11 طريقة لتقوية الذاكرة لجميع الاعمار
نحن بحاجة لأنّ نتذكّر عدداً غير محدود من الأسماء والوجوه والحقائق المتعلّقة بأناس نقابلهم ونتعامل معهم، إضافة إلى ذلك إنّه مطلوب أنّ نتذكّر بدقّة المعلومات التي جرى مناقشتها في الاجتماعات، إضافة إلى العديد من التفاصيل الأخرى.
إنّ معظمنا يستخدم فقط نسبة ضئيلة من قدرته على التذكّر، والواقع أنّ الطريقة التي ننمي بها ذاكرتنا ليست بتطوير الذكاء والقدرة العقليّة، لكنّها بالتطبيق الفعال للمبادئ الأساسيّة لتنمية الذاكرة .
الذاكرة هي آلية قويّة تحملها بداخلك وتستطيع الدخول إليها واستخدامها بيسر، وذلك بتطبيق بعض المبادئ البسيطة التي ستتعرّف عليها لاحقاً والتي ستقودك إلى الاستفادة المثلى من ذاكرتك وتمكّنك من الحصول على مفتاحك الثمين نحو ذاكرة أفضل.
وفي واقع الأمر لا يوجد ما يسمّى “ذاكرة ضعيفة” لدى غالبيتنا، إنّما المشكلة الحقيقيّة تكمن في الإجابة عن السّؤال: هل لدينا ذاكرة مدرّبة أم ذاكرة غير مدرّبة؟
تعريف الذاكرة
الذاكرة مهارة وكأيّ مهارة أخرى يمكن تنميتها بالمران مع التوجيه السليم، وسوف تفاجأ بالكيفية السريعة التي ستنمّي بها ما يمكن تذكّره مع التمرين.
وظائف الذاكرة الثلاث
إن الذاكرة هي منظومة لمعالجة المعلومات، وتتكوّن من ثلاث وظائف: وظيفة حسّيّة، وظيفة الذاكرة في المدى القصير، وظيفة الذاكرة في المدى البعيد.
1- الوظيفة الحسّيّة: تستقبل معلومات من الأعضاء الحسّيّة (العين، الأنف، الأذن…) وتحتفظ بتلك المعلومات لثوانٍ معدودة تقريباً 5 ثوانٍ.
إنّ المعلومات الحسّيّة التي نتلقّاها تتم معالجتها أوّلاً في الذاكرة قصيرة الأمد واعتماداً على الموقف فإنّها إمّا أن تنسى كلّياً، وإمّا أن ترسل إلى الذاكرة طويلة الأمد.
2- وظيفة الذّاكرة قصيرة الأمد: تحتفظ بمخزن المعلومات لما يقارب خمس عشرة ثانية فقط، إذا لم يتم عمل شيء ما لالتقاط تلك المعلومة ووضعها في مستودع الذاكرة طويلة الأمد.
3- وظيفة الذاكرة طويلة الأمد: إنّ الهدف النّهائي الأهم وراء تدريبات الذاكرة هو تنمية الذاكرة طويلة الأمد، ويعتقد الخبراء أنّ العقل البشري لديه قدرة غير محدودة لحفظ المعلومات، على أيّة حال فإنّ ما يمكن تذكّره، وكم منه يمكن استدعاؤه، يتحدّد بالكيفيّة التي نقوم بها بمعالجة وتخزين المعلومة.
إن هذه التّراكيب والوظائف الثلاثة (الناقل الحسّي، والذاكرة قصيرة الأمد، والذاكرة طويلة الأمد ) في عمل دؤوب باستمرار.
العقل البشري وقدراته الكامنة
فيما يتّصل بالذاكرة، فإنّه من المهم أن نفهم القدرة الكامنة للمخ البشري، إنّ تكوين صورة سلبية حول قدراتنا على التذكّر سوف يتدخل في قدرتنا الكامنة على التذكّر، كما أنّ معرفة كم لعقولنا من قدرات لا يمكن تصديقها تساعدنا على رؤية القدرة الكامنة للتذكّر بإيجابية أكثر، في الدماغ البشري مئة بليون جزء عامل، معظم الأدمغة البشريّة تزن ما يزيد قليلاً عن الثلاثة أرطال وتحتوي على (10 إلى 14) خليّة عصبيّة دقيقة، وإنّ كل خلية من هذه الخلايا قادرة على تخزين ما بين مليون ومليوني جزء من المعلومات.
المبادئ الإحدى عشر لتقوية الذاكرة
يوجد بعض المبادئ العامّة المطلوبة لتنمية ذاكرتك، إذا ما رغبت في تدريب نفسك على التذكّر بفاعلية أكبر، والمبادئ الإحدى عشر التالية ستساعدك على فهم العوامل الضرورية لتنمية الذاكرة.
1- الاهتمام:
من السهل أن تتذكّر الأشياء التي تمثل اهتماماً خاصاً لديك، فذلك الاهتمام يساعدك على تخزين ومعالجة المعلومات بطريقة تمكّنك من تذكّرها لوقت طويل، وهذا مهم إلى أبعد حدّ، فمثلاً فكّر في شيء يمثل اهتماماً جوهريّاً لك كالرّياضة مثلاً، وستلاحظ كيف أنّ المعلومات ستبدأ بالتدفّق بسرعة وبشكل غزير إلى ذاكرتك. والآن فكّر في شيء لا يمثّل أهمية بالنسبة لك، عندها ستلاحظ أن قدراً قليلاً جداً من المعلومات تُستدعى إلى الذاكرة.
2- الانتقاء:
باختيارك لأكثر النقاط فائدة في موضوع ما، لن تكون بحاجة لأنّ تتذكّر كل شيء بالتفصيل، اختر ما تريد أن تتذكّره، وسيكون ممكناً استدعاؤه بعد شهر أو سنة أو حتى بعد خمس سنوات من الآن.
3- الانتباه:
عليك أن توجّه انتباهاً خاصّاً لما تريد تذكّره، فالتركيز على شيء واحد في المرّة الواحدة، سيساعدك على استجلاء المهمّة أو الحدث، إنّ عدم الانتباه بسبب قلّة الاهتمام أو التّركيز الضعيف سيعيق قدرتك على التذكّر.
لماذا تحدث المشاكل المتعلّقة بالانتباه؟
قد تحدث المشاكل المتعلّقة بالانتباه بسبب التوتّر أو الضغط العصبي، فالضغط العصبي يدفع العقل إلى التشتّت وعدم التركيز على ما تريد تذكّره، وهذا من الأمور المألوفة عند التلاميذ الذين يتأهبّون لاختبار نهائي ويشعرون أن العمل الشاق قد استغرقهم.
ما الحلّ؟
إذا ما شعرت بالتشتّت الذهني لوقوعك تحت ضغط عصبي، اتبع ما يلي:
أ- خُذ استراحة قصيرة.
ب- أغمض عينيك وفكر مدة ثلاث دقائق في المكان المحبّب إلى نفسك لقضاء إجازتك.
جـ- عُد إلى العمل الذي معك وقم به دفعة واحدة.
4- الفهم:
من السهل أن تتعلّم شيئاً ما وتتذكّره إذا كنت قد فهمته، فكلّما كانت المعلومات الجديدة مرتبطة بمعلومات أنت تعرفها من قبل، كلّما كان لتلك المعلومات معنى أكثر لديك وبالتالي كان من الأسهل تذكّرها.
فتعلّم شيء ما يعني أنّك يجب أن تفهمه جيّداً بقدر كافٍ لأن تُعرّف الآخرين به، وغالباً نحن لا نصرّح بأنّنا لم نفهم ما تدور مناقشته؛ لأنّنا لا نريد أن نبدو أغبياء أمام الآخرين.
ولتعزيز عملية الفهم حاول اتّباع ما يلي:
أ- كن مستعدّاً للقراءة حول الموضوعات التي ستُناقش.
ب- قم بترتيب القضايا حول موضوع ما، وذلك بمناقشتها مع الآخرين.
جـ- اطلب التوضيح إذا ما وجدت نفسك غير قادر على فهم أمر ما.
5- عقد النيّة على التذكّر:
نحن نميل إلى استدعاء شيء ما عندما ننوي تذكّره، لذلك يجب أن نركّز انتباهنا ونراقب بغرض تذكّر معلومة ما لفترة طويلة من الوقت.
كيف ننمّي عادة “نيّة التذكّر”؟
عندما تقرأ تقريراً في المرّة القادمة اقرأ ولديك هدف ما ولاحظ أهمّ النقاط التي تتناولها كل فقرة، وفي كل موقف تحاول فيه التذكّر احفظ بشكل واعٍ تسلسل عدد الأشياء التي تحاول تذكّرها بعمل ذلك خلال فترة من الوقت وبذلك ستنمّي في نفسك عادة نيّة التذكّر.
6- الثقة:
بدون وجود الثقة في قدرتنا على التذكّر، فإنّ إرادتنا أن نتذكّر تصبح شيئاً ليس أكثر من مجرّد أمل، أمّا إذا قدّمت أدلّة مواتية وتخيّلت نفسك تتذكّر المعلومات فإنّ الثقة في التذكّر ستتحقّق، والثقة تلعب دوراً حرجاً في التغلب على الأفكار المؤدية إلى هزيمة الذات.
