تعريف الذكاء العاطفي وملامح الذكاء الشعوري (مترجمة بتصرّف)
في سلسلة المواضيع التي أطرحها في مجال تطوير الذات سأقف اليوم على تعريف الذكاء العاطفي.
وهو القدرات العقلية التي ندير بها سلوكنا، ونتفاعل وفقها مع الأوساط الاجتماعية التي تحيط بنا،
ونتخذ من خلالها القرارات الشخصية التي نطور بها حياتنا.
ويمتاز به المدراء الحقيقيون والقادة القادرون على كسب ولاء الناس. وحظ النساء منه أكثر من الرجال.
وكثير من علماء النفس باتوا يعدونه أكثر أهمية من الذكاء المنطقي الذي كان لفترة طويلة يمثل الدلالة
الوحيدة على قياس تطور قدراتنا العقلية.
ورغم أهمية الذكاء العاطفي ودوره في نجاح الناس فهو مهارة صعبة القياس، ويصعب لذلك تقدير الإجراءات
اللازمة لتحسينه لدى الضعفاء فيه. ولك صديقي ان تتعرف فيما يلي على النقاط الأساسية التي تجعل منك
ذكياً، جمعتها وأعدت إخراجها من بعض المصادر الأجنبية في علم النفس.
امتلاكك لحصيلة ممتازة من المفردات المعبرة عن المشاعر:
هل تعلم أن ثلث الناس فقط هم القادرين تحديد طبيعة مشاعرهم بدقة كل لحظة؟ وهذه إشكالية
لأن العواطف غير المسماة غالبا ما يساء فهمها. وبينما يفرّ أغلب الناس من التفكير بمشاعرهم،
فإن الذكيّ يسيطر على مشاعره لأنه يفهمها جيداً، ويستخدم طيفاً واسعاً من المفردات لتعريفها.
إدراكك لخصالك الإيجابية والسلبية:
الذكي يعرف تماماً من يكون “علاء الدين” الذي يستطيع استخراج المارد المحبوس داخله.
وهو يعرف الظروف التي ستساعده على كسر سجنه الزجاجي لتخرجه إلى فضاء الإبداع.
وهو في سعي دائم نحو التطور.
ترحيبك بالمتغيرات وسعيك للتطوّر:
يتمتع الذكي بالمرونة وهو وقادر على التكيّف مع التغيرات. وهو يدرك أن الخوف من التغيير يشلّ
قدرته على التطور ويهدد سبيل نجاحه. لذا فهو في بحث مستمر عن نجاحٍ قد يكون مختبئاً خلف
المنحنى، فيعدّ له خطةً تكفل له بلوغه.
ألا نتوقع الكمال:
الذكي لا يجعل الكمال غايته، لأن كلّ ما دون الكمال لن يعد كفيلاً بإرضائه. مما يفقدك الحماس
أو يجعلك محبطاً. فتمضي الوقت متباكياً على ما حصل بدل توفير جهودك للتطوير والتغيير
والاحتفاء بانجازاتك.
كثير الشكر:
الذكي واسع الصدر دائم التبسم، يبرر للآخرين ويقدر ظروفهم ولا يجور عليهم مهما جارت
عليه الظروف. يكثر الشكر والثناء على الآخرين ويعلم أن لا شيء أكثر أهمية من معاملة
الناس بودّ ولين.
قدرتك على وصف حالات الناس حولك:
ينتج قدر كبير من الذكاء العاطفي من الإعتناء بالناس من حولنا. الذكي يفهم كيف يفكر الناس،
وكيف يتصرفون، وما هي ظروفهم. ومع الزمن يكتسب مهارة قراءة سلوكهم وتفهم نوازعهم
بما فيها تلك الخفيّة منها .
أن تعرف كيف تردّ ب “لا”:
كلما كنت قادرا على قول “لا” لنفسك أو لرغبات الآخرين، قللتَ من تعرضك للإجهاد والكآبة.
الذكي يعرف كيف ينظم أوقاته وموارده ويتفادى الزلل. قول “لا” بوضوح ودون خجل لأي تعهدات
جديدة تعطيك فرصة الإلتزام بتعهداتك الحالية وقدرتك على النجاح.
يصعب إغاضتك:
فإن كان لديك فهم راسخ لنفسك، فسيصعب على شخص فعل أو قول ما يخرجك عن طورك.
الذكي عاطفيا واثق من نفسه ومنفتح لتقبل كل ما يقال له، وهو لا يمانع أن يتندر البعض
بتصرفاته أو أن يهزأ منه لأنه قادر على وضع حدود بين الفكاهة والتهور.
تتسامح مع أخطائك ومع أخطاء الآخرين:
يكمن التوازن في قدرتك على استخراج الدروس وفي اعتماد خطوات إيجابية تسمح لك بتفادي
الوقوع فيها مستقبلاً. فالذكيء لا يسمح لأخطائه أن تؤثر عليه ولا يعيد التفكير بها لكنه لا ينساها.
والذكي يميّز بين التعامل مع الناس وبين التعامل مع أخطائهم.
أن تحيّد المزعجين من حياتك:
التعامل مع المعقّدين متعب. لكن الأذكياء يفعلون ذلك بشكل عقلاني، لا يسمحون الإحباط أن
يغذي مشاعرهم. يحاولون تفهّم وجهة نظر المزعجين حولهم ويبحثوا عن الحلول وأوجه الإتفاق معهم.
أن تقطع الاتصال:
نتعرض لوابل من مسببات القلق طالما كنا متاحين من خلال الموبايل. إرغام النفس على البعد
يمنح الجسم والعقل إجازة. مجرد البعد عن الأخبار قد يفيد فكيف ببقية وسائل التواصل التي
تجعلك متاحاً للجميع ٢٤ ساعة.
المبادرة والعطاء دون المقابل:
الذكي يقدم دون أجر ويشجع ولا ينتظر التقدير من أحد. وهو يحب أن يفاجئ من حوله بمبادرات
تشعرهم بوده أو اهتمامه بهم.
تعريف الذكاء العاطفي وملامح الذكاء الشعوري
ختاماً، إن كنت صديقي تعتبر أكثر هذه الملامح فطريةً، فأعلم أنها تحتاج إلى مِران بالنسبة
لبعضنا. لذا أتمنى أن يتم إدراجها في المناهج المدرسية. وما لم تنله بالوراثة فاحرص على اكتسابه،
وكما قال نبينا الكريم: إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم.