عندما نتحدث عن حب الذات يراود أذهان الكثيرين أننا نقصد بذلك الأنانية…
فما هو حب الذات؟
وما هو الفرق بين حب الذات والأنانية؟
عندما نحب ذاتنا تتحقق المعجزات.. كيف؟
حب الذات هو تقديرك لنفسك, هو القيمة التي تراها وتعطيها لنفسك..
هو الصفات التي تصف بها نفسك فيراها الآخرون فيك…
عندما ترى نفسك فاشلاً فأنت كذلك حقاً وسيراك الآخرون كذلك..
و عندما ترى نفسك ناجحاً فأنت كذلك حقاً وسيراك الآخرون كذلك..
أن تحب ذاتك يعني أن تستطيع أن تتعامل مع هذه الذات وتتحاور معها..
أن تعاملها كأنها طفل صغير أمامك, تحبها, تعطف عليها, تعلمها من أخطائها دون عقاب وجلد ذات..
تخيل لو أن أمامك طفل صغير وقام بكسر شيء ما.. لو قمت بتوبيخه بشدة وضربه.. ما هي ردة فعل الطفل برأيك؟
سوف يبكي بشدة ويخاف منك, وسيحمل بداخله مشاعر غضب و كره لك وربما أكثر من ذلك..
بينما لو قمت باحتضانه وتقبيله مع أعطائه التعليمات بأن يكون أكثر حذراً في المرة القادمة لأنه يهمك أن يكون بخير وسلامة..
فماذا ستكون ردة فعل الطفل؟
سيبادلك مشاعر الحب وسيتعلم من خطأه لأنه شعر معك بالأمان.
وكذلك هي ذاتك.. عندما تجلد ذاتك باستمرار وتلوم نفسك على أبسط الأمور ولفترات طويلة , فإن مشاعر القسوة والاستياء تجاه هذه الذات سترتد عليك وستجذب لك أحداثاً أكثر قسوة وألم لتجلد نفسك عليها.
إذا كنت لا تستطيع أن تقدم هذا الحب والتقدير لنفسك فلا تنتظر أن يقدمه لك الآخرون, فذبذباتك التي تبثها لنفسك ستصل للآخرين ويعاملونك على أساسها..
واعلم أن كل ما تبثه في هذا الكون سواء كان خيراً أو شراً, حباً أو كرهاً سيعود إليك على حد سواء..
وهنا أقول لك عزيزي القارئ توقف عن جلد ذاتك, قدم لها الحب, عاملها
برفق ولين, و علمها من أخطائها بمحبة, وسامح نفسك والآخرين مسامحة غير مشروطة..
محبة الذات اللامشروطة هي من محبة الخالق. إذا لم تحب هذه الذات التي أعطاك إيها الله وتحافظ عليها فأنت تكره ما وهبك إياه الله, وبالتالي لا تحب خالقك.
قدّس هذه الذات بداخلك وكن صديقاً وفياً لها, فهي تلازمك على مدار 24 ساعة ومدى الحياة, فلذاتك عليك حق..
حب الذات لا يعني أبدا الأنانية كما يعتقد الكثيرون
الأنانية هي محبة نفسي على حساب الآخر أياً كان, وأن أتمنى لنفسي ما لا أتمناه للأخر. الأنانية هي أن أريد كل شي لي وحدي و أشعر بالغيظ والحسد تجاه أي شخص يملك ما لا أملكه.
بينما حب الذات هو حب وعشق داخلي يشع ليصل للآخرين .
محبة الذات لا تعني أن ألغي الآخر على حساب نفسي , بل تعني أن أحب نفسي وكل الكون, أحب نفسي وكل موجودات ومخلوقات هذا الكون بما فيها البشر والحيوانات والحشرات والجماد …. الخ.
تعني أن أحب نفسي وأحب الآخرين محبة لا مشروطة.
تعني أن أتقبل نفسي كما هي بسلبياتها وإيجابياتها مع إيماني المطلق بقدراتي على التغيير البناء والإيجابي.
عندما تحب نفسك وتقدسها ستشعر بقيمتك في هذه الحياة وما هي الرسالة من وجودك في هذا الكون.
يسألوني كثيرا كيف الطريق لمحبة الذات, سأقدم لكم خطوات مختصرة لتصل لمحبة ذاتك:
1- تصالح مع ذاتك وتقبلها كما هي وتوقف عن جلدها.
2- سامح نفسك والآخرين مسامحة غير مشروطة.
3- توقف عن العبارات والمشاعر السلبية تجاه نفسك والآخرين.
4- تحمل مسؤولية ما يجري من أحداث في حياتك وتوقف عن توجيه اللوم والإدانة للآخرين.
5- كن صديق نفسك, احتضنها, وتحدث معها كل يوم بمحبة.
( قف أمام المرآة مبتسماً في كل صباح وقل لنفسك: صباح الخير يا فلان, أنا أحبك جداً, أنا أحب كل أعضاء جسدي وممتنة لها, أنا متفائل وسعيد…الخ أكمل بالتوكيدات الإيجابية التي تريدها).
6- بث طاقة محبة لنفسك ولكل الكون في كل يوم, وطاقة شكر وامتنان لله على كل نعمه.
عندما تشعر بطاقة المحبة وطاقة الشكر والامتنان تشع بداخلك وتخرج منك للخارج لتصل للكون والخالق, عندها تكون بدأت بحب ذاتك فعلا, وعندها ستشعر بالسلام الداخلي بداخلك وتنطلق لحياة سعيدة هادفة.
وبالنهاية طاقة محبة لكم أعزائي القراء, وشكري وامتناني لكل من قرأ المقال واستفاد لو بكلمة واحدة.
شكري وامتناني لكل من علمني حرفاً وبشكل خاص لمعلمي وأبي الروحي الدكتور مصطفى دليلة.
محبتي: راما زنتوت