وجد الباحثون أن البالغين في الأربعينيات والخمسينيات من العمر ويعانون من مستويات عالية من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالإجهاد، كان أدائهم سيئًا بالنسبة للذاكرة والمهام المعرفية الأخرى مقارنةً بأقرانهم من نفس العمر ولديهم مستويات الكورتيزول متوسطة. وقالت الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب إن الكورتيزول المرتفع في الدم مرتبط أيضًا بحجم الدماغ الصغير.
وقالت الكاتبة المتخصصة في الدراسة، سودها سيشادري، أستاذة طب الأعصاب في جامعة سان أنطونيو والمديرة المؤسسة للجامعة، “أحد الأشياء التي نعرفها في الحيوانات هو أن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى تدهور معرفي”. وفي هذه الدراسة، ارتبطت مستويات الكورتيزول الصباحية المرتفعة في عينة كبيرة من الناس بأسوأ بنية للدماغ والذاكرة”.
الدراسة
خضع 2018 مشاركًا للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لقياس حجم الدماغ. وضم الفريق معاونين للدكتور فرامنغهام في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، وكلية الطب جامعة بوسطن، وجامعة كاليفورنيا، وديفيس في ساكرامنتو “. حيث تم قياس مستوى الكورتيزول في الدم (والذي يختلف على مدار اليوم) في الصباح الباكر (بين 7:30 و 9 صباحًا) في كل مشارك صائم، هذا واشتملت الدراسة على عينة صغيرة نسبيًا من المشاركين الذكور والإناث (متوسط العمر 48.5).
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة جاستن بي. اتشوفو تشيجوي، دكتوراه من كلية الطب بجامعة هارفارد ” يؤثر الكورتيزول على وظائف عديدة مختلفة، لذا من المهم إجراء بحث كامل في الكيفية التي قد تؤثر بها مستويات الهرمون العالية على الدماغ “. وبينما درست أبحاث أخرى الكورتيزول والذاكرة، فأننا نعتقد أن دراستنا المجتمعية الكبيرة هي أول من يستكشف مستويات الكورتيزول في الدم وتأثيره على حجم الدماغ، بالإضافة إلى مهارات الذاكرة والتفكير في الأشخاص في منتصف العمر “.
لاحظ الدكتور اشوفو-تشوغوي أنه تم ملاحظة فقدان الذاكرة وتقلص المخ في المشاركين متوسطي العمر في الدراسة قبل ظهور أي أعراض أخرى. وقال إنه من المهم أن يستشير الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول الأطباء لمساعدتهم في العثور على طرق للحد من الإجهاد، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الكثير من التمارين المعتدلة.
وقال الدكتور سيشادري ” إن وتيرة الحياة الأسرع اليوم ربما تعني المزيد من التوتر والقلق، وعندما نشعر بالضغط ترتفع مستويات الكورتيزول لأن هذا هو رد فعلنا على أي شيء يسبب لنا التوتر أو القلق، فعندما نكون خائفين أو مهددين بأي شكل من الأشكال، ترتفع مستويات الكورتيزول لدينا”. وتضيف هذه الدراسة إلى الحكمة السائدة بأنه ليس من السابق لأوانه أن نضع في اعتبارنا الحد من التوتر”.
اقرأ أيضاً : بهذه الطرق؛ ستحظى بحياةٍ أسهل وأكثر مرونة!
الآثار الجانبية للإجهاد وكيفية تجنبها
يسبب الشعور بالإجهاد أيضًا الصداع الطفيف أو الصداع النصفي، وهذا يرجع أساسًا إلى المواد الكيميائية مثل الأدرينالين والكورتيزول الذي تُطلق من الجسم أثناء التوتر، بالإضافة إلى ذلك فإنه يجعل عضلاتك متوترة، مما يؤدي إلى مزيد من الألم. والإجهاد في معظمه يؤدي إلى صداع التوتر، وهو النوع الأكثر شيوعًا من الصداع الذي يسبب ألم مستمر على كل الجانبين من الرأس. وغالبًا ما يصحب صداع التوتر شعور ثقيل في الرأس وخلف العينين والإحساس بالشد في عضلات الرقبة.
كما أن الإجهاد يساهم في اكتساب المزيد من الوزن، لأنك عندما تكون تحت ضغط، فإن الجسم يطلق هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يجعلك تتلهف إلى الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون، بالإضافة إلى ذلك فإن الضغط المستمر أو القلق يسبب تعب الغدة الكظرية، والذي بدوره يجعل الجسم يخزن المزيد من الدهون عن طريق زيادة حجم الخلايا الدهنية، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن. وبالتالي فإنه يعوق عملية الهضم ويسبب آلام في المعدة والانتفاخ والغثيان والقيء، مما ينتج عنه اضطراب في الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى التهاب مزمن فيه بسبب اندفاع الهرمونات، وسرعة دقات القلب وسرعة التنفس.
والإجهاد ليس جيدًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، وخاصة الربو، وفي الواقع يمكن للتوتر أن يؤدي إلى نوبات الربو، حيث مجرى الهواء بين الأنف والرئتين يضيق. ومن المهم أن نعرف أن الإجهاد لن يسبب حالة جديدة من حالات الربو، ولكنه قد يؤدي إلى تفاقم المرض لدى الأشخاص الذين لديهم بالفعل.
وعندما تكون تحت ضغط، فإنك تميل إلى التنفس بصورة أكثر صعوبة وأكثر سرعة، وهذه مشكلة خطيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو، كما قد تكون لديهم صعوبة في الحصول على ما يكفي من الأكسجين لسهولة التنفس.
وأجريت دراسة نشرت في مجله الدماغ والسلوك والحصانة تشير إلى أن الاستجابات العاطفية السلبية المرتبطة بالتجارب المجهدة في الحياة قد تثير ردود فعل تساهم في ضيق الشعب الهوائية وتفاقم الربو. وإذا كنت تعاني من الربو، فعليك الذهاب إلى طبيبك لمعرفة المزيد عن استراتيجيات الاسترخاء والتنفس التي يمكن أن تساعدك أثناء نوبات الربو المفاجئة.
وأخيرًا،
عليك أن تدرك أن الإجهاد والتوتر يسبب لك الكثير من المشاكل التي تؤثر على صحتك بشكل مباشر وتمنعك من ممارسة حياتك بشكل جيد.
اقرأ أيضاً :
بهذه الطرق البسيطة؛ ودع الحزن ورحب بالسعادة مجددًا
كيف تحب نفسك وتحسن علاقاتك مع الآخرين؟
بهذه الخطوات؛ كن سعيدًا في عملك!
المصادر: