دورة …… ” الطريق إلى التغيير و اكتشاف قدرات العقل الجبارة” المحاضرة الأولى


images+1 دورة …… " الطريق إلى التغيير و اكتشاف قدرات العقل الجبارة" المحاضرة الأولى

المحاضرة الأولى

قبل أن تتعلم كيف تتغير و تطور من ذاتك .

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، أما بعد

محاضرتنا اليوم

يمكن أن نعتبرها مقدمة عما سنتحدث فيه في هذه الدورة مع بعض المعلومات الجديدة و كثير من فتح الآفاق .

و كما عرفنا أن هذه الدورة بعنوان ” الطريق إلى التغيير و اكتشاف قدرات العقل الجبارة”

فأنا قد قسمتها كما هو واضح من قسمين الأول هو ” التغيير ” و طرقه و كيفيته و الثاني هو ” قدرات العقل ” التي وهبنا الله عز و جل إياها ، و الحقيقة أنني قصدت هذا التقسيم حتى نلملم سويا شتات حياتنا ” النفس و المادة ” فنحن نحتاج إلى التغيير لنعيش حياة أفضل و لنتحسن بشكل مستمر إلى الأحسن و لنعدل أوضاع خاطئة نعيشها إلى أوضاع صحيحة أو على الأقل من أوضاع سلبية إلى أخرى إيجابية ، نحتاج إلى التغيير لكي نخرج طاقاتنا إلى العلو و لكي نرفع من شأننا ، هذا كلام بالطبع جيد و لكن الأجود و الذي يجب أن نعرفه أن الأمم المتحضرة أو المتقدمة و هذا المصطلح أفضل أو أدق عرفوا مبدأ التغيير و التحسين هذا و عرفوا قيمته فمثلاً في ” اليابان ” هم هناك يعرفون مصطلح اسمه “الكيزن” أو التحسين المستمر بمعنى أن الفرد يحسن من ذاته و يغيرها على فترات و غالباً تكون هذه الفترات متقاربة بحيث يكون دائم التجدد هذا على سبيل المثال ، و لتجد أمم مثل الغرب في أوروبا و أمريكا هم هناك أيضا يحبون التغيير و التجديد و التحديث ” change your mind ” عبارة يقولونها لك بصيغة الأمر الواجب .

 

هذا أمر عظيم

نحن أيضاً من أهل التغيير

نحن أمه متجددة

لذلك قررت أن تكون أولى دورات التنمية البشرية معكم فيها هذا الشق الهام .

أما الشق الثاني في دورتنا سنتحدث فيه عن قدرات عقلك ، نظام التحكم الجبار الذي أعطاه الله لك هدية ليفيدك في حياتك و الذي لا نستغله ، نعم لا نستغله و سأثبت لك في هذه الدورة انك لا نستغل عقلك أو ربما تستغل منه جزء من موارده على سبيل الفطرة أو الصدفة على ما أعقد و طبعاً أنا لا أعمم و لكن البعض منا مثلا لا يعرف الطريقة العلمية التي يمكن بها أن ” يكون فكرة مثلاً  ” عظيم كيف تكون الفكرة هذا أمر يستحق أن نتعرف عليه ” و البعض الآخر منا لا يعرف انه بمخك يمكن أن تعطي لنفسك الموارد لتحقق أهدافك  ” حــقـــاً ؟ ” ، نعم و الكثير و الكثير .

هذا هو طريق البداية لتنمية الذات فأنت لا تستطيع أن تنمى نفسك و تطورها إلا بخطوات تمهيدية عليك القيام بها و هي

1-    أن تقرر انك تريد أن تتغير إلى الأفضل

2-    أن تقوم بما يسمى”بالإدراك”

3-    أن تتعرف كيفية التغيير و أن تتعلم مناهج و علوم التنمية البشرية

4-    أن تطبق

و كيف تفعل كل هذا ؟ – – – – – نلتقي بعد فاصل صغير ثم نعود .

