علاج الفوبيا الرهاب الاجتماعي ( القاتل الصامت )
الفوبيا الاجتماعية (القاتل الصامت)
Leen Mor – أكاديمية نيرونت لـ التطوير و الإبداع و التنمية البشرية .
سنتناول في هذه المقالة الرهاب الاجتماعي و علاج الرهاب الاجتماعي
يعرف الرهاب ( الفوبيا ) الاجتماعي بأنه مجموعة المشاعر السلبية المتمثلة بالخوف والقلق والخجل وقلة الثقة بالنفس التي تنتاب المصاب بالرهاب ( الفوبيا ) الاجتماعي عندما يضطر للتحدث أو القيام بعمل أمام الناس لأنه عادة ما يتجنب التفاعل مع الناس كتلبية دعوة أو القيام بنشاط مع الأصدقاء أو حتى الحديث على الهاتف… والشخص المصاب بالفوبيا الاجتماعية ،عادة مايتجنب المطالبة بحقوقه ، ويسمح للآخرين باستغلاله ، ولا يجيد التعبير عن ما بداخله ، وعادة ما يكون بحالة من العذاب الداخلي ،والحزن الغير مفسر للآخرين،كما يتعرض للفهم الخاطئ ،ويتكبد الكثير من الخسائر على الصعيد الشخصي والاجتماعي،لعدم قدرته على التصرف بتلقائية ،وتخبط مشاعره،وارتباكه وخجله،رغم معاناة الشخص المصاب بالرهاب ( الفوبيا ) إلا أنه يخاف من مواجهة مشكلته وطرحها أمام المختصين لوضع نهاية لمعاناته الكبيرة.
علاج الفوبيا الرهاب الاجتماعي ( القاتل الصامت )
وهذه الفوبيا لا تنشئ من العدم ،إنما هناك عوامل وراثية وتشكل النسبة الأقل لا تتجاوز ال٢٠٪،والنسبة الأكبر وتصل حتى٨٠٪ تكون أسبابها اجتماعية تعود لمرحلة الطفولة غالبا، بسبب أسلوب التربية الخاطئ،المتمثل بالتشدد والتسلط الذي يفرض على الطفل،بمراعاة مشاعر الناس و راحتهم،على حساب طفولته …… كما أن توبيخ الطفل بشكل متكرر أمام الناس والسخرية منه،ذلك من شأنه مع الوقت تخفيض التقدير الذاتي وضعف الثقة بالنفس،وتشويه عفويته ، وتجعله مع الأيام يتصرف بحذر وخوف من أي تصرف أمام الناس خشية انتقاده ،وعدم ثقته بأدائه، لينتهي به المطاف بتفضيل العزلة،وعدم الانخراط مع الجماعة….
إن هذه الأعراض بالرغم من محاولة إخفاءها من قبل مريض الرهاب ( الفوبيا ) إلا أن نتائجها السلبية واضحة جدا،وهدامة ،لأنها تؤثر على فكره، من الداخل، والأفكار هي الأساس وهي من تصنع واقع الإنسان إما جنة أو جحيما،ولابد للمصاب بالرهاب ( الفوبيا ) أن يعي هذه الحقيقة ويسعى للخلاص من ذاك القيد الذي يكبل إنسانيته ويعرقل نجاحه، ويطمس ايجابياته التي طالما غفل عنها، ويبادر إلى التعافي من هذه الآفة ،بالعلاج الدوائي والسلوكي وهو الأهم ويمكن الاكتفاء بالعلاج السلوكي،إذا تملكنا الإرادة واتبعنا الخطوات التالية :
1-القناعة التامة بتغيير الأفكار: إذ لابد لأي إنجاز أو نجاح أو حتى شفاء أن نحققه من الداخل أولا، فالرغبة الصادقة بالشفاء ،مع تغيير لتلك المشاعر السلبية من خوف وخجل لا مبرر له، اسأل نفسك ما الداعي لتلك المشاعر ،هل هناك شيء يستحق أن أعذب نفسي لأجله هكذا،ماذا أضافت لحياتي،وماذا أخذت مني؟؟؟؟ ستجد أنك سجين أوهامك…… . خذ القرار وابدأ عهدا جديدا ،تمحو به تلك المشاعر الهدامة،لتحظى بالحياة الطبيعية الهادئة التي تستحق.
علاج الفوبيا الرهاب الاجتماعي ( القاتل الصامت )
2-البدء بالمواجهة: وهي الخطوة الأصعب،وقد يقدم عليها بعد العديد من التحديات الداخلية،في موقف معين،لكن تلك الصراعات وتخبط المشاعر،وحالة الضغط النفسي التي تنتابه خلالها،تجعله يتجنب تكرارها بعد ذلك،وهذا هو عين الخطأ !!! إذ أن الخطوة الأهم ليست القيام بالمواجهة،بل استمرارك بها، سيسهل الأمر مرة بعد مرة….. لكن تجنب الهروب وواجه الموقف.
3-تغيير صورته الذهنية عن نفسه: بالتركيز على الإيجابيات وتقدير صفاته وانجازاته مهما صغرت،وتسليط أفكاره على ما وهبه الله من نعم وصفات قد لا تتوفر عند كثيرين،وحتى إن كان لديه جانب سلبي حقيقي فلا أحد كامل…. والأجدر رؤية الجانب المضيء،
4-الاسترخاء والتجاهل: لابد لمريض الرهاب ( الفوبيا ) إن كان ينوي فعلا التعافي…أن ينتهج منهج الاسترخاء والتجاهل،فلا يحاسب نفسه بشكل مفرط،يتعب فكره بالمثالية لإرضاء الناس،فإرضاء الناس غاية لا تدرك،ولابد أن يعي أن حياته محدودة فلا يضيعها بالخوف والهروب،…..تجاهل المشاعر السلبية استبدلها بإيجابية،و واجه الحياة بقوة وتفاؤل وإحسان الظن بالله أولا،وبنفسك ،وبالناس.
5-البدء بالمبادرة : عندما نكون قد تجاوزنا المراحل الأربعة من التخلص من الرهاب ( الفوبيا ) ،يأتي دور نفض غبار الرهاب ( الفوبيا ) والبدء بالمبادرة،والثقة….. فأبدأ بدعوة أصدقاء،مشاركة نشاط جماعي،الاطمئنان على الأقارب بالهاتف،ومن ثم أبدأ بالتفكير بمناقشة مواضيع صغيرة مع الآخرين،حتى أصل لمرحلة أطالب فيها بحقوقي وأحميها من المستغلين. *إن التحلي بالشجاعة هي أهم مقومات مواجهة النفس،ومواجهة مجتمع تربى على الخوف والخجل والمقارنة وإرضاء الآخرين…….. . اختر سعادتك،اختر نجاحك…..وادحر تلك الأفكار والرواسب البائدة من حياتك،لتحظى بالأمن النفسي،والاستقرار والبهجة في حياتك.