حملة نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك الجزء (5)


حملة نظف نفسك يتنظف العالم من حولك (الجزء 5) مع د.مصطفى دليلة

حملة “نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك” خلال أيام شهر رمضان المبارك غايتها توجيه انتباهكم لتلك الأدعية والإيحاءات التي تدعونها أو توحون بها لأنفسكم ولأطفالكم ولغيركم ممن تحبون أو تكرهون… أحللها في مستوي العقل الباطن وسوف تشاهدون العجب من ذلك… سوف تعرفون لماذا نجذب ما لا نريد إلى حياتنا، وسوف تعرفون لماذا هذه الأمة التي يقودها مجموعة من رجال دين وسياسة جهلة يوحون إليكم أن تفعلوا ما لا تريدونه (إما عن قصدٍ أو عن جهلٍ لما يقومون به – وفي الحالتين نحن أمام جريمة نكراء)، ويقودوكم بطيب خاطر إلى حيث يريد الآخر.. حيث يريد العدو.
تعالوا ننظف معاً قاموسنا اللغوي وإيحاءاتنا لأنفسنا وللآخرين. تعالوا نتعلم ونعلم أطفالنا التفكير وطلب ما يريدون وليس بما لا يريدون.
تعالوا ننطلق من قاعدة راسخة أن ما نطلبه من هذا الكون ومن ربنا مقبول وهذا الكون لا يرد لنا طلب، ولهذا تعالوا نتعلم كيف نطلب ونكون جاهزين لاستقبال طلباتنا.

 

13- اليوم الثالث عشر
وصلني اليوم على الخاص الدعاء الآتي مع استفسار عن صحته:
“ربي لا ترني في أمي بأساً يبكيني….”
وجوابي واضح ومحدد دائما لا تطلبوا في دعائكم ما لا تريدون أن ترونه… هذا الدعاء مشحون بطاقة سلبية تجاه قائله “يبكيني” وتجاه قائله…
لماذا لا نقول مثلاً: ربي أرني في أمي ما يسعد قلبها ويسعدني…؟؟؟؟

 

14- اليوم الرابع عشر

دعاء قرأته واستغربت له:
“اللهم اصرف عن بيوتنا الهموم والأحزان، وامنن عليها بالستر والسكينة والأمان”

ألا ترون معي مقدار خوف صاحب هذا الدعاء من كم الهموم والأحزان التي لا يريدها لنفسه ولبيوته؟؟ فهذا الدعاء أول ما يبدأ بالخوف من القادم السيئ والمتوقع السيء، ومن ثم ينطلق إلى طلب ما يريد..
ألم يكن بإمكان صاحب هذا الدعاء أن يطلب ما يريده مباشرة لبيته كأن يقول:
“اللهم انشر الفرح والسعادة والأمان والطمأنينة في بيوتنا، وامنن عليها بالستر والسكينة والأمان”؟؟؟
أعتقد أن ما تبرمجنا عليه في الصغر وما يبرمجنا عليه الآخرون بعضهم عن جهل وآخرون عن قصد وسابق نية يتركز حول حرماننا من لحظات الفرح والسعادة في حياتنا… فنحن محظر علينا ممارسة الفرح بينما نمارس الزعل والقهر والاضطهاد في كل لحظة من حياتنا.

 

15- اليوم الخامس عشر

دعاء لكل من نحبهم وجدته على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي:
“اللهم خذْ همي وهم من أحب، وذنبي وذنب من أحب، وتعبي وتعب من أحب، وأسعد قلبي وقلب من تحب، اللهم اجعلنا ممن تغيرت أقدارهم للأحسن، ولا تحرمنا مما نطمح إليه، ولا تصعّب علينا أمراً، وارزقنا حظ الدنيا ونعيم الآخرة، ولا تفجعني بفقد من أحب”.
عجبي كيف أتوجه إلى ربي، وهو الذي لا يرفض لي طلبا، وأنا مشحون بطاقة الخوف من كل شيء… الخوف من الهموم، الخوف من الذنوب، الخوف من التعب، الخوف من عدم تحقيق طموحاتي، والخوف من فقدان عزيز؟؟؟ غن كنت مؤمناً حقاً فكيف أخاف وأنا بين يدي ربي؟؟
لماذا لا أطلب من ربي ومن الآخر ما أريده مباشرة دون مواربة أو خوف؟؟
خوفي في الغالب هو سبب ذلك.. واحيانا عدم معرفتي الواضحة بما أريد

…. يتبع….

مع تحيات حملة “نظف نفسك يتنظف العالم من حولك”. مع الدكتور مصطفى دليلة


    Like it? Share with your friends!