التنويم المغناطيسي الذاتي والمدخل السحري
ماهو التّنويم المغناطيسي؟؟
ما زال هناك العديد من النّاس ممّن لديهم معلومات مضلّلة عن التنويم المغناطيسي بسبب تلك الصّورة القديمة الخياليّة للشّخص الذي يقوم بعملية التّنويم ذي اللّحية الطّويلة وغطاء الرّأس الأسود الطّويل وهو يتكهّن بشكل سحري أمام الشّخص النّائم الذي يكون لا حول له ولا قوة، إنّ هناك بالفعل بعضاً من القائمين على التّنويم ممّن اساؤوا استخدام الهدف الأساسي من التّنويم وغالباً هؤلاء مجرد هواة.
إنّ التّنويم يشتمل على درجة عالية من المنفعة لأنّه يمثّل حالة من الاسترخاء التّام وبالنّسبة للمحترفين المدربيّن يمكن للتّنويم أن يخفّف من الأرق ويقلل من القلق ويسهّل عملية إنقاص الوزن ويساعد على التّخلص من العادات السّيئة ويحسّن مستوى حياتنا بطرق متعددة.
ولا يعني التنويم المغناطيسي بالضّرورة دخول الشّخص في حالة من الغشية أو النّوم كما يعتقد البعض فيمكن أن يكون مجرد امتداد للحالات العقلية العاديّة التي نمر بها كل يوم من وقت لآخر عندما ندخل في حالة عميقة من أحلام اليقظة أو انشغال وتفكير عميق في شيء ما فتصبح غير واعي لما يحدث حولك.
التنويم المغناطيسي الذاتي والمدخل السحري
الاعتقادات الخاطئة حول التّنويم:
*من بعض الأفكار الخاطئة عن التّنويم هو الفقدان التّام للذّاكرة أو لتذكّر كل شيء حدث أثناء التّنويم إنّ ذلك لا يحدث عادةً ولكن يحدث فقط عندما يعطي المتخصّص للمريض أمراً مباشراً لنسيان كلّ ما قد حدث أثناء التّنويم , ولكن في الظّروف العاديّة يكون الفرد واعياً لكل شيء يقال له وقادراً على تذكّره.
*من المخاوف التي تتطرّق إلى العديد من النّاس احتمال اكتشاف ما يخبؤونه في أعماقهم وأسرارهم أثناء التّنويم ولكن بما أنّ الشّخص يكون على وعي كامل بالمحيطين به أثناء التّنويم فلن تحدث أيّة خدعة تفقده الثّقة أو تسبب له الحرج كما لو كان مستيقظاً وفي مواجهة لهؤلاء الحاضرين.
المبادئ الثّلاث الأساسيّة لنجاح التّنويم:
1-قوة التّخيل أشد من قوّة الارادة والتّفكير:
عندما يكون الصّراع بين الإرادة والخيال فإن الفوز دائماً يكون حليفاً للخيال, لذلك فأثناء التّنويم عليك توظيف خيالك وليس تفكيرك, على سبيل المثال: إذا أردت أن تتخلّص من بعض الكيلوغرامات من وزنك وعرض عليك طبق لذيذ من الآيس كريم فقد تتخيّل على الفور كمّ الجّاذبية والسّعادة التي ستشعر بها عند وصولك إلى هدفك في إنقاص الوزن بدلاً من محاولة اللّجوء إلى قمّة الإرادة لإرغام نفسك على تقبّل ذلك.
2-هناك فكرة وحيدة يمكن للعقل أن يستدعيها في أي لحظة من الزّمن:
إذا أخبرك المتخصّص بأنّ يديك ملتصقتان معاً حتى لو كان عليك أن تثبّت لنفسك العكس أو تفكّر في ذلك قائلاً : ” كلّا إنّهما ليستا كذلك ” , فالأفكار المتصارعة لا يمكن أن تستدعيها معاً وفي نفس الوقت, وبذلك حتّى يكون التّنويم أكثر نجاحاً فعليك ألّا تتعارض مع الاقتراحات المعروضة عليك.
3-أي شيء خيالي يمكن أن يصبح حقيقة إذا استمر وتأكد لك منطقه:
إنّ العقل الباطن لا يستطيع التّمييز بين الحقيقة والخيال ويوضّح ذلك سبب نجاح التّنويم والتّخيل فبعد أن يتطوّر لديك الاقتراح أثناء التّنويم سيبدأ الاقتراح في الظّهور في حياتك بشرط أن يكون منطقياً.
التنويم المغناطيسي الذاتي والمدخل السحري
خطوات القيام بالتّنويم المغناطيسي الذّاتي:
والآن سوف نقدم خطوات القيام بالتّنويم الذّاتي:
1- اجلس على مقعد مريح واترك يديك على فخذيك ولا تجعل رجليك متقاطعتين والقدمين مسطحتين على الأرضية ولا ترتدي أيّة ملابس غير مريحة مثل الحزام وركّز نظرك على نقطة في السّقف, وتأكّد من وجود النّقطة في مستوى علوي بالنّسبة لعينيك حتى تؤثر فيهما وتجعل من السّهل إغلاقهما.
2- بعد التّركيز على النّقطة قل لنفسك: ” إنّ جفوني ثقيلة وأشعر بثقلهما أكثر فأكثر والآن سوف أغلقهما وسوف أشعر باسترخاء تام “
3- ركّز على جفونك وبعد تكرار الجّملة لنفسك أكثر من مرّة ستشعر بالرّغبة في إغلاق عينيك, لا تقاوم ذلك, فقط اترك عينيك تغمضان عندما تشعر أنّك مستعد لذلك.
4- بعد أنّ تغلق عينيك من المفضّل أن تستخدم كلمة السّر وهي ” استرخ الآن ” حتّى تتغلغل أكثر في حالتك, ويجب أن تكرّر هذه العبارة ببطء ثلاث مرات.
5- والآن عليك اختبار مدى استغراقك في التّنويم الذّاتي من خلال قيامك باختبار مدى إطباق جفونك, فعندما تكون عينيك مغمضتين قل لنفسك: سأعدّ إلى خمسة وعند الرّقم خمسة سيزداد إطباق جفوني أكثر ولن أصبح قادراً على فتحها إلّا عندما أكون مستعدّاً للاستيقاظ والآن حاول فتح عينيك, إذا نجح ذلك الاختبار فستظلّ جفونك مغلقة مهما حاولت فتح عينيك.
6- إذا فشلت في الاختبار فقدّم لنفسك اقتراحات إضافيّة تزيد من حالة الاسترخاء لديك مثل أن تقول: ” ها أنا اشعر بالاسترخاء وسوف يزداد استرخائي أكثر وأكثر وأصبح في قمة استرخائي , فأنا أشعر بالرّاحة الجسميّة ولقد بدأ عقلي الباطن في إبطاء تنفّسي ومعدّل نبضات قلبي حتّى يزداد استرخائي وأنا الآن في أفضل حالات الدّخول في التنويم المغناطيسي ولقد بدأ عقلي الباطن في الاستجابة لجميع اقتراحاتي , إنّني الآن أشعر بالتعب ويغلبني النعاس , وأنا الآن أشعر بحالة مبهجة من النّوم المغناطيسي”
7- عند دخولك في حالة النّوم قل لنفسك : ” إن عقلي الباطن الآن مفتوح تماماً وسوف يستقبل كل ما آمره به وسوف ينفّذ كل تعليماتي لأنّ تلك هي رغبة عقلي الواعي “.
في تلك اللّحظة عليك أن تبدأ في تقديم اقتراحاتك المباشرة الإيجابية كما تشاء ولكن تأكد من صياغة الاقتراحات بطريقة مختصرة وطريقة مباشرة مثل الصّحة , النّحافة , الثّقة…….
8- التّكرار هو القاعدة الأساسيّة في تحقيق فاعلية الاقتراح , فكرّر اقتراحاتك ثلاث مرّات على الأقل حتى تكون متأكّداً من أنّها تنفذ إلى عقلك الباطن.
