كيف تجد هدف حياتك؟ اخرج من فقاعتك


كيف تجد هدف حياتك؟ اخرج من فقاعتك – خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

دعنا نقول بأنّك تشعر بأنّك غير مُحفَز، غير متأكّد من نفسك، ليس لديك هدف، لا يمكنك العثور على ميولك أو هوسك في الحياة، لا تعرف في أي اتجاه تسير، ليس واضحاً ما هو “ هدفك “ في الحياة. أنت في وضع جيّد – فمعظم الناس يشعرون بذلك.

هناك الملايين من الأشياء المتاحة عبر الانترنت والتي تخبرك كيف تجد ميولك أو هوسك في الحياة، وهذا شيء جيد. إنّ البحث عن هذه الأشياء أمر يستحق العناء. أنا لن أقدّم لكم طريقة fool-proof أو طريقة الخمس خطوات (طرق تعرض خطوات لتحقيق “ هدفك “)، أو أشارككم بميولي أو هوسي في الحياة.

سأقدّم لكم طريقة الخطوة الواحدة. على أية حال، هذه الخطوة فريدة من نوعها.

 

الخطوة الأولى في إيجاد “ هدفك “

إنّ هذه الخطوة ببساطة هي: تعلّم كيف تخرج من الـ” فقاعة “ التي أنت بها.

إنّ الـ” فقاعة “ التي أنت بها هي عالم صغير تعيش به (كلنا لدينا “ فقاعة “ خاصة بنا)، حيث أنّك في مركز الكون. أنت قلق من صحتك، ومن عدم الرغبة في أن تبدو بحالة سيئة، ومن النجاح في حياتك، ومن الأشياء التي تستمتع بها (الطعام الجيد، والموسيقى الجيدة، والحياة الجنسية الجيدة، وما إلى ذلك).

هذه هي الـ” فقاعة “ التي نعيش فيها كلنا معظم حياتنا، والناس الذين يقولون أنّهم لا يحالون أن يثبتوا شيئاً ما.

عندما يقول لك شخص ما بأنك تبدو سميناً، إنّ هذا يؤلم فقط بسبب كونك تعيش ضمن الـ” فقاعة “ الخاصة بك. أنت تأخذ هذه الصفة التي أُطلقت عليك (زميلك الذي يقول لك سمين) وتعتقد بأنّك فعلاً سمين، وتشعر بالألم أو الحرج من أثر هذه الصفة عليك.

إقرأ : وزن زائد !! سعادة مضاعفة !!

 

إنّ ذلك مهم جداً، نظراً لأنّه ضمن الـ” فقاعة “ الخاصة، ما يهم كثيراً هو كيف يؤثر كل شيء عليك شخصياً.

أنا بنفس الطريقة، وكذلك الجميع أيضاً.

 

فقاعة

 

هناك بعض المشاكل الأخرى التي تسبّبها هذه الـ” فقاعة “ التي نعيش بها:

  • ضمن فقاعتنا، إنّنا مهتمون بسرورنا وراحتنا، ونحاول أن لا نكون غير مرتاحين. هذا هو السبب في عدم ممارستنا للرياضة أو في عدم تناولنا فقط للطعام الصحي.
  • إنّ هذا الخوف من عدم كوننا مرتاحين هو ما يجعلنا حريصين عند لقاء أشخاص لا نعرفهم. إنّ هذا يعيق حياتنا الاجتماعية وحياة الحب.
  • بسبب عدم رغبتنا في أن نبدو بحالة سيئة، فإنّنا نخاف من الفشل. لذلك فإنّنا لا نتعامل مع الأمور الصعبة.
  • نحن نماطل بسبب هذا الخوف من الفشل والخوف من عدم الشعور بالراحة.
  • عندما يقوم أو يفعل شخص شيئاً ما، فإنّنا نربط ذلك الشيء بكيفية أثره علينا، وهذا قد يسبب غضب أو ألم أو احمرار لدينا.
  • نحن نتوقع من الناس بأنّهم يحاولون إعطائنا ما نريد، وعندما لا يفعلون ذلك، فإنّنا نصاب بالإحباط أو الغضب.

في الحقيقة، إنّ الكثير من مشاكلنا سببها هذه الـ” فقاعة “ التي نعيش بها، ومن ضمنها صعوبة إيجاد هدف حياتنا. بالإضافة إلى ذلك-سأطلب منكم الصبر، لأن هذا مهم.

