التعلّق المَرَضِي بالمشاهير


كثيراً ما نسمع عن أناس يتابعون أخبار أحد المشاهير بشكل مبالغ به, فتغدو صفحاتهم على مواقع التّواصل الاجتماعي تعج بصور ذاك المُمثّل أو تلك المغنّية,  وغرفهم مكسيّة بصوره الملصقة على الجدران من كل جانب, ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشّعور بالحب!, والغيرة إذا ما قابلوا أشخاص يتابعون أعمال نجمهم المفضّل, أو الحزن في حال أبدى أحد ما رأيه به بشكل سلبي.

التعلّق المَرَضِي بالمشاهير
التعلّق المَرَضِي بالمشاهير

التّعلّق بالمشاهير وعلاقته بتقدير الذّات:

إذا أردنا أن نجيب عن التّساؤل الّذي يطرحه هذا المقال, فبالتّأكيد “نعم” هناك علاقة بين الانبهار أو تقمّص شخصيّة النجم, وبين تقدير الذّات, فانقضاء السّاعات على متابعة حياة شخص آخر إشارة واضحة إلى أنّ حياتي كمتابع شديد له ليست مهمّة بالنّسبة إلي!, وإليكم الحوار الدّاخلي للشخص المتعلّق:

(ماذا يعني أن لا أنجز شيء وألتفتُ لإنجازات شخص آخر لا يعلم حتّى بوجودي؟, أمر طبيعي!, فحياته هي الأهم لأنه الأنجح والأوسم والأكثر شهرة!, أما أنا فمن يدري بي! لا أحد أبداً!, ولا يمكنني التّفكير بأنّني أستطيع أن أحقّق مثل الّذي حقّقه!, لذا سأنشغل به, سأرتدي ملابساً تشبه ملابسه, وأسرح شعري مثلها!, سأشذّب لحيتي لأشبهه أكثر!, وسأستخدم طريقة كلامها لأغدو إليها أقرب!).

هذه المعتقدات الّتي تسيطر على عقله!, فهو لا يرى بأنه جزء مهم من دائرة الحياة!, وأنه خلق ليؤدّي رسالته الخاصّة!.

التعلّق المَرَضِي بالمشاهير
التعلّق المَرَضِي بالمشاهير

التعلّق بالمشاهير والصّدمات:

في كثير من الحالات يبقى الشخص المتعلّق مبهوراً إلا أن يقابل نجمه بشكل شخصي!, يقوم طيلة السّنين برسم صورة عنه في مخيّلته حتّى يقتنع أنّه كذلك, فيصوّره كالملاك الّذي لا يحق له أن يخطئ!, أو أن يتصرّف تصرفات غير لائقة في بعض الأحيان!, إلى أن يراه أمام عينيه ويطلب منه التقاط صورة إلى جانبه فيرفض!, ويتصرّف بعجرفة, أو يصرخ في وجه أحد الكومبارس!, أو يرفض تقديم يد العون لأحد المحتاجين, فيقف عزيزي “المتعلّق” على الأطلال, وكأن أحد أقرب المقرّبين قد خذله!, ولا يدري بأنه الشّخص الوحيد الّذي خذلَ نفسَه بنفسه عندما عاش حياة غير حياته.

التعلّق المَرَضِي بالمشاهير
التعلّق المَرَضِي بالمشاهير

الجدير بالذّكر أنّنا لا نقصد في هذا المقال من يحتفي بنجاح المشاهير ويثني عليه, أو من يتّخذ من أحدهم مثل أعلى له ليضع في نفسه الحماس وينطلق باتّجاه هدفه مثل السّهم, نحن نقصد التّعلّق المَرَضي وحسب.

أخيراً عزيزي القارئ احتفل بنفسك, وهنئها على الوصول لأهدافك, واشعر وكأنك شخصيّة لن تتكرّر, وأن رسالتك في الحياة هي أن تعبّر عن حياتك فقط, لا عن حياة أي أحد غيرك.


    Like it? Share with your friends!

    mm
    محمود المرعي العمر 22 سنة خرّيج العلوم الماليّة والمصرفيّة طالب في كليّة الإعلام السّنة الثانية خضعت للعديد من دورات التنمية البشرية في دمشق, وقرأت العديد من الكتب, لذا أصبحت على يقين بأنّ "على هذه الأرض ما يستحق الحياة", وأنّ "الله قريب من قلبي"