مراد الكركي – أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
في حين أن كتب ومواقع التنمية الذاتية غالبا ما تروج للخطط التي يمكنك اتباعها لتغيير العادات والسلوكيات الخاصة بك، وهناك اعتقاد مستمر بأن شخصياتنا في اساسها منيعة و ضد التغيير، وقد أشار المحلل النفسي النمساوي سيغموند فرويد أن الشخصية تم اعدادها بشكل كبير في سن الخامسة ، بل وكثير من علماء النفس الحديث تشير الى أن الشخصية بشكل عام ثابتة نسبيا ومستقرة طول الحياة .
ولكن ماذا أن اردت أن تغير شخصيتك ؟ هل من الممكن أن يكون الطريق الصحيح والعمل بجهد يؤدي الى تغيير الشخصية ، أو هل التزامنا بميزات غير مرغوبة تمسكنا وتعيدنا الى الخلف وتمنعنا من تحقيق أهدافنا ؟
هل الشخصية دائمة ؟
أن الرغبة في تغيير الشخصية عامة ، أن الناس الخجولين كثيرا ما يتمنون أن يذهبوا إلى خارج بيوتهم ويتحدثوا مع الناس ، والناس المتهورين أيضا يتمنون أن يسيطروا على أنفسهم ويبقوا هادئين في حالات الغضب .
بشكل عام ، الكثير من الخبراء يتفقون على أن إجراء تغييرات حقيقية ودائمة لميزات واسعة من الممكن أن تكون صعبة جدا. فإذا كنت غير راض عن صفات معينة في شخصيتك ، هل هناك في الحقيقة أي شيء يمكنك أن تفعله لتغييرها؟
………………………………………………………………………………
العوامل التي تشكل الشخصية
لكي نفهم أي الشخصيات يمكن أن تتغير ، يجب علينا أولا أن نفهم ما هي الأسباب التي أدت لهذه الشخصية، هل هي الطبيعة أو هناك أسباب أخرى كالغذاء أو البيئة كأنت سببا في ذلك؟ هل الشخصية شٌّكلت بسبب جيناتنا أو بواسطة خبراتنا التربوية ، وبيئتنا ؟ في الماضي، أهل النظريات والفلاسفة غالبا ما يأخذون واحدا منها ضد الاخر ويدافعون لأهمية الطبيعة أوالغذاء ، ولكن اليوم أكثر المفكرين يوافقون بأنه خليط من القوتين التي تشكلأن شخصياتنا في الأساس.
تروي ادويك قصة توأم متماثل قد أنفصلوا بعد الولادة ونشؤوا بشكل منفصل ، كمراهقين ، تزوج الاثنأن من امرأتأن لهما نفس الاسم الأول ، وتتشاركأن في نفس الهوايات ، ولهما نفس المستوى في قياس مهارات معينة في تقييم الشخصية ، وهنا ك الكثير من الأمثلة التي تعطينا أساسا لفكرة أن شخصياتنا خارج تحكمنا بشكل واسع . بدلاً من أن تكون مشَكِلة من قِبل البيئة ومن الخبرة الذاتية ، ودرس هذأن التوأم نقطة القوة في التأثيرات الوراثية .
علم الوراثة مهم بالتأكيد ، ولكن الدراسات الاخرى أثبتت أيضاً أن تربيتنا وحتى ثقافتنا تتفاعل مع مخططاتنا الجينية لتشكل ما نحن عليه .
التركيز على وسط الشخصية قد يكون رئيسيا
ولكن ادويك اقترحت بأن تغير الشخصية يبقى ممكنا ، مميزات واسعة قد تكون مستقرة خلال الحياة ، ولكن ادويك تعتقد أنها عبارة عن نوعيات وسطية تلك التي تقيم تحت مميزات واسعة وهي الاكثر أهمية في أن تجعلنا ما نحن عليه. تلك هي نوعيات وسطية و تعتقد أنه يمكن تغييرها .
لذلك ما هي الاجزاء التي تكون في الوسط من الشخصية؟ الاعتقادات وأنظمة الاعتقاد، تقترح ادويك، لعب دور أساسي في تشكيل الشخصية تحت مستوى المهارات الواسعة ، والعلماء النظريون الآخرون اقترحوا أن العوامل مثل الأهداف واستراتيجيات التحمل تلعب دورا أساسياً في تحديد الشخصية.
أوضحت ادويك في ورقة في عام 2008 بأن “اعتقادات الناس تشمل متطلباتهم العقلية للطبيعة والعمل للذات، لعلاقاتهم، ولعالمهم، منذ طفولتهم، البشر يطورون هذه الاعتقادات والمتطلبات، والعديد من علماء الشخصية النظريين البارزين مع قناعات مختلفة يعترفون بأنهم جزء اساسي من الشخصية”.
لماذا نركز على المعتقدات؟ حيث معتقدات التغيير ليست بالضرورة أن تكون سهلة، وهذا يمنح نقطة أنطلاق جيدة، معتقداتنا تشكل الكثير من حياتنا، بداية من كيف نرى أنفسنا والاخرين، كيف نتصرف في حياتنا اليومية، كيف نواجه تحديات الحياة، وكيف نصوغ الاتصال مع أناس آخرين. اذا أمكننا أن نخلق تغييراً حقيقياً في معتقداتنا، فإنه من الممكن أن يكون هناك شيء ما من التأثير المتذبذب على سلوكياتنا ومن المحتمل أن يكون على بعض سمات شخصيتنا .