 

ماذا يحدث عندما تخرج من فقاعتك

 

 

إذا استطعنا أنّ نتعلم كيف نخرج من فقاعتنا وأن ننظر للأشياء من منظور أقل أنانية، سنستطيع أن نكتشف بعض الأمور المدهشة:

  • عندما يقول أو يفعل أشخاص شيئاً ما، فإنّه ليس متعلقاً بنا – إنّه متعلق بالألم أو الخوف أو الارتباك الذي يشعرون به، أو رغبة لديهم. ولكن ليس متعلقاً بنا.
  • عندما يكون لدينا رغبة ملحّة في الحصول على متعة مؤقتة (مثل مشاهدة التلفاز، وسائل الإعلام الاجتماعية، الوجبات السريعة)، يمكننا أن نرى بأن هذه الرغبة هي إحساس جسدي بسيط سينتهي، وأنّه ليس مركز الكون.
  • يمكننا البدء بتفهّم أنّ رغباتنا الشخصية هي في الواقع تافهة جداً، وأنّ هناك في الحياة ما هو أكثر من محاولة إشباع رغباتنا والخجل من كوننا غير مرتاحين. هناك أكثر من مخاوفنا الصغيرة. بما في ذلك ألم ومعاناة أشخاص آخرين والتعاطف معهم. التعاطف مع جميع الكائنات الحيّة. الرغبة في جعل العالم أفضل.
  • يمكننا تقييد نشاطاتنا اليومية، مثل تعلّم كيفية عمل كل من أذهاننا وأجسامنا وعاداتنا، أو البقاء في صحة جيّدة، أو اختراع شيء ما، ليس فقط من أجل راحتنا الشخصية ونجاحنا (أشياء تافهة) ولكن من أجل مساعدة الآخرين، كيف تجعل حياة الآخرين أفضل، وكيف أنّها قد تقلل من معاناة الآخرين.

نصبح أقل أنانية ونبدأ في الحصول على نظرة أشمل عندما نخطو خارج فقاعتنا. كل شيء يتغير، من الاستغناء عن الخوف والغضب والمماطلة، إلى تغيير عاداتنا وإيجاد العمل الذي يهم.

 

فقاعة

 

كيف يرتبط هذا بإيجاد هدف حياتنا؟ دعنا نكتشف ذلك

 

النظرة الأشمل، وهدف حياتنا

حالما نخرج من ال” فقاعة “، ونرى الأمور من منظور أشمل، يمكننا البدء برحلة وفقاً لمسار معين مثل المسار التالي:

  • يمكننا البدء برؤية احتياجات الآخرين، ونشعر بمعاناتهم.
  • ثم نعمل على جعل حياتهم أفضل، وتقليل معاناتهم.
  • حتى لو لم نكن جيدين في ذلك، يمكننا تعلّم المهارات التي تجعلنا أفضل في ذلك. إنّ النيّة والعزم هو ما يهم.
  • ونحن ماضون نحو عملنا اليومي، يمكننا تقييد أفعالنا من أجل الهدف الأعظم هذا. إنّ تعلّم البرمجة أو أن نصبح بصحة جيدة (على سبيل المثال) ليسا من أجل تحسين أنفسنا، بل من أجل تحسين الآخرين، لو فقط بطريقة بسيطة. إنّ هذا يعطينا الحافز لحظة بلحظة. عندما نفقد الحافز، يجب علينا أنّ نخرج مجدداً من ال” فقاعة “، إهمال قلقنا حول عدم راحتنا والمخاوف، وتقييد أنفسنا من أجل تحقيق هدف أكبر.

ضمن هذا المسار، لا يهم ما هي الإجراءات المحدّدة التي تقوم بها أو المهارات التي تكتسبها لجعل حياة الأشخاص أفضل. إنّ المهنة التي تختارها ليست مهمّة في هذا الخصوص – ما يهم هو الهدف الأكبر. يمكنك دائماً تغيير مهنتك وتعلّم مهارات جديدة لاحقاً، طالما أنّك تتعلم طرق أخرى لتحقيق هذا الهدف. ستتعلّم مع مرور الوقت.

ما يهم هو أن تصبح أكبر من نفسك. حالما تصبح كذلك، ستعلم أنّ لديك هدف في الحياة.

 

كيف تخرج من الـ” فقاعة “

إنّ هذا يبدو رائعاً، ولكن الخروج من هذه الـ” فقاعة “ الخاصة بك ليس بسهولة القول “فليكن ذلك” إنّ ذلك يتطلب عملاً .

 

فقاعة

 

أولاً، يجب أن ترى متى علقت في الـ” فقاعة “.

عندما تكون غاضباً، محبط، غاضب، خائف، حريص، مماطل، تشعر بالأذى، أو تتمنى أن يكون الأشخاص مختلفين، تكون ضمن الـ” فقاعة “. إنّ هذه مؤشرات. أنت في مركز عالمك، وكل شيء مرتبط بك وبمشاعرك. عندما لا تتمكن من التمسّك بعاداتك المرغوبة أو لديك وقت عصيب مع الحمية الغذائية، تكون ضمن الـ” فقاعة “. إنّ رغباتك اللحظية هي ما يهم في هذه الـ” فقاعة “. خارج الـ” فقاعة “، هناك فقط القليل من الأحداث (إحساس بالرغبة أو الإلحاح) التي يمكن تركها.

 

ثانياً، عندما تلاحظ أنّك ضمن الـ” فقاعة “،

وسّع من عقلك وقلبك. انظر إلى الصورة الأكبر. اشعر بماذا يجب أن يشعر الآخرون. حاول أن تفهم بدلاً من أن تحكم عليهم. انظر كم كانت قليلة وتافهة اهتماماتك ومخاوفك. أدرك بأنّه لو عاملك الآخرون بطريقة سيئة، فإنّ هذا ليس منك أنت، بل من معاناتهم.

 

ثالثاً، تمنّى للآخرين أن يكونوا جيدين.

لتكن لديك الرغبة حقاً في أن يكونوا سعداء، تماماً كما تريد أنت أن تكون سعادتك. انظر إلى معاناتهم وتمنّى أن تنتهي هذه المعاناة أو تقلّ.

 

رابعاً، حاول أن تعلم كيف بإمكانك المساعدة. كيف تستطيع التخفيف من معاناة الآخرين؟

أحياناً إنّ ذلك فقط يكون بإعطاء الاهتمام والاستماع لهم ببساطة. في أحيان أخرى، يجب أن تكون هناك، وتقدّم لهم يد المساعدة. إنّك لست بحاجة للذهاب لحل مشاكل الجميع – هم من المحتمل لا يرغبون بذلك. فقط كن هناك من أجلهم عندما يحتاجونك. وانظر إن كان بإمكانك جعل حياة الناس أفضل – اخترع شيء ما لجعلهم يبتسمون. كوّن جزء صغير من عالمهم – كوب من الشاي، مقالة عن الملابس التي قمت بخياطتها – كن مساحة صغيرة من الخير.

 

كرّر هذه العملية عدّة مرات في اليوم، وستصبح أفضل في ذلك.

ستتعلم أن تكون أكبر من نفسك. ستتعلم أنّ الحياة التي قدّمت لنا هي هبة، ويجب علينا أن نستفيد منها كثيراً ولا نضيع ثانية منها. ستتعلم أنّه ليس هناك شيء أكثر إشباعاً من جعل حياة الآخرين أفضل قليلاً .

 

 

ترجمة : علاء خزام

تدقيق : هاديا البيطار

تنسيق : جوني

إقرأ المزيد من المقالات الممتعه و المميزه :

الخريطة الذهنية l كيف ننشأ الخريطة الذهنية الخاصة بنا؟؟

قبعات التفكير الستl فوائدها واستخداماتها

الخرائط الذهنية وإعدادها خطوة بخطوة

قانون الجاذبية – 4 طرق لتكون ملهم للاخرين

تنظيم الوقت | كيف تتجنب التأخير

التردد في اتخاذ القرار وعلاقته بالثقة بالنفس في 4 خطوات عملية


    Like it? Share with your friends!

    علاء خزام
    باحث اقتصادي وطالب دراسات عليا في كلية الاقتصاد، قسم العلوم المالية والمصرفية, جامعة تشرين. مهتمّ بترجمة المقالات وخصوصاً المقالات الاقتصادية والحديثة منها بما يقدّم الفائدة للمتخصّصين وغير المتخصّصين.