خمس نصائح لتوازنٍ أفضل بين العمل و الحياة
خاص أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية
بدايةً إنَّ تخصيص المزيد من الوقت للأنشطة و الأشخاص الأكثر أهمية في حياتك يُعطيك دفعة للتَّغلُّب على الإرهاق, و إذا كنت تجدُ أنَّ التّوفيق بين مطالب عملك و بقيّة أنشطة حياتك باتَ أكثرَ صعوبة من أيِّ وقتٍ مضى, فالكثيرمن الناس يشعر بالمثل .
يعمل الكثير من الناس ساعات إضافية، أو يستمرون باستخدام هواتفهم الذّكيّة ليبقوا على تواصل مع العمل حتى عندما لا يكونون هناك بشكل فعلي. و يُفسِّر ذلك عالم النّفس روبرت بروكس، دكتور و مؤلف مُشارِك في كتاب (قوة الصمود : تحقيق التوازن و الثِّقة و قوة الشّخصية في حياتك), بأنَّ الكثير من الناس يواجهون صعوبة في إيجاد التوازن في حياتهم لأنّ هناك تخفيض لعدد العمال و تسريحات في أماكن عملهم و بالتالي فإنَّهم يخشون من حدوثِ ذلك لهم، فيعملون ساعاتٍ أكثر.
و يضيف بروكس: “و لكن حتى لو لم تستطع الحدّ من ساعاتِ عملك، يمكنك أن تسأل نفسك: ما هي الطرق الأخرى التي أستطيع فيها إدخال المُتعة إلى حياتي بشكلٍ أفضل؟ ركِّز وقتك و جُلّ اهتمامك على الأشياء التي يُمكنك السّيطرة عليها.”
فيما يلي خمس طرق لجلب المزيد من التّوازن إلى روتينك اليومي:
أضِف إلى جدول نشاطاتك فترات توقُّف عن العمل :
عندما تُخطِّط لإسبوعك، تأكد من تخصيص محطاتٍ فيه لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، و القيام بالأنشطة التي تساعدك على تجديد نشاطك.
إذا كان في جدولك موعد مع شريك حياتك أو لعبة بيسبول مع الأصدقاء، سيكون لديك شيء لتتطلّع إليه وحافزٌ إضافيٌّ لإدارة وقتك بشكل جيد لذا اعمل على عدم إلغائه.
ولتعرف اكثر عن الـخمس نصائح لتوازنٍ أفضل بين العمل و الحياة
تقول لورا ستاك خبيرة الإنتاجية في دنفر، ومؤلفة كتاب (الأكثر كفاءة: ستة مفاتيح للوصول لأفضل إنتاجية لك): “من النافع أن تكون سبّاقاً في إعداد جدول نشاطاتك”, و توضح: “فعندما أخرج مع صديقاتي، نطفئ جميعنا الهواتف المحمولة و نعمل على تثبيت موعد آخر على الجدول للخروج في وقت لاحق من الشهر القادم”.
كما تُخطِّط ستاك للكثير من النشاطات مع عائلتها، مثل الذهاب إلى السينما أو الحديقة، بعد ظهر كل يوم أحد, و تقول: “علينا أن نقوم بتثبيت هذه المواعيد على الجدول لأننا إذا لم نفعل ذهبت عطلة نهاية الأسبوع سدىً دون أن نقضي وقتاً مع من نحب”.
مايكل نيذارد ممثل و منتج إعلاني للتلفزيون في مدينة نيويورك، يستيقظ أبكر بثلاث ساعات من وقت العمل حتى يتمكَّن من الذّهاب للجري و قضاء بعض الوقت مع زوجته و طفله .
و يقول: “هناك الكثير من أصدقائي يستيقظون و يستحمون و يذهبون مباشرةً إلى العمل و غالباً ما يشكون من عدم وجود وقتٍ كافٍ لفعل أي شيء”, و يضيف: “عندما أستيقظ أبكر بثلاث ساعاتٍ من وقت العمل و أقوم بما أحب عمله أحسُّ أن يومي أصبح أكثر إنتاجيّةً و هدوءاً, و بالفعل فإنني أحسُّ بالفرق عندما لا أقوم بذلك”.
احذف الأنشطة التي تستنزف وقتك و طاقتك:
و تقول مارلين بادر يورك، دكتورة و عالمة نفسية و مدربة تنفيذية في نيويورك و كونيتيكت: “يُضيِّعُ الكثير من الناس وقتهم على الأنشطة أو الاشخاص التي لا تُضيف أي قيمةٍ لحياتهم – مثال ذلك: قضاؤك الكثير من الوقت و أنت تستمع لزميلك الذي يحبُّ الشّكوى و النّميمة”. و تنصح: حدِّد الأنشطة التي لا تُضيف أي قيمة لحياتك المهنية أو الشخصية، و قلِّل من الوقت المُخصّص لها.
