استراتيجيات التفكير النقدي
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
التفكير النقدي ببساطة هو معرفة ما إذا كان الحكم على شيءٍ ما إمّا صحيحٌ تماماً أو جزئياً أو في بعض الأحيان أو خاطئ. يقوم المفكر النقدي بتطبيق المنطق ليفهم الشخصية و الحافز و وجهة النظر و التعبير. يتضمن صنع القرار تفكيراً نقدياً،ابتداءً من النشاطات العادية كإختيار ما نشتري من البقالة بعد رؤية إعلانات منتجاتٍ متشابهة، وصولاً إلى مسألة التحقيق الإحترافي، كتحديد ما إذا كانت شركة التأمين ستقدم شكوى عند وجود شكوك حول حرق منزل عمداً. أيا كانت القضية، يتبع التفكير النقدي الاستراتيجيات الأساسية نفسها :
كن صانع قرارك :
قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكنصنع قرارك بنفسك-بدلاً من القبول الأعمى لمعتقدات الآخرين- هو الخطوة الأولى من خطوات التفكير النقدي. خذ ما يقال بعين الإعتبار ولكن لا تقبل تلقائياً بمايخبرك به الآخرين،ولا تتأثر كثيراً باللغة التي يستخدموها أو بأفكارهم التي يقدموها. قدم الشك، و تقبل الأفكار الغير الشائعة بترحاب. كن يقظاً لما تقوله السلطات بقدر ما يظهر في سجلها من العدالة و الموضوعيّة و الصدق. على أية حال تحقق من الأمر مرتين (تذكر، أنه حتى نصيحة الطبيب يمكن أن تكون لها وجه ثانٍ. استشر أكبر قدر ممكن من الناس الموثوقين). و في النهاية ،اكتشف الأشياء و قم بالإستنتاج بنفسك.
إقرأ : التردد في اتخاذ القرار وعلاقته بالثقة بالنفس في 4 خطوات عملية
لا تقم بإخراج الأمور عن سياقها :
إنّ الظروف المحيطة بقضيةٍ ما و خلفية المتكلم و موقع المراقبةلشاهدٍ محددٍ، له تأثيرٌ على صحة القضية. لتفكر بشكل نقديٍّ يجب أن تكون قادراً على وضع نفسك في مكان الآخرين أو أن ترى من منظورهم. سوف تجد أنّ كلّ شخصٍ له نقاط ضعفٍ و قوةٍ من ناحية الحكم و المراقبة. و قد يكون هناك وجهتي نظرٍ متناقضتين، فعليك أن تعتمد على حكمك لتحدد أيهما صالحٌ و أيهما خاطئٌ و أيهما صحيحٌ جزئياً و لكن غير كاملٍ.
إقرأ : التسويق فن الكذب والخداع !!! خمس انتقادات ستغير وجهة نظرك حول التسويق
لا تسلّم بالمألوف ولا تهمل غير المألوف :
كل المفكرين النقديين لهم آرائهم المسبقة الخاصة، و مع ذلك لا تدع تلك الآراء تؤثر على طريقة تفكيرك.إنه لمن مصلحتك، في الواقع، أن تحاول تحدّي تلك الأشياء التي تعتبرها من المسلَّمات. و إذا بدا لك شيءٌعلى أنه مألوفٌ أو نموذجيٌ فانظر إليه من وجهة نظرٍ جديدةٍ. اختبر كل افتراض تقوم به، و لا تفترض تلقائياً أنك تملك الحقيقة مسبقاً. إذا صادفت أمراً غير مألوفٍ عليك أن تفهم ما هو بالضبط و من أين أتى و كيف يعمل،قبل أن تقوم بالحكم عليه. اسأل نفسك ما إذا كانت فرضياتك مبنية على دليلٍ واضحٍ و ما إذا كنت تفسر المواقف بطريقة منطقية.
كن متواضعاً فكرياً :
انتبه لنقاط ضعفك و الشروط المسبقة التي تضعها و إلى حالتك ( الإجتماعية و الثقافية و الشخصية ). كن على درايةٍ بحدودك الخاصة، و تعرف على أفكارك الحساسة، و لا تستعجل بحكمك إن أمكن. لا تقلع عن التعلم بل إلزم السؤال، و كن منفتحاً. أعد التفكير بالنتائج السابقة على ضوء الدليل و التجربة. لا تكن مدعٍ و مغرور. تذكر أنك لا تملك كل المعلومات. استمع و راقب و تعلم.
إقرأ : كيف تسأل : ” ماذا لو؟! “
طور تفكيرك الإدراكي بالتأمل :
تساعدك فوائد التأمل على صفاء الذهن و ثبات العواطف و عدم التحيز. ولكي ترتقي بتفكير نقديأفضل, يجب أن تكون هادئاً و متأملاً و قادراً على تمييز الأفكار المنطقية بنباهةٍ و تركيزٍ متزايدين. فلا يتأثر المتأملون بالأفكار المهووسة أو الجامحة و لا بالحرمان من النوم أو القلق أو التوتر. إنهم قادرون على التحليل و البحث في عمق المعنى.
إقرأ: فوائد التأمل السبعة
ترجمة : Rami Attar
تدقيق : لارا حداد
تنسيق : جوني
إقرأ المزيد من المقالات الممتعة والمفيدة :