خطوات صغيرة نحو النجاح
لآن نكون قد أنهينا مرحلة تحديد الأهداف, ومعرفة هل نحنُ نسير في الإتجاه الصحيح أم لا, حيثُ أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة جداً من سلم النجاح وهي أنا تأكدت من أهدافي ولكن المشكلة في طريقة تحقيقها, مشكلتي أنني كلما حاولت فعل شيء شعرت بالحماسة الكبيرة وكأنني نار ملتهبة وما ألبس إلا يوم أو يومين إلا ويذهب هذا الحماس وكأن شيء لم يحدث. لماذا هذا يحدث وما الحل ؟
لماذا يحدث هذا ؟
أحبابي الكرام, طبيعة النفس البشرية تبغض التغيير والإلتزام على شيء واحد, فالنفس البشرية تحب الراحة وتكره التعب ولذلك هي لا تحب أن تخرج عن منطقة الراحة والأمان, ولكن إذا أردنا التحدث قليلاً عن الأهداف هي عبارة عن خطوات عملية تُخرج الإنسان من منطقة الراحة إلى منطقة الإلتزام والتعب ومثال على ذلك ( شخص يريد أن يكمل الدراسات العليا في الخارج من الطبيعي يحتاج إلى عدد من الأوراق للحصول على القبول الجامعي ومن ضمنها شهادة التوفل أو الأليتس ومن الطبيعي أن الإمتحان يحتاج إلى دراسة وتعب وهنا أنت خرجت من دائرة الراحة وأصبح لديك إلتزام جديد وهو دراسة لغة جديدة وبالتالي قد تبدأ بداية حارقة ونارية وقد يكون أول يوم دراسي لك 5 ساعات دراسة متواصلة أو أكثر وسترى بأن المدة ستقل يوماً بعد يوم إلى أن تصل إلى مرحلة أنك تشعر بالضجر والملل لإكمال هذا الإلتزام ), ويمكنك إسقاط أي شيء في حياتك على هذه القصة الإفتراضية.
إذاً ما الحل ؟
صديقي العزيز أحببت أن أسرد قصة حقيقية هي التي ستوضح لك ما الحل, نستطيع من خلالها استنتاج بعض الفوائد, كلنا نعلم اليابان وما توصلت إليه من علوم وتكنولوجيا في الوقت الحاضر, ولكن دعنا نعود للماضي قليلاً بعد الحرب العالمية الثانية خرجت اليابان كما باقي الدول منهكين من الحرب البنية التحتية مدمرة, رائحة الموت في كل مكان, الوضع مأساوي وسيئ إلى درجة تقول بان العودة للحياة الطبيعية شبه مستحيلة ولكن مع الإصرار والعزيمة لا يوجد مستحيل ! وضعت اليابان الخطط طويلة الأمد للعودة من جديد والفضل يعود بشكل كبير لنظرية الكايزن ( Kizen ) تلك النظرية التي لها أثر كبير وبالغ على تطور اليابان ووصولها إلى ما وصلت إليه.
الكايزن
هي كلمة من شقين ” التغيير للأفضل ” وهو سر النجاح الفعلي, وهي أسلم طريقة وجدتها فعلياً ليتحسن الإنسان بشكل مستمر ودائم ويحقق بها ما يريد ! تقوم الطريقة على فكرة التحسين البطيء المستمر لتلاشي الحالة التي تحدثت عنها في الأعلى وهي الشعور بالحماسة المفرطة لعمل الشيء ثم يبدأ يتلاشى تدريجياً حتى ينتهي ويترك الشيء, يقول النبي المعلم محمد صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ), إذاً الكايزن هي طريقة تخدع بها طبيعة نفسك التي تحب الراحة والسكينة فأنت كأنك تقول لها أنا لم أغير من طبيعتي شيء وإنما أسلي وقتي بضع دقائق بدراسة اللغة الإنجليزية وهكذا !
هنا سأشبه لكم الأمر بشكل أجمل, ما الفرق بين أن أدرس كل يوم 10 دقائق اللغة الإنجليزية ولمدة سنة أو أتحمس وأدرس كل يوم 6 ساعات وفي النهاية أشعر بالملل ؟ أريدك أن تتخيل معي عامل البناء عندما يقوم بعمل جدار فأنت تعلم الطريقة يرص حجر الأول ثم يضع المونة ( المادة اللاصقة ) ليضع بجانبه الحجر الثاني أنت في طريقة الكايزن تعمل هكذا كل يوم تضع حجر وتضع المادة اللاصقة وتتركها حتى تجف وتمسك الحجر الثاني بشكل أقوى, والعكس تماماً عندما تتحمس كثيراُ وتتدرس كثيراً وبمجهود خرافي وبالتالي لن تأخذ المونة والحجر الوقت الكافي لتجف وسترص الحجارة بشكل سريع بدون أن تتأكد من المونة قد جفت وبالتالي ستجد بعد فترة بأن الجدار قد وقع أو أنك نسيت المعلومات وهذا ما يحدث للأغلب.
المقالة القادمة سأكمل عن الكايزن وسأسرد بعض القصص الواقعية
ملاحظة/ طريقة الكايزن هي طريقة طويلة الأمد على الإغلب إذاً هي لا تصلح لمن لديه اختبارات بعد يومين مثلاً أو مسابقة رياضية خلال أسبوع هنا يحتاج الشخص إلى الجد ومجاهدة النفس للتمرين والتدريب بشكل كبير, ولكن الأصل أن الإنسان لا يُوصل نفسه لهذه المرحلة من الضغط النفسي حيثُ يتوجب على الشخص أن يطور نفسه منذ فترة حتى لا يشعر بالضغط.
يتبع