9- عليك إضافة التّخيل العقلي إلى اقتراحاتك الإيجابيّة لأن العقل الباطن يفكّر من خلال الصّور وفي داخل عقلك يمكنك الاكتفاء بأن ترى نفسك وأنت تتحول إلى شخص نحيف, تتصرّف بثقة, تنجح في اختبار, أو أي كان ما تريد الوصول إليه.
10- من الأفضل ألّا يزيد عدد الاقتراحات عن اقتراحين في كل جلسة تنويم حتى لا تتبدد طاقتك في مجالات متعدّدة وبذلك يمكنك التّركيز على هدف واحد لمدّة أسبوع ثم تبدأ في التّغيير لهدف آخر عندما يكون عقلك الباطن قد بدأ بتنفيذ الاقتراح الأوّل بالفعل.
11-أخيراً, عندما تكون مستعدّاً للاستيقاظ من التّنويم المغناطيسي قلّ لنفسك: ” سأتمكّن بسهولة من تنفيذ جميع اقتراحاتي التّي قدّمتها لنفسي وفي المرّة القادمة سأكون قادراً على ذلك فسوف أستطيع أن أدخل في حالة التّنويم بشكل أسرع وبمنتهى العمق والآن سوف أعدّ من واحد إلى خمسة وعند الوصول إلى الرقم خمسة سوف أستيقظ تماماً وأكون في غاية الانتعاش والتّجدّد ثانيةً ومفعماً بالطّاقة وأشعر بأنّ كلّ شيء على ما يرام.
التنويم المغناطيسي الذاتي والمدخل السحري
ما الذي حدث أثناء جلسة التّنويم:
بدايةً علينا أنّ نعلم بأنّ العقل الباطن لا يملك القوّة على التّفكير أو التّحليل أو الحكم أو الاختيار أو المجادلة أو الرّفض لأيّ من الأفكار التي تقدّم إليه , فيجب اختيار الأفكار على مستوى الوعي لأنّه بمجرّد قبول العقل الواعي لأحد الأفكار تجد أنّها تخترق اللّاوعي وتظل هناك باستمرار بغضّ النّظر عن كونها صحيحة أو خاطئة.
ونظراً لأنّ العقل الباطن لا يمكنه الرّفض أو المجادلة في الأفكار المعروضة عليه من خلال العقل الواعي فإذا استمر الشّخص في أن يخبر عقله الباطن بأنّ ذلك الشّيء يحقق له الأذى وقد يتسبّب في حدوث أزمة قلبية أو الإصابة بالسرطان أو أي من الأفكار الهدّامة التي تطرأ على ذهنك فسيبدأ هو بالفعل في تنفيذ أوامرك !!!
وسيحدث المثل إذا قدمت له اقتراحاتك الإيجابية فسيبدأ عقلك الباطن مباشرةً بالعمل على تنفيذها لذلك فإنك خلال جلسة التنويم تقوم باختيار اقتراحاتك الإيجابية والتي تتضمن الأفكار التي توفر لك الصّحة والسّعادة والثّقة وغيرها من الأمور التي ترغب بإضافتها إلى حياتك وخلال فترة زمنية قصيرة ستبدأ هذه الأفكار بالظّهور في حياتك .
وتذكّر دائماً أن عقلك الباطن في خدمتك فأنت من يقدّم له الأفكار وكل ما تحتاج إليه هو اختيارك للأفكار الإيجابية بدلاً من الأفكار السلبية وبتحقيق تلك المفاهيم بداخل عقلك بصفة ثابتة سوف تتسلل تلك المبادئ والمفاهيم إلى داخلك بالتّدريج لتصل إلى عقلك الباطن ثم تبدأ في الظّهور من خلال حياتك وتصبح أنت المبتكر لطريقك الصّحيح فتبتكر الأفكار الإيجابية التي ستتخذ حيّز التّنفيذ وتبدأ بالظّهور بمرور الوقت.
قامت بإعداد مقالة التنويم المغناطيسي الذاتي (المدخل السحري): ناديا الشعار