(هدئ أعصابك)

و لنا عودة 

و الآن التغيير الذاتي .. البداية

يمكن القول أن الكلمات السابقة هي وصف دقيق للحال ، فنحن نريد الأفضل في حياتنا و نريد العقل الرائع لنستثمره في أمور حياتنا المادية هذا أمر جيد (بالطبع جيد لأنني الذي قلته (اعتقد أن البعض منكم يرى أنني مغرور إلى حد ما ، أنا لا اعتقد )) المهم .

و لبدأ الحديث عن أول قسم في دورتنا و هو التغيير الذاتي .

قبل الفاصل إذا عدت إلى الوراء قليلاً ، يمكن القول 6 أسطر قبلهم صورة مثلاً 

تحدثت بسرعة سريعة مسرعة عن أربعة خطوات ينبغي أن تأخذها في اعتبارك قبل أن تود في أن تغير من حالك أو أن تتغير قلنا أن الخطوة الأولى هي

1-    أن تقرر انك  تريد  أن تتغير إلى الأفضل

خذوها مني كلمة حكمة و أنا الرجل المسن ذي التسعة و العشرين عاماً  (هل تعتقد و أنت في سني أنك مسن مثلي ؟ )سؤال يمكن أن نجيب عليه في وقت آخر فلا تنس انك في دورة تدريبية .

الحكمة تقول ” لن تهتم بشيء و لن تفعله إلا بعد أن تقرره “ نعم ، أي احتياج و أي نشاط و أي عمل و أي شئ لن تقبل على فعله إلا بعد أن تقرر في قرارة نفسك أنك مقبل العزم عليه ، و الحقيقة برغم أن هذا الأمر يبدو بديهيا للبعض عند سماعه له في الوهلة الأولى إلا أنه من الأهمية بمكان أن نعترف أنه به شائبة من الصعوبة ، أو على الأقل ليس سهلاً على الجميع ، فالأمر ليس مجرد قرار يتخذ على فعل شئ و لكن عندما تتخذ قرار لفعل شئ لاحظ على نفسك الأحاسيس المتواجدة في داخلك في وقته .

أولا ، تشعر برغبة حقيقية تجاه ما تريد 

ثانياً ، تشعر بطاقة تدفعك لهذا القرار و محفزات تجعلك لا تطيق الجلوس حتى ترى ما قررت فعله

ثالثاً ، تجمع أدواتك و مواردك للقيام به

رابعاً، تشعر بسرور غامر في أثناء تنفيذك لما تريد و بعد أن يتم

أليس هذا ما يحدث ؟

لذلك إذا كان الحديث عن التغيير جيد هنا و مقنع فإنه إذا لم تكن لديك هذه الأحاسيس الأربعة فتأكد أنك لا تريد هذا الأمر الآن أو على الأقل مؤجله حتى حين  لأنك لم تقرره في قرارة نفسك بعد .

و الحقيقة أنني لن أستطيع أن أخبرك كيف تولد هذه الأحاسيس الأربعة في نفسك إذا كانت غير موجودة على اعتبار أنني لا اعرف كيف أولدها في نفسك ، أعتقد إن تقنيات علم النفس لم تصل إلى هذا الحد فهذا الأمر يتشابه كمن تدعو شخص إلي طعامك و تؤكله بنفسك بوضع الطعام في فمه ولكن يمكنني أن اختم هذه النقطة بكلمات أساعدك و أساعد نفسي بها و هي قول الله عز و جل في صورة الرعد  (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الآية 11

2-    و الآن  الإدراك .

هناك شخص عندما يدخل إلى أي مكان يجد الناس تنفر منه و يبتعد ، كل ما يدخل إلى أي مكان يجد الناس تنفر من حوله و تبتعد و هو لا يعرف لماذا ؟ و يتضايق و يحزن و يقرر أن يعتزل الناس و لكن ألم (يدرك) هذا الشخص أنه لم يستحم منذ شهور ؟؟

الإدراك = الانتباه

أن تدرك الشيء أي أن تنتبه إلى وجوده أن تعرف و تقر انه لديك و انك تمتلكه أو تحمله أو هو خصلة فيك ، بغض النظر عن هذه الخصلة سواء كانت إيجابية أو سلبية فأنا لا أتحدث فقط عن السلبيات .

إذا أردت التغيير و قررته عليك بإدراك حالك لتعرف فيما عليك القيام به لتغيره في نفسك .

فمثلاً

هناك أشخاص كثر مثلاً يتعاملون مع الغير بعصبية شديدة و صوتهم عال و حركاتهم غاية في الثورة و يتعجبون لماذا يتضايق منهم البعض أو يأخذون منهم موقفاً ، لماذا ذلك ؟ لأنهم لايدركون أنهم لا يتحملون كلمه و يثارون لتفه الأسباب .

البخيل يتعجب من أفعال الكرماء حوله و يعتبر ما يفعلونه بذخاً لماذا ؟ لأنه لا يدرك أنه بخيل

من منهج البرمجة اللغوية العصبية الذي سنتحدث عنه في دورتنا هنا مصطلح لطيف يسمى

 Perceptual Filters أو مرشحات الإدراك و تعني بأنها الأفكار و المعتقدات و القيم التي بها تحدد رؤيتك لعالمك و تكون خريطتك الذهنية حوله .

لذلك عليك بان تدرك حالك و تدرك نفسك أو تنتبه لها و الحقيقة هناك تجارب كثيره للإدراك يمكنك أن تجريها على ذاتك و لكن بالطبع لن تستطيع إذا أردت أن تدرك حالك إدراكا عاماً أن تمسك بورقة و قلم و تكتب ملاحظاتك عن نفسك في كل شئ و لكن لكي أريحك من هذا العناء سأعطيك الطريقة التي بها يمكنك أن تدرك نفسك و هي أن

 تلاحظ أفكارك لأن أفكارك دليل أفعالك

لاحظ كلماتك لأنها عنوان شخصيتك

لاحظ شخصيتك لأنها تشكل مصيرك

تحرى أن تكون ملاحظاتك عن نفسك محايدة ولا تقحم فيها رأيك الشخصي ولا تغفل آراء من حولك ولكن لا تجعلها حكماً نهائياً .

*****************************************************************

هل فقدت تركيزك ؟ توقف عن القراءة و خذ نفساً عميقاً .. ثم تابع

*****************************************************************

عدنا

3        -أن تتعرف كيفية التغيير و أن تتعلم مناهج و علوم التنمية البشرية

هل اتخذت قرارك بالتغيير هل أدركت حالك لتعرف ما يجب أن تغيره ، و الآن هيا لبداية التطبيق العملي للتغيير ، و الحقيقة لا يمكنك أن تطبيق شئ ما لا تعرفه أليس كذلك ؟

نعم هو كذلك ، أم لك رأي آخر ؟

“يمكنك أن تمدنا برأيك بعد هذه المحاضرة و لكن بيني و بينك حتى لا يسمع الحضور ما تقول على اعتبار أن الحضور كثر (أتمنى ذلك) لذلك فلن يتركوك أن تكون سبباً في قطع تركيزهم .”

يمكننا القول أننا على أعتاب الدخول في الموضوع الذي ينتظره البعض ، ألا و هي مناهج التنمية البشريه و بالطبع ما أقصده هي ” البرمجة اللغوية العصبية ” .

