تغلب على رؤية الأمور بالأبيض والأسود فقط؛ بهذه الاستراتيجية!


تغلب على رؤية الأمور بالأبيض والأسود فقط؛ بهذه الاستراتيجية!
تغلب على رؤية الأمور بالأبيض والأسود فقط؛ بهذه الاستراتيجية!

هل وجدت نفسك تفكر في شيء ما بأنه جيد أو سيء؟ على سبيل المثال عندما تعتقد أن شخص ما قد يكون رائعًا جدًا أو سيئًا للغاية، أو في تجربتك الأولى لشئ ما تريد فجأة الركض من فوق التلال؟ هل تميل إلى اتباع نهج “كل شيء أو لا شيء” في الحياة بحيث ترى نفسك فشلت إذا لم تحقق كل هدف أردته بالشكل أردته؟ إذا كانت هذه الأنواع من السيناريوهات تبدو مألوفة بالنسبة لك فإنك قد تصارع التفكير بالأبيض والأسود فقط، في حين أنه على المستوى العقلاني تعمل الأشياء في الحياة أيضًا في ظلال رمادية.

 

ما هو المنطق ثنائي التفرع؟

في علم النفس يُستخدم المصطلح “المنطق ثنائي التفرع” للإشارة إلى الميل لرؤية الأشياء بالأبيض والأسود. لذلك إذا وجدت نفسك تصنف كل شيء على أنه أمر مدهش أو رهيب (مع عدم وجود شيء بينهما) فمن المحتمل أنك تستخدم التفكير ثنائي التفرع. وما يعنيه ذلك هو أنك تجد صعوبة في رؤية تجارب وأشخاص لديهم مزيج من السمات الإيجابية والسلبية على حد سواء، في حين أن الأمور في واقع الأمر نادرًا ما تكون جيدة أو سيئة تمامًا. ويمكنك أيضًا تطبيق هذا النوع من التفكير على نفسك، مما يؤدي إلى خلق ناقد داخلي صعب للغاية.

 

لماذا يعتبر التفكير بالأبيض والأسود مشكلة؟

يؤدي التفكير بالأبيض والأسود إلى مجموعة من المشكلات الشخصية والعقلية، بما في ذلك ما يلي:

القدرة المحدودة على رؤية الفرص (لا سيما تلك التي تنطوي على حلول وسط)، الشعور بالمزاج السيء، وعدم وجود تقبل لنصائح الآخرين، وعدم القدرة على التنبؤ، والاحساس بالعزلة، والشعور بأنك “مدمن” على مواقف دراماتيكية عالية المخاطر، والتعب بسبب مستويات عالية من الكورتيزول (هرمون التوتر). ففي العلاقات يمكن للتفكير بالأبيض والأسود أن يؤدي إلى حالات مزاجية، وأحكام شديدة التقلب.

باختصار، إن عيش حياة مليئة بالتفكير ثنائي التفرع، إنما هو طريق مرهق يصعب فيه البقاء على مقربة من الآخرين، ويتم فيه إهمال الكثير من الفرص الحقيقية للتطور.

 

اقرأ أيضاً : استراتيجية الخرائط الذهنية خطوة بخطوة لتفكير أفضل

 

كيف نستطيع السيطرة على التفكير الأسود والأبيض؟

 

بالنسبة لك، قد يبدو التفكير الأسود والأبيض طبيعيًا تمامًا إلى أن يبرز شخص ما إليك الصعوبات العميقة والنتائج طويلة الأمد التي يسببها، وبالتالي يتطلب الأمر بعض الوقت والجهد والتركيز لتطوير أنماط تفكير جديدة.

ففي بعض الحالات قد تشعر أيضًا أنك بحاجة إلى جلسات علاجية أو ربما تأملية من أجل معالجة تقلبات المزاج. ومع ذلك فإن الاستراتيجيات التالية ستبدأ في وضعك على الطريق الصحيح. مع تركيز جميع من حولك على تشجيعك لرؤية نفسك ومن تحبهم وخيارات حياتك بنظرة مختلفة وتدريب عقلك على رؤية ظلال الرمادي التي تجاهلتها في السابق.

 

1. اقبل فكرة أنك لست مثاليًا

عندما تتعلم كيفية إيقاف التفكير بالأبيض والأسود فإن أول شيء يتعين عليك فعله هو قبول أن لا أحد منا مثالي، وأن التوقع بأن تكون دائمًا في أذكى وأطرف وأحسن خلقًا لن يؤدي إلا إلى الكراهية والإحباط. في حين يكفي أن تكون ببساطة جيدًا بما فيه الكفاية، وأن تسعى لتكون أفضل صورة لنفسك وأن تسعى بذاتك للتقدم بشكل ثابت نحو الأمام. فتوقع الكمال يخلق هدفًا ثابتًا غير قابل للزحزحة لا يمكنك الوصول إليه مطلقًا مما يجعلك تشعر بحالة من عدم الرضا.

ولتحدي افتراضك بأن الكمال مطلوب، فكر في الأشخاص الذين تقدّرهم وتحترمهم بشكل أكبر. وعندما تنظر إليهم عن كثب، ستجد حتمًا لديهم عيوب شخصية وصراعات وصعوبات هم أيضًا، ولا شك أن هذا يساعد على إظهار أن المثالية التامة غير قابلة للتحقيق. وبالإضافة إلى ذلك فكر في الأوقات التي كنت فيها أسعد أو شعرت بالفخر، وذكّر نفسك بما يمكنك تحقيقه دون أن تكون مثاليًا.

 

توقف واسأل “لماذا؟”

في المرة التالية التي تشعر فيها بالإنجراف نحو التفكير بالأبيض والأسود، توقف هناك واسأل عن سبب مشاهدتك للموقف أو الشخص على هذا النحو.

في الواقع سوف يساعدك هذا بشكل جيد لتعود مرة أخرى إلى حياتك الطبيعية ما قبل تبنيك لرؤية الأمور بالأبيض والأسود؛ فهل تستطيع أن تتذكر عندما بدأت في تقسيم العالم إلى فئتين عريضتين من “جيد” و “سيء”؟ هل كنت دائمًا بهذه الطريقة؟

في العديد من الحالات ينشأ التفكير ثنائي التفرع في مرحلة الطفولة، وغالبًا ما يكون والديك أو معلمك الذين كافحوا لتقبل عيوبهم الخاصة هم من صاغوا هذا المنطق إليك، وقد تتذكر كم مرة تم إخبارك أنك “طفل جيد”، وكم شعرت بالذنب كلما فشلت في الارتقاء إلى هذا المستوى. وبغض النظر عن أصل تفكيرك، فإن الإدراك المتزايد للأسباب يساعدك على اتخاذ قرار جديد واعٍ حول ما إذا كنت تعتقد حقًا أن العالم ينقسم إلى جيد أم سيئ.

 

محاولة العثور على جزء رمادي في حالة واحدة خلال اليوم

واحدة من أكثر الأساليب العملية التي يمكنك استخدامها لتغيير تفكيرك هي تحديد عادة يومية لرؤية ظلال من اللون الرمادي (وليس فقط التفكير الأسود والأبيض). على وجه الخصوص تحدي نفسك للعثور على موقف واحد على الأقل يغريك لتطبيق المنطق ثنائي التفرع. ثم قم بالنظر عمدًا في هذا الوضع من زاوية مختلفة (غير متطرفة).

وعلى سبيل المثال، ربما ينسى صديقك الاتصال بك؛ وللمرة الأولى حاول ألا ترى ذلك كإحباط، وبدلاً من أن تشير إلى أن هذا الشخص سيكون دائمًا صديقًا سيئًا، فكر في لديه ظروف منعته حتمًا من ذلك وألتماس العذر له.

ممارسة هذا التمرين البسيط يوميًا، يمكن أن يؤدي إلى تصور جديد تمامًا. قد تفكر أيضًا في الاحتفاظ بدفتر ملاحظات لتسجيل وصف مختصر لكل سيناريو يومي، أولاً بكتابة الحكم “بالأبيض والأسود” ثم تفسير “درجات الرمادي”

 

اقرأ أيضاً :

البرمجة اللغوية العصبية واستراتيجية شركة تويوتا للسيارات

في هذه المدينة الفريدة؛ لا سياسـ ـة لا ديـ ـن ولا حتى نقود!

فرط التفكير يدل على أن صاحبه شخص عبقري ومبدع!

 

المصادر :


Like it? Share with your friends!