الطاقة البشرية ( الجزءالأول )
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
في هذه السلسلة من المقالات سوف أركز على جوانب مهمة من علم الطاقة البشرية بشكل عام و القدرات الانسانية بشكل خاص للتعريف بامكانيات الانسان الكبيرة و تسليط الضوء بشكل مكثف على ظواهر و حوادث قد نشاهدها في مسيرة الحياة.
أولا : قانون التذبذب يقول قانون التذبذب إن كل شي في الكون يتحرك . وكل حركة هي ناتجة عن طاقة والذبذبة هي تجليات هذه الطاقة ، و للنجاح ذبذبة تختلف عن ذبذبة الإخفاق ، وللقوة ذبذبة تختلف عن ذبذبة الضعف .
في الجمال والحب ذبذبة طاقة تتجه إلى مثلها، فمن له ذبذبات روحية داعمة تكون تعبيراته حول الثقة والصدق والإخلاص والوضوح والإستقامة . لأنه يعيش الشفافية في أعماقه، ومن له ذبذبات روحية داعمة يكون منفتحاً على الإلهامات والحدس .. كطرق للمعرفة .
ولا يكتفي فقط على المصادر العقلية، الكبت والقهر والتهميش الذي عاشه الإنسان في مسيرة الحياة يعيق انطلاق ذبذبات الروح نحو الحب والسعادة .
ولذا لا بد من التخلص منها ، فالكبت يطغى على ذبذباتنا الداعمة للنجاح ، ويخلق التنافر الداخلي ويحجب صورتنا المشعة من الداخل إلى الخارج .
المشاعر الكاذبة والمخاوف المزيفة تعيق التواصل مع ذبذبات النجاح . فلا يتواصل مع الخير وأنت زائف !! الله عز وجل إله الخير ونحن نكون سعداء حين نطلق ذبذباتنا إلى خير الله وفضله وأقداره الجميلة .
ووفقا لهذا القانون يلتقي الخير بالخير.. علينا ـ عن طريق التأمل ـ أن نسافر مع الجمال والحب . لنلتقي مع أقوى الذبذبات، فللصمت ذبذبات رائعة الجمال .
حين تفهم الصمت على أنه : استماع صوتك الداخلى وهو يخاطب السماء .
كـــن واعياً بما يسمح للذبذبات الجميلة أن تنطلق لتلتقي و بقدرة إلهية مع مثلها، فالذبذبات الروحية تلتقي مع الأرواح الطيبة والأقدار الجميلة . مع وعيك بما يحبس ذبذبات ويعيق تواصل الذبذبات معها .
ثانيا : كل ما يتحرك ، وكل حركة لها إيقاع . وكل نفس لها ايقاع مختلف .
وكذلك للإزمنة و للأمكنة ايقاعها . كل شي له إيقاعه على الإنسان ، فالنهار والليل .. والنشاط والفتور ، كل ذلك له ايقاعه على الإنسان . المهم أن نميز بين ايقاع وآخر، بعض الناس يكون ايقاعه ليلياً ، وآخرون نهارياً . من المهم أن تعرف ايقاعك، ومن الخطأ تجاهل ايقاعات الزمن ، نحن لا يمكننا التحكم بالزمن . لكن بإمكاننا التيقظ لإيقاعاته .السلوك يتجاوب مع ايقاعات الزمن ، فمن يتقن عمله تتسارع لديه ايقاعات الزمن ، وكلما زاد الإتقان قل بذل الجهد ….
فقدراتنا تخضع للإيقاعات ، ففي أوقات تكون الإيقاعات عالية الذبذبة يفضل أداء الأعمال المركزة ، وترك الأعمال الرتيبة لوقت آخر، الحياة لا تخاض دائماً على ايقاع الحرب و الطواريء ، بل تكون هذه حالة استثنائية . إنما ايقاع الحياة هو السكينة ! تعرف على الإيقاعات السالبة كـ ايقاع الغضب والكراهية .. والملل . أو ايقاعات الأشياء والأشخاص الذين يهدرون طاقتك لتتجنبها …
وحتى تستفيد من هذا القانون إعمل جدولاً بـ الكلمات / الأزمنة / الأمكنة / الأشخاص / الأشياء . التي تتوافق مع ايقاعك وتهتم بها .
التطور والتغير يحدث عنه تباين واختلاف ، أي ينتج عنه عدم انسجام بين الأشخاص أو مع الأشياء والحل في التوازن لإعادة الانسجام … يكون الإنسان فرداً ثم بعد الزواج يصبح الواحد اثنان ، وبعد الإنجاب تتكون العائلة هذا التطور يحتاج إلى انسجام، الوظيفة الجديدة ، والسكن الجديد ، والزملاء الجدد ، و…الخ .
كل تغير في حياتك هو ينشد طاقة الانسجام ، أن أكون منسجماً مع نفسي ، يعني أن أكون محباً لها ويقظاً لحاجاتها الوجدانية والعقلية والبدنية .فإذا كنت جاداً في البحث عن الانسجام سوف يساعدك كل شي . لأن كل ماهو غير منسجم فإنه ينشد الانسجام، لذلك كن يقظاً أن كل اضطراب وقلق و تخلف للسرور والطمأنينة . إنما هو غياب للإنسجام بين داخلك وخارجك . بين عالمك والعالم . حبك لنفسك هو البداية لتخلق لك عالماً من الحب تنسجم به مع الوجود ( عالم الأشياء وعالم الأشخاص ) ، فالتفكير يكون نجاحاً روحياً حين لا تنساق لفعل كل ما يمكن فعله ! بل فقط إلى ما ينفع فعله ..
هل يمكن أن نفكر على مستوى النفس ؟ أليس التفكير عمل عقلي بحت ؟ يجب أن نعلم أن لوجداننا ومشاعرنا عالم من الذكاء فنحن لسنا مجبرين على كل شي فينا خاضع للدقة والمحاسبة ! نحن بالتسليم والرضا نحصل على أشياء جميلة . وهذا تفكير وجداني فيمكننا في المستوى الروحي أن نرتبط بذكاء التسامح والعطاء والشمولية والوفرة .. وكل ماهو عظيم وغير منتهي ولا محدود ،ومن خلال الحدس والإلهام وقوة الفراسة نحن نتصل بطاقة ذكاء هائلة.