و لكننا نتحدث عن التغيير ، عظيم و لكننا كذلك سنطوع الحديث عن البرمجة اللغوية العصبية تحت إطار التغيير و لكن قبل الخوض في الحديث عنها خاصة و أن محاضرة اليوم بالطبع لن تستوعب الحديث عنها بشكل كامل لأنها ستأخذ منا لقاءات كثيرة و لكن أريد أولاً أن أقول كلمة

التنمية الذاتية أو البشرية أسموها كما تريدون لا تقتصر على البرمجة اللغوية العصبية ولا نريد أن نزيد من حجم هذا المنهج و الذي أصر أن أطلق عليه منهجاً و ليس علماً على اعتبار أمور كثيرة سنتحدث فيها في حينها و لكن أعاود القول على أن التنمية البشرية لا تقتصر على البرمجة اللغوية العصبية فقط و لكن هناك مناهج كثيرة و علوم طوال ترتبط بالتنمية البشرية و كتب كثيرة تحتاج أن تقرئها لتفيدك في هذا الأمر ، فمثلاً هل تعتقد أن تنظيم الوقت لا يرتبط بالتنمية البشرية ؟ هل ترى أن تنظيم التفكير ليس له علاقة بها ؟ هل ترى أن مقاييس الآداء و مفهوم الثقة بالنفس و طرق اتخاذ القرار و الجوانب النفسية العلاجية كعلاج الاكتئاب و الفوبيا بأنواعها ليس لها علاقة بالتنمية البشرية ؟ بالطبع كل هذه الجوانب و غيرها الكثير لها علاقة بالتنمية البشرية و كلها أمور ليست مرتبطة بالبرمجة اللغوية العصبية ارتباطاً وثيقاً فالبعض منها عالجها علم النفس من قبل و لكن يمكن القول أن البرمجة اللغوية العصبية منهج مستحدث يمكن بعد أن نقح و روجع أن يوضع ضمن مناهج و جوانب التنمية البشرية و لهذا و من هذه الدورة التدريبية التي قصد أن لا أطلق عليها بالعنوان العريض ” دورة البرمجة اللغوية العصبية ” بل اكتفيت أن أحدد موضوعها على القسمين اللذين أشرت عليهما و أن أجعل هذه الدورة تندرج تحت التنمية البشرية عموماُ و في ظل حديثنا نتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية و تقنياتها التي سنتعرف عليها في المحاضرات القادمة بأمر الله تعالى .

كل ما أشرت إليه حاول أن تتعلمه و تعرفه أو على الأقل أن تأخذ عنه فكرة و ثقافة ولا تكن جاهلاً به على الأقل هذا إذا أردت التنمية لذاتك و التغيير للأحسن .

و أخيرا لأني شعرت أنكم ضقتم ذرعاً بي

رابعاً التطبيق

من الجيد أن تتخذ القرار للتغيير و من الجيد أن تدرك ما يجب أن تغيره و من الجيد أن تتعلم كيفية التغيير و لكن الأجود أن تطبق .

و هذه مشكلتنا الكبرى يا إخوان فالبعض منا يمكن أن يمر بهذه المراحل الثلاث و لكن يأتي عند المرحلة الرابعة ألا و هي التطبيق و يتوقف نموه ، لماذا ؟ لا اعرف الحقيقة .

لا أحب أن أقول أنك عند مرورك في المراحل الثلاث و تقاعسك عن الفعل و التطبيق تكون قد أضعت على نفسك وقتاً طويلاً كان يمكن أن يستثمر لصالحك .

عموماً هذه الدورة سنحل فيها عدداً من المشكلات  الخاصة  بموانع التطوير الذاتي و منها عدم تنفيذ مرحلة الفعل أو التطبيق و أنا أريد شخصياً هذه المرحلة لنفسي على وجه التحديد و اعتقد أن هذه الدورة أخذتها ذريعة لي لكي اذكر نفسي بأهمية التطبيق حيث أنني (أدركت ) أنني اكتسبت عدداً من الكيلوات الزائدة في وزني و أريد أن (أطبق) لأفقدها .

  

*********

كما أفتقدكم إخواني حتى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى و التي سنبدأ فيها الحديث المفصل عن ” البرمجة اللغوية العصبية “

في أولى حلقاتها.

أشكركم أخواني الأحبة

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

تقديم : طارق الشرقاوي
أكاديمية نيرونت للتطوير و الإبداع

    Like it? Share with your friends!