تسع خطوات لانتاجية اعلى في عملك
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
إن حالة من التدفق هي مفتاح السعادة الوظيفية، لكن ما هو التدفق؟ لماذا هو مهم؟ وكيف نحققه على أساس منتظم في العمل؟
هل سبق ونسيت نفسك في العمل، لدرجة أنك فقدت الإحساس بالوقت؟ أن تكون كذلك مسترسلا” في مهمة؟ في حين أنه من النادر حدوث ذلك بالنسبة لمعظم الناس، هذه الحالة تدعى التدفق. حسب خبرتي، إنها أحد مفاتيح السعادة الوظيفية، وفائدة أخرى لطيفة هو أنها لا تقلل فقط التوتر، ولكنها تزيد إنتاجيتك أيضاً . ليس سيئاً، أليس كذلك؟ ولكن ما هو التدفق؟ ولماذا هو مهم؟ وكيف نحققه على أساس منتظم لزيادة الإنتاجية والسعادة في العمل؟ ما هو التدفق؟ ببساطة هي حالة ذهنية تحققها عندما تكون مندمجا” في مهمة بشكل كامل. ناسياً العالم الخارجي. هو مفهوم مقدمة من قبل عالم النفس الإيجابي (ميشيل تشيكسينفالي)
إقرأ : 3 طرق لـ كيفية التعامل مع الزوج المدمن على العمل
ومن المحتمل في هذه الأيام أنك قرأت عن ذلك في المدونات وكل أنواع المجلات. عندما تكون في حالة التدفق، فأنت: -تكون مركزاً تماماً على المهمة في يدك. – ناسياً نفسك، والآخرين، والعالم من حولك. – تفقد الإحساس بالوقت. – تشعر بالسعادة وأنك مسيطر. تصبح مبدعاً ومنتجا”. شيء واحد أحبه في التدفق ألا و هو أنه يأخذ مفهوم فلسفة الزن (Zen) أن تكون كلياً في اللحظة، وتقدم ذلك المفهوم لمهام العمل. هو مفهوم تحدثت عليه كثيراً في مدونتي ( Zen Habits) عادات الزن – أن تكون في اللحظة، مركزاً بالكامل على مهمة واحدة، وأن تجد شعوراً بالهدوء والسعادة في عملك. التدفق هو ذلك تماماً. لماذا التدفق هام؟ أعتقد أن القدرة على أداء مهمة واحدة ( كمضاد للمهام المتعددة) هو أحد المفاتيح للإنتاجية الحقيقية. ليس ذلك النوع من الإنتاجية الذي يحقق 20 بندا” من قائمة العمل الخاصة بك ( على الرغم من أن ذلك أيضاً يمكن أن يكون مرضيا”)، حيث تبدل بين المهمات طوال اليوم وتبقى منشغلا” كل الوقت. إن الإنتاجية الحقيقية التي أعنيها هي النوع الذي يمكنك فعلاً من تحقيق أهدافك، حيث تنجز أمورا” هامة طويلة الأثر. ككاتب، قد يعني ذلك كتابة مقالة واحدة أو مقالتين هامتين تبقيان في الذاكرة أفضل من 20 – 50 مقالة غير هامة سينساها الناس بعد 5 دقائق من قراءتها. يعني ذلك إنجاز مشروع أساسي بدلاً من الإجابة على مجموعة من الإيميلات، والقيام بالعديد من الاتصالات الهاتفية، وحضور مجموعة من الاجتماعات، والقيام بالعديد من الأعمال الورقية طوال اليوم، يعني ذلك إتمام صفقات أساسية، كما يعني ذلك الجودة عوضاً عن الكمية. ما إن تتعلم التركيز على هذه الأنواع من المشاريع والمهام الهامة،فإن التدفق يعني كيف تقوم بإنجازها. ستنسى نفسك في هذه المهام الهامة والتي تشكل تحدياً، وبدلاً من أن تقاطع بانتظام بأمور صغيرة ( اتصالات، رسائل فورية، إيميلات، زملاء، إلى آخره)، فإنه بإمكانك التركيز على المهام لوقت كافي يمكنك فعلاً من إنجازها. وبنسيانك لنفسك فيها، ستستمتع أكثر. سينخفض التوتر بينما سترفع جودة المخرجات. وستنجز الأمور الهامة بدلاً من إنجاز الأمور العادية فقط. وستنجز الأشياء بدلاً من إبقاء نفسك مشغولاً فقط. إن التدفق هو أحد المفاتيح لكل ذلك. كيف تحقق التدفق والسعادة في وظيفتك إذن؟ و كيف تحقق هذه الحالة الرمزية من الوجود؟ هل تحتاج للتأمل أو تريد أي شيء؟
لا، لا تحتاج ( مع أن التأمل يمكن أن يحسن قدرتك على التركيز). والتدفق هو كل شيء إلا الرمزية – إنه عملي جداً، ومنجز وليس غامضا”. قد تحتاج إلى الممارسة، ولكنك ستتحسن بها. هاهي النقاط المفتاحية للإنجاز والانتفاع من التدفق:
1- اختيار عمل تحبه.
إذا خشيت مهمة، ستواجه صعوبة في نسيان نفسك بها، إذا كانت وظيفتك مبنية من أمور تكرهها، فيمكنك الأخذ بعين الاعتبار إيجاد وظيفة أخرى. أو الأخذ بعين الاعتبار مشاريع تحبها للقيام بها ضمن وظيفتك الحالية. في أي وقت، تأكد من أن أي مهمة تختارها يمكنك أن تكون شغوفا بها.
2- اختر مهمة هامة.