في المرّة القادمة التي ترغب فيها أن تصبح أكثر ثقة وأنت في موقف تحتاج فيه أن تلقي تقريراً شفهيّاً، يجب عليك فعل ما يلي:
أ- قم بإلقاء المادّة التي تريد إلقاءها بصوت مرتفع أمام المرآة، تمرّن على ذلك حتّى تكون راضياً عن النتيجة النهائيّة.
ب- توقّع أن تتذكّر، أعطِ نفسك شعوراً صادقاً بأنّك تستطيع أن تلقي حديثك بثقة فيها الكثير من الحركة والنشاط.
جـ- تصوّر نفسك تتذكّر (حديثك/خطبتك) بسهولة وبينما أنت تحفظها بسرعة.
7- التأثير في الذات:
إن تجاربنا تقع في واحد من حقلين: الأشياء التي تسعدنا (تلك التي نوافق عليها) أو الأشياء التي تحزننا (تلك التي نرفضها). إنّ التعلّم يكون على أفضل وجه عندما تكون مادّة التعلّم مؤازرة لقوانا، بالمقابل فإنّه عندما يناقش شخصاً ما شيئاً يحزننا أو لا يبعث السرور في نفسنا فإنّنا غالباً عند التذكّر سنستبعد ما لا يبعث السرور ونستمع ونتذكر بشكّل غير موضوعي.
8- الارتباط:
عندما تقوم بربط الأشياء ببعضها البعض في ذهنك، فإنّ ذلك يتم بشكل عادي؛ لأنّها تشترك مع بعضها البعض في الصفات، فعندما نعيد التفكير في تجاربنا ونقوم بربطها ووصلها بشكل منظّم بأشياء استقرّت معرفتها لدينا، فإنّ ذلك يجعل عملية تذكّر المعلومة الجديدة أمراً أسهل.
وباستطاعتك أن تستخدم الخرائط الذهنيّة لتساعدك على ربط المعارف ببعضها البعض وكذلك تذكّرها.
9- خلفية التجربة:
من المهم أن يكون لديك خلفيّة عن التجربة أو معرفة مسبقة حتى يمكنك عمل الارتباطات الذهنيّة بشكل صحيح، وهناك طريقة واحدة لتنمية ذاكرتك حول موضوع ما وهي أن تعرف المزيد حول خلفية هذا الموضوع.
10- التنظيم والتبويب:
إن التبويب عامل مساعد هام في عملية التّذكر، فعندما تتصوّر ما تحتاج أن تتذكّره عن طريق التبويب وتنظيم العناصر، فإنّك ستجد أنّه من السهل استرجاع تلك المعلومات في المستقبل، وباستطاعتك تجميع المعلومات في شكل حزم باستخدام الخرائط الذهنيّة.
11- ممارسة استخدام وسائل حديثة لتعلّم تنمية القدرة على التذكّر:
إنّ الذّاكرة مثلها مثل أي مهارة أخرى، فكلّما زاد التمرين على تلك المهارة، حدث المزيد من النمو والتطوير، لذلك خصّص وقتاً يوميّاً لممارسة واحدة من أساليب تنمية التذكّر.
مراجعة للمبادئ الإحدى عشر لتقوية الذاكرة
1- الاهتمام: من السهل تذكّر الأشياء التي تثير اهتمامك.
2- الانتقاء: اختر المواضيع ذات الفائدة، وركّز انتباهك عليها.
3- الانتباه: أعر انتباهك لما تريد أن تتذكّره.
4- الفهم: كلّما كان فهمك للمعارف الجديدة أفضل كان تذكّرها أسهل.
5- نيّة التذكّر: نستطيع أن نجبر انفسنا على التذكّر، وكلما زاد عزمنا على التذكّر كان استدعاء المعلومات أسهل.
6- الثقة: التغيّر العقلي الإيجابي، تصوّر نفسك أنك تتذكّر !! ، ثق بأنك ستكون قادر على تذكّر ما تريد.
7- التأثير في الذات: لا تسمح لذاتك بأن تعيق تذكّرك لمعلومة تحتاج تذكرها.
8- الارتباط: اربط بين العناصر المعرفيّة المختلفة من أجل ذاكرة أفضل.
9- خلفية التجربة: كلما كانت تجربتك حول موضوع ما أكبر، كان من الأسهل تذكّر المعلومة الجديدة.
10- التنظيم: قم بتصنيف المعلومات في مجموعات مقسّمة منطقيّاً.
11 – ممارسة استخدام وسائل حديثة لتعلم تنمية القدرة على التذكّر: كلما زادت ممارستك لأساليب التذكّر، أصبحت ذاكرتك أفضل.