5 طرق تجعل مكان عملك حافِزاً على الإنتاج


5 طرق تجعل مكان عملك حافِزاً على الإنتاج

خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية

 

مُجرَّد وجودُك في محطّة نيويورك المركزية الكبرى يجعلك تشعرُ بالعظمة. فالأسقف المُقبَّبة المرتفعة, و الضَّوء الطّبيعي القادِم من النوافذ المُقنْطرة, الممرّات الحجريّة العريضة, و السّلالم الأنيقة الوافرة… تستطيع رفعَ الرّوح المعنويّة للزّبائن حتّى الأكثر اكتئاباً منهم. إنّها واسعة رحبة رغم الحشود, إذ لا تشعر فيها بضيقِ التنفُّس أبداً. هناك اتِّساق و بساطة بلا فوضى.

محطة بنسلفانيا, تبعد فقط مسيرةَ نصف ساعة عن هذه المحطة, و هي على العكس تماماً منها: ممرّات ضيِّقة, و أسقف منخفضة, لا يدخلها ضوء طبيعي, و خريطة الطوابق غير مفهومة.
الحشود الهائلة التي تندفع يوميّاً عبر محطّة بنسلفانيا هي نفسها التي تندفع عبر محطّة نيويورك, لكنّك تشعرُ في الأولى بالإرهاق بينما تشعرُ في الثانية, و لو مررت عبرها لحظةً واحدة, بارتفاعٍ في معنوياتك.

على الأغلب أنَّك جرَّبت كيف تُحدِث الأماكن المختلفة لديك شعوراً مختلفاً, لكن ربما لم يسبق لك أنفكَّرت بمدى تأثير ذلك على سلوكك. فقد تبيَّن أنَّ الأماكن التي نشغلُها تتدخَّل في تكويننا و في تصرُّفاتنا بشكلٍ كبيرٍ جدّاً. خاصّةً الأماكن التي نقضي فيها وقتاً طويلاً ـــ و ربما يكون مكان عملك على رأس القائمة.

عبر عالم الأعصاب كرستيان جاريتيرى عن قوله أنَّ مكان العمل يمكن أن يكون له تأثير هامّ على أدائك الإبداعي و سعادتك. ” لنفرض أنَّ الكثيرين منّا قضوا سنواتٍ عدَّة يعملون في نفس الغرفة, أو حتى على نفس المكتب,” يقول ” فمن الطبيعي أن ينظِّموا ويحسِّنوا ذلك المكان بالطرق المُثلى قدرَ الإمكان.” .. إذاً كيف يمكن لنا التّحكم بمحيطنا ليصبح مكان عملنا حافزاً لنا على زيادة انتاجنا لا العكس ؟

فكِّر بمكان عملك ـــ هل هو أشبه بالمحطة المركزية الكبرى أم بمحطة بنسلفانيا ؟ المسألة ليست مسألة حجم. فكِّر بأمور كالانفتاح, الإضاءة, الاتِّساق و البساطة. فهذه الأمور يمكن أن يكون لها أثراً عظيماً عليك.إليك بعض النصائح التي تساعدك على تعديل مكان عملك بما يناسبك:

 

اجعل مكان عملك أكثر انفتاحاً .

حتّى لو كان مكان عملك صغيراً, يمكنك تغيير توضُّع طاولةِ مكتبك بحيث توجّهها إلى الخارج حيث الضّوء الطبيعي أو تُديرها بالاتجاه الأمثل. و هذا لا يخلق رحابةً في المكان فحسب بل و يوجِّهك كي لا تحيّي زوّارك و أنت تدير لهم ظهرك و تقابل الحائط !

إقرأ : الذكاء المكاني وأساليب تحسينه

 

استخدم الإضاءة اللازمة فقط .

