هل تظن أنك وحدك من تقوم بتربية أطفالك؟
نحن في عصرٍ يُعد عصر التطور التكنولوجي الهائل، حيث يمتلك الجميع هاتف ذكي، حاسب محمول، وكل بيتٍ يحتوي على شاشة تليفزيون كبيرة، حتى الأطفال يقضون الكثير من الوقت متنقلين بين شاشات التلفزيون، والأجهزة المختلفة؛ لكن هل يؤثر ذلك على صحة ونمو أطفالنا؟
يحب الأطفال الرضّع حتى سنٍ صغير اللعب بالهواتف الذكية، وسرعان ما يجيدون استخدامها، لكن يشعر العديد من الخبراء بالقلق من قضاء الأطفال وقت طويل أمام الشاشات، لأنه قد يضرّ بالأطفال الرضّع والصغار في سن مبكرة جدًا.
ذكر الخبراء أن هناك قلق من قضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام الشاشات، بسبب انتشار الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر، الألعاب الإلكترونية، أجهزة التلفزيون، وأجهزة اللابتوب؛ حيث يشعر الأطباء بتأثير استخدام الشاشات السلبي على دماغ الأطفال أثناء النمو والتطور.
يقول الأطباء إن الإفراط في التعرض لها يؤثر على مدى الإهتمام والتركيز لدى الأطفال. كذلك التحكّم بشهية الأكل، حيث يشجع قضاء وقت طويل أمام الشاشة على الكسل، وقلة الحركة والنشاط؛ وهذا مضر بصحة الطفل.
يحتاج الأطفال في السن الصغير إلى القيام بأنشطة حركية لمدة ثلاث ساعات يومياً كي يتطوروا وينمو بشكل صحي. نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics مبادئ توجيهية جديدة في مجلة Pediatrics حول الوقت الذي يجب أن يقضيه الأطفال أمام شاشات التليفزيون، أو الأجهزة الذكية؛ شملت الأكاديمية في توصياتها الجديدة الأطفال الرضع وصولاً إلى سن المراهقة.
أكدت أنه يجب على الأهالي التركيز على هذا الموضوع، وإعطاؤه المزيد من الإهتمام؛ إذ أن قضاء الأطفال المزيد من الوقت أمام شاشات التليفزيون والأجهزة الذكية؛ يعني تقليص الوقت الخاص باللعب، أو الدراسة، أو الكلام، أو حتى النوم.
وشاركت في هذه الدراسة الدكتورة «جيني راديسكي – Dr. Jenny Radesky»، حيث صرحت أن: “الأمر المهم هنا هو أنه يجب على الأهالي أن يكونوا المستشارين الإعلامين لأطفالهم. بمعنى أنه يجب عليهم تعليم أطفالهم كيفية استخدام هذه الأجهزة بالطريقة الصحيحة”. وأوضحت الأكاديمية الساعات التي يجب أن يقضيها الأطفال أمام الشاشات وفقًا للفئات العمرية كالتالي:
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع الغضب عند الاطفال
– الأطفال أصغر من 18 شهرًا: يجب أن يبتعدوا عن كل ذلك، ويتجنبوا قضاء وقتهم أمام هذه الشاشات تمامًا.
– الأطفال ما بين 18 شهرًا إلى عامين: أقل من ساعة واحدة تحت المراقبة الكلية من الأهالي، وذلك لمساعدة الأطفال في فهم الأمور التي يشاهدونها.
– الأطفال ما بين 2- 5 سنوات: يجب ألا تتجاوز فترة مشاهدتهم للتلفاز، أو الشاشات الأخرى، والأجهزة الذكية؛ ساعة واحدة يوميًا.
– الأطفال فوق السادسة من عمرهم: يجب أن يحدد الأهل الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام هذه الشاشات، مع منع استخدام وسائل الإعلام الرقمية قبل النوم، أو بدلًا عن اللعب، وممارسة التمارين الرياضية الخاصة بهم.
وأفادت الأكاديمية أن على الأهل تحديد وتخصيص أوقات معينة لمشاهدة التليفزيون كعائلة واحدة، ومنع مشاهدته، أو استخدام أيّ من الأجهزة الذكية الأخرى في غرف النوم.
