لماذا تصيب الشيخوخة بعض الناس أسرع من غيرهم؟ إليك الأسباب


why-does-aging-affect-some-people-faster-than-others-here-are-the-reasons

لماذا تصيب الشيخوخة بعض الناس أسرع من غيرهم؟ إليك الأسباب

 

ذكرت بعض الأبحاث أن البالغين الذين يبدون أكبر من سنهم في الشكل العام نتيجة مصاعب الحياة أو غير ذلك؛ تصيبهم الشيخوخة بسرعة مقارنة بغيرهم.

وفي دراسة أجريت في نيوزيلندا عن تحديد العمر البيولوجي؛ تم التوصل إلى أن العمر البيولوجي هو حالة الأعضاء، وجهاز المناعة، وصحة القلب والكروموسومات. ويتراوح العمر البيولوجي بين 30 إلى 60 عامًا؛ لذا فكلما كان العمر البيولوجي كبيرًا كلما بدا على الشخص كبر السن.

يقول «دانيال بيلسكي» أستاذ مساعد في الطب في كلية ديوك للطب في جامعة ديوك:

“لقد بحثنا في سلامة وصحة أعضاء الجسم كاملة لدى بعض الأشخاص حتى نصل إلى معرفة كيف يصاب بعض الناس بالشيخوخة أسرع من غيرهم. والنتيجة أننا قد وجدنا علاقة واضحة بين الأشخاص الذين يبدو عليهم كبر السن في الخارج، وكبر العمر البيولوجي داخل الجسم. فهذا نوع جديد من قياس العمر البيولوجي بالنظر إلى الأشخاص من الخارج وما يبدون عليه”.

بالنسبة لمعظم الشباب؛ المؤثر الحقيقي هنا في عملية الشيخوخة يكون هو العمر. فإن عوائد العمر البيولوجي تتزامن مع العمر الزمني وفقاً لعلم الأحياء، ويمكن أن تتسبب التأثيرات البيئية والوراثية في ظهور علامات الشيخوخة المبكرة أسرع من أقرانهم، أو أبطأ من غيرهم بحسب التأثيرات البيئية والوراثية.

وأشار الباحثون إلى أنه بحلول عام 2050 سيصل عدد سكان الأرض من الرجال والنساء البالغين من العمر 80 عامًا و أكثر، نحو 400 مليون شخص على الصعيد العالمي، أي أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الحالي.

وقال الباحثون إن هذا الاتجاه من النمو يسلط الضوء على أهمية إيجاد سبل للكشف عن علامات الشيخوخة في وقت مبكر من الحياة؛ بالإضافة إلى أهمية ظهور العلاج الذي يُمنح كي يتم تفادي ظهور علامات الشيخوخة مبكرًا، والتمتع بنضارة أكثر لمدة أطول بكثير من الحالية.

وركز فريق الدراسة على ما يقرب من ألف رجل وامرأة شاركوا في الدراسة التي تمت في نيوزيلندا منذ ولادتهم في الفترة ما بين 1972-1973.

في عام 2011 ؛خضع المشاركون إلى اختبارات العمر البيولوجي؛ وهي اختبارات وظائف الكلى، وظائف الكبد، والرئة والتمثيل الغذائي، وقوة جهاز المناعة. كما تم تقييم الكوليسترول، وضغط الدم، وحالة الأسنان، وهيكل العين وصحة القلب. كما كان طول الكروموسومات من ضمن الاختبارات، والمعروف باسم التيلوميرات. التيلوميرات تجعل الكروموسوم يقصر كلما تقدم الشخص في العمر.

ووجد الباحثون فى الدراسة أن العمر البيولوجي أصبح متباين عن العمر عند سن 30 عامًا و أكثر بالرغم من خلو الشخص من الأمراض. وأظهر ذلك أن معظم المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و 38 عامًا؛ لديهم وتيرة بيولوجية متساوية.

البعض حصل على ثلاث سنوات بيولوجية لكل سنة واحدة، لكن البعض الآخر توقف عن التقدم في العمر حيث أن عمرهم البيولوجي كان في الأساس متوقفًا.

كلما كان العمر البيولوجي متقدمًا؛ كلما كان التقدم في العمر واضحًا، والاختبارات البدنية والعقلية سيئة. يقول «لايبزيغ» الذي شارك في الدراسة:

“إذا تمكنا من تحديد سبب شيخوخة بعض الناس بسرعة أكبر؛ فقد يكون من الممكن التدخل وتقليل مخاطر المضاعفات والأمراض المرتبطة بالشيخوخة؛ مثل أمراض القلب والضغط”.

يقول «بلسكي»:

“إن النتائج قد تدفع العلماء في اتجاه جديد. وهذا يمكن أن يساعدنا ونبدأ في التوصل إلى فكرة تفيد بأنه بدلًا من محاولة منع الأمراض الفردية مثل أمراض القلب، أو الضغط، أو حتى في بعض الأحيان السرطان؛ نحن بحاجة إلى محاولة إيجاد سبل لعلاج القضية المشتركة لجميع هذه الأمور وهي الشيخوخة”.

أما عن الصفات المصاحبة للشيخوخة، فهناك العديد من الصفات المشتركة التي تجتمع في معظم من أصابتهم الشيخوخة كالآتي:

الكثير من السعادة

عندما تتخطى حاجز الستين من العمر؛ ستجد أن الحياة انتهت بالنسبة إليك. فلم يعد هناك صراعًا مع أشخاص أو طموحات، أو من أجل شركات أو مهمات.

تريد فقط أن تعيش لنفسك مرة أخرى، وهذا ما يكتشفه الناس في آخر العمر، وهو أنهم قد أهدروا حياتهم. لذا في تلك الفترة من الحياة؛ يبدأ الشخص الذي تخطى حاجز الشيخوخة في تحويل الحياة إلى مسار سعيد. فتجد الابتسامة والمزاح لا يفارقونه.

اقرأ أيضاً : عشر ممارسات تجلب السعادة والنجاح

الكثير من اللعب مع الأطفال

عندما تتخطى الأربعين من العمر؛ تصبح أكثر إقبالاً على الأسرة والجلوس في البيت أكثر من أي وقت مضى. فتصبح عائلتك هي محور الإهتمام وشغلك الشاغل، وتريد أن تقضى أكثر فترة ممكنة في البيت، وتلعب مع أولادك، وتجلس معهم. هذا مالا يعرفه الكثير من الأشخاص إلا مع بلوغ ذلك العمر، كما أنهم يتمنون معرفته قبل ذلك الوقت بكثير.

حسب دراسة أجريت في إحدى المستشفيات للمرضى على سرير الموت وفي الأيام الأخيرة؛ أظهرت أن معظم الأشخاص يتمنون لو يعود بهم الزمن مرة أخرى حتى يقضون الكثير من الوقت مع عائلاتهم، وليس في العمل.

بالطبع هذا لا يوجهك إلى ترك العمل والجلوس مع العائلة، لكن لا تجعل العمل كل شيء في حياتك. تذكر أن هناك عائلة وأولاد يكبرون وأنت لست بجانبهم.

مذاق الطعام يتغير

عندما تدخل في فترة الشيخوخة؛ ستجد أن مذاق الطعام أصبح غريبًا سواء بسبب المرض، أو بسبب الأدوية أو غير ذلك. ستجد أن حاستي الشم والتذوق قد ضعفوا.

الشعر يختفي

بحلول تلك الفترة؛ سيجد الرجل أن شعره قد اختفى، أو تغير لونه إلى الأبيض، وكذلك المرأة سيتساقط شعرها الطويل مع الدخول في تلك الفترة؛ ناهيك عن التجاعيد التي ستظهر في الوجه للرجل والمرأة على حدٍ سواء.

هناك فرصة أخيرة

مع كل صباح ستستيقظه؛ ستجد أنك تريد حقًا أن تكون الشخص الذي أردته طوال حياتك، وهذا يفسر كيف أن البعض بعد مرور حياتهم بفترة كبيرة؛ يبدأون بالتغيير والتطلع إلى أحلام ماضية. فتجد البعض يذهب إلى حصص الرسم من جديد، ربما لا نرى هذا هنا في الدول العربية لكنه منتشر جدًا في الدول الأجنبية.

عدم التوازن

بمجرد لمس حاجز السبعين؛ تبدأ مشكلة عدم التوازن في الظهور وهو الأمر الشائع من أعراض الشيخوخة؛ وهي الرعشة التي تصيب كبار السن. ومع ذلك فهناك فقط 10% من النساء و5% من الرجال ممن قاموا بالإبلاغ عن إصابتهم بالرعشة بعد تخطي حاجز السبعين حسب دراسة أجريت في بعض المستشفيات.

الخوف من السقوط

هناك دراسة أجريت، وجدت أن ثلث من تخطوا حاجز الـ 65 عامًا لديهم خوف من السقوط. لهذا يتشبثون بأي شيء بجانبهم حتى لا يسقطوا لأن السقوط سيؤذيهم، وهذا يفسر سبب خوفهم.

المزيد من الثقة

هناك دراسة أجريت، تقول بأن الذين تخطوا حاجز الستين وتقاعدوا؛ يكون لديهم ثقة واعتزاز كبير بأنفسهم أكثر مما مضى بسبب إنجازاتهم التي حققوها في حياتهم، كما يميل بعضهم أكثر إلى إنشاء المشاريع.

في النهاية؛ الشيخوخة آتية لا محالة؛ لذا يجب أن تحافظ على جسدك، فربما تعيش إلى أرذل العمر، وحينها يجب أن تكون بقوتك، ولا يجب أن تفقد الكثير  من نضارتك.

اقرأ أيضاً: كيف احافظ على شبابي و أيقظ الطفل بداخلي ؟

 


    Like it? Share with your friends!