إذا كان بإمكانك إطفاء الأضواء المُشِعَّة, فلتفعل. رغم أننا نميل للعمل تحت إضاءةٍ كاملةٍ و على شاشاتٍ مُضاءة تماماً, لكنّ معظم الأماكن تكفي الإضاءة العاديّة غير المُشعَّة للعمل فيها وفقاًلمُقْتضيات البناء الأساسية. تقليل كمية الضوء في مكان العمل و الاكتفاء بما يفي بالغرض منها ( مثلاً الاكتفاء بإضاءة طاولة المكتب ) يمكن أن يقلِّلَ من إجهاد العين الناتج عن زيادة الإضاءة و يساعد على تنظيم توازننا البيولوجي بشكل أكبر. (لكن حذارِ أن تصبح كالبوم الليلي!)

 

اقضِ على الفوضى و اخلق نظاماً أفضل .

كما يقول المثل القديم, المكتب الفوضوي دلالة على الذّهن الفوضوي. في عصرنا و أيامنا هذه, غالباً لا نحتاج إلى الكثير من المواد و الأدوات للقيام بعملنا. لذا قم بنظرة فاحِصة لتنتقي ما تحتاجه فعلاً كي يكون في متناول يديك ثم تخلّص من كلِّ ما يمكن أن يُرْبكك أو يُلهيك. فهذا سيساعدك على التفكير فيما تقوم به من عمل بشكلٍ مفيد و هادف أكثر, و يسمح لك أن تولي اهتمامك للأمور التي تستحقه.

إقرأ : 26 قرار هام لتتخلص من الفوضى في 2015

 

استعن بأفكار من الأماكن البارزة النّاجحة .

فكِّر بالمكان الذي يُريحك. و المكان الذي يجذب انتباهك . ما الأشياء التي تعجبك أكثر في هذه الأماكن ؟ فالاستعانة بأفكار من أماكن أخرى (مثلاً اقتباس الألوان المُريحة من الطبيعة) و دمجها بطرق بسيطة في مكان عملك يمكن أن يساعدك للحصول على المِزاجية الجيِّدة المرتبطة بهذه الأماكن أثناء عملك.

 

خذ بعين الاعتبار المكتب بأكمله .

بالنسبة لأولئك الذين يعملون منكم في مكاتب مع أشخاص آخرين, التفكير بمحيط العمل كله مهم, أيضاً. لذا عليكم تطبيق كامل الأمور التي سبق ذِكرها لخلقِجوٍّ يدعم جميع العاملين في المنشأة, تماماً كما يدعم أحدكم كشخص يعمل بمفرده. تنظيم المكان, و اختيار الأثاث و التكنولوجيا كلها أمور تلعب دوراً في تكوين محيط عملك. و شعورك بأنَّك جزءٌ من مجموعةٍ كبيرة حافزٌ مهم ـــ تماماً كانجرافك مع الحشود في المحطَّة المركزية الكبرى فهو,بنفس الوقت,تجربة فردية و تجربة جماعية.
بتكوين مكان عمل يدعم إنتاجيتك و إبداعك, ستزداد طاقتك, و نأمل أيضاً أن يتولَّد لديك القليل من الإلهام.

 

 

 

ترجِمة : رفاه منير الصابوني.

تدقيق : راما شامي

تنسيق : جوني

إقرأ المزيد من المقالات الممتعة والمفيدة :

كيف تكون شخصية مبدعة بخمسة نقاط

26 قرار هام لتتخلص من الفوضى في 2015

كيف تجعل حياتك أفضل بعشرين خطوة

أمور تقوم بها يومياً لحياةٍ أفضل-الجزء الأول

أمور تقوم بها يومياً لحياةٍ أفضل-الجزء الثاني

أمور تقوم بها يومياً لحياةٍ أفضل-الجزء الثالث

 


    Like it? Share with your friends!

    رفاه منير الصابوني
    مهندسة ميكانيك و مهتمة باللغات عامّةً و اللغة الانكليزية خاصّةً كونها من أهم وسائل الاطلاع على كافة العلوم و المعارف الأخرى.