لم تقتصر التوصيات على ذلك فقط؛ بل أشارت إلى ضرورة تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين على شبكات التواصل والإنترنت باحترام. أيضًا تعليمهم طرق الحماية عند الدخول إلى شبكة الإنترنت.
هل تعتبر التطبيقات التعليمية مفيدة؟
تقتصر معظم البحوث حول وسائل الإعلام الإلكترونية، والتعلم عبر التلفاز؛ بالإضافة لبعض الدراسات التي تركز على أجهزة الكمبيوتر، وألعاب الفيديو، والأجهزة الذكية، قد تعطي الطبيعة المختلفة للتطبيقات نتائج مختلفة أيضًا عندما ينفق الباحثون مزيدًا من الوقت في دراستها.
بناء على ما نعرفه مسبقًا؛ يعتمد الجواب بشكل كبير على عمر الطفل. بالنسبة للأطفال دون عمر العامين؛ هناك أدلة محدودة على فوائدها مثل زيادة مفردات اللغة.
لكن تشير دراسات أخرى إلى أن الأطفال أقل من العامين لا يتعلمون الكثير من وسائل الإعلام الإلكترونية. قد يعيق استخدام الشاشات تطور اللغة ومهارات التفكير. كما أنه من السهل المبالغة في تقدير مدى تعلّم طفلك.
كلما أصبح طفلك أكبر سنًا؛ كلما زادت قدرته على التعلم من وسائل الإعلام الإلكترونية. وجدت بعض الأبحاث أن بعض التطبيقات قد تساعد على بناء المفردات، ومهارات القراءة والكتابة. مع ذلك؛ تعتبر الجودة والنوعية أمرًا هامًا؛ لذا يجب البحث عن تطبيقات مناسبة لعمر طفلك تجعله يضحك، وتمنحه أهدافًا قابلة للتحقيق.
في جميع المراحل العمرية؛ تعتبر مشاركة طفلك أمرًا ضروريًا جدًا، حيث يتعلم طفلك الكثير إذا كنتِ تقضين معه بعض الوقت في اللعب على التطبيقات؛ بدلًا من تركه يفعل ذلك بمفرده.
كيف أحقق الإستفادة القصوى من التكنولوجيا؟
تعتبر وسائل الإعلام الرقمية جزءً من الحياة اليومية، ومن المرجح أن يكون طفلك ماهرًا جدًا في استخدامها منذ الصغر. يمكنك توجيه طفلك عبر وضع القواعد والتوقعات منذ وقت مبكر.
إن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ هي جزء واحد فقط من تطور وسائل الإعلام التي يواجهها الأطفال كل يوم. لذا من المنطقي أن يأخذ لمحة عامة عنهم جميعًا. ينصح الأطباء ببعض الخطوات البسيطة للحفاظ على وقت اللعب على الشاشة تحت السيطرة كالتالي:
– قلل تعرض طفلك للشاشات قدر الإمكان، وضع في اعتبارك أنك من السهل أن تبالغ في تقدير مدى نشاط طفلك.
– أبقِ أجهزة التلفاز والكمبيوتر خارج غرفة نوم طفلك.
– لا تدع طفلك يجلس أمام الشاشات أكثر من ساعتين يوميًا.
– ساعد طفلك على مراقبة استخدام الشاشات حتى يتمكن من تنمية وعيه الداخلي للوقت المخصص لها. بهذه الطريقة سيتعلم كيفية إدارة الوقت عندما يكبر.
– اختاري البرامج التي تحتوي عنصرًا تعليميًا.
– عند اختيار التطبيق لطفلك؛ حاول التأكد من أنه يرتبط بالأشياء التي يتعلمها في المنزل، أو في مرحلة ما قبل المدرسة. بهذه الطريقة؛ قد يساعد التطبيق على تعزيز تعلّمه.
وفي النهاية؛ تظل التقدمات العلمية والتكنولوجيا سلاحًا ذو حدين، حيث إذا تم استخدامها بالشكل المناسب، تبقى دائمًا في صالح الفرد، وإذا لم تُستخدم بشكل أفضل وفعال؛ ينقلب ذلك عليك، ويعرضك للكثير من الضرر.
اقرأ أيضاً: كىف اتعامل مع ابنى المراهق