الحب : مجموعة من التغيرات الوجدانية العاطفية المرتبطة بتغير كيميائي في الجسم .
وهذا ما أجمع عليه علماء الأعصاب والمخبريون والباحثون المعاصرون للحب, وكل هذا واقعي تماماً ومنطقي ولكن السؤال هنا لماذا هذا التغير الانفعالي الكيميائي يحدث لهذا الشخص المعين او لحالة وجدانية مجردة..؟
وسنقوم بعرض موجز عن بعض الآراء حول مفهوم الحب : جاء افلاطون ليؤكد لنا بأن الحب هو التجربة السعيدة وهو النضوج وهو الكمال , ومن ثم يربط لوكريس الحب بالشؤم وان الخلاص من المتاعب العاطفية بالممارسات الجسدية , ويليه مونتاني ليؤكد بأن الحب هو ما يميز الانسان عن باقي المخلوقات وينبه من مخاطر الخضوع العاطفي ويرى السعادة في التقدير الذاتي للحب , والتجارب الصوفية في العالم اجمع اجمعت على ان الخلاص وخير الحب هو الحب السرمدي الحب الرمزي المرتبط بعالم المجهول والروحانيات , والتجارب الادبية الغنية بتاريخ الشعوب كانت واضحة للباحث بأن المراحل الوجدانية كانت مرتبطة بالوضع السياسي الاقتصادي للمنطقة .
ونعود من جديد لنجيب عما بدأنا به لماذا نختلف في اختياراتنا وفي تجاربنا العاطفية :
لأننا نختلف في استعداداتنا العاطفية ويختلف مفهوم الحب من الاخذ والعطاء من شخص لأخر لان الحب هو اكمال لما ينقصنا وهو تمامنا و من خلال الدراسات النفسية تبين ما يلي :
بأن النساء يرغبن عادة بمن يؤمن لهن الرعاية والامان والراحة أي من يكون في دور الاب , واما بالنسبة للرجل فهو عادة يرغب بمن يؤمن له ما لا يستطيع انجازه من اعمال طهي وترتيب .. أي من يكون في دور الام, ومن الرجال من يرغب في امرأة قوية تدير شؤونه وتمارس الوصاية عليه وهذا السبب راجع لمرحلة الطفولة الذي يفقد الطفل بسبب التربية القدرة على اتخاذ القرارات وذاك بسبب انخفاض التقدير الذاتي أي انه دائم الشعور بأنه اقل من المحيط . وفي دراسة اخرة بان الحب هو تجربة شخصية وجدانية فيها من المتعة ما يشفي وفيها من البؤس ما يعطي القدرة على المشاركة بشكل جيد كما قال جاري تشابمان في العصر الحديث “الخلافات هي ملح العلاقات العاطفية ” .
وما نخلص إليه من كل ما سبق بأن الحب تجربة خاصة نابعة من الصور السابقة المتوقعة والمرسومة من التجارب والخبرات وما يكمل ذواتنا , لهذا نجد من هو صوفي ومن هو شهواني ومن هو معتدل وكل منهم يحاول اثبات ذاته بطريقته الخاصة .
وأن هذا التغير الكيميائي الذي يحدث مع بداية مرحلة الاعجاب مؤقت غير مبرر وغير متطابق إلى مع ما نرتجيه من خلال تصوراتنا السابقة . وإن من اجمل ما يعبر عن وجهة النظر الخاصة بالنظرة الذاتية للحب هو ما كتب في ايطاليا 1950 من الكاتب تشيزاري “نحن لا ننتحر بسبب الحب من اجل امرأة , بل ننتحر لان الحب يكشف لنا عرينا وبؤسنا , ويظهر عزلنا وسط العدم “
الحب يكشف لنا ذواتنا لذا علينا ان نراقب طريقة تفكيرنا وما ننجذب إليه لأنه يحدد هويتنا العاطفية .
لذا لكل منا وجهة نظر خاصة عن الحب ملتصقة بالخبرة الذاتية مهما اختلفت مسميات الحب ومراحله وتدرجاته ستبقى خبرتك هي المقياس الصحيح الذاتي للحب .