على سبيل المثال ، الاعتقادات حول النفس تشمل أي صفات للشخص و خصائصه الثابتة او اللينة ، اذا كنت تعتقد أن ذكاءك هو في مستوى ثابت، فإنه من غير المحتمل أن تأخذ خطوات لتعميق تفكيرك. اذا، على أية حال عليك أن ترى أن الخصائص متغيرة، وأنك ستكون محظوظاً للقيام بجهد لتتحدى نفسك وتوسع عقلك .
ومن الواضح أن المعتقدات حوال الذات تلعب دوراً حرجاً في كيفية تأدية الناس لعملها، ولكن الباحثين قد وجدوا أن الناس يمكن أن يغيروا معتقداتهم لكي يأخذوا موقفا أكثر ليناً عن صفاتهم الذاتية، وفي احدى التجارب ،كان الطلاب قد حصلوا على تقدير اكاديمي عالي، معدلات أعلى، وحصلوا على متعة أكبر في المدرسة بعد أن وجدوا أن العقل يستمر بعمل اتصالات جديدة لكي يستجيب للمعارف الجديدة التي تلقوها.
وقد أثبتت بحوث ادويك الخاصة أن الطريقة التي يتم فيها ارشاد الاطفال يمكن أن يكون لها تاثير على معتقداتهم الذاتية. اولئك الذين امتدح ذكاؤهم يميلون لاعتقاد معتقدات نظرية ثابتة حول صفاتهم الشخصية الخاصة، وقد عرض هؤلاء الاطفال ذكاءهم كميزة غير قابلة للتغيير، وأنت قد تكون لديك أولا، والأطفال الذين أٌثني على جهودهم. من ناحية أخرى، أظهروا ذكاءهم عادة بشكل مرن، قد وجدت ادويك أن هؤلاء الأطفال يميلون إلى الإستمرار في التحدي ولديهم شغف للتعلم .
اذا ما الذي تستطيع في الحقيقة فعله لتغير شخصيتك ؟
التغير من شخص منطوي إلى منفتح قد تكون صعبة للغاية (أو حتى مستحيلة )، ولكن هناك أمور يعتقد الخبراء أنك تستطيع عملها لاجراء تغييرات حقيقية ودائمة لجوأنب شخصيتك .
– التركيز على تغيير عاداتك الخاصة ، وقد وجد علماء النفس بأن الناس الذين يظهرون سمات الشخصية الايجابية (مثل الصدق واللطف)، طورت ردود مألوفة تم تثبيتها. ويمكن تعلم هذه العادات، حيث تغيير الردود المألوفة مع مرور الوقت هو أحد الطرق لخلق تغيير في الشخصية. بالطبع، تشكيل عادة جديدة أو التخلص من واحدة قديمة ليس سهلا أبدا، وأنه يحتاج وقت وجهد جادين، مع تدريب كافٍ، هذه الأنماط الجديدة للسلوك تصبح في النهاية طبيعة ثأنية .
– تغيير المعتقدات الذاتية. اذا كنت تعتقد أنه لا يمكنك أن تتغير، فلن تستطع ذلك، اذا كنت تحاول أن تصبح أكثر تجاوزا، ولكنك تعتقد أن أنطواءك ثابت، ودائم، وسلوك غير قابل للتغيير، وبعد ذلك لن تحاول ببساطة أن تكون اجتماعيا بشكل أكبر، ولكن أن كنت تعتقد أن صفاتك الشخصية متغيرة، فأنت اكثر حظا لبذل جهد لتصبح اجتماعي بشكل أكبر .
– التركيز على العملية. وقد أظهر بحث ادويك بشكل ثابت بأن مدح الجهود بدلاً من القدرة بأنه أساسي. بدلاً من التفكير “أنا ذكي جدا ” “أنا موهوب جداً” استبدال هذه العبارات بـ “أنا عملت بجد حقاً” أو “وجدت طريقة لحل تلك المشكلة” .
– أنها مزيفة حتى تفعلها . عالم النفس الايجابي كريستوفر بيترسون أدرك مبكرا أن شخصيته الأنطوائية قد يكون له تأثير ضار على حياته المهنية كأستاذ جامعي . وللتغلب على هذا فقد قرر البدء بالأنفتاح على الاخرين في الحالات التي دعت الى ذلك، مثل تقديم محاضرة لقاعة مليئة بالطلبة أوعمل عرض تقديمي في مؤتمر، في نهاية المطاف تصبح هذه السلوكيات ببساطة طبيعة ثأنية، في حين لمح الى أنه كأن لا يزال منطوٍ، فقد تعلم كيف يصبح منفتحا عندما يحتاج لذلك، تغيير الشخصية قد لا يكون سهلاً، وتغيير بعض الصفات بشكل واسع لن يكون ممكنا حقاً. لكن الباحثين يعتقدون أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتغيير أجزاء معينة في شخصيتك، المظاهر الموجودة تحت مستوى تلك الميزات الواسعة، يمكن أن تؤدي الى التغييرات الحقيقية بالطريقة التي كنت تعملها، تفكرها، وكنت تمارسها في حياتك اليومية .