إن كونك وحيدًا تتمتع بشخصية انطوائية تعد تجربة مختلفة، حيث يجعلك ذلك أكثر نضجًا، وأكثر تقديرًا لمساحتك الشخصية، كما يجعلك أكثر فهمًا لما يدور حولك من الآخرين. وكذلك فإن أغلب الانطوائيين مبدعون: يقرؤون، ويجيدون الكتابة الإبداعية، ويرسمون، ويكون لديهم خيال أكبر من غيرهم.
كما يبنون عالمًا فريدًا ومميزًا داخل رأسهم، لدرجة أنه يكون من الصعب عليهم السماح للآخرين بالدخول فيه. وفي نفس الوقت، يفتقدون وجود أناسٍ آخرين، ويعتقدون أنه سيكون من الأفضل بالنسبة لهم إذا كانوا أكثر اجتماعية.
ويُعد ذلك صحيحًا نوعًا ما؛ حيث من الأسهل عليك بالتأكيد أن تكون شخصًا واثقًا يعرف كيف يعبر عن مشاعره، ويقول رأيه بشكل مباشر. كما أن التواصل الجيد يفتح لك العديد من الأبواب، ويجعلك أكثر سعادة.
بالطبع يستغرق التحول من الإنطوائية إلى الاجتماعية الكثير من الممارسة والعمل الذهني، حيث إن ذلك لا يتم بين عشية وضحاها. بل إنها عملية تستهدف إثراء شخصيتك وتجري في عدد من الخطوات الصغيرة. سنتناول تلك المفاتيح فيما يلي:
1. ابدأ بأبسط الأشياء
لا تحاول فجأة اتخاذ خطواتٍ كبيرة. بل ستحتاج أولًا إلى تعلم كيفية توسيع منطقة الراحة الخاصة بك. فإذا كان لديك ميل إلى القيام بالأشياء بمفردك أو مع صديق قديم، فجرِّب الذهاب إلى أبعد من ذلك؛ انتقل إلى مكان حيث سيكون هناك الكثير من الأشخاص الجدد. وكذلك، لا تجلس في دائرة وتتحدث إلى الأشخاص الذين تعرفهم فقط، بل استخدم الحفلات أو تناول الوجبات مع الأصدقاء كفرصة للتحدث مع الأشخاص الذين لا تعرفهم جيدًا من الموجودين.
2. الدردشة مع الغرباء
إن التحدث إلى فتاة جميلة أو الذهاب إلى مجموعة من الأشخاص الذين لا تعرفهم وإدخال نفسك في المحادثة يتطلب مهارات اجتماعية متقدمة. لذا، قد لا تكون مناسبة لك في البداية، حيث عليك العثور على طريقتك الخاصة للتعامل مع الغرباء، بما يتناسب مع مهاراتك الحالية.
ويعد مجرد سؤال الناس عن الوقت، أو الدردشة مع سائق سيارة أجرة، أو الركاب الذين يجلسون بجانبك في القطار، أو الباائع في المتجر، حلولًا جيدة، دون أن تكلفك شيئًا. وستتفاجأ بتأثيرها الإيجابي.
3. صدق أن لديك ما تقوله
لا تدع نفسك تعتقد أن الأشخاص الذين يتحدثون كثيرًا هم فقط من لديهم الكثير ليقولوه، لأنه عادةً ما يكون عكس ذلك تمامًا. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتجاذبون أطراف الحديث، عادةً ما يكونون من أكثر الأشخاص إثارةً للاهتمام في العالم. لذا، حان الوقت لكي تصدق أنك تستطيع فعل ذلك أيضًا!
اقرأ أيضاً : تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي؟ إليك ما عليك فعله
4. تعلم أن تتصرف مثل الأشخاص المحبوبين
هناك أشياء معينة يشترك فيها جميع الأشخاص المحبوبين، والواثقون من أنفسهم. لذا، حاول دمج بعضها كطرق جديدة للتواصل:
– ابتسم كثيرًا؛ فلا يوجد شخص في العالم لا يحب الابتسامة الصادقة، وإذا لم تكن معتادًا عليها، قم بالتدرب أمام المرآة كل يوم.
– تكلم بصوتٍ عالٍ وواضح، حتى لا يضطر الناس إلى المعاناة لفهم ما تقوله.
– عندما يتحدث إليك الناس، اطرح عليهم أسئلة ودعهم يتابعون المحادثة. فإن ذلك سيعزز من غرورهم، لأن كل شخص يحتاج للاستماع إليه.
– اطلب المشورة من الناس.
– اطرح أسئلة مفتوحة حتى لا تتعثر المحادثة في إجابات “نعم” أو “لا”.
5. لا تخف من الصمت
إذا شعرت بأنك ترغب في الصمت في أي وقت، فلا تشعر بالإحراج حيال ذلك، واعترف بأنك تفضل الصمت الآن. فحتى الأناس الاجتماعيين يرغبون أحيانًا في بعض الصمت للتفكير بشكلٍ عميق في أمرٍ ما.
6. لا تسيطر على نفسك في كل وقت
جرب التأمل. قد يبدو الأمر بديهيًا وسهلًا بالنسبة إلى الانطوائي لفعل شيء يبدو أنه نشاط أكثر عزلة، ولكن هذا يساعد في الواقع على إخراجك من رأسك أو بعيدًا عن حيز تفكيرك. فبعد أن تجلس ، وتقوم بتعيين جهاز توقيت لمدة 15 دقيقة، أغمض عينيك وخُذ نفسًا بطيئًا من معدتك. وعند القيام بذلك، ستلاحظ أن الكثير من الأفكار العشوائية بدأت تغزو عقلك -أشياءً ربما لم تفكر بها لسنوات- لكن هذا أمرٌ جيد.
فقط اسمح لتلك الأفكار بالمرور، وحاول التفكير في اللاشيء. فالقيام بذلك سوف يزيل من رأسك الأفكار الزائدة التي تتخلل عقلك الباطن، بالإضافة إلى أنه سيحسن إلى حدٍ كبير من قدراتك في اللحظة التي تتحدث فيها مع الآخرين، بدلًا من أن تكون منشغلًا في تصفية أفكارك.
7. ابحث عن هواية اجتماعية
ابحث عن أشخاص في منطقتك لديهم اهتمامات مماثلة. فسيكون من الأسهل توسيع دائرة التواصل الاجتماعي مع الأشخاص الذين يشاركونك شغفك. لذا ابدأ الآن في معرفة ما تبدع فيه وسارع في الانضمام.
ما الذي تنتظره الآن؟
اذهب وابتسم لشخصٍ ما!
اقرأ أيضاً :
تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي؟ إليك ما عليك فعله
كيف اتخلص من الخوف والرهاب الاجتماعي
لا مزيد من الخجل و القلق الاجتماعي
المصادر :