التفكير السلبي وطرق التخلص منه بسهولة

التفكير السلبي وطرق التخلص منه بسهولة

هل تشعر بالإحباط أحياناً؟
هل تشعر بأن واقعك اسود؟
هل تحس بنوع من الفشل قبل حتى البدء بأي عمل؟
إذا كنت كذلك فهذا هو التفكير السلبي أو التشاؤمي الذي قد يسبب في كثير من الأحيان الاكتئاب والانعزال وأحيانا يقود إلى بعض الأمراض النفسية الخطيرة.
فالتفكير السلبي إذاً هو تلك النظرة التشاؤمية التي ننظر بها لكل ما يحيط بنا وتقترن هذه النظرة بالحكم المسبق على جميع ما نقوم به من أعمال فالتفكير السلبي كمعنىً هو المفهوم العكسي للتفاؤل والنظرة الحيوية للعالم المحيط.
يجب أن نقرن التفكير السلبي بالثقة والمجتمع المحيط، فإذا ما فترضنا ذلك فالثقة هي العنصر الأساس كلما ضعفت الثقة بالنفس كلما زاد تأثير التفكير السلبي علينا وكذلك المجتمع المحيط من أهل وأصدقاء ومدرسة …

علينا في البداية أن ننوّه إلى أهمية الابتعاد عن التردد وكذلك التصرف نتيجة الانفعال اذ أنه غالباً ما يكون التعامل مع التفكير السلبي على أنه حقيقة وواقع دون أن نعلم وكمثال على ذلك الغضب: فحين تغضب أنت تتصرف وربما تشتم وتخطئ ولكن بعد أن تهدأ تندم على الأشياء التي فعلتها وتحس بأن غضبك كان بلا فائدة .

مقارنة بين التفكير السلبي والايجابي:
التفكير السلبي وطرق التخلص منه بسهولة

التفكير السلبي وطرق التخلص منه بسهولة

هل للتفكير السلبي أسباب واضحة؟ كيف نتجاوزها؟
1-      ان تأثير الانتقادات الهادمة والتهكم ممن هم حولنا سواء أسرتنا أو مدرسينا هو من أولى الأسباب في تنمية التفكير السلبي وجعله مسيطرا في حياتنا , وبالمثل فإنه يتوجب علينا توجيه الانتقادات البناءة والتي تعطي نتيجة سريعة ولا تأتي بنتائج سلبية فمثلاً إن أردت توجيه انتقادك لشخص بالنسبة لموضوع قد كتبه فابدأ بالمديح كأن تقول له إن موضوعك رائع وقد أبدعت باختياره وانظر لربما إن عدلت هذه واضفت هذه سيصبح موضوعك أشمل وأدق وسيأتي بنتيجة أفضل , دون أن تشعر فقد أعطيت هذا الشخص الذي انتقدته دفعة إيجابية كبيرة نحو الأمام ومن ثم قوّمت له المسار قليلاً دون ان يحس بأن شيئاً قد فرض عليه وبذلك ستصبح مصدر ثقة بالنسبة له .
2-      إن لضعف الشخصية والتردد وكذلك الانقياد وراء الانفعالات دون أن نعي ما هي النتائج دور كبير في التأثير السلبي فإذا ما حافظنا على هدوئنا وبالتالي زدنا من إيجابية شخصيتنا ذلك سيجعل من التفكير السلبي أمراً بعيداً عن الوصول إلينا.
3-      التركيز على نقاط الضعف وتضخيمها: لا أحد منا ينكر وجود نقاط ضعف فيه ولكن الحكيم من الأشخاص هو من يحاول تسوية نقاط الضعف هذه وتقويمها ثم الانطلاق لرؤية الميزات الإيجابية منها فمثلاً الكثير منا يرى نقطة ضعفه أنه بطيء في تنفيذ الأمور فيتوقف عن فعل ذلك ويرفض أن يبدأ بأي عمل، لو تخيلنا ان نفس الشخص رأى من بطء أعماله أنها ربما تكون بسبب الدقة في العمل بتكرار هذه العبارة سيصل لا شعورياً هذا الشخص لإتقان أعماله بصورة يعجز عنها الكثيرون , فيعمل العقل الباطن عنده على هذه الفكرة ليجعل منها حقيقة.

