، قم بتأجيل بعض البنود العادية، وليس الأولويات.

 

– تحدى الضغوطات

قم بتسجيل تلك المواقف المؤثرة عليك بتوتر عصبي وضيق، مع ضرورة تقسيمك للمهام لأجزاء، كي تستطيع التعامل معها، ثم تحدي وقاوم، كأن تقوم بتسليم اعمالك المطلوبة قبل موعدها، واختيارك لأفضل الطرق للقيام به، وبعدها دوّن انجازاتك الفعلية وسترى الفرق.
كن مبادرًا دائمًا، لتقضي على الروتين القاتل في عملك، واجعل المبادرة جزء من سلوكك، كي تتخلص من حالة الكسل والخمول الناشئ عن تراكم المسؤوليات والضغوطات، وتعدد الاهتمامات.

 

– تلقى الضغوطات بصدرٍ رحب!

حاول أن تكون أكثر هدوءًا مما أنت عليه، تحلى بالصبر للتتعامل مع مشكلاتك بحلول مناسبة، بعيدًا عن التوتر والعصبية، وهيئ نفسك ذهنيًا لقبول أسوء الاحتمالات إذا لزم الأمر ذلك .فالشخص الناجح دائمًا ما يحاول الاحتفاظ بهدوئه.

اقرأ أيضاً :

نصائح عملية للانخراط في سوق العمل

تطوير الذات في مجال العمل؛ إليك 15 طريقة لفعلها

أهم أسئلة مقابلة العمل وكيف تجيب عليها ؟

خمس نصائح لتوازنٍ أفضل بين العمل و الحياة