هناك عمل تحبه وهو سهل وغير مهم، وهناك عمل تحبه سيحقق تأثير طويل الأمد على مستقبلك المهني وحياتك، اختر الأخيرة، لأنها ستكون استغلال أمثل لوقتك وللتدفق.
3- احرص على أن تشكل تحدياً، ولكن ليس شديد الصعوبة.
إذا كانت المهمة سهلة للغاية، فستتمكن من إنجازها بدون الكثير من التفكير أو المجهود. على المهمة أن تشكل تحدياً كفاية لتتطلب تركيزك الكامل. بالمقابل إذا كانت صعبة للغاية، فستجد صعوبة في نسيان نفسك بها. كما ستقضي معظم تركيزك وأنت تحاول فقط أن تجد طريقة لإنجازها – إما ذلك أو ستنتهي بعزيمة مثبطة. قد يحتاج الأمر لبعض التجربة والخطأ لإيجاد مهام على درجة ملائمة من الصعوبة.
4- جد وقت الذروة، الهادئ لديك.
هذه في الحقيقة خطوتين مجتمعتين في واحدة. أولاً، سترغب في إيجاد وقت هادئ، وإلا لن تستطيع التركيز أبدا”. بالنسبة لي، إنها أوقات الصباح، قبل أن يتراكم صخب الحياة اليومية متحولا” إلى هدير مضجر. قد يكون ذلك الصباح الباكر، عندما تستيقظ للتو، أو باكراً في يوم العمل، عندما لا يكون معظم الناس قد وصلوا بعد أو مازالوا يحضرون قهوتهم بعد ويرتبون أمورهم. أو يمكنك تجربة ساعة الغداء، عندما يكون الناس عادة خارج المكتب.إذا كنت محظوظا”، فيمكنك فعلها في أي يوم إن تمكنت من إيجاد بقعة هادئة تعمل بها. وأيا” كان الوقت الذي تختاره، يجب أن يكون وقت قمة في الطاقة بالنسبة لك. بعض الأشخاص يشعرون بالتعب بعد الغداء – هذا ليس وقت جيد للتوجه إلى التدفق. جد وقت عندما يكون لديك الكثير من الطاقة ويمكنك التركيز.
5- أزل الملهيات من طريقك.
فإنه بجانب إيجاد وقت ومكان هادئ للعمل، فسترغب بإزالة كل الملهيات الأخرى. ويعني ذلك، إطفاء
الموسيقى التي تصرف انتباهك إلا إذا وجدت موسيقى تساعدك على التركيز. أطفئ الهواتف، الإيميلات وإشعارات الرسائل الفورية، تويتر و جرول، وأي شيء يمكن أن ينبثق أو يصدر صوت يقاطع أفكارك. وأيضاً إنه من الأفضل أن أنظف مكتبي، حتى لو عنى ذلك
جمع أوراق متنوعة في ملف كبير ليتم فرزها لاحقاً. بالطبع، هذه الأيام لا يوجد شيء على مكتبي، ولكني لم أعمل دائماً هكذا، فمكتب نظيف يساعدك للغاية.
6- تعلم أن تركز على تلك المهمة لأطول فترة ممكنة.
هذا يحتاج للتدريب. عليك بالبدء بالمهمة التي انتقيتها والحفاظ على تركيزك عليها لأطول فترة ممكنة.
في البداية إن العديد من الأشخاص سيواجهون المصاعب، إذا كانوا معتادين على التبديل بين المهام بشكل منتظم. لكن استمر بالمحاولة، واستمر بإعادة تركيزك للمهمة بين يديك. ستتحسن، وإن استطعت الحفاظ على تركيزك على تلك المهمة، بدون إلهاءات، وإذا كانت مهمتك منتقاة بعناية ( شيء تحبه، شيء مهم، وشيء مثير للتحدي) فيجب أن تنسى نفسك في التدفق.
7 – استمتع.
إن نسيان نفسك في التدفق هو أمر مدهش. حسب خبرتي. إنه لشعور رائع أن تكون قادراً حقاً على غمر نفسك في شيء جدير بالاهتمام، لتحقيق تقدم كبير في مشروع أو مهمة هامة، لتفعل شيئاً أنت شغوف به. خذ الوقت لتقدير هذا الشعور ( ربما بعد الحقيقة – إنه من الصعب تقدير ذلك بينما أنت في التدفق).
8- واصل الممارسة، مجدداً، هذا الأمر يحتاج للممارسة.
كل خطوة ستحتاج بعض الممارسة، من إيجاد وقت ذروة وهادئ لنفسك، ولإزالة الإلهائات، و لاختيار المهمة الصحيحة، وخصوصاً الحفاظ على تركيزك على المهمة لفترة طويلة. لكن في كل مرة تفشل، حاول التعلم من ذلك. فكل مرة تنجح، عليك أيضا أن تتعلم من ذلك – ما الذي فعلته صحيحاً؟ وكلما مارست أكثر كلما تحسنت أكثر.
9- اجني المكافآت.
بجانب متعة انخراطك في التدفق، كذلك ستكون أثرا” أكثر سعادة في عملك بشكل عام. و ستنجز الأمور الهامة. كما ستتم الأمور بأكثر الأحيان بدلاً من التوقف والمتابعة بشكل متكرر. كل هذا ممتع ومكافئ بشكل ضخم. خذ الوقت لتقدير ذلك. واستمر بممارسته كل يوم. هذه المقالة نشرت بالأصل على المدونة (زين)
ترجمة : معتز عوف
تدقيق: امير محمد
تدقيق لغوي : راما الشامي
تنسيق : جوني
إقرأ المزيد من المقالات الممتعة والمفيدة :
خمس طرق تجعل مكان عملك حافزاً على الإنتاج