التفكير السلبي وطرق التخلص منه بسهولة

4-      الإيجابية والمشاركة الاجتماعية لزيادة الخبرات: فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه ليس لديه الوقت الذي يتسع لأن يتعلم ويجرب كل شيء في هذه الحياة ولكن إذا ما استفاد من الخبرات في ظل التعاون بينه وبين الأفراد في مجتمعه بصورة إيجابية ذلك سيعطيه النتيجة التي يريدها ويحسن من فكره الإيجابي ويبعد السلبيات من الأفكار.
5-      المقارنة مع المتفوقين من الافراد غيره: برأيي الشخصي المقارنة هي مجرد موضوع فاشل قد وضع للحد من الإنجازات التي يمكن أن يصل إليها شخص ما بطريقة ما .
لكل منا مواضع تميز يمتاز بها عن غيره وأسلوب معين في تعامله مع المجتمع ومع أعماله لذا لا يجب على أي شخص أن يضع لك المسار الذي تتنقل ضمنه رابطاً نجاحك بأشخاص آخرين لربما انت أفضل منهم بكثير ولكنهم قد استغلوا فسحة ضيقة من الأمل انت لم تكتشفها بعد !!
6-      السلبيات في الصغر: لربما يتعرض أحدنا لأفكار سلبية نتجت عن توبيخ أو نقد له وهو صغير وهكذا كبرت معه وتضخمت حتى أصبحت تفكيراً مثبطاً لا يلبث أن يتحول إلى حاجز بين الفرد وأي نجاح يمكن أن يحرزه.
7-      الحساسية تجاه النقد: لا ننكر أن الكثير منّا قد يكون لديهم بعض الحساسية تجاه النقد فتجدهم سرعان ما ينفعلون ويعجزون عن إتمام أي عمل قد بدأوا فيه وينسحبون حتى قبل أن يفشلوا حقيقةً.
8-      الفراغ الذي يمر به الانسان سواء كان مندرجا تحت أي شكل فكما قيل نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلت بالشر لذلك فعليك ان تستفيد من كل لحظة وتشغلها في تطوير شخصيتك وسحب الإيجابيات من حولك لترسم صورة أكثر إيجابية لربما يمكن أن تتحول فيما بعد لشخصية هي الأكثر نجاحاً في مجتمعك.
9-      الأصدقاء السلبيين: كثيرا ما نجتمع في حياتنا مع اشخاص يكثرون من كلمة لن تفلح ولن تنجح ومن هذه الكلمات والأفكار السلبية التي تخلق جوا معاكساً للنجاح فهي تحبط أي عمل وتدفعنا لتجنب المحاولات وإن أمكن القول استغلال الفرص التي يمكن ان تأتينا وتغيّر حياتنا تماماً.

التفكير السلبي وطرق التخلص منه بسهولة

10-  القلق والتردد هما العدوين اللدودين للإيجابية فما إن تبدأ بشعور القلق تجاه أي شيء ستبتعد عنه وتخافه وهكذا تتحول إلى الانسان السلبي الذي يبتعد عن إحراز أهدافه وتحقيق النجاح.
11-  المشاهدات السلبية: وهذا نراه كثيراً هذه الأيام وهو الأشد خطرا على مجتمعنا فكثيرون هم من يرغبون ببناء مجتمع سلبي التفكير منذ الصغر وتنشئته هكذا حتى يكبر فإن أخذنا مثالا عن القصص وبرامج الأطفال سنجد فيلما كرتونيا يروي قصة في قمة الفشل ذلك الذئب أو القيوط الذي يلحق الطاووس فهو يفشل دون أن يمكسه وكذلك الأمر بالنسبة للمسلسل الكرتوني توم وجيري !!
هذه الفكرة ستستحوذ على التفكير مهما بدت صغيرة وغير مهمة ولكن بنظرة بعيدة يمكن أن نرى الصورة بشكل أوضح .
12-  النظرة التشاؤمية والسوداوية: كأن ننظر إلى أي شيء بنظرة كئيبة ومملة نظرة يملؤها التشاؤم ويفتقد إليها الأمل.
 
إن تجنب التفكير السلبي يكمن في تفادي الأسباب وتقويمها وتحويلها لنقاط إيجابية نصل بها إلى المعنى الإيجابي:
فالحل يكمن في بناء الثقة بأنفسنا من خلال تقوية الشخصية وتجنب التردد وتذكر أنه نسبة النجاح في أي مشروع هي 51% وليس أقل وكلما تقدمنا في الطريق نحو النجاح فالنسبة تزيد هذه هي الحقيقة فمجرد البداية بالسير في طريق النجاح هي النجاح حاول دائما ملء وقتك بكل ما هو إيجابي وابتعد عن الأشخاص السلبيين وحاول أن تقابل الجميع بابتسامة حتى تشارك في نقل الإيجابية للغير
في نهاية حديثي لن أنسى أن أنوّه إلى أهمية المصالحة مع النفس بغية الوصول للسلام الداخلي الذي هو الدافع لوقف التفكير السلبي والذي يبعدنا عن التأثر إلى حد كبير وحتى لو تأثرنا لن نسترسل وراء المشاعر والانفعالات بالشكل الكبير ولن نصل إلى تلك الدرجة التي بها سنخسر نفسنا قبل أي أحد.
أشكر لكم قراءة هذه المقالة وأتمنى أن أكون قد ساهمت ولو بالقليل في تقديم شرح موضح لكلمة مبهمة عند الكثيرين لربما قد سمعوا بها ولكنهم لم يعوا أهمية تجنبها جيداً.
 كن إيجابياً وانشر هذه المقالة.
عصمت علي – أكاديمية نيرونت
لقراءة المزيد من المقالات من هنا