و تقول ستاك: “قد تكون قادراً على إنهاء عملك بوقتٍ مبكِّر إذا فكّرت مليّاً: ماهو الشيء الذي يضيع وقتي فعلياً؟ و قلَّلت منه – مثال ذلك: الوقت الذي تقضيه على مواقع شبكة الإنترنت و وسائل الاتِّصال الاجتماعيَّة، و المُكالمات الشّخصيَّة، أو التّحقُّق من رصيدِ حسابك المصرفيّ”, و تضيف: “مثل هذه العادات تجعلنا أقلَّ كفاءةً دون أن ندرك ذلك”.
أعِد النَّظر في مهامِّك:
فكِّر هل بإمكانك تكليف أحدِهم بأيٍّ من أعمالك المنزلية أو المهمات التي تستغرقُ وقتاً طويلاً. هل يمكن أن تطلب البِقالة على الإنترنت و أن تطلب أيضاً توصيلها إلى المنزل؟ أو إعطاء نقودٍ لطفل الجيران ليقوم بجزِّ عشبِ مرجك؟ أو الطلب من محل التنظيف الجاف إيصال ثيابك المكويّة إلى منزلك أو مكان عملك؟ أو طلب الطوابع الخاصة بك على الإنترنت و بذلك لن تضطر للذهاب إلى مكتب البريد؟ حتى لو كنت لا تملك المال الكافي حالياً، قد تكتشف أنَّ الوقت الذي استطعت توفيره جديرٌ بالمال الذي خصَّصته لهذه الأعمال. و تقترح ستاك: “تستطيع استخدام طريقة تبادل الخدمات مع الأصدقاء, أي عرض القيام بالمهامّ التي تستمتعون بإنجازها أو التي خطّطتم للقيام بها على أي حال مقابل خدماتٍ أخرى يقوم الأصدقاء بها لك. يمكن أن تتبادل خدمات الاعتناء بالحديقة بخدمات مجالسة الأطفال مثلاً”، و تضيف ستاك: “إذا كنت تستمتع بطهي الطعام، يمكنك إعداد و تجميد وجبتين و تقديمهما إلى صديق مقابل تغليفه هدايا الأعياد لك”.
لكي تحقق هذه الـ خمس نصائح لتوازنٍ أفضل بين العمل و الحياة
اجعل للتمرينات الرياضية جزءاً من جدولك:
من الصعب أن تخصّص الوقت لممارسة الرياضة عندما يكون لديك جدول حافل بالأعمال، لكنها قد تساعدك في نهاية المطاف في إنجاز المزيد من الأعمال من خلال زيادة مستوى طاقتك و قدرتك على التركيز.
يقول بروكس : “تبين البحوث أن ممارسة الرياضة يمكن أن تساعدك على أن تكون أكثر يقظةً. و يضيف: “لقد لاحظت أنني عندما لا أقوم بالتمرينات الرياضية من أجل توفير الوقت لكتابة بعض التقارير لا أشعر بالنشاط”.
سامانثا هاريس و هي محامية تعمل لحساب منظمة غير ربحيّة في فيلادلفيا، تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع صباحاً قبل أن تستيقظ عائلتها و تقول: “إن ذلك يعطيني دفعة نشاط لبقية يومي”, و تضيف: “أشعر بصفاء الذهن و هذا يعطيني وقتاً لنفسي أثناء النهار”.
تذكر أن القليل من الاسترخاء له تأثير كبير على المدى الطويل:
لا تحتاج إلى إجراء تغييرات كبيرة لتحقيق مزيد من التوازن في حياتك. يوصي بروكس بوضع أهداف واقعية، مثل أن تغادر عملك مبكراً مرة واحدة في الأسبوع و رويداً رويداً أدخل أنشطة مهمّة لك في جدول نشاطاتك, و يضيف : “ربما يمكنك أن تبدأ من خلال قضاء ساعة في الأسبوع في ممارسة هوايتك كالنِّجارة، أو أن تخطِّط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع زوجتك مرة واحدة في العام”.
حتى خلال يوم حافل، يمكنك أن تأخذ عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة للقيام بشيءٍ من شأنه أن يجدِّد نشاطك. تقول ستاك: “استحمّ أو اقرأ رواية تافهة، أو اذهب للنزهة، أو استمع إلى الموسيقى”، و تضيف: خصِّص القليل من الوقت للأشياء التي تُشعِرك بالفرح.
ترجمة : سارة فتيح
تدقيق : رفاه منير الصابوني
تدقيق لغوي : راما الشامي
تنسيق : محمد الصواف
إقرأ المزيد هنا في هذه الروابط:
كيف تجعل حياتك أفضل بعشرين خطوة
13 نصيجة من الأشخاص أكثر الأشخاص نجاحاً في العالم
هذا المقال بعنوان / خمس نصائح لتوازنٍ أفضل بين العمل و الحياة