يمكنك التحقق من الفيسبوك أثناء وجودك في متجر البقالة، وإلقاء نظرة على تويتر أثناء الجلوس في وسائل المواصلات. كما تظهر إشعارات مواقع التواصل الاجتماعي في زاوية الشاشة أثناء العمل على الكمبيوتر، حتى عندما تكون جالسًا مع أصدقائك باستطاعتك أن تقوم ببعض المحادثات عبر واتساب!
وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بوجود دائم في حياة المليارات من الناس بجميع أنحاء العالم. حتى أن فيسبوك وحده يضم ما يقرب من 1.8 مليار مستخدم.
مع توسع هذا الاتجاه الثقافي، يسأل الباحثون كيف تؤثر وسائل الإعلام الاجتماعية على المستخدمين – وعلى وجه الخصوص على صحتهم العقلية؟
دراسات جديدة
مراجعة منهجية جديدة من قبل الباحثين في المملكة المتحدة تستخلص الأدلة على العلاقة بين وسائل الإعلام الاجتماعي والاكتئاب، ذلك بالاستعانة بدراسة عن علم النفس الإكلينيكي في جامعة لانكستر البريطانية، تم فيها فحص بيانات شملت أكثر من 35،000 مشارك مستخدم لمواقع التواصل أعمارهم تتراوح بين بين 15 و 49 عامًا من 14 بلدًا.
تقدم هذه المراجعة تحليل لمجموعة مختلطة من الاستنتاجات وتساعد على تفسير تعقيدات التكنولوجيا والاتصالات في ثقافتنا اليوم. من بين الدراسات المشمولة في المراجعة، قدم 11 منها ارتباطًا بسيطًا بين الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت والاكتئاب. من بين هذه الدراسات الإحدى عشر، توصل 45٪ إلى وجود صلة بين الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت والاكتئاب. بينما وجدت 18٪ منهم أن الشبكات الاجتماعية على الإنترنت لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية، و 36٪ لم يجدوا أي استنتاجات مهمة في كلتا الحالتين.
قام القائمون على هذه الدراسة بتفريغ بيانات المشاركين للمساعدة في تفسير متى تكون وسائل التواصل الاجتماعي ضارة بالصحة العقلية، ومتى يكون استخدامها مفيدًا.
اقرأ أيضاً : اتكيت مواقع التواصل الاجتماعي 5 نصائح لتواصل راقي
ما هي علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بالاكتئاب؟
وجدت المراجعة أن المشاركين في الدراسة كانوا أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب عندما قضوا بعض الوقت في مقارنة أنفسهم مع الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ تشير الأبحاث إلى أن هذه المقارنات تؤدي إلى التجريب – أو التفكير المستمر في التفاعلات الاجتماعية السلبية.
وأشارت الدراسة أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كانوا أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب عندما:
– شعروا بالحقد من خلال مراقبة مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى الخاصة بأصدقائهم.
– قاموا بالنشر بشكل متكرر على وسائل الإعلام الاجتماعية، وخاصة تحديثات الحالة السلبية.
ليس من الغريب أن يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من مقارنة أنفسهم بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما يفعلون عند إجراء هذه المقارنات في الحياة الحقيقية. هذا لأنه من الأسهل تقديم نسخة مثالية – وغير واقعية – من حياتك في لقطة أو نص قصير. على سبيل المثال، فكر فيما سيراه الناس عندما تقوم بنشر صورة فوتوغرافية لوجبة طعام معقدة أعددتها وعرضتها على طاولة محددة بشكل جميل. لكن في الحياة الواقعية، هناك مجموعة من الأطباق القذرة والأشخاص الذين ينتظرون الطعام ويتذمرون من تأخره قليلًا عليهم بينما هم جوعى.
كيف تجعل وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إيجابية لحياتك؟
تؤكد المراجعة أيضًا بأدلة على أن منصات وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تساعد الأشخاص فعلاً في تحسين صحتهم العقلية من خلال شبكات الدعم الاجتماعي ومساعدتهم على الاتصال بمصادر الصحة العقلية.
يجب على مستخدمين الانترنت التفريق بين النتائج الإيجابية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعية بطرق مفيدة، وبين الاستخدام السيء المدفوع ببعض المشاعر السلبية مثل المقارنة بالآخرين مما يدفع تلقائيًا إلى الشعور بالحقد والغيرة، الرغبة في تحقيق الشهرة حتى لو كانت زائفة، إهمال الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية على أرض الواقع.
في عالم مشبع بتكنولوجيا الاتصالات، فإن مقارنة حياتك الواقعية مع ما يمكن أن تراه عن حياة الناس على الإنترنت هو أمر مثير للمشاكل والمشاعر السلبية. ولعل مساعدة الناس على إدراك هذا الاتجاه وإعادة توجيه وقت وسائل التواصل الاجتماعي والقيام بأنشطة بديله لتعزيز الرفاهية في الحياة الواقعية هي مهارة بالغة الأهمية لا يمتلكها الكثيرون.
خلاصة القول هي أن مخاطر وفوائد استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية تعتمد على كيفية تفاعلك عبر الإنترنت. إن استخدام فيسبوك مثلًا للبقاء على اتصال مع الزملاء السابقين أو زملاء الدراسة المنتشرين في جميع أنحاء العالم يمكن أن يضيف قيمة إلى حياتك. لكن مقارنة نفسك باستمرار مع الآخرين أو تجاوز أقصى الحدود لتحسين صورة وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة بك من المرجح أن يكون له تأثير كبير على صحتك العقلية.
اقرأ أيضاً :
تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي؟ إليك ما عليك فعله
كيف اتخلص من الخوف والرهاب الاجتماعي
موقع التواصل فيسبوك يطور الذكاء الاصطناعي ليكون أفضل أصدقاء مستخدميه
المصادر: