حملة نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك الجزء (8)


حملة نظف نفسك يتنظف العالم من حولك (الجزء 8) مع د.مصطفى دليلة

 

حملة “نظّف نفسك يتنظف العالم من حولك” خلال أيام شهر رمضان المبارك غايتها توجيه انتباهكم لتلك الأدعية والإيحاءات التي تدعونها أو توحون بها لأنفسكم ولأطفالكم ولغيركم ممن تحبون أو تكرهون… أحللها في مستوي العقل الباطن وسوف تشاهدون العجب من ذلك… سوف تعرفون لماذا نجذب ما لا نريد إلى حياتنا، وسوف تعرفون لماذا هذه الأمة التي يقودها مجموعة من رجال دين وسياسة جهلة يوحون إليكم أن تفعلوا ما لا تريدونه (إما عن قصدٍ أو عن جهلٍ لما يقومون به – وفي الحالتين نحن أمام جريمة نكراء)، ويقودوكم بطيب خاطر إلى حيث يريد الآخر.. حيث يريد العدو.
تعالوا ننظف معاً قاموسنا اللغوي وإيحاءاتنا لأنفسنا وللآخرين. تعالوا نتعلم ونعلم أطفالنا التفكير وطلب ما يريدون وليس بما لا يريدون.
تعالوا ننطلق من قاعدة راسخة أن ما نطلبه من هذا الكون ومن ربنا مقبول وهذا الكون لا يرد لنا طلب، ولهذا تعالوا نتعلم كيف نطلب ونكون جاهزين لاستقبال طلباتنا.

 

22- اليوم الثاني والعشرون

دعاء اليوم يتكرر كثيرا في مناسبات عدة
“اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا، واجعل الجنة هي دارنا”…
دعاء يدعو إلى الثأر هو دعاء مخالف لجميع الأديان السماوية، وبدل أن ندعو لصلاح الاخر ندعو لنصرنا عليه.. نحن نخاف أن تكون مصيبتنا في ديننا، وهذا فعلا ما يحدث الآن فقد بات ديننا عبئا علينا وعلى البشرية بدل أن يكون رحمة عليها، وبات تهمة لسكان الأرض.
أما أن يسلط علينا من لا يرحمنا فنحن طلبناه في دعائنا… لماذا لا نقول مثلاً: اللهم اجعل أخيارنا أسياداً علينا بدل أن نقول لا تسلط علينا من لا يحمنا ونركز على السيئين في قومنا؟؟؟
انتبهوا إلى كلامكم وأدعيتكم، انتبهوا إلى تصرفاتكم، فهي تحدد مصيركم.

 

23- اليوم الثالث والعشرون

دعاء اليوم:
“اللهم حرّم لحمي وجلدي وعظمي وشعري من نار جهنم، الله حرّم لحم وعظم وشعر كل من قرأ هذه الرسالة، وكل من قام بنشر هذا الدعاء. يا رب اجعل يدي من يرسلها لا تمسهما النار”
دعاء مشحون بطاقة سلبية عظيمة وهدامة من أوله وحتى آخره.
بربكم أيهما أفضل أن نطلب من ربنا طلبات سلبية كأن تقول: اللهم حرّم لحمي وعظمي وجلدي وشعري من نار جهنم، أم تقول ا/ أن نحد بالضبط ما نريده ونطلبه منه: الله أسكني دار النعيم أنا وكل من حولي…
لا تركزوا على أدعية سلبية. إنكم بذلك تقتلون أنفسكم ومن ورائكم مجموعات بشرية كاملة…

24- اليوم الرابع والعشرون

دعاء اليوم فيه سجع أكثر من طلب:
“أعيذكم بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
أعيذكم بالله من فواجع الأقدار وغصة القلب وضيق الحياة.
أعيذكم بالله من كل مرض ووجع وكدر وغم، ومن سوء الحياة وشرها.
أعيذكم بالله من الكآبة، ومن ضيق يلامس قلوبكم، وحزن يحتل عيونكم.
اسأل الله لكم رزقا لا يعد، وباباً للجنة لا يسد، وبركة في الصحة لا تحد لكم ولكل من تحبون. اللهم آمين”.

بحثت جيدا في هذا الدعاء ولم أجد فيه طلباً إيجابياً واحداً.. إنه مشحون بطاقات سلبية ويركز فقط على ما نخاف منه في هذه الحياة: شياطين، فواجع الأقدار، غصة قلب، ضيق حياة، مرض، كدر، غم، شرور الحياة، كآبة، ضيقة قلب، حزن وهم… خوف من أن تكون ابواب الجنة موصدة في وجهنا، ومحدودية في الصحة….
أقول: أعان الله صاحب هذا الدعاء وألهمه بعض التفكير الإيجابي.
نحن نعرف أحبتي أن ما نركز عليه، وما نخاف منه نجذبه إلى حياتنا ويصبح واقعاً ملموساً في حياتنا فلماذا نصر على التركيز على ما نخافه وعلى الذي لا نريده؟؟

غالبيتنا يكرر هذا الدعاء السلبي لأنه تبرمج هكذا على السلبيات، ولأنه لا يعرف ما يريد بالضبط ولا يستطيع تحديده.

انتهى…. وعند هذا الحد توقفت الحملة الرمضانية … على أمل متابعتها في حلقات لاحقة.

مع تحيات حملة “نظف نفسك يتنظف العالم من حولك”.
مع الدكتور مصطفى دليلة


    Like it? Share with your friends!

    mm
    باحث وناشط في مجال قوة العقل وأسرار العقل الباطن والقدرات العقلية, مقيم في موسكو, أستاذ مساعد في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة تشرين, متقاعد. له العديد من المترجمات والمؤلفات في مجال الهندسة الكهربائية وعلم النفس وأسرار العقل الباطن, و الكثير من المحاضرات واللقاءات التلفزيونية.