إدارة الغضب وكيفية التحكم به بسهولة
هبة الأطرش – أكاديمية نيرونت
كان هناك شخص سريع الغضب دائم المبالغة في ردة فعله، وفي يوم قام والده بتقديم كيس ملئ بالمسامير لهذا الأبن وطلب منه أن يقوم بطرق واحد من هذه المسامير في سور حديقة المنزل الخشبي في كل مرة يفقد بها أعصابه ويغضب (ببساطة فرغ) في اليوم اﻷول قام هذا اﻷبن بطرق 37 مسمار في سور الحديقة وبعد مرور أسبوع انخفض عدد المسامير التي يضعها في السور، وكان الشاب متفاجأ من قدرته على التحكم في أعصابه ووصوله لفكرة أن التحكم بأعصابه أفضل من طرق المسامير إلى أن جاء اليوم الذي قدم فيه لوالده وأخبره أنه لم يعد بحاجة لطرق المسامير،
سر الوالد لما سمع وطلب منه أن يقوم بخلع مسمار من السور في كل مرة يشعر بنفسه أنه يسيطر على غضبه ومع مرور اﻷيام أنهى هذا الشاب عمله وخلع جميع المسامير مسرعا لوالده ليخبره أنه قد أتم مهمته. ذهب الوالد مع ابنه للسور وقال له:
أحسنت التصرف ولكن أنظر معي إلى هذه الثقوب التي لازالت في السور. هذه الثقوب هي قلوب من أحببت..من جرحت ..من جرحتهم بمسامير لفظك وفعلك!! واﻵن :
هل لي الحق في أن أترك العنان لثورة غضبي؟؟
هل لي الحق أن أقتل العلاقات الشخصية والعملية واﻷجتماعية التي قضيت زمن في اقامتها؟؟ ماالحل؟؟
سأحاول اﻷجابة على السؤال اﻷخير بوضع بعض اﻷستراتيجات ﻷدارة الغضب، وأترك اﻷسئلة اﻷخرى لذاكراتنا وخبراتنا
السابقة نتأملها!!
إدارة الغضب وكيفية التحكم به بسهولة
* استراتيجات ادارة الغضب :
1- تنمية البناء اﻷدراكي:
يقوم على تغير التفكير فالشخص الغاضب يتوعد ويوجه اﻷهانات وقدتصل انفعالاته لحد الضرب نراه يتحدث عن مشاعر وأفكار مبالغ فيها تكون آنيه وداخلية. فيجب تعود ادارة النفس، واحلال أفكار عقلانية بدل اﻷندفاعية..
ذكر نفسك بأن الغضب لن يحل مشكله ولن يوصلك للراحة ( المنطق يهزم الغضب) فإذا تحدثت لنفسك في لحظات معاتبة أن الغضب لن يصلح شيء ولن يصلك للراحة وأن الانسان من الطبيعي أن يواجه تجارب قاسية في حياته فستشعر بالراحة الذي سببه اﻷستعداد للمواجهة.
إدارة الغضب وكيفية التحكم به بسهولة
دائما في حالة الغضب نطلب العدل والتقدير واﻷحترام والتفهم والموافقة لتسير اﻷمور على أهواءنا كما نراها نحن، لايمكن
انكار أهمية ذلك وإن عدم قدرتنا على تحقيقه طبيعي أن يدفع بنا لﻷحباط ولكن!!
الشخص الغضوب بطبيعته يتحول احباطه لغضب. استخدام البناء اﻷدراكي المعرفي بصورة جديده يجعل الشخص الغاضب
على دراية بطبيعته الطالبة..
وممكن أن نلخص البناء اﻷدراكي بأفكار توجه مشاعر ومن ثم تؤدي لسلوك.
2- التواصل: الغاضب يبني توقعاته تبعا لبناءه اﻷدراكي أي أفكاره التي توجه مشاعره ومن ثم سلوكه..
ونراه دوما يذهب لخلاصة قد لاتكون دقيقة، فأول ماينبغي فعله في حاله الغضب هو محاولة فهم النقاش، وعدم التفوه وأخذ
رده فعل حتى نهاية الحوار ( الصبر أساس استمرار العلاقات)
3- تنمية مهارات حل المشكلات:
سبب الغضب هو وجود عقبة..مشكله قد نعجز في الهروب منها ولكن وعينا بأن الغضب لن يحلها ويزيد في تفاقمها بداية
السيطرة على أنفسنا..
لنتعلم التركيز على حل المشكلة ( لكل مشكلة حل ولكن الغضب يعمينا عن رؤيته )
4- تغير البيئة :
وأقصد هنا جانبان اﻷول أننا في حالة الشعور بالغضب واحساسنا بالعجة في كبحه فمن اﻷفضل مغادرة المكان وتأجيل النقاش
لوقت آخر نكون به أهدأ وأقدر على النقاش والتواصل.
أما الجانب اﻵخر فهو وعينا ومعرفتنا بالمكان الموجودين فيه وأثره علينا مثلا:
نحن نعلم أن بيئة العمل بيئة تضعنا أمام تحديات ومسؤوليات وضغوط قد تجعلنا متوترين لذا يجب علينا عدم نقل أعباء هذه
البيئة للمنزل وعند الوصول له أن نطلب من الشريك أن يترك لنا مده عشر دقائق فور وصولنا نحاول بها تهدأت جهازنا
النفسي والعقلي بتغير ملابسنا واﻷستحمام بهدوء ودون مناقشات ومطالب.
5- اﻷسترخاء:
إن القيام بتمارين اﻷسترخاء والتأمل والتمارين الرياضة يوميا لمدة عشر دقائق قادرة على منح حهازنا الفكري والنفسي
الراحة والهدوء والسيطرة..
لنكن دوما مانحب أن نكون في ذاكرة من نحب ومن نريد أن يبقوا على صله بنا …
أتمنى المشاركة ببعض اﻷستراتيجات التي تفيد موضوعنا وكل المحبة لكم
إدارة الغضب وكيفية التحكم به بسهولة
جميع الحقوق محفوظة © أكاديمية نيرونت