في عالم تكنولوجي واقتصادي يتطور باستمرار؛ هناك أنواع متعددة من المهن التي يمكن أن نعمل بها. ومن أسوأ الأمور التي قد تحدث لك؛ هي أن تعمل في مهنة لا تناسبك. لذا، في هذا المقال سوف تعرف كيف تختار الوظيفة المناسبة لك.
المشاكل التي نواجها عندما نختار المهنة المناسبة لنا
تغير الأحوال الإقتصادية باستمرار يؤدي إلى تغير أحوال المهن باستمرار، وربما يتعرض الإنسان لضغوط ممن حوله للعمل فيما لا يحب. ربما أيضًا يُجبر الإنسان في بعض الحالات على عملٍ لا يحبه نظرًا لاحتياجه للمال، لكن المال لوحده لن يجلب لك السعادة وراحة البال؛ لذلك عليك البحث عن مهنة تكفي احتياجاتك المادية، وفي نفس الوقت تناسبك.
لماذا اختيار المهنة المناسبة شيء مهم للغاية؟
الشعور بالرضا عن العمل الذي تعمله مهم جدًا. فالعمل يأخذ الكثير من ساعات يومك، ومعنى أنك تعمل في مهنة لا تحبها؛ هو أن تقضي معظم حياتك تعيس. لكن تفكيرك بشكل نمطي، وخوفك من ترك العمل الذي لا يناسبك، وخوفك من عدم إيجاد وظيفة أخرى؛ كل هذه الأفكار السلبية ستقف حاجزًا أمامك لشق الطريق الذي يناسبك.
كيف تعثر على المسار الوظيفي المناسب لك؟
ربما تشعر في البداية ببعض الحيرة والتخبط، لكن لا تيأس فهذا أمرٌ طبيعي. عليك في البداية أن تعلم أن الأرباح ليست كل شيء؛ فالرضا عن وظيفتك، والإقتناع بها أهم شيء. بعد ذلك فكر فيما أنت جيد فيه.
على سبيل المثال؛ هل أنت ماهر في الكتابة، أم في إقناع الناس، أم تجيد التعامل مع الحيوانات، أم ماذا؟ هناك المئات من الأفكار، ابحث عن موهبتك، واكتب أي شيء تستطيع إجادته. يمكنك الإستعانة بصديقك المقرب؛ فربما يرى فيك موهبة لا تراها.
اقرأ أيضاً: في ثلاث خطوات … حدد بنفسك أي المهارات عليك اكتسابها في كل مرحلة من حياتك المهنية
فكر في موهبتك وليس في المسمى الوظيفي
فكر في مجال العمل، ولا تفكر في المسمى الوظيفي نفسه. مثلًا إن كنت من محبي الحيوانات، وتجيد الإهتمام بهم؛ فليس من الضروري أن تكون طبيبًا بيطريًا؛ لكن من الممكن أن تعمل في محل لبيع الحيوانات مثلًا.
إن كنت ماهرًا في الشرح وتوصيل المعلومات؛ ليس بالضرورة أن تكون معلمًا. إن كنت لا تحب هذه المهنة؛ يمكنك أن تصبح كاتبًا، وهذه طريقة جيدة لنقل وشرح ما تعلمه للآخرين. قس على هاذين المثالين باقي مجالات العمل، وهذا ما قصدته بالتركيز على موهبتك، أو مجال العمل الذي تحبه بغض النظر عن المسمى الوظيفي.
البحث عن المؤهلات المطلوبة
الآن وقد كتبت قائمة بكل ما تجيده؛ عليك معرفة ما تحتاجه كل وظيفة من مؤهلات، ومن ثم اختر المجال المناسب لمؤهلاتك، و لا مانع من دراسة مؤهلات المجال الذي تريده إن لم تكن تملك المؤهلات اللازمة للعمل به. لا تقلق من مصاريف الدراسة، لأنه يمكنك دراسة أي شئ تريده على الإنترنت بشكلٍ مجاني.
التعرف على الأشخاص العاملين بالمجال
بعد ذلك، حاول التعرف على الأشخاص الذين يعملون في المجال الذي قمت باختياره، وإن لم تكن تعرف أحدًا منهم؛ فاطلب المساعدة من كل معارفك وأصدقائك، فربما يصلك أحدهم بأحد العاملين في المجال الذي تريده.
ابحث عنهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، اسألهم عن كل شيء يخص المجال الذي تريده، وكيفية العمل فيه. حتمًا سوف تستفيد كثيًرا من خبراتهم، فالمعرفة دافع قوي جدًا للبداية.
تقييم ما توصلت إليه من نتائج
بمجرد انتهائك من الخطوات السابقة؛ توقف قليلًا قبل البدء لتقييم ما جمعته من معلومات، والنظر إلى إيجابيات وسلبيات المجال. هل ما زال شغفك نحو المجال قائمًا؟ هل حقًا تريد البدء؟ من المهم دائًما أن تتحقق من نفسك قبل البدء.
تدرب للحصول على الخبرة اللازمة
عليك الإشتراك في الأماكن التي تقدم دورات في المجال الذي تريده. وإن أمكن التدرب في أماكن العمل الخاصة بهذا المجال؛ ستكون هذه فرصة رائعة لاكتساب الخبرة. كن إيجابيًا ومتحمسًا لحياتك المهنية الجديدة، وركز على خطوة خطوة أثناء نظرك لهدفك البعيد.
حافظ على عقلية إيجابية ولا تكن سلبيًا
الحفاظ على المسار الذي اخترته لنفسك يتطلب عقلية إيجابية ومثابرة، لذا لا تدع آراء الآخرين حولك تحبطك؛ استفد فقط مما ينصحونك به إن كان مفيدًا لك ولهدفك الذي رسمته.
لا تختار مجالك بناءً على الوجاهة الإجتماعية، فالمجتمع يفضل مهن عن مهنٍ أخرى؛ لكن اختر بناءً على ما تحبه فقط.
ثلاث خرافات يجب عليك التخلص منها عند اختيارك للمجال الذي تحبه:
أولًا؛ خرافة اختيار التخصص بناءً على آراء الناس.
لا تستمع إلى من يقول لك أن هذل التخصص سهل أو صعب.
ثانيًا؛ خرافة أن بعض التخصصات أهم من الأخرى
البعض يظن أن هناك تخصصات أهم من أخرى أو أكثر وجاهة. لن تنفعك الوجاهة الإجتماعية، أو رأي أي شخص عندما تكون بائسًا وأنت منغمس تمامًا فيما تكره. أنت دائمًا تستطيع خلق فرصة من المجال الذي اخترت.
ثالثًا؛ خرافة أن التخصص يحدد مسار باقي حياتك
العكس صحيح؛ حيث أن التخصص هو تجربة استكشاف مجال ما، ومن الممكن أن تعمل في مجال مختلف تمامًا عما درسته.
أهمية التخطيط للمسار الوظيفي للأفراد والمنشئات
إذا كان الفرد يسعى للبحث عن وظيفة تناسب قدراته، وتشعره بالسعادة والرضا؛ فإن المؤسسات تسعى للربح والإنتاجية. وعندما تضع الموظف المناسب في المكان المناسب؛ يتحقق الهدفان معًا.
يجب على المنشئات أن تهتم بتدريب العاملين فيها كل فترة، حتى لا تندثر مهاراتهم، وتصبح غير مناسبة لسوق العمل. وبزيادة كفاءة الموظفين؛ تزيد بالضرورة أرباح المؤسسات.
إذا أدرك العاملون أن مؤسستهم تهتم بمسارهم الوظيفي؛ هذا يجعل انتماء الموظفين يزيد نحو مؤسستهم، وهذا يؤدي لمزيد من التفاني في العمل.
المزايا السابقة التي تُقدّم للعاملين؛ تجعل ما يُنفق على تنمية المسار الوظيفي له عائد يفوق ما تنفقه المؤسسة.
وفي النهاية؛ تعامل مع أي مجال على أنه فرصة اكتشاف يمكنك تغييرها إن رغبت في ذلك؛ فالمسار الوظيفي ليس سجنًا في نهاية المطاف.
اقرأ أيضاً: 9 عادات يفعلها الأشخاص المنظمون في حياتهم